سياسة قطعان ومساخر بالجملة في انتخابات الصحفيين

17-08-2006

سياسة قطعان ومساخر بالجملة في انتخابات الصحفيين

الجمل: ابتسام مغربي : لا ندري، أنضحك أم نحزن على هذه النتائج المخزية لما يقال عنها انتخابات نقابية ومهنية؟ فإن كان ما تم في نقابات كثيرة تم الصمت عنه فإن انتخابات الصحفيين مؤشر كبير على شكلية الانتخاب، وعدم مصداقيته وعدم وضع معايير ملزمة للجهات التي وضعتها أساساً، فلم يتم الاكتفاء بفرض 90% من الحزبيين في بعض الوحدات الانتخابية وفي الساعات الأخيرة قبل الانتخاب تحت حجة أن العدد الكبير الموجود هو من الحزبيين، فإن استمرار هذا الغي وتطفيش المهنيين مؤشر على خلل كبير في عقلية وذهنية الجهات التي تشرف على الانتخابات والتي من واجبها احترام أسس وضعتها أساساً، فبعد أن كان في فترات سابقة الخيار للأقدم والأكثر مهنية، نجد متسلقي سلالم المصالح ومجيدي عقد الارتباطات الباطنية والمخفية لهم الحظوة.. وآخر ما يهم على ما يبدو في هذه الانتخابات هو المهنية وتطوير العمل وحماية هذه المهنة المقدسة.. فلا تستغربوا بعد الآن أن نجد على المقاعد النقابية أولئك الذين ساهمت الإدارات والمتنفذين في الإعلام على جعلهم صحفيين ونقلهم من مواضع الحراسة والتنضيد والطباعة والسكرتاريا الى صف المحررين.
ورغم أن صفة محرر قد توضع على بطاقة دخول أو انتساب لاتحاد الصحفيين، إلا أنها لا تصنع محرراً يرفد الصحافة السورية بأعمال كانت سباقة لنشرها، لأن ذلك يأتي عبر التراكم والخبرة والمتابعة يضاف إلى الاستعداد والتأهيل العلمي.
أية معايير وراء ما حدث:
كان لدينا صحافة وصحفيين، ولمن يريد التأكد، فليعد إلى ما كان ينشر في الصحافة المحلية في فترات سابقة، وليطلع على حجم المتابعة ودور الإعلام الذي كان قائماً قبل أن تدخل التفرقة الحزبية في عراك المهنية، أو الدور الحالي للبعض الذي أصبح فقط ظهوراً وحفاظاً على كرسي أو منصب.
الأغرب أن يغيب التقييم المهني عن أي تقييم يتم.. حيث تحتسب أية صفة إلا مهارة العمل المهني.. أنت حزبي، يعني أن الطريق مفتوحة أمامك لكثير من التجاوزات وتسلق السلالم بسرعة، ولا يهم إن لم تكن مختصاً أو متابعاً، ولا تمتلك الخبرة المهنية التي من المفترض أن يثبتها عملك، أو تحمل شهادة اختصاصية أم لا.. ولم تقدم عملاً مهنياً واحداً يثبت جدارتك بحمل صفة صحفي.. فكل ذلك يسقط أمام أنك حزبي ولديك حظوة، وإن تكن مستقلاً فأنت رغم مطالبتك بكل ما يعاكس السابق فأنت خارج الدائرة الضيقة التي تحدد معالم النقابات رغم ما يقدمه الكثيرون، والكثيرون من المستقلين من أعمال تثبت جدارة وخصوصية موقعهم الصحفي وأعمالهم المميزة، وإذا عدنا إلى تاريخ الإعلام السوري وخصوصية ما تم نشره من تميز إعلامي في مواقع وتسميات مادة إعلامية لوجدنا أن معظمها من أعمال وإبداع المستقلين، وهؤلاء تشهد لهم أعمالهم وليس تقييم قاصر ومحدود ومتخلف يتم في مفاصل وقيادات لها تأثيرها في تغيير نتائج انتخابات وفرض أسماء آخر ما كان يتوقع أن تنال هذه الحظوة، ونتمنى أن يبرر بأمر واحد ما حدث!!
سياسة القطعان:
أحد الزملاء قال: إن النقابات في مواقع تم اختراق قوائم الحزبية فيها، وهناك من لم يتم أخذه بما يسمى ٍ«الاستنساب» وهو ما أطلقه خطأ على ما يقال عنه اختراع «الاستئناس» والذي يتم من خلاله اختيار الحزبيين في مفاصل النقابات والاتحادات المهنية، وهذا استنساب فعلي لكل تلك الآلية والذهنية التي تحاول قسر وجود أسماء بعينها! فلماذا يساق الصحفيون كالخراف للإدلاء بأصواتهم مادام ذلك ليس له أي اعتبار ولا أحقية؟.. ومازالت الذهنية التي تقسم تواجد النقابيين وتفرض وجودهم لا تأخذ أي معيار يتعلق باختيار الزملاء، وهي أمر معيب، لأن سياسة القطعان لم يعد لها وجود إلا في بلادنا.. وكيف لا يفرض من تم أخذ مواقعهم عنوة وقسراً وأن يتم تقديم من حصل على الرقم الأخير عبر إضافة أرقام أساسية. فبعد أن كان مطلوب /22/ من 72/ حزبي في مجلس اتحاد الصحفيين، تم فرض /44/ اسماً، ومن حصل على الرقم الأخير مع ترحيل آخر اسم يتم سحبه على الأسماء الأولى.
