حسون: لا فرق في الخطاب الالهي ما بين الذكورة والانوثة الا في الميراث

31-01-2007

حسون: لا فرق في الخطاب الالهي ما بين الذكورة والانوثة الا في الميراث

»العولمة ¯ صدام الحضارات ¯ صراع الاديان ¯ مشروع الشرق الأوسط الجديد استراتيجيات امبريالية طرحت ومازالت لتخدير العالم والشعوب ومن ثم السيطرة .. وخصوصاً باتجاه عالمنا العربي والاسلامي ...

لغة جديدة مستخدمة بعدما فشلت سياسات التدخل المباشر.‏

وأمام هذا الواقع تحركت مراكز البحث والدراسات في الغرب الى بذر وتنشيط الصراع الطائفي والمذهبي في الوطن العربي والعالم الاسلامي والتي بدأت مؤشراته مؤخراً بالظهور ..‏

قبل سفره الى مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الاسلامية وتوحيدها أجري لقاء مع سماحة مفتي الجمهورية د . أحمد بدر الدين حسون لتستطلع رأيه حول مستقبل هذا الصراع ومستقبل الوطن والأمة ودور سورية في إخماد وإفشال هذه الفتنة وبعض القضايا المثيرة للتساؤل .. وخصوصاً وأن سماحته وبحكم منصبه يعتبر من الاسماء الدينية المتنورة ليس على ساحة الوطن بل على مساحة العالم وهو أحد أصحاب الدعوة الدائمة الى الاجتماع والوحدة وترك الفرقة والداعي لحوار الاديان والحضارات مما أكسبه مكانة مرموقة في الوطن وخارجه .‏

س ¯ المصطلحات أعلاه ورغم محاولة تنفيذها ودعمها من الغرب , فشلت ولم تحقق نجاحاً في عالمنا العربي والاسلامي , ما هو السبب برأيكم ...؟‏

ج ¯ أولاً لا يوجد صراع لما يسمى الحضارات والأديان , لأن صراع الحضارات لو كان لما بقيت حضارة معروفة في العالم , نحن نعيش الآن من نتاج الحضارات . وكيف نسميها حضارة إذا تصارعت عندئذ هي همجية لاحضارة .‏

كذلك ليس هناك أديان لتتصارع , هناك دين واحد منبعه رب السماء والأرض .. أرسله مع رسل مختلفين في المكان والزمن ولكنهم جميعاً متفقين من مصدره وأصوله ... فالنبي الكريم محمد »صلى الله عليه وسلم « قال : إن الدين عند الله الاسلام , والقرآن الكريم أكد »إن إبراهيم كان مسلماً حنيفاً« كل الانبياء دعوا للاستسلام لله , والتحرر من العبودية والجهل والوثنية , لذلك جاء قوله تعالى »قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم لا نعبد إلا الله وألاّ يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً « رسالة السماء جاءت لتحرير الانسان قبل أن يتكلم الغرب عن حقوق الإنسان بآلاف الأعوام .‏

إذن كل الرسل والديانات جاءت لحرية الإنسان والحفاظ على حقوقه وأهمها حق الحياة والحرية .‏

س ¯ ما نسمعه ونراه من صراع طائفي ومذهبي هل هو مشروع جديد لضرب وتمزيف الأمة ..؟‏

ج ¯ أمّا قضية المذاهب والطوائف فهي ما اسميها الرمية الأخيرة في جعبة الغرب العدو بمفهومه الاستعماري والعدواني , إننا حين ننظر للمذاهب من الناحية الفكرية والعلمية نراها هي نتاج التلاقح الحضاري في مسيرة الأمم , المذهب ليس ديناً , المذهب هو تفكير رجل من أبناء هذا الدين ليستنبط من أحكام الدين ما يجعل المبتدئين فيه أن يقوموا به دون مشقة , المذاهب في الأصل لم تأت لتؤطر الدين بأطر المشقة . بل جاءت لتؤطر الدين بأطر يسهل بها على المؤمن مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أن يتدين ويعبد الله‏

