(ضد الجميع): قصة حركة مجاهدي خلق

28-02-2007

(ضد الجميع): قصة حركة مجاهدي خلق

الجمل:    حركة مجاهدي خلق، والتي تطلق عليها  باللغة الفارسية تسمية (سازمان مجاهدين خلق إيران) هي بالأساس تنظيم سياسي مسلح يهدف إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية الحالية وتغيير نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
• تاريخ الحركة: تم تأسيسها في عام 1965 بواسطة بعض أبناء الطبقة الوسطى الإيرانية من طلاب جامعة طهران، وكانت الخلية الأولى، تضم: محمد حنيف نجاد، سعيد محسن، علي أصغر باديزاديغان، وكانت الحركة في بدايتها معارضة لنظام الشاه محمد رضا بهلوي. وخلال الخمس سنوات الأولى التي أعقبت نشأتها ركزت الحركة بشكل أساسي على العمل الأيديولوجي رافضة من جهة التفسيرات والتطبيقات الأصولية المتطرفة للإسلام وللفلسفة الماركسية.
قبل أن تقوم الحركة بأي عمل عسكري ضد نظام الشاه، قام جهاز المخابرات الإيرانية (السافاك) بتنفيذ حملة أدت إلى اعتقال كل قيادات الحركة، وحوالي 90% من عناصرها. وتم اغتيال جميع قادتها باستثناء واحد، وقد اختفت الـ10% المتبقية من عناصر الحركة.
قبل اندلاع الثورة الإسلامية بعد أشهر، وتحديداً في كانون الثاني 1979م، أطلق جهاز السافاك سراح بعض عناصر الحركة، وكان من بينهم مسعود رجوي.
حركة مجاهدي خلق قامت بمهاجمة بعض الأهداف الغربية في الفترة التي سبقت قيام الثورة الإسلامية، ولكنها بعد قيام الثورة الإسلامية قامت بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد نظام الثورة الإسلامية الحاكم في إيران.. وكان من أبرزها:
- اغتيال بعض رموز الثورة الإسلامية.
- تفجير مبنى البرلمان الإيراني، على النحو الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من النواب.
- تدمير الكثير من المنشآت الاقتصادية الإيرانية.
كذلك واصلت الحركة عداءها للدول الغربية، وبسبب تورط الحركة في اغتيال العديد من العسكريين الأمريكيين الموجودين في إيران خلال فترة السبعينيات، فقد اعتبرتها بعض الدول الغربية مثل أمريكا وكندا حركة إرهابية. وتجدر الإشارة إلى أن نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان يقدم لحركة مجاهدي خلق الكثير من الدعم المالي والعسكري والسياسي، وبالذات خلال فترة الحرب العراقية- الإيرانية.
ولاحقاً في عام 1986م، قام جاك شيراك –وزير الخارجية الفرنسي آنذاك- بعقد صفقة مع الحكومة الإيرانية، قامت بموجبها إيران بدفع حزب الله اللبناني إلى إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين المعتقلين في لبنان، وبالمقابل قامت فرنسا بإغلاق مكاتب حركة مجاهدي خلق وطرد زعيمها وعناصرها إلى خارج الأراضي الفرنسية.
استمرت حركة مجاهدي خلق في تبين أيديووجيتها المعادية للغرب، وللثورة الإسلامية الإيرانية، ولكن ما كان مثيراً للانتباه هو قيام الولايات المتحدة، برعاية ودعم حركة مجاهدي خلق بعد عملية احتلال وغزو العراق.
حالياً توسع وتوطد وجود الحركة في الأراضي العراقية، وأصبحت لها المنشآت العسكرية الآتية.
- معسكرأشرف: وتوجد فيه رئاسات القيادة العسكرية، ويبعد حوالي 100 كيلومتر عن حدود إيران الغربية، و100 كيلو متر شمال بغداد.
- معسكر نزالي: يبعد 40 كيلومتراً عن الحدود الإيرانية، و120 كيلومتراً شمال شرق بغداد.
- معسكر فايزي: ويقع في مدينة الكوت العراقية.
- معسكر يونياد علافي: ويقع بالقرب من مدينة المقدادية العراقية.
بدا واضحاً أن حركة مجاهدي خلق قد تخلت عن عدائها للغرب، في الفترة التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفييتي، وانخرطت تماماً في تحالف مع الإدارة الأمريكية، ومضت قدماً في تحالفاتها الغربية، على النحو الذي أدى إلى انخراطها في تحالفات مع كل من يعادي النظام الإيراني.. وبالتالي وجدت الحركة نفسها واقعة في أحضان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجهاز الموساد الإسرائيلي، ومنظمات اللوبي الإسرائيلي مثل الإيباك، والمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، ولجان الكونغرس الأمريكي، ومنتديات ومراكز دراسات ومنظمات جماعة المحافظين الجدد.
