سوريا: تحذيرات كردية لتركيا والمعارضة ومخاوف من معركة في عفرين

31-10-2012

سوريا: تحذيرات كردية لتركيا والمعارضة ومخاوف من معركة في عفرين

وجّه الأمين العام لـ«حزب الإتحاد الديموقراطي» الكردي السوري صالح مسلم محمد، الذي يمتد نفوذ مقاتليه في مناطق حساسة في الشمال السوري، رسائل تحذير قاسية باتجاه كل من تركيا ومسلحي المعارضة السورية. وبينما حذر انقرة من مغبة التدخل في سوريا ولو تحت مسمى «المنطقة الآمنة»، اعتبر أن الاتراك «يخططون لترحيل أكراد سوريا جميعاً إلى كردستان العراق»، مؤكداً أنهم لن يتمكنوا من إسقاط مدينة حلب.
 وفي حوار مع «السفير»، قال الزعيم الكردي إن «تركيا تقيم مخيمات لتدريب من 3 إلى عشرة آلاف مقاتل، وهذه مسؤولية الإخوان المسلمين»، محمّلاً أيضاً تركيا مسؤولية شن المسلحين هجمات ضد الأكراد، محذراً من انه «إذا حاول الأتراك مد أيديهم إلى سوريا فسيكون ذلك مستنقعهم». وقال صالح مسلم محمد «لا نريد الانفصال عن سوريا. نريد حلاً للقضية الكردية ضمن الوحدة السورية، ولا نرضى بغير سوريا ديموقراطية وموحدة».  وجاءت المقابلة مع القيادي الكردي في وقت تتعرض القرى الكردية لهجمات متواصلة وقصف عنيف من مسلحي المعارضة السورية. ويقول «حزب الاتحاد الكردي» إنه تلقى تهديداً بهجوم وشيك على عفرين، وإن قواته على استعداد للدفاع عنها. وتعتبر عفرين المفتاح الاستراتيجي لحلب، وهي تتيح لمن يسيطر عليها السيطرة على قطاع واسع من الشمال السوري، وهو ما قد ينذر بزج الاكراد في مواجهات مسلحة مع جماعات المعارضة المسلحة في المناطق الشمالية من سوريا، ويعزز الصبغة العرقية والمذهبية التي يوسم بها النزاع السوري الحالي.
 وذكرت وكالة «فرات» للأنباء أن المجموعات المسلحة التابعة لعمار الداديخي (أبو إبراهيم) هاجمت مجدداً قرية قسطل جندو، حيث أسفر الهجوم عن جرح ثلاثة شبان من القرية، التي تظاهر أهلها احتجاجاً على هجمات المسلحين ضدها.
 وفي هذه الاثناء، واصل الطيران السوري مهاجمة مواقع المسلحين في عدد من المناطق، مع بروز تطورين لافتين أمس، حيث جرت اول غارة تنفذها مقاتلة جوية في ريف دمشق ، والاشتباكات التي دارت بين مسلحين وفلسطينيين في مخيم اليرموك في العاصمة، بعد ساعات من وقوع اشتباكات جديدة بين الأكراد ومسلحي المعارضة.
وقال المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أنور رجا لوكالة «فرانس برس» إن «جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل فجراً إلى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الأسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم بالتصدي للمجموعة» من دون وقوع إصابات.
 ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن معارضين قولهم إن قوات نظامية تقدمت إلى معرة النعمان لاستردادها  من المسلحين، فيما كان الطيران يشن غارات عليها. 

 سياسياً، شنت دمشق هجوماً لاذعاً جديداً ضد أنقرة ودول الخليج، وحمّلتهم مسؤولية استمرار «نزف الدم السوري» وتقويض مهمة الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، الذي يقوم بزيارة إلى بكين. وأعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو رفض انقرة محاورة النظام السوري، فيما وصف رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني ما يحصل في سوريا بأنه «إبادة».
 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، في بيان، «كان جلياً لجميع المراقبين عدم الالتزام التركي والخليجي بإنجاح قرار وقف العمليات العسكرية الذي التزمت به القيادة السورية، ما يحملهم مسؤولية استمرار نزف الدم السوري، وما يشكل تقويضاً صريحاً من هذه الأطراف لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، عبر الاستمرار بسياسة تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة».
 واعتبر مقدسي أن داود أوغلو يستمر في «تبني منهج الهروب للأمام ورفض إجراء أية مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض، واستمرار علانية استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سوريا». وأشار إلى أن المواقف الأخيرة لداود اوغلو تدل على «الاستمرار بجر وتوريط الشعب التركي بسياسات الحكومة التركية، التي بات من الواضح أنها لم تعد تحظى بالرضا والإجماع»، لأنها «لا تتماشى أصلاً مع مصالح وطبيعة الروابط التاريخية والأخوية» بين الشعبين السوري والتركي.
                                                                                       السفير ـ سانا ـ ا ف بـ ـ ا ب ـرويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...