دمشق.. الفن السابع رغم كل شيء

05-12-2012

دمشق.. الفن السابع رغم كل شيء

قد يبدو سريالياً الحديث عن فعاليات ثقافية تقام في دمشق وسط الأحداث الدموية المتواصلة منذ أكثر من عام ونصف عام. هذه الأحداث المأساوية حوّلت عاصمة الأمويين إلى مدينة أشباح عند كل مساء، كما هي حال غالبية المدن والمناطق السورية. أما إعلان فعالية ثقافية أو فنية، فيتحوّل إلى مغامرة، بل قل مخاطرة مع انتشار الحواجز الأمنية على جميع مداخل العاصمة، ومع إيقاع الانفجارات المستمرة. جود سعيدهذا ما أكّده لنا عشرات الشبان السوريين الذين لبّوا دعوة «دار الفنون» وشاركوا في تظاهرة «سينما الشباب» التي أقيمت منذ أسابيع. شهد هذا اللقاء عرض 20 فيلماً قصيراً أنجزها 15 مخرجاً سورياً غالبيتهم من الهواة الشباب، فيما حملت البقية توقيع مخرجين محترفين، كفجر يعقوب، جود سعيد، ريمون بطرس، وسيم السيد وغسان شميط. لم يكترث الحضور بأجواء الخوف والرعب المحيطة التي تعيشها المنطقة التي يقع ضمنها المنزل القديم في «حي القنوات» الدمشقي العريق، وقد حوّلته رحاب ناصر إلى مشغل ومحترف للثقافة يحمل اسم «دار الفنون».

تأتي هذه التظاهرة «كمحاولة للتغلب على المأساة التي نعيشها جميعاً اليوم وكدعوة صريحة لجميع مثقفين والمبدعين السوريين، إلى العمل ولو بالحد الأدنى، حتى تعود دمشق إلى ما كانت عليه قبل الأزمة»، وفق ما تقول رحاب ناصر .
أما في ما يخص الأفلام المشاركة، فهناك أربعة عُرضت للمرة الأولى، يحاكي بعضها في أفكاره وبنيته الأحداث التي تعيشها البلاد مثل فيلم «هنا دمشق» للمخرجة ضحى إبراهيم الذي حقق حضوراً طيباً لدى الجمهور، رغم إنجازه بطرق فنية بدائية، ومباشرته في طرح ومعالجة الأفكار التي قدمها.
كذلك عرض «البرزخ» للمخرج المهند كلثوم الذي سبق أن شارك في عدد من مهرجانات السينما الشبابية في العالم ونال جوائز مختلفة، إضافة إلى «مونولوج» جود سعيد. فيما تنوعت مواضيع وأفكار بقية الأفلام التي أنجزها مخرجوها الشباب بتقنيات وأدوات بدائية مختلفة. التظاهرة التي حطّت أيضاً في طرطوس، جاءت بدعم ومشاركة من «المؤسسة العامة للسينما». عن ذلك يخبرنا المدير العام للمؤسسة محمد الأحمد، قائلاً: «انحصرت مشاركتنا بتوفير أجهزة العرض، وعدد من الأفلام السينمائية القصيرة من مستودعات المؤسسة. لكن الجهد الأكبر بذلته إدارة «دار الفنون» لإنجاح فاعلية فنية ثقافية تبدو متواضعة، لكنها تعكس إرادة الشباب السينمائي السوري، أمام واقع الموت والرعب والخوف الذي نعيشه اليوم».

أنس زرزر

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...