شبح عدم الاستقرار يُقلق مصر

30-06-2011

شبح عدم الاستقرار يُقلق مصر

ظلل شبح عدم الاستقرار على مصر ليل الخميس وطوال نهار أمس، وسط مواجهات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن المركزي بدأت في حي العجوزة مساء الثلثاء وانتقلت إلى ميدان التحرير ثم إلى حي لاظوغلي قرب مقر وزارة الداخلية، واستمرت غالبية يوم امس وسقط خلالها اكثر من الف جريح، عولج 95 منهم في المستشفيات.مواجهات بين الشرطة ومتظاهر في القاهرة أمس (أ ب).

وتضاربت الروايات عن أسباب الأحداث، وبدا أن كل طرف يعرضها من وجهة نظره أو مصلحته، لكن الثابت وفقاً للتحقيقات أن احتفالاً كان يجري لتكريم بعض أسر شهداء الثورة في مسرح البالون في حي العجوزة وحاول مجهولون، وصلوا إلى المكان رافعين صوراً للشهداء ومعهم آلات حادة وعصي، اقتحام المسرح مطالبين بـ «التكريم» أيضاً فاعترضهم الحراس ووقعت احتكاكات بين الطرفين انتقل على أثرها المحتجون إلى ميدان التحرير. وفي الطريق انضم إليهم المئات من أهالي الشهداء، كانوا يعتصمون أمام مقر التلفزيون الرسمي في شارع ماسبيرو، وتوجه الجميع إلى مقر وزارة الداخلية فخرج أهالي حي عابدين القريب واعترضوهم لتقع معارك بين الطرفين قبل ان تتدخل قوات الأمن المركزي لفض الاشتباكات.

وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وطاردت المتظاهرين حتى حدود ميدان التحرير حيث استخدم المتظاهرون الحجارة ضدها على رغم اطلاقها قنابل الغاز بكثافة.

واستمرت الاشتباكات حتى الصباح عندما انسحبت قوات الأمن لترابط عند مقر الوزارة، لكن أعداداً أخرى من المتظاهرين انضموا إلى المتجمعين في الميدان وذهبوا إلى «الداخلية» حيث جرت مواجهات أخرى.

وهدأت الأوضاع قليلاً قبل مباراة في كرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك جرت في شرق القاهرة صدر قرار بتأجيلها في الصباح تم التراجع عنه بعدها بقليل بعدما أيقن القائمون على الأمور أن إجراء «المباراة» ربما يجتذب الناس ويُساهم في انصراف المتظاهرين.

واللافت أن كل طرف في اللعبة السياسية والأمنية تنصل من التسبب في الأحداث واستغلها لدعم مواقفه. واتهمت جهات محسوبة على الثوار وزارة الداخلية بالإفراط في استخدام القوة ضد أهالي الشهداء.

وأكد الإسلاميون أن غالبية المتظاهرين كانوا من البلطجية وفلول النظام السابق الذين استغلوا شهداء الثورة بينما اتهمت قوى سياسية أخرى فلول النظام بالسعي إلى الرد على حكم قضائي صدر أول من أمس بحل المجالس المحلية التي كانت يسيطر عليها الحزب الوطني المنحل.

وحذر المجلس العسكري من مخططات تستهدف ضرب الاستقرار في البلاد وإشاعة الفوضى وهي وجهة النظر نفسها التي تبناها رئيس الحكومة عصام شرف.

وكان الداعية الشيخ صفوت حجـــــازي، أحد الذين شاركوا في الثورة منذ بدايتها، ناشد أهالي شهــــداء الـــثورة إخلاء مــــيدان التحرير والابتعاد عن مقر وزارة الداخلية لتمكـــين قوات الأمـــن من مواجهة البلطجية، لكنه تعرض لاتهامات عنيفة من شــــخصيات أخرى محسوبة على الثورة واتهــموه بالدفاع عن الشرطة، وطارده بعض المحتجين فلجأ إلى مسجد عمر مكرم ليحتمي فيه.

وكانت أحداث ممثالة وقعت شرق القاهرة قبل أربعة أيام على خلفية قرار بتأجيل محاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه بتهم قتل الثوار ما فجر موجة احتجاجات على التباطؤ في محاكمة لرموز النظام السابق.

محمد صلاح

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...