لذلك كان عند النصارى »الارثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية« ولو درسناها في عمقها لوجدنا أن بعض رجال الدين المسيحي خسروا الإنجيل وفسروا تعاليم السيد المسيح فحولوها الى أسماء , هذه الاسماء ابتعد بعضها عن روحانيته , وأيضاً حدث هذا في الاسلام , هناك مذاهب اسلامية فكرية ,وهناك مذاهب اسلامية سياسية المذاهب الاسلامية الفكرية والروحية لا تتصادم , والسبب أن كل إمام من أئمة المذاهب هو تلميذ لما قبله , فلوجئنا للإمام مالك لوجدناه تلميذاً للإمام جعفر وفي نفس المرحلة تتلمذ الإمام أبو حنيفة على يد الامام جعفر الصادق رضي الله عنهم , والإمام الشافعي هو تلميذ الامام مالك ,وأحمد بن حنبل هو تلميذ الامام الشافعي , من هنا نجد اليوم أن من يتحدث بحديث الطائفية أو المذهبية كصدام مع أخيه المسلم هو جاهل لم يقرأ المذاهب ولم يعرف قرآنه ولا دينه .‏

وللأسف هذا ما يحدث اليوم في العراق في قضية الشيعة . والسنة هي كلمة يراد بها الآن الباطل , الشيعة عددهم في العالم الاسلامي »مليار ونصف « لأن كل مسلم يقرأ كتاب الله »قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى« يعرف ويفهم بأنه موالٍ لآل البيت المحمدي , وكل من يقرأ الحديث الذي ورد بأربعين رواية في الصحيحين »من كنت مولاه فعلي مولاه« ويقول الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه »بخ .. بخ لك يا أبا الحسن أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة‏

لا يوجد مسلم في الكون لا يعشق ويحترم فاطمة الزهراء وزوجها وأولادها و ...‏

أما قضية السنة فهي من أخذوا جانب التحقق في أقوال النبي »صلى الله عليه وسلم« واستنبطوا منها الاحكام من القرآن الكريم .‏

وأنا أسأل : إذا كان السني الذي أخذ أحاديث النبي محمد »صلى الله عليه وسلم « وآيات القرآن واستنبط منها ما فيه تقنين أحكام دينه ووجد منها ولاءه لآل البيت والشيعي وجد أن كل ما ورد من أحاديث في مدح آل البيت عن جدهم رسول الله لوجب .. على كل شيعي أن يكون سنياً وعلى كل سني أن يكون في ولائه وحبه لآل البيت شيعياً , ومن هنا تسقط كلمة طائفية الشيعة وطائفة السنة .. إنما يوجد مسلم شافعي وحنفي وجعفري وإسماعيلي وأباضي ووهابي ... الخ هذه مذاهب فكرية وفقهية وليست عقائد دينية , لهذا ما نرجوه الآن أن يتفهم المسلمون أنهم إن جعلوا المذاهب أديان فقد خانوا الديانّ . وإن جعلوا من المذاهب ثراء فكرياً ولقاحاً روحياً ومن ولائهم لحب بيت النبوة الأوحد ومن اقتدائهم بسيرة نبينا محمد »صلى الله عليه وسلم« وسنته طريقاً وهداية عادت الأمة الى وحدتها وتوحيد صفوفها , وإنه ليحزنني ما يطلق على ألسنة الكثيرين من أبنائنا الشباب أن فلاناً تشيع وفلاناً تسنن وفلاناً تصوف هذه كلمات تدل على جهل قائلها , فإنتماؤنا للإسلام يجعلنا نجمع في قلبنا منهج الصفاء ومنهج السلف الصالح ومنهج آل البيت ومنهج الأئمة رضوان الله عليهم , واقتداؤنا بالصحابة كلهم هو ديننا وعقيدتنا لأن الآل كانوا الاً وصحابة , والصحابة وإن لم يكونوا آلاً كانوا صحابة رسول الله ,ولا فرق بين الأهل والأصحاب .. فهؤلاء الصحابة بنوا لنا أمة ودولة من أرقى الدول التي مرت على تاريخ البشرية فليشاهدوا ما تركته تعاليم الاسلام حين انتشرت من دمشق الى الصين والاندلس وما فعلته بغداد بعدها ومثلها القاهرة والقدس وغرناطة وسمرقند وإسطنبول كلنا نتوجه الى البيت العتيق مصدر الوحي والإيمان نغتسل ونتطهر دائماً من خطايانا لرب واحد وكعبة واحدة ونبي واحد وقرآن واحد .. لماذا إذن الفرقة والاقتتال .. نعيش حالياً مهاترات وشتائم لبعضنا البعض ومايحدث هو نوع من الجهل في روح المذاهب الاسلامية وفي معنى الانتماء لآل البيت أو الانتماء للسنة النبوية‏

