داغسـتان: 50 قتيـلاً وجريحـاً فـي اسـتهداف جـديـد لروسـيا كلها

01-04-2010

داغسـتان: 50 قتيـلاً وجريحـاً فـي اسـتهداف جـديـد لروسـيا كلها

بعد 48 ساعة على الاعتداء المزدوج في عمق موسكو الذي سفك دماء المدنيين على مشارف الكرملين وتبنت جماعة «إمارة القوقاز» الشيشانية مسؤوليتها عنه، وفي خضم المخاوف من موجة «أرامل سوداء» تهدد روسيا بعودة «الذعر» الأمني، دوّى في داغستان أمس، انفجاران ضخمان أديّا إلى سقوط 50 قتيلا وجريحا معظمهم من ضباط الشرطة. ورجّح الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ارتباط الحدثين في سلسلة واحدة، كما اعلنت جهات مسؤولة تقدم التحقيقات، وتحدثت عن إمكان ضلوع الاستخبارات الجورجية بالتعاون مع مجموعات قوقازية.
تفجيرا كيزلار
وقال مسؤول في شرطة بلدة كيزلار الداغستانية حيث وقع تفجيران انتحاريان أمس، أن سيارة كانت تلاحقها دورية من الشرطة أسرعت قرب مدرسة في وسط البلدة التي تقع قرب الحدود مع الشيشان ، قبل أن يفجّرها سائقها، وعقب تجمع الشرطة والمارة في مكان الحادث فجر انتحاري يرتدي زي الشرطة نفسه بعد 20 دقيقة من الانفجار الاول، ما أدى في حصيلة التفجيرين إلى مقتل 12 شخصا بينهم 9 ضباط من الشرطة وإصابة 27 شخصا على الأقل، كما الحق التفجيران أضرارا بالسيارات والمباني المحيطة.

وعقب التفجيرين بدا حطام سيارتين بالقرب من أخدود عميق وسط أنقاض في الشارع الذي تحفه أشجار جرداء. وتهشم زجاج مبنى تابع لمدرسة ودمر جزء من سقفه المصنوع من القرميد. وكانت هناك جثة رجل بلا رأس ممددة في الشارع، فيما أفادت التقارير بانه لم يكن هناك أطفال في المدرسة عند وقوع التفجيرين.
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إن «هدف الإرهابيين هو زعزعة الوضع في البلاد وتدمير المجتمع المدني وإثارة الخوف والرعب بين السكان»، مؤكدا «لن نسمح بذلك». اما رئيس الوزراء فلاديمير بوتين فلم يستبعد أن «تكون المجموعة نفسها» وراء تفجيرات موسكو وكيزلار، مضيفا «ليس مهما بالنسبة لنا في أي جزء من البلاد ترتكب هذه الجرائم وإلى أية قومية تنتمي ضحاياها. إننا ننطلق من ان هذه الجرائم ترتكب ضد روسيا كلها»، فيما قال متحدث باسم وزارة الداخلية الداغستانية أن هوية انتحاري قد تم تحديدها وابلاغ الرئيس الداغستاني محمد سلام محمدوف الذي وصف اعتداءي موسكو وكيزلار بانهما «حلقتان في سلسلة واحدة».
- اما في تبعات اعتداء الاثنين الماضي الدامي على محطتي «لوبيانكا» و»بارك كولتورا» في وسط موسكو، وبعدما أعلن سكرتير مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف أن التحقيق أحرز «تقدما» وأضاف «كانت لدينا معلومة مفادها ان بعض عناصر الاستخبارات الجورجية كانوا على اتصال مع منظمات ارهابية في القوقاز الشمالي الروسي. علينا بحث هذه الفرضية أيضا»، اكد الموقع الانفصالي الشيشاني «كافكازسنتر» ان زعيم جماعة «امارة القوقاز» الاسلامية المتمردة دوكو عمروف اعلن مسؤولية حركته عن الاعتداءين الانتحاريين اللذين اوقعا 39 قتيلا في موسكو.
وفي شريط فيديو صور في 29 الحالي اعلن دوكو عمروف ان هذا الهجوم أتى «انتقاما للمجزرة» التي نفذتها القوات الروسية في 11 شباط الماضي في جمهورية انغوشيا في القوقاز. وقال انه في هذا اليوم «اعدم مواطنون شيشان وانغوش» بالقرب من قرية ارشتي خلال عملية نفذتها «عصابات القوات الخاصة الروسية». واكد عمروف انه اعطى بنفسه الامر بشن هجومي موسكو، وانه «عمل انتقامي مشروع لاستمرار اغتيال المدنيين في القوقاز» مهددا روسيا باعتداءات جديدة. كما قال ان «الهجمات على الاراضي الروسية ستستمر» مضيفا انها ستكون «اعمالا انتقامية جديدة لما تفعله القوات والاجهزة الخاصة الروسية في القوقاز»، ومتوجها للروس بالقول: «لذلك فان الحرب ستاتي الى شوارعكم».
أما المتحدث باسم منظمة «إمارة القوقاز الإسلامية» الإنفصالية شمس الدين باتوكاييف فقال من تركيا «لم ننفذ الهجوم في موسكو ولا نعرف من فعل ذلك»، مضيفا أن الجماعة خططت لشن هجمات على أهداف اقتصادية داخل روسيا ولكن ليس ضد المدنيين.
ونقلت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية عن مصادر روسية قولها ان مجموعة من نحو 21 «أرملة سوداء» (انتحارية قوقازية)، تتواجدن في الأراضي الروسية، بعد معلومات عن وصول مجموعة من 30 انتحارية تدربن في مدرسة دينية في تركيا، قتل بينهن 9 في وقت سابق، فيما أصدر ميدفيديف مرسوما «حول إقامة نظام شامل لصيانة أمن السكان في وسائط النقل»، يكتمل بحلول العام 2014.
إلى ذلك، صرّح رئيس المجلس الفدرالي سيرغي ميرونوف أنه لا يؤيد عقوبة الإعدام لمنفذي الهجمات، وقال «إن رئيس لجنة الشؤون القضائية والقانونية بالمجلس الاتحادي حول فرض عقوبة الإعدام يعد رأيا شخصيا»، فيما اعلنت منظمة غير حكومية روسية مسلمة تدعى «المركز الثقافي الاسلامي» انها رصدت مكافأة مالية قيمتها مليون روبل (25 الف يورو) لكل من يدلي بمعلومات تساعد المحققين على الكشف عن مرتكبي اعتداءي مترو موسكو.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

المصالح الأميركية والإسرائيلية في التفجيرات الروسية
دور بلدان الخليج والسعودية في تقويض الاستقرار السياسي الروسي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...