صورة سوريا في تقارير مكتب الخطط الخاصة في الكونغرس

31-10-2006

صورة سوريا في تقارير مكتب الخطط الخاصة في الكونغرس

الجمل:   يعتمد  إصدار القرار السياسي النهائي في الإدارة الأمريكية، والهادف للقيام بعمل عسكري من أي نوع، على التقدير الذي يصدره خبراء البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ويحددون فيه جدوى العمل العسكري المطلوب على أساس اعتبارات النجاح، أو الفشل.
وعلى هذه الخلفية اصطدمت الكثير من طموحات الإدارات الأمريكية العدوانية بتقديرات البنتاغون. التي قالت بعدم جدوى ما هو مطلوب بواسطة هذه الإدارات.. ولما جاء المحافظون الجدد إلى السلطة في أمريكا، كانوا يعرفون جداً أن تقارير الموقف التي يصدرها البنتاغون، سوف تشكل عقبة رئيسة أمام تنفيذ أجندة مشروع القرن الأمريكي الجديد الذي يعتمد بشكل أساسي على القيام بسلسلة من الحروب العدوانية الاستعمارية، في العديد من بلدان العالم.. وبناء على ذلك، قاموا بالالتفاف على البنتاغون، عن طريق توجيه (ضربة استباقية) إدارية، تتيح لهم توجيه تقارير تقدير الموقف على النحو الذي يخدم وجهات نظرهم، ومخططاتهم المسبقة، ومن ثم قام دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي خلال أيلول- تشرين الأول 2002م بتكوين مكتب الخطط الخاصة (office of special plans- osp)، ويقال بان رامسفيلد قام بتوسيع صلاحيات واختصاصات مكتب شؤون منطقة الخليج العربي الشمالية (والذي كان يتبع لمكتب سياسة جنوب آسيا والشرق الأدنى الموجود ضمن إدارات البنتاغون)، ثم عين دوغلاس فايث (أحد زعماء المحافظين الجدد) رئيساً لمكتب الخطط الخاصة، والذي بدوره اختار طاقم المحللين والمخططين وغيرهم من العناصر التي رأى بأنها (ملائمة) للقيام بمهام العمل.
كانت مهمة مكتب الخطط الخاصة هذا تتمثل في إعداد تقارير الموقف، وتقييم المعلومات الواردة وإعداد ورفع التقارير الاستخبارية، وتقديم كل ذلك إلى وزير الدفاع رامسفيلد، والذي بدوره يقوم برفعها للبيت الأبيض، ولجان الكونغرس والأجهزة المختصة الأخرى.
يقول بعض جنرالات البنتاغون الذين كانوا في الخدمة آنذاك، بأن كل التقارير كان يقوم بإعدادها، رامسفيلد نفسه، بالتشاور مع دوغلاس فايث، وبقية زعماء جماعة المحافظين الجدد.
لعب مكتب الخطط الخاصة هذا دوراً كبيراً في فبركة وإعداد التقارير الكاذبة التي تبنتها إدارة بوش في عملية غزو العراق، والتي ركزت على تبني الأطروحات الآتية:
- امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.
- وجود علاقة وثيقة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة.
ولكي يعزز مكتب الخطط الخاصة (مصداقية أطروحاته)، كان يقوم بإرسال الكثير من مجموعات العملاء إلى الكثير من البلدان العربية وبلدان العالم الأخرى.. وقد تبين لاحقاً أن هؤلاء العملاء كانوا يقومون بإعداد تقاريرهم مسبقاً، وقبل سفرهم، بما يخدم وجهة نظر محور رامسفيلد- فايث.
من ا لصلاحيات التي منحها رامسفيلد لمكتب الخطط الخاصة هذا:
- المسؤولية عن شؤون العراق في فترة ما قبل الحرب.
- المسؤولية عن شؤون العراق في فترة ما بعد الحرب.
وقد قام خبراء المحافظين الجدد، في الخفاء بصياغة المخطط التنفيذي لصلاحيات واختصاصات هذا المكتب بطريقة مرنة واسعة سائلة، غير محددة جغرافياً، وذلك على النحو الذي يعزز حرية الحركة ويتيح مجالاً واسعاً لـ(تقارير) هذا المكتب لكي تستهدف، وتتقصد دول وبلدان مرلحة (ما بعد العراق)، وبالذات سوريا وإيران.
وتجدر الإشارة إلى أن تقارير هذا المكتب في فترة ما بعد عملية غزو العراق ركزت على محاولة تركيب المصداقية للأطروحات الآتية:
• ان أسلحة الدمار الشامل العراقية قد تم نقلها وتخبئتها في سوريا.
• ان المقاتلين العرب يتم تجميعهم بواسطة سوريا والتي بدورها تقوم بتسهيل عمليات تسللهم إلى داخل الأراضي العراقية.
• ان عناصر النظام العراقي السابق يواصلون القيام بأنشطتهم السياسية في سوريا.
• ان المعارضين العراقيين يتم إمدادهم عبر سوريا بشحنات الأسلحة والمتفجرات.
ولاحقاً بدأت الأمور تنكشف أمام الرأي العام الأمريكي حول طبيعة ووظيفة الدور الذي يقوم به مكتب الخطط الخاصة، وبالذات عندما انكشفت فضيحة لاري فرانكلين الذي كان يعمل خبيراً ومحللاً في مكتب دوغلاس فايث رئيس المكتب ةالتي ترتب عليها التحقيق مع لاري فرانكلين بواسطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.أي FBI)، ثم توجيه الاتهام له بالعمل كجاسوس لصالح إسرائيل.
وبسبب تزايد الجدل والحديث حول وجود هذا المكتب، قام رامسفيلد بتغيير اسم هذا المكتب مرة أخرى إلى اسمه الأصلي: مكتب شؤون منطقة شمال الخليج، والتي يقول خبراء البنتاغون بأنها تضم دولاً عديدة، ومن أبرزها: سوريا، إيران، لبنان، الأردن، تركيا، القوقاز، وآسيا الوسطى.. وتجدر الإشارة إلى أن شؤون سوريا وإيران قد تم تشكيل لجنة موحدة مختصة بالإشراف في البنتاغون على شؤون هذه البلدين، وتحمل هذه اللجنة اسمك مجموعة عمل إيران- سوريا (Iran- Syria Action Group- ISAG).. وتم تعيين ليز تشيني -ابنة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش- رئيسة لهذه اللجنة.
وحالياً تقم أجهزة المخابرات الأمريكية بتبرئة نفسها والتنصل من المسؤولية عن أنشطة هذا المكتب، مستندة إلى التقرير الذي رفعه جورج تينيت إلى مجلس الشيوخ الأمريكية، والذي قال فيه: (إن هناك وحدة استخبارية خاصة –يقصد المكتب- تعمل في البنتاغون، ولها صلاحية القيام برفع تقارير خاصة في فترة ما قبل الحرب إلى كبار مسؤولي البيت الأبيض، وذلك بدون علم وعرفة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية).

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...