س ¯ برأيك هل يستطيع الغرب أن يعبر الى منطقتنا عبر مفهوم الصراع الطائفي ..‏

ج ¯ كما عبر الغرب إلينا عبر بعض أبنائنا الذين لم يعرفوا جذور قوميتهم وعقيدتهم في منتصف القرن الماضي فاليوم بدؤوا بالعبور إلى أرضنا عن طريق الطوائف والمذاهب وماسمعته منذ أيام بين دول ثمانية أصدرت مع »رايس « بياناً تؤيد فيه غزو العراق وتؤيد بقاء القوات الاميركية المحتلة , أقول : هذا هو الجسر الجديد الذي عبر عليه الغرب من خلال تخويفنا من بعضنا البعض قالوا لنا عبر كل منابرهم وعلاقاتهم : خافوا إيران وخافوا السعودية , خافوا الشيعة وخافوا السنة السلفية , خافوا من مصر , وخافوا من /سورية / التي تحتضن المقاومة , إنهم يخوفون كل بلد من أخيه ليستولوا على أرضنا وعرضنا وديننا ورزقنا ... فلنتذكر قصة »الثور الأبيض والأسود« .‏

س ¯ ما رأيكم بما يجري على الساحة العراقية من هذا الصراع حالياً .. وما هي انعكاساته على المنطقة بشكل عام .؟‏

ج ¯ ألف ومئتا عام ولم يحدث في العراق أن تقاتل أبناؤها على أساس مذهبي طائفي ..مثلاً سامراء تضم مرقد الامامين العسكريين وكان من يخدم هذين المرقدين الأحبة السنة ,وكانا ومازالا من أقدس الاماكن للإخوة الشيعة والسنة معاً .. لم يكن هناك صداما , بل إنني أعرف بعض القبائل العربية وعشائرها في العراق نصفها سني ونصفها شيعي , وهم أبناء عمومه وخؤلة , ما قتلوا بعضهم يوماً ... إنما كان هذا مسلم مذهبه جعفري وذاك مسلم مذهبه حنفي ..‏

ما يحدث اليوم في العراق لاعلاقة لسنة وشيعة به . العلاقة فيما يحدث الآن بأناس جاؤوا على الدبابات الأميركية والبريطانية وتمت تربيتهم خارج أرضنا هم عرب وأكراد ..سنة وشيعة جاؤوا بتربية لا تتوافق مع أخلاقنا فراحوا يظلمون الأكراد والعرب بكل مذاهبهم وطوائفهم والمضحك أنهم يهتفون باسم هؤلاء جميعاً ويقولون جئنا لحماية العراق وأهله ..‏

