رئيس الأركان التركي يرد على باراك: المناورات مع سوريا شأن يخصنا

30-04-2009

رئيس الأركان التركي يرد على باراك: المناورات مع سوريا شأن يخصنا

تولى رئيس الأركان التركي ايلكير باشبوغ بنفسه، أمس، مهمة الرد على تصريحات لمسؤولين وباحثين إسرائيليين، عبروا عن انزعاجهم وقلقهم من المناورات العسكرية المشتركة بين تركيا وسوريا.
ففي مؤتمر صحافي شامل، تطرق باشبوغ إلى الانتقادات الإسرائيلية. وقال إن «رد فعل إسرائيل لا يهمنا. انه شأن خاص بنا ولسنا مضطرين للتبرير لدولة أخرى مناورات نقوم بها مع بلد آخر»، مشدداً على أن «المناورات مع سوريا شأن خاص بتركيا ولا علاقة لأحد به». وأكد أهمية المناورات، موضحا أنها «مناورات صغيرة لكنها مهمة لأنها تحدث للمرة الأولى».
ولفتت المناورات العسكرية المشتركة الأولى بين سوريا وتركيا التي استمرت ثلاثة أيام، اهتمام المراقبين ولا سيما في إسرائيل، التي عبر وزير دفاعها ايهود باراك عن القلق والانزعاج إزاء ما اعتبره نقلة في العلاقات التركية مع سوريا الى مستوى جديد غير مسبوق.
غير ان هذه المناورات لم تحظ بالاهتمام الاعلامي المناسب في الجانب التركي حتى في الصحف الاسلامية او تلك المؤيدة لحزب العدالة والتنمية. ويعيد معظم المراقبين هذه «اللامبالاة» الى انشغال الاتراك على الصعيدين الرسمي والشعبي بتطورات المسألة الارمنية.
لكن القلة القليلة من التعليقات كانت مجمعة على اهمية المناورات كمؤشر اضافي على العلاقات الممتازة بين سوريا وتركيا وعلى تراجع النفوذ الاسرائيلي في المنطقة.
ويقول ابراهيم قره غول في صحيفة «يني شفق» ان القلق الاسرائيلي الاساسي ليس من ان تكون المناورات مشروعاً لحزب العدالة والتنمية، بل من ان تكون سياسة للدولة التركية. سابقاً، كانت اسرائيل تشتغل على الخلاف العسكري - المدني في تركيا، اما من اليوم فصاعداً فلن يمكنها اللعب على هذا الوتر وهذا مبعث انزعاجها.
كذلك فإن اسرائيل منزعجة من الاتفاق على تدريب تركيا للجيش اللبناني وتسليحه. لقد انتهت الازمنة القديمة بين تركيا واسرائيل. ورغم ان تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي، فإنها في الطريق لشراء نظام دفاع جوي من طراز اس-400 من روسيا».
ويقول قره غول انه كلما ازداد نفوذ تركيا في المنطقة، كلما ضاق مجال تأثير اسرائيل. وهذا ما يحصل الآن. لذا ستحاول اسرائيل تخريب التقارب مع جيران تركيا. وحذّر الكاتب من ان تركيا ستواجه محاولات جدية جداً لوقف مسارها السياسي الخارجي.
من جهته، اعرب الكاتب حاقان البيرق في صحيفة «يني شفق» عن «شكره الكبير» لله لأن اسرائيل منزعجة من هذه المناورات مع سوريا. ويقول البيرق ان الانزعاج الاسرائيلي كما الاميركي والاطلسي «أمر يجب ان يفرحنا». ويكشف البيرق كذب الاسرائيليين ولا سيما افرايم عنبر رئيس «مركز سادات بيغن» من ان المناورات بين تركيا وإسرائيل لا تثير ارتياح الجيش التركي ويتساءل البيرق: «تحت علم من تجري المناورات؟ هل تحت العلم اليوناني؟».
ويقول الكاتب ان المناورات المشتركة ليست امراً مفاجئاً. ففي حزيران عام 2002 (اي قبل وصول العدالة والتنمية الى السلطة) وقّع وزير الدفاع السوري حسن تركماني مع رئيس الاركان التركي حينها حسين كيفريك اوغلو اتفاقية تعاون عسكري في مجالات التدريب والتقنية والعلوم . ومناورات اليوم هي استمرار لهذا المسار.
وحينها قال كيفريك اوغلو «ان عناصر الجيشين السوري والتركي يمكن ان يتابعوا بصورة متبادلة دورات في المؤسسات التدريبية والتعليمية. ويمكن ان يشاركوا في تدريبات مشتركة في مقار القيادة والمؤسسة. وستبدأ مرحلة جديدة في علاقات التعاون العسكري التي قررنا توسيعها مع الوقت الى مجالات اخرى». ويقول الكاتب ان ذلك التصريح يعكس تعاوناً مؤسساتياً ومنتظماً.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...