على خلفية الصراعات الأمريكية: ثلاثة نواب جمهوريين في دمشق

31-03-2007

على خلفية الصراعات الأمريكية: ثلاثة نواب جمهوريين في دمشق

الجمل:     يوجد حالياً في سورية ثلاثة من النواب الجمهوريين، الأعضاء في مجلس النواب الأمريكي، وذلك في زيارة للعاصمة السورية دمشق تستغرق ثلاثة  أيام.
أعضاء مجلس النواب الذين يقومون بالزيارة، هم:
- فرانك وولف: الحزب الجمهوري- ولاية فرجينيا.
- جو بيتس: الحزب الجمهوري- ولاية بنسلفانيا.
- روبرت ايدرهورت: الحزب الجمهوري- ولاية ألاباما.
برغم عدم وجود الكثير من المعلومات التي تتعلق بموضوع هذه الزيارة، إلا أنه تجدر الإشارة إلى الملاحظات الآتية:
• الزيارة تمت بمبادرة ورغبة خاصة من النواب، وليس بتكليف من الحكومة الأمريكية، أو مجلس النواب الأمريكي أو الكونغرس أو أي من اللجان النوعية التابعة لمجلس النواب والكونغرس الأمريكي التي يعمل فيها هؤلاء النواب الثلاثة.
• المعلومات في الصحافة وأجهزة الإعلام الأمريكي حول زيارة هؤلاء النواب غير متوفرة، وكان المصدر الوحيد للمعلومات يتمثل في المواقع الالكترونية الخاصة بهؤلاء النواب.
• لم يصرح النواب الثلاثة للصحافة أو الإعلام الأمريكي والعالمي عن طبيعة زيارتهم إلى  سورية.
• برغم التنوع الديني في انتماءات أعضاء مجلس النواب الأمريكي، إلا أن النواب الثلاثة يتميزون بانتمائهم للمسيحية البروتستانتية، مع فارق في الانتماء الطائفي الفرعي، ونلاحظ:
- فرانك وولف: بروتستانتي، بريسبيري كالفيني.
- جو بيتس: بروتستانتي، انجليكاني.
- روبرت إيدرهورت: بروتستانتي، كونقريقيشني.
• توقيت الزيارة جاء في فترة تتميز بالآتي:
* تصاعد التوترات:
- داخل العراق.
- بين أمريكا وإيران.
- الصراع الفلسطيني- الفلسطيني.
- الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
- استمرار الأزمة اللبنانية.
* الخلافات والصراعات داخل أمريكا:
- بين البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي.
- بين الرأي العام الأمريكي والإدارة الأمريكية.
- انحدار مصداقية الإعلام الأمريكي.
- تزايد الانتقادات للسياسة الخارجية الأمريكية.
- تزايد الانتقادات لدور اللوبي الإٍسرائيلي.
ويعتبر النائب فرانك وولف، صاحب الدور الأبرز في إنشاء لجنة بيكر- هاميلتون (مجموعة دراسة العراق)، وعلى خلفية هذه المعطيات، نلاحظ أن الأكثر أهمية يتمثل في أن النائب فرانك وولف، قد قام بوضع مبادرة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.. وتتمثل أبرز ملامح مبادرة فرانك وولف في الآتي:
• تم الإعلان عن المبادرة في يوم 22آذار 2007م.
• أبرز اللاعبين في المبادرة هم:
- دينيس روس (السفير) الباحث الرفع المستوى في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ومبعوث السلام الأمريكي السابق في الشرق الأوسط.
- توني هال (السفير)، عمل في الكونغرس خلال الفترة من عام 1979 وحتى عام 2002م.
• المبادرة تقوم على جانبين، هما:
- الاعتبارات الاقتصادية.
- الاعتبارات الدينية.
وحول المبادرة، قال النائب وولف بأنهم اهتموا بعمق وسابقوا الزمن من أجل العثور على حل سلمي للمسائل والقضايا التي تفصل بين الشعوب في الأرض التي يراها الجميع مقدسة، وأضاف وولف قائلاً بأنه في منطقة الشرق الأوسط يلعب الدين دوراً هاماً في حياة الشعوب بحيث:
- اليهود يتمسكون بالحائط الغربي.
- المسيحيون يتمسكون بكنيسة المهد والقيامة.
- المسلمون يتمسكون بقبة الصخرة والمسجد الأقصى.
كذلك، اتهم النائب الجمهوري وولف الإدارة الأمريكية بعدم القدرة على التعامل بواقعية مع حياة الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة.. (أي منطقة شرق المتوسط).
وأشار وولف إلى أنه وضع المبادرة بحيث تتضمن جنباً الى جنب، الجوانب الدينية مع الجوانب الاقتصادية، بحيث يتم تسيير المبادرة على النحو الآتي:
- المسار الديني: ويشرف عليه عضو الكونغرس السابق توني هال، وذلك بسبب معرفته العميقة بالجوانب الدينية وخبرته في بناء وتمديد جسور التفاهم والتعاون بين الشعوب.
- المسار الاقتصادي: ويشرف عليه السفير الأمريكي، ومبعوث سلام الشرق الأوسط السابق دينيس روس.
الإشراف على ا لمبادرة سوف يتم بواسطة مركز دراسة الرئاسة، والدعم والمالي للمبادرة سوف تقوم به وكالة التنمية الدولية الأمريكية (أي المعونة الأمريكية USAID).
وعموماً لا يوجد مسار سياسي في المبادرة، وهو مسار هام، لأنه يتضمن الجوانب الأمنية وغير ذلك، كذلك ثمة ملاحظة أخرى تتمثل في وجود (دينيس روس) كلاعب أساسي في المبادرة، وعلى خلفية ما قام به دينيس روس خلال فترة وجوده في الشرق الأوسط، وأيضاً ما ظل يكتبه ويدلي به على صفحات ومنابر معهد الشرق الأدنى لسياسة الشرق الأدنى، فإن خط المبادرة من النجاح سوف يكون ضئيلاً، وذلك بسبب ارتباط دينيس روس الشديد بـ:
- منظمات اللوبي الإسرائيلي.
- مراكز دراسات اللوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد.
- تأييده الشديد لغزو العراق، ولضرورة بقاء القوات الأمريكية في العراق، وعدم انسحابها.
- تأييده للعدوان الإسرائيلي ضد حزب الله اللبناني واحتلال جنوب لبنان في حرب الصيف الماضي.
- يعتبر دينيس روس صاحب فكرة أن تقوم الإدارة الأمريكية ببناء مظلة عربية، أو تحالف عربي يضم الدول والقوى المؤيدة لأمريكا في المنطقة مثل: الأردن، مصر، السعودية وبلدان الخليج، ومنظمة فتح، وحكومة السنيورة، وذلك من أجل عزل القوى المتطرفة والرافضة مثل: سوريا، إيران، حماس، وحزب الله اللبناني.. وقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية لاحقاً بتطبيق اقتراح دينيس روس، الأمر الذي أدى إلى بروز (تجمع المعتدلين العرب)، مما أحدث الانشقاق والمزيد من الخلافات في الصف العربي.
وبعد كل ذلك، تُرى، هل سينجح دينيس روس في إدارة هذه المبادرة وصولاً الى السلام العادل.. وليس السلام الإسرائيلي.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...