أهل العراق ساهموا عبر التاريخ ببناء أجمل عراق وأقوى عراق عرفه العالم وهو أرض الحضارات .. ولكن انظروا ما فعله الاميركان وتلاميذهم .. أحرقوا المتاحف ودور العلم والمكتبات كما فعل هولاكو وسرقوا كل ثرواته .. وجوعوا أهله .. وهذا بداية التجهيل العام فنشأ عن هذا التجهيل الصدام الذي نراه اليوم , بين من ينتمون ظاهراً الى المذهب الشيعي أو السني وفي الحقيقة هم لا ينتمون لا الى هذا ولاذاك إذا قتلوا مسلماً واحداً بأيديهم .. فما بالك ما يقتل من مئات العراقيين ..؟‏

وأنا على يقين بأن هذه الصراعات هي مخاض سيولد يقظة في أبناء الأمة المثقفة .. أنا لا أخاف من هذا الصراع لأنه في الواقع إيقاظ للجميع لنعود لجذورنا وثقافتنا , لنرمي عنا غبار المذهبية الدينية الجاهلة , أدعو للتمسك بالمذهبية الثقافية التي تؤدي الى الثراء الحضاري كل هذا الصراع يحدث لتبرير وجود دولة دينية إرهابية في المنطقة »اسرائيل « العدو الاول والاشد للعرب والمسلمين ولكل البشرية فلينتبه أبناؤنا من إيران الى باكستان وتركيا وأندونيسيا الى بلادنا العربية أننا أمة واحدة أضحى الاسلام لنا ديناً وجميع الكون لنا وطناً لينتبهوا أن المقصود هو اليوم تمزيق الأمة قومياً الى عرب وكرد وفرس وعجم ... ثم تقسيمها طائفياً »سنة وشيعة , ثم تقسيمها مذهبياً ثم تربوياً .. هم يريدون تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم .. هكذا فعل المغول قبلهم والفرنجة كذلك مزقوا ثم هاجموا .. وبعد ذلك جاءت الصحوة في حطين وعين جالوت ..‏

أنا على عكس ما يراه الآخرون مستبشراً جداً بمستقبل الأمة .. الاسلام ينتشر في الغرب صباح مساء وعظمته أنه ينشر نفسه بنفسه ولاينشر نفسه بنا , لأن فيه من القيم والحضارة ما يقنع أبناء الغرب , إن الاسلام دين يولد لهم السعادة بعدما وصلوا الى قمة التطور التقني .. لا أخاف , ما يحدث هو أمل سيولد جيلاً جديداً , وهذا ما سمعته في آخر خطاب للسيد الرئيس بشار الأسد حينما تكلم عن الجيل الثالث وأنه أقوى وأشد تصميماً على إعادة فلسطين من الجيل الذي سبقه وهذا مارأيناه في شهداء انتفاضات الاقصى وما شاهدناه في جنوب لبنان مؤخراً .‏

س ¯ انتشرت مؤخراً ظاهرة التكفير في حال الاختلاف بالرأي والفتاوى متعددة ما رأيك .؟‏

ج ¯ كل من أطلق التكفير على غيره فقد وقف في موقع الله عز وجلّ قل من قال : آمنت بالله رباً ومحمد نبياً والاسلام ديناً . لايجوز تكفيره احفظوا قوله عليه الصلاة والسلام »من كفر مسلماً فقد كفر« إن الذين يختلفون معنا في الفكر والرأي , ليس طريق التكفير والشتائم هو الحل .‏

س ¯ من يطلع على موقعكم الالكتروني يجد هجوماً شديداً على ماتطرحه من أفكار وآراء وفتاوى ... لماذا ؟‏

ج ¯ أولاً أنا مصر على ماقلته كلمة كلمة وحرفاً حرفاً ولم ولن أتراجع عما أقوله وأطرحه لأنني اتخذت لنفسي منهجاً علمياً من خلال القرآن الكريم والسنة المحمدية الخالدة وما يصلني عبر البريد الالكتروني هو ردٌ على مقالاتي الصادرة عني وفي بعضها وللأسف تهجماً شخصياً بعيداً عن الموضوعية وهو تهجم لاعلاقة للفكر والحوار فيه , لذلك أرجوا من الذين يريدون محاورتي أن يعلنوا عن أسمائهم ولايختبئون وراء أسماء خلبية الشجاعة في المواجهة والوصول للحقيقة تعالوا لنتناقش ولا تتدخلوا في أعراضنا وأعمالنا , فالله هو المحاسب , لا أنتم وطريقنا هو خدمة ديننا ووطننا وأمتنا ولانحقد على أحد فالاسلام دين محبة وإخاء وتسامح فلا تجعلوه ديناً إرهابياً ..‏