كنا نصمت لو كان أداء هذا الزميل وغيره تم تقييمه مهنياً؟! وأثبت نجاحه في إدارة صحيفة وصل توزيعها إلى حدود متدنية لا تتجاوز 5% من نسبة طباعتها، ألا تحاسب الدولة والمؤسسات التي تتبع لها هذه الإدارات على حجم هذا الهدر القائم والإسفاف بالسوية الإعلامية التي وصلنا إليها والتي تم إبعاد كل ما يقال عنه مهني وذو كفاءة عن أي مفاصل عملية في إدارته، وتم تجييش  صغار الكتبة والعاملين في الطباعة والإعلان لمصالحهم، وكل ذلك لكسب أصوات مستقبلاً.. هل باتت هذه المؤسسات الإعلامية الكبيرة، وهدف إحداثها محدودة فقط بالمصالح الضيقة لإداراتها غير الكفؤة!! لا أحد يزاود علينا.. فالقضية كبيرة وكبيرة جداً وهي مفصل حساس في تحول مسار كثيرين عن الصبر والمتابعة والإصرار على تثبيت معايير المهنية والعمل الذي يستند على الخبرة والكفاءة العملية والعلمية، وهؤلاء سيرمي كثير منهم بكل معاناتهم ويسير في ركب اللحاق بسلم المتسلقين بعد كل هذه الجرأة في إقرار قيادة الاتحاد الحزبية.. وهناك من يقول: لم يعد لي أي طلب إلا الحفاظ على خبز أسرتي.. ومعهم حق حين يرون الفاشلين والمتسلقين يحصدون ثمار فشلهم قيادة ومواقعاً وعلاقات متميزة ومالاً أيضاً!!
هل معلوم ما يحدث فعلاً:
هناك من يقول: القيادة تعلم كل شيء، وكل ما يحدث، فخبرونا: هل هذا يعني أنهم موافقون على كل ذلك، وعلى كل هذا الانسحاب الذي تم للأصوات والأقلام الإعلامية المتميزة؟ هل الخسارات القائمة مالياً ومعنوياً لا تعني أحد!! وفقط ما يعنيهم الحفاظ على هذا التوازن الشكلي المذهبي والطائفي والحزبي والانتماء السياسي، وأخيراً أضيف العمر كمعيار، فحين يريدون يختارون الأكبر عمراً، وحين يريدون يختارون الدماء الشابة.
وعلى كل الأحوال: خياراتهم ليست في مصلحة أحد، لا المهنية، ولا المهنيين، ولا القيادات الحزبية؟ كنا نتمنى أن تكون المهنية المعيار الأول في خيارات فرض أسماء، وإن كانت هذه المهنية الغائب الوحيد لأن الزمن كفيل بإثبات هذه الأخطاء القاتلة والمحبطة والمحفزة لنمو مشاعر الانحسار والانسحاب عن ساحة التصدي لكل ما أدى إلى غياب الاتحادات المهنية عن حضورها الفاعل والمؤثر وتكريسها شكلاً فقط وليس أداءً وحضوراً، وخلق مشاعر الإحباط واللاثقة في أفق تطوير منظور، وهذا ليس بصالح أحد!! الزمن كفيل بإثبات ذلك.
ملاحظة أخيرة: المتقاعدون لا يحق لهم الترشيح في أي موقع إلا في اتحاد الصحفيين، وهذا من الأخطاء القاتلة التي أدت إلى تلاعب هذه الإدارات بتواجدها اللاقانوني في مفاصل عمل تقاعدت عنها عمرياً وقانونياً.. فكيف ترمى هذه المعايير؟ وخبرونا لماذا تضعون سقفاً للتقاعد مادام البعض سقفهم ليس له حدود؟

الجمل

إلى الندوة


 

التعليقات

انا لست متعمق بالانتخابات في سوريا ولكن كل ما قيل متأكد انه صحيح وانا اشكر الانسة ابتسام على هذا الاهتمام في الانتخابات الصحفية ان امكن التعبير ومع ضحكة كبيرة ومهزلة ديمقراطية انتخابية جديدة وارجو من حضرتك عدم الاهتمام بهذه الانتخابات لانها تعبر عن اشخاص لهم اهدافهم وهي معروفة للعيان وانا اشكرك يا انستي ابتسام على هذه المهزلة ومع مهزلة جديدة قادمة في الصحافة السورية.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...