• علاقة حركة مجاهدي خلق باللوبي الإسرائيلي: بعد مجيء إدارة بوش إلى السلطة وسيطرة جماعة المحافظين الجدد على البنتاغون، وعلى خلفية تشدد جماعة المحافظين الجدد في ضرورة القيام بتنفيذ مخطط يهدف لتغيير النظام الإيراني، كان طبيعياً أن تلجأ هذه الجماعة إلى حركات المعارضة السياسية الإيرانية، وبرغم أن حركة مجاهدي خلق ظلت تمثل الفصيل الإيراني المعارض الرئيس الأكثر قوة وعناصراً وعتاداً من بين الفصائل الأخرى إلا أنها لم تكن تجرؤ على الاتصال والتعاون مع منظمات اللوبي الإسرائيلي، أو حتى مع أمريكا أو بريطانيا خلال فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ولكن بعد الغزو الأمريكي دخلت هذه الحركة في علاقات مباشرة قوية مع كل منظمات وأجهزة اللوبي الإسرائيلي داخل وخارج أمريكا، وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي ماهانايدين بصحيفة آسيا تايمز، بأن منظمات اللوبي الإسرائيلي، وبعض زعماء المحافظين الجدد اعتمدوا تنظيم حركة مجاهدي خلق بمثابة البديل المناسب الممكن للنظام الإيراني الحالي، وقد أشار ماهانايدين إلى حديث مسعود بني صدر أحد زعماء حركة مجاهدي خلق القائل بأننا نعرف تماماً الدول الإيجابي المؤثر الذي يلعبه اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس، وبالتالي عندما نريد قراراً تشريعياً معيناً فإننا نسعى إلى عناصر اللوبي الإسرائيلي والذين عادة لا يترددون في التحرك ودفع الكونغرس لإصدار القانون أو القرار المطلوب.
• علاقة حركة مجاهدي خلق بجهاز الموساد الإسرائيلي: توجد علاقة طويلة بين مجاهدي خلق وجهاز الموساد الإسرائيلي، فهناك شبكة استخبارية تابعة للموساد الإسرائيلي، تعمل داخل إيران والعراق، وتتكون عناصرها حصراً من جماعة مجاهدي خلق. وتقوم هذه الشبكة بتجميع المعلومات الاستخبارية الفائقة الحساسية داخل إيران والعراق عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والتكنولوجية والأمنية، وتقديمها للموساد الإسرائيلي، وذلك عن طريق محطة الموساد الإسرائيلي الموجودة في مدينة الدهوك حيث يستأجر الموساد الإسرائيلي مبنى أحد الفنادق التي يملكها الزعيم الكردي البرزاني.
يشرف جهاز الموساد، والشين بيت، والشاباك، على تدريب رجال مجاهدي خلق في المجالات الآتية:
- الاغتيالات السياسية التي تستهدف الزعماء الإيرانيين.
- عمليات تخريب البنى التحتية، التي تستهدف الجسور والمرافق الاستراتيجية الإيرانية، مثل محطات توليد الكهرباء وخزانات الوقود ومراكز الاتصالات وغيرها.
- شن عمليات الحرب النفسية، التي تستهدف زعزعة الشارع الإيراني وتؤدي لتفتيت تماسك الجبهة الداخلية الإيرانية.
- تخريب الاقتصاد الإيراني عن طريق نشر أوراق العملات المزورة، وتخريب المزروعات وحرق مخزونات الحبوب والأغذية الاستراتيجية.
- تجميع الحركات الإيرانية المعارضة، وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي والتدريبي لها، بشكل سري دون إطلاعها على حقيقة أن هذا الدعم مصدره إسرائيل.
- بث وزراعة أجهز التجسس الالكترونية المرتبطة بالأقمار التجسسية الصناعية، وذلك لمساعدة إسرائيل والبنتاغون على تحديد أماكن ومواقع واحداثيات هذه المرافق تمهيداً لضربها.. وأبرز المواقع التي يتم التركيز عليها هي: المنشآت النووية والعسكرية والأمنية.
إن مستقبل العلاقة بين مجاهدي خلق والإدارة الأمريكية أصبح يمر عبر الموساد، وبناء على ذلك يمكن القول: إن هذه العلاقة سوف تتطور ويمتد بها الزمن، فلا النظام الإيراني سوف يسقط بواسطة مجاهدي خلق، ولا أمريكا أو إسرائيل بقادرتين على تفادي الخسائر الهائلة والعواقب الوخيمة إن تجرأتا على ضرب إيران، وما على مجاهدي خلق إلا الاستمرار في تقديم المعلومات الاستخبارية للموساد، كشرط أساسي لحصولهم على الطعام والكساء من البيت الأبيض الأمريكي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...