س ¯ ما موضوع تطوير الية الخطبة على المنبر الذي دعوت لتفعيله ؟‏

ج ¯ منابرنا اليوم تبكي في كثير من الاحيان من ضعف خطبائها سورية تملك اليوم /8/ آلاف منبر وما يحزنني وباقي المسلمين والمواطنين بأن أرى شوارعها غير نظيفة وبعض المفاسد الاجتماعية منتشرة بين أهلها ومساجدنا غير آخذة لدورها الريادي .. أعتبر أن الخطباء يجب أن يتحولوا الى رسل لا الى موظفين فخطباء الجمعة إن لم نهيئ لهم دورات تحولهم الى أصحاب رسالة لا أصحاب وظيفة كما هم الآن , فان هذا المنبر سيحاسبنا الله يوم القيامة عليه , كل منبر هو صوت إعلامي .. أناشد الأئمة والخطباء وأقول راعوا الله في مساجدكم وأمتكم ودينكم في هذه المرحلة الخطرة من تاريخ الامة .. وحدوا صوتكم وحدوا فكركم وحدوا أهدافكم وإن لم توحدوا خطبكم .. بل اجعلوا الهدف عودة قيامة وبناء هذه الامة .‏

س ¯ ما طرحته حول توحيد الأذان أثار الكثير من التساؤلات مارأيك ..؟‏

ج ¯ مازلت مصراً اليوم على أن نحاول جعل الأذان على منهج نبينا محمد »صلى الله عليه وسلم« حين قال: /علمه يابلال فإنه أندى منك صوتاً «‏

لا نريد أن نسمع صوتاً على مآذنه إلاّ إذا كان جميلاً ندياً , فإن لم نجد الصوت المطلوب والمتعدد سنجد الصوت الموحد . وأنا في هذا أرجوا أن يجزيني الله ورسوله خيراً على موقفي هذا وأيضاً سنحاول إعادة تثقيف خطباءنا من خلال بعضهم البعض وعبر دورات فالعلم لاينتهي فلنعلم ونتعلم وأنا سأجلس لأستمع لعلي أتعلم شيئاً جديداً يفيدني .‏

س ¯ في معظم جوامع الريف السوري هناك نقص في منصب الامام رغم وجود البناء , ما الفائدة من ذلك ...؟‏

ج ¯ سؤال مهم جداً وموجه لكل مدارسنا الشرعية , أين أبناؤكم أين الدارسون أين إنتاجكم المعرفي الديني , إن الامة والوطن دعماكم بالاموال وبنيتم أعظم الابنية والمدارس وقلتم أن عندكم جامعات ومؤسسات شرعية أين المتخرجون ومنابر الريف فارغة وباقي المنابر تعاني مما ذكرت أعلاه ...‏

لذلك أطلب من موقعي : لا تعطوا شهادة التخرج لطالب حتى يخدم في الريف ولمدة عامين يزود بها أبناء هذه المنطقة بعلمه وخدمة دينه . ريفنا يبكي من جهل من يتسلقون المنابر ويقفون أئمة .‏

س ¯ ما رأيك في تطور المرأة المسلمة والمرأة السورية بشكل عام ؟‏

ج ¯ لم أشعر في حياتي أن هناك خلافاً في الخطاب الإلهي بين الرجل والمرأة ففي اللحظة الاولى للخليقة قال تعالى لآدم »اسكن أنت وزوجك دعوة للمشاركة ..وكذلك لنوح عليه السلام في حرية زوجته التي كفرت به فقال له تعالى اقتلها أو طلقها .‏

