عفاريت بوش

30-04-2006

عفاريت بوش

صداع مزمن في رأس بوش .. هذا ما أطلقه المراقبون على نشر شريطين بصورة مفاجئة ومتتالية لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ولزعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوى في الثالث والعشرين والخامس والعشرين من إبريل ، الأمر الذي سبب حرجا كبيرا للرئيس الأمريكى جورج بوش وصعد من الانتقادات الداخلية للحرب التي يشنها على مايسميه بالإرهاب ، كما أثار التساؤلات حول مغزى هذا الظهور المفاجيء ، وتأثيره على الأوضاع في العراق .


    وكانت فضائية "الجزيرة " الإخبارية قد بثت في الثالث والعشرين من إبريل تسجيلا صوتيا جديدا منسوبا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تحدث فيه عن العراق وفلسطين والسودان والشيشان والصومال وماأسماه بالحرب الصليبية على الإسلام.


   وقال بن لادن في أول شريط منسوب إليه منذ بداية يناير من العام الجاري، وفيما يشكل إطلاعه على المستجدات العالمية،:"إن الحصار على حكومة حماس يثبت أن الغرب يشن حربا وصفها بالحرب الصليببة على الإسلام ، ورفض حركة حماس بعد أن فازت فى الانتخابات التشريعية يؤكد أن هناك حربا صليبية صهيونية ، والحرب مسئولية تضامنية بين الشعوب والحكومات ، والحرب مستمرة والشعوب تجدد الدعم المادى والمعنوى للحكومات وبلادنا تحرق وشعوبنا تقتل ولا يبالى بنا أحد ويكفيكم مثالنا الانتهاكات الصارمة ما قامت به إسرائيل فى سجن أريحا مع تواطؤ لأمريكا وبريطانيا".


   وحول السودان ، قال بن لادن "إن مايجرى فى السودان سواء فيما يتعلق بالجنوب أو دارفور هو جزء من الحرب الصليبية ، بعد أن سقطت الدولة العثمانية وتقسيمها إلى عشرات الدول والاستيلاء عليها وعادت بريطانيا وفصلت السودان عن مصر وفصلت بعد ذلك جنوبه وحثتهم للمطالبة بالانفصال عن السودان ، ثم تبنته أمريكا بالدعم المادى والمعنوى وضغطت على حكومة الخرطوم لتوقيع اتفاقية ظالمة تسمح للجنوب بالانفصال عن السودان بعد ست سنوات ، ومضى قائلا : فيلعلم البشر وبوش أن هذا الاتفاق لا يساوى قيمة الحبر الذى كتب عليه، وأضاف أن أمريكا تقوم بإثارة فتنة أخرى ومنها فتنة غرب السودان ، وإقامة حرب شعواء تمهيدا لارسال قوات صليبية، فهى حرب صليبية مستمرة ضد المسلمين".


   ودعا زعيم تنظيم القاعدة المجاهدين وأنصاره عموما أن يعدوا كل ما يلزم لادارة حرب طويلة مع اللصوص الصليبيين فى غرب السودان ، وهدفنا الدفاع عن السودان وأرضه ، وحث بن لادن على مواصلة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال توسيع المقاطعة لتشمل الولايات المتحدة والدول الاوروبية التى تضامنت مع الدنمارك التي أساءت إلى الرسول الكريم ، وحذر من الاستماع الى المستهزئين بالدين والمسمين أنفسهم المفكرين العرب ، وحذر من الغزو الثقافى الذى يجتاح العالم الإسلامى عبر المحطات الفضائية ، وحذر من الاستجابة للضغوط التى تهدف إلى تغيير المناهج .


   وحول عرضه سابقا لهدنة مع العالم الغربى ، أكد ان رفض الهدنة يؤكد أن ساسة الغرب لا يرغبون فى الحوار ، واستطرد قائلا : "إنهم يستهزؤن بالاسلام عندما تدمر طائراتهم البيوت في فلسطين والعراق والشيشان ويبتسمون بعد ذلك (الغرب ) ويقولون نحن لا نعادى الاسلام ، والواقع يكذبهم فساسة الغرب يريدون استغفالنا لكسب الوقت ، ولا يريدون هدنة الا من طرف واحد فقط ". وضرب بن لادن أمثلة لتعرض البلاد المسلمة لحرب صليبية كالشيشان التي تشهد سحق المسلمين وربط اجسادهم ، فى العربات المجنزة، فضلا عن اذلال المسلمين فى الصومال وضرب الالاف منهم وشويهم على النار.


   ورغم أن البيت الأبيض أكد صحة التسجيل طبقا لمصادر الاستخبارات الأمريكية، فإن سفير الولايات المتحدة في بغداد زلماي خليل زادة قلل من أهمية ما جاء فيه ، وأشار زاده إلى أن بن لادن يريد أن يظهر على أنه ما زال لاعبا أساسيا، ويرغب بلفت الانتباه وأنه ما زال على علاقة بما يدور من أحداث ، ومن جانبها ، وجهت النائبة الديمقراطية في الكونجرس الأمريكى جين هارمن اللوم إلى إدارة بوش لعدم تمكنها من إلقاء القبض على بن لادن حتى الآن ، وقالت إن هذا الشريط يذكرهم أن أسامة بن لادن مازال طليقا بعد مرور أربع سنوات على هجمات الحادى عشر من سبتمبر رغم أنه هدف لأكبر عملية مطاردة فى التاريخ.


   كما انتقد السيناتور الديمقراطي جون كيري الذي كان مرشحا للانتخابات الرئاسية الامريكية لعام 2004 وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد لأنه لم ينجح في إلقاء القبض على بن لادن ، وقال في تصريح لشبكة التليفزيون الامريكية "آي بي سي" ، :" هذا يظهر عجز هذه الحكومة عن إلقاء القبض عليه، وهذا أحد الأسباب التي يجب أن يستقيل دونالد رامسفيلد من أجلها.


   وأضاف كيري أن بن لادن لايزال طليقا بالرغم من مليارات الدولارات التي صرفتها واشنطن في مجالات التسليح اللوجستي والآلة الحربية ومصاريف الجنود والعتاد من أجل إلقاء القبض عليه ، وبعد يومين من بث شريط بن لادن ، ظهر أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في أول تسجيل مصور له نشر على أحد مواقع الانترنت، وبثت قناة الجزيرة الفضائية مقتطفات منه في الخامس والعشرين من إبريل، متوعداً بإلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة، وذلك في ظهور نادر لرجل بات من أكثر المطلوبين في العالم.


   وقال الزرقاوي : " والله لنهزمن أمريكا في العراق ولنخرجنها من أرض الرافدين مهزومة ذليلة حقيرة " ، ووعد الزرقاوي الذي ظهر وهو يصغي إلى مقاتلين يطلعونه على آخر المستجدات في مدينة الرمادي في غرب العراق ، باستمرار المقاومة ضد القوات الصليبية (الأنجلو أمريكية) في بلاد الرافدين ، موضحا أن المجاهدين يقاتلون على الرغم من الحملة الصليبية المستمرة منذ ثلاث سنوات ، وأنه حينما دخل العدو الصليبي العراق كان يعتزم السيطرة على الامة الاسلامية ودعم الكيان الصهيوني .

   وهاجم الزرقاوي الحكومة العراقية بشدة ووصفها بأنها عميلة وتأتى لإنقاذ واشنطن وإخراجها من مأزقها الكبير في العراق ، وقال :" تحاول يا بوش بكل حيلة ووسيلة أن تجمع بين الفرقاء من المرتدين ، وتشكل بهم حكومة مشوهة تنقذك من مأزقك الكبير "، ووصف بوش برأس الصليبية، وتساءل لماذا رفض بوش الهدنة التي عرضها شيخ المجاهدين أسامة بن لادن ، مؤكدا أن بوش عادة ما يلجأ إلى الكذب كلما تزايدت عليه الضغوط من شعبه .


   وحذّر الزرقاوي جماعات المقاومة من محاولات الصليبيين والصهيونيين إقناعهم بترك السلاح وقال :" إياكم أن تلقوا السلاح فإنها، الذلة في الدنيا والآخرة" ، ويعتبر هذا هو الظهور الأول لأبى مصعب الزرقاوي الذي استمر لغزا كبيرا لدي الولايات المتحدة وعرضت واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لاعتقاله، وظهر الزرقاوي فى الشريط مرتديا زيا أسودا ووضع إلى جانبه سلاحه الشخصي على طريقتي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري كما ظهر في لقطات وهو يتدرب مع مجموعة من الرجال المقنعين في الهواء الطلق.


   وفي تعليقها على صدور أول تسجيل مصور لأبي مصعب الزرقاوي على شبكة الإنترنت ، اعتبرت الحكومة الأمريكية التسجيل المصور دليلا على إحباط ويأس المقاتلين الأجانب في العراق ، لإدراكهم بأنهم سيواجهون الفشل بعد يومين من الإعلان عن تكليف نورى المالكى بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق ، وقال مدير مكتب الدبلوماسية في وزارة الخارجية الأمريكية ألبرتو فرنانديز :" الشريط المصور مرتبط تماما بالتقدم في الملف السياسي العراقي" .

   يري مراقبون أن حديث بن لادن عن آخر المستجدات وظهور الزرقاوى للمرة الأولى من شأنه أن يحسم الجدل حول مصيرهما ويؤكد أنهما مازالا على قيد الحياة وأن حديث أمريكا عن قرب حسم معركتها ضد ماتصفه بالإرهاب ليس سوى دعابة سخيفة ، كما أن هذا الظهور سيحرج بوش أكثر وأكثر عندما يبدأ الرأى العام الأمريكى بسؤاله عما يفعله نحو 130 ألف جندي أمريكي في العراق فيما يصول الزرقاوي ويجول كما يحلو له!.


   وأوضح المراقبون أن الشريط المصور الذي أذاعه أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة في العراق للمرة الأولي، ولم يظهر فيه برجل واحدة، أو عين زجاجية، دحض المزاعم الأمريكية المتكررة حول قتل أو إصابة الزرقاوى في هجمات عدة شنتها في المدن العراقية وأوقعت عشرات القتلى والإصابات في صفوف المدنيين العراقيين ، كما أن عدم ظهور الزرقاوى مطلقا قبل ذلك شكك فى وجود شخص أصلا اسمه الرزقاوى ، وكان أفضل ما فعله الزرقاوي بخروجه من عالم الخيال إلى العالم الملموس هو اثباته بالدليل القطاع أنه حي يرزق وموجود في العراق على عكس ما ظن الكثيرون، مما يضع بالتالي حداً لنظرية رائجة في العالم العربي، تقول إن الزرقاوي فزاعة من اختراع المخابرات الأمريكية.


   وأضاف المراقبون أن ظهور الزرقاوى يؤكد فشل القوات الأمريكية في العراق، لأنها بحجم قواتها وعتادها العسكرى لم تنجح في اعتقاله أو قتله ، بالإضافة إلى تحديه للاحتلال من خلال تفقده منطقة الرمادي مع مجموعة من مساعديه المقنَّعين، كما أن ظهوره قد يشكل بداية لمعرفة ما يحدث فعلا في العراق ، خاصة وأن واشنطن كانت تسجن وتعذب وتعتقل من تريد من العراقيين وتشن هجمات تستهدف المدنيين وتنسب كل هذا الإرهاب للزرقاوى الذي صورته الدعاية الأمريكية على أنه أنه الشر بالنسبة للعراقيين، بهدف إضعاف المقاومة العراقية وخداع العراقيين بأن بقاء الاحتلال ضرورى لحمايتهم مما تسميه ب "الإرهاب الإسلامي ".


   وأشار المراقبون إلى أن كسر الزرقاوي حاجز الاختفاء وظهوره في شريط فيديو متحدثاً بالصوت والصورة خمساً وثلاثين دقيقة، يرجع لأسباب عدة يتعلق بعضها بخلافه مع أسامة بن لادن، وبعضها الأخر بخططه المستقبلية في العراق، وأن الزرقاوى هدف إلى تحسين العلاقات مع بن لادن بعد أن قدم نفسه في الشريط على أنه عضو في مجلس شورى المجاهدين في القاعدة وأمير قاعدة الجهاد في أرض الرافدين، وبذلك يكون قد اعترف ضمنيا بأنه أخطأ عندما رفض انتقادات بن لادن حول استهدافه الشيعة وقطعه رؤوس الغربيين المخطوفين، مما أدى إلى عزله من رئاسة مجلس شورى القاعدة، ولكن مع احتفاظه بعضوية المجلس.


   وأوضح المراقبون أنه ضمن هذا المنظور، يمكن اعتبار شريط الزرقاوي محاولة للصلح مع زعماء القاعدة واسترجاع نفوذه الذي اهتز بعد انتقاد بن لادن ومساعده أيمن الظواهري لمسلك أمير قاعدة الجهاد في أرض الرافدين، بشأن ضرب الشيعة وقطع رؤوس الرهائن وهى أمور أكد بن لادن أن لها تأثيرات ضارة، خصوصاً على الرأي العام الإسلامي ، كما أن الزرقاوى يحتاج في الوقت الراهن إلى دعم ومساندة بن لادن لتحسين موقعه في العراق ، بعد تشكيل الحكومة العراقية وسعى واشنطن لتضييق الخناق على المقاومة عبر إشراك السنة المعارضين لها في الحكم .


   وأشار المراقبون إلى أن أشد ما يقلق الزرقاوي هو خشيته أن تنجح الولايات المتحدة بعد انتهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية في العراق باستدراج بعض التنظيمات المقاومة إلى حوار يستهدف ادماجها في الحياة السياسية العراقية وهذا ما عبر عنه صراحة وبلهجة تحذيرية تؤكد تخوفه الشديد من استجابة المجموعات السنية المسلحة لعرض أمريكي باشراكها في الحكم مقابل وقف القتال ، ولذلك ظهر الزرقاوي صوتا وصورة بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة فى محاولة لحشد المقاومة ورص صفوفها، ومنع تفكك جبهة المجموعات المسلحة بعد دعوة رئيس الوزراء الجديد نورى المالكي إلى حل الميليشيات وإلحاقها بالقوى الأمنية .


   وفي مواجهة الرؤية السابقة ، يري مراقبون آخرون أن ظهور بن لادن والظواهرى يرجع إلى إحساسهما بتراجع دورهما بعد ظهور تنظيمات إسلامية عدة في العراق وخارجه ، تتحرك من تلقاء نفسها وليس بأوامر من الزرقاوى أو بن لادن ، كما أن ظهورهما يصب في مصلحة بوش الذي تعرض في الفترة الأخيرة لانتقادات داخلية متصاعدة بسبب الخسائر الأمريكية في العراق وبالتالى فإن ظهورها من شأنها أن يساعد بوش على مواصلة خداع الرأى العام الأمريكى بضرورة استمرار الحرب على مايسميه بالإرهاب بعد أن ساوى بن لادن بين الحكومات الغربية وشعوبها وبالتالى فالكل مستهدف، وبالتالى أعطى دفعة معنوية وسياسية للرئيس بوش، الذي فشل في العراق ودولاره يترنح بقوة أمام اليورو منذ أن بدأت تهديداته لإيران التي انضمت إلى نادي الدول النووية رغم أنفه.

 

   ووجد بوش فيما أسماها "قوى الشر" مبررا للاندفاع في سياساته العدوانية، وأوضح المراقبون أن بن لادن كرر بذلك أخطائه السابقة وخاصة عندما توعد الأمريكيين عشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، فانتصر بوش، كما أن الزرقاوى بظهوره المتلفز، قدم خدمة دعائية للسياسة الأمريكية في العراق بعد أن كفر كل الطوائف في العراق، الشيعة والسنة والأكراد، رغم أنه المفروض أنه يقود المقاومة العراقية الإسلامية ضد المحتل، الامر الذي قد يدفع المجموعات المسلحة إلى النأي بنفسها عنه وعن سياساته ومواقفه، كما أنه قد يشجع الأمريكيين على استغلال تلك الفجوة لاقناع الأجنحة المسلحة بالانضمام إلى القوى الحزبية.

                                                   أسامة بن لادن

   هو الرجل الذي تتهمه الولايات المتحدة بأنه الرأس المدبر لهجمات 11 سبتمبر وغيرها من الهجمات على المصالح الأمريكية ، وقد أصدرت واشنطن أمرا قضائيا بالقبض عليه بسبب هجمات 1998 التي فجرت فيها سفارتان أمريكيتان في كل من كينيا وتنزانيا وكذلك الهجوم على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول باليمن في أكتوبر من عام 2000.

 

   وارتبط اسم تنظيم القاعدة الذي يتزعمه بن لادن بشكل غير مباشر بتفجيرات في اندونيسيا، فضلا عن تفجيرات انتحارية في الدار البيضاء والرياض واسطنبول ، وقد أسس بن لادن تنظيم القاعدة عام 1979 في بيشارو بباكستان ، وعلى الرغم من الحملة العسكرية الضخمة التي نفذت في أفغانستان، فليس من المعروف حتى الآن مكان وجوده.


   وتذيع القنوات الفضائية العربية بشكل متكرر تسجيلات لخطب ورسائل صوتية منسوبة إلى زعيم القاعدة الهارب ، وقد عرض في أحد تلك التسجيلات هدنة على الدول الأوروبية إذا توقفت عن تأييد "الحرب على الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة ، وآخر مرة ظهر فيها بن لادن علنا كانت فى ديسمبر عام 2001 ، إلا أن المراقبين يعتقدون أن العديد من الشرائط المنسوبة له، والتي بثتها قناة الجزيرة الفضائية القطرية ومواقع اسلامية على شبكة الانترنت، هي شرائط أصلية.


   وفي الوقت الذي يعتبر فيه أسامة بن لادن أكثر المطلوبين من جانب الرئيس الأمريكي جورج بوش، فان الكثير من الشباب المسلم يعتبرونه بطلا ، وقال أولئك الذين التقوا ببن لادن إنه رجل يتسم بالاعتدال، ووصفوه بأنه رجل مهذب ومضياف ، ولكنه بات أكثر شخصية مكروهة بالنسبة للولايات المتحدة وماتمثله.


   وبن لادن ولد في السعودية عام 1957 لأب يمني ثري وأم سورية، وعاش طفولة سعيدة ، ومثل والده، الذي كون ثروته من أعمال المقاولات وارتبط بعلاقات وثيقة مع العائلة السعودية المالكة، فقد كانت لبن لادن ميول للتدين ، وكان عضوا في الاخوان المسلمين وهو في المدرسة والجامعة ، وعندما قام الاتحاد السوفيتي بغزو أفغانستان عام 1979، ذهب إلى باكستان حيث التقى زعماء المقاومة الأفغانية ، وفيما بعد، عاد إلى السعودية لجمع المال والامدادات إلى المقاومة الأفغانية.


   وقد قام بالعديد من الرحلات لتسليم المساعدات والسلاح، لينضم في النهاية للقتال مع المقاومة الأفغانية "المجاهدين" ضد الاتحاد السوفييتي ، وتزعم السعودي الثري بن لادن العديد من المتطوعين ،المصريين واللبنانيين والأتراك وغيرهم الذين قدرت أعدادهم بالآلاف، الذين انضموا إلى المقاومة الأفغانية في صراعها ضد الايديولوجية السوفيتية المعادية للدين.


   وكان بن لادن قد افتتح بيت ضيافة لاستقبال المتطوعين العرب في بيشاور في باكستان، ولكن إزاء تزايد أعداد المجاهدين العرب بشكل كبير قام ببناء معسكرات لهم في أفغانستان ، وأطلق بن لادن على بيت الضيافة ومعسكرات المتطوعين اسم "القاعدة"، وهو الاسم الذي حملته جماعته فيما بعد ، وكقائد عسكري حظي بن لادن بالاحترام لمهاراته التنظيمية، وشجاعته وقبل كل شيء قدرته على البقاء حيا ، ويتردد أن له 3 زوجات على الأقل وأنه يعاني من مرض الكلى ، ويقال إن الحكومة السعودية سعت إلى المصالحة معه، ولكن هذه المساعي فشلت، وعلى اثر ذلك قامت الحكومة السعودية بتجميد حساباته البنكية وتجريده من الجنسية السعودية.

                                              الدعم الأمريكي للقاعدة

   حظى الجهاد الاسلامي ضد الجيش السوفيتي في أفغانستان بالدعم المالي الأمريكي ودعم حكومتي السعودية وباكستان ، وبعد الانسحاب السوفيتي، تطلع العرب الأفغان لاستقبال دافئ في أوطانهم ، ولكن سرعان ما تبددت هذه الأوهام لدى بن لادن وتحولت مشاعره إلى الغضب بعد رفض السعودية عرضه توفير جيش من المجاهدين للدفاع عن المملكة بعد الغزو العراقي للكويت.


   وبدلا من ذلك، تمت دعوة نصف مليون جندي أمريكي إلى السعودية، الأمر الذي اعتبر بمثابة خيانة تاريخية في نظر بن لادن ، وسرعان ما تحول بن لادن إلى معارض للنظام السعودي وبدأ في تحويل جهده ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط ، وفي عام 1991، تم نفي بن لادن خارج السعودية بسبب أنشطته المعادية للحكومة ، وقضى بن لادن خمس سوات في السودان، حيث أنفق على مشروعات بنية أساسية للحكومة الاسلامية في السودان، ومارست الولايات المتحدة ضغوطا على الحكومة السودانية لطرد بن لادن، مما دفعه إلى العودة إلى أفغانستان ، وبحلول منتصف التسعينيات، دعا إلى حرب عالمية ضد الأمريكيين واليهود ، وفي عام 1998 أصدر فتواه الشهيرة باعلان الحرب على الولايات المتحدة.


   وفي أعقاب ذلك، وقعت تفجيرات في سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ، ولم يعترف بن لادن أبدا بالمسؤولية، ولكن العديد من الذين تم اعتقالهم لعلاقتهم بالحادث ذكروا اسمه باعتباره من يقف وراء التفجيرات ، ويقول الخبراء إن بن لادن جزء من جبهة إسلامية دولية، تضم جماعات سعودية ومصرية وجنسيات أخرى ، وتهدف هذه الجبهة إلى تحرير المواقع الاسلامية المقدسة من الاحتلال .


   ويعتقد أن منظمة بن لادن ذات هيكل قيادي واضح ولها علاقات بمنظمات محلية تعمل عبر القارات ، ويقول مسؤولون أمريكيون إن مساعديه ربما يعملون في أكثر من 40 دولة عبر أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا ، ويتخوف البعض من صعوبة القضاء على تنظيم القاعدة حتى في حالة اعتقال بن لادن أو قتله.


   وعشية ذكرى مرور عام على هجمات 11 سبتمبر بثت قناة الجزيرة القطرية ما قالت إنه صوت أسامة بن لادن وهو يشيد بمنفذي الهجمات ويصفهم بانهم رجال غيروا مجرى التاريخ . وذكر بن لادن اسماء 19 رجلا الحقيقية والمستعارة والذين قالت السلطات الامريكية انهم خاطفو الطائرات المسؤولون عن سقوط ثلاثة آلاف قتيل ، وقال بن لادن :" هؤلاء الرجال غيروا مجرى التاريخ ، هؤلاء الرجال ايقنوا ان السبيل لاحقاق الحق وابطال الباطل هو الجهاد في سبيل الله وان كف بأس الكفار يكون بالجهاد في سبيل الله".

                                                أبو مصعب الزرقاوى

   فر الزرقاوى واسمه الحقيقى أحمد فضل الخلايلة من الأردن فى 1999، وصدر في الأردن ضده ثلاثة أحكام بالإعدام ، أولهما فى السادس من إبريل 2002 لتورطه فى اغتيال الدبلوماسى الأمريكى لورنس فولى والثانى فى 18 ديسمبر 2005 فى قضية محاولة تفجير معبر الكرامة على الحدود مع العراق والثالث فى منتصف فبراير 2006 فى قضية التخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية داخل الاردن استهدفت مبنى دائرة المخابرات العامة ومبنى رئاسة الحكومة إضافة الى التخطيط لضرب ميناء ايلات الاسرائيلى بالصواريخ بعد أن عثرت قوة من الوحدات الخاصة الاردنية فى 31 مارس 2004 خلال حملة مداهمة فى اربد شمال عمان على سيارة بداخلها متفجرات ومواد كيميائية .

 

   وأشارت لائحة الاتهام فى القضية الى ان المتهمين تلقوا دعما ماليا من الزرقاوى فى العراق يقدر بحوالى مليون ونصف المليون دولار ، كما اصدرت محكمة امن الدولة فى الاردن فى مارس الماضى حكما غيابيا بسجن الزرقاوى 15 سنة بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات بينها اعتداء على السفارة الاردنية فى العراق ، ومن جانبهم ، رصد الامريكيون مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى الى اعتقاله في العراق .

 

 

جهان مصطفى

المصدر : المحيط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...