من ينظر لدور المرأة في حياة الانبياء يراها في مرتبة رفيعة وصاحبة شأن ما أعظم شأن خديجة وعائشة وفاطمة ومارية عند رسولنا العظيم محمد »صلى الله عليه وسلم « ما أعظم دور مكانة مريم العذراء عند المسيح عليه السلام وهاجر عند إبراهيم واسماعيل الخ .. استغرب ممن اتهم الاسلام بأنه لم يعط المرأة حقوقها .. عودوا للقرآن الخالد تشاهدوا وتسمعوا مكانة المرأة المتميزة .. لكن تسربت إلينا عادات الاقوام مما جعلناه أحكاماً شرعية كان هو الخطأ الخطير في حياتنا فالمرأة كانت في حياة نبينا صلوات الله عليه عالمة ومجاهدة وأما وراوية حديث افتحوا كتب السنة والقرآن »سورة سبأ وسورة مريم وسورة النساء وسورة الاحزاب « ..‏

القرآن ذكر المرأة التي تحملت الايمان والمرأة الرافضة للتوحيد وتحدته »وإمرأته حمالة الحطب « إن كل إمرأة أخذت نتيجة عملها وثمرته .. لا فرق في الخطاب الالهي ما بين الذكورة والانوثة الا في الميراث وهذا موضوع آخر لمكانة المرأة وكرامتها .‏

هناك فرق بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي , الخطاب الديني تدخلت فيه العادات فحولتها الى عبادات والخطاب الالهي ثابت لم يتجرأ أحد أن يتدخل به ولن يتجرأ .‏

س ¯ تتمتع بعلاقة متميزة مع كافة الطوائف والاثنيات الموجودة في داخل الوطن وخارجه .. وهذا جزء من شخصيتكم أم من مركزكم كمفتي .‏

ج ¯ أولاً صراحتك أكثر من حالة إعلامية ولكنها محرضة للقول بأنني من خلال نظرتي للإنسان في هذا الكون , لا يوجد عندي آخر .. عندي أخ , كل الناس إخوة إنما الآخر هو »الحيوان« المختلف عنا في كل شيء أنظر لأبناء وطني على أنهم مني وأنا منهم ودون النظر الى إنتماءاتهم الدينية أوالمذهبية أو العرقية وهذا العلم جئت به من تربيتي الدينية والاجتماعية والثقافية , أنا أحترم الانسان عبر إنسانيته وأحاربه في حال العداء لأمتي ووطني أكره الذي يقتل ويتعصب . الإنسان قدس الاقداس بعد الله تعالى .. فكل شيء بعد الشرك بالله لايعتبر ذنباً كمسّ الانسان , قال رسول الله للكعبة :‏

»ما أعظم حرمتك عند الله ولكن المؤمن أعظم حرمة منك ثم قال : دمه وعرضه وماله وألا يظن به الا خيراً .. ما أعظمك يانبينا ومعلمنا ..‏

أقولها دائماً »لمن يظنون بنا سوءاً , نحن لا نظن بكم السوء ولاننسى بأننا سنقف جميعاً أمام الديان لنسأل عن حياتنا وأفعالنا‏

س ¯ مع اقتراب نهاية إحتفالية حلب كعاصمة لثقافة المسلمين هل أنت راض بما أنجز أم لك رأي آخر ..؟‏

ج ¯ أستطيع القول أننا وصلنا للنهاية وكان في الاحتفالية الشيء المتألق من السادة المحاضرين وكان فيها الفراغات المحزنة ولو قارناها بما جرى في أصفهان سأجد بأننا في حلب تألقنا بشكل أفضل والجهد المبذول من بعض إخوتنا في أمانة حلب كعاصمة ثقافية , كان جيداً , ولكن هل نحن راضون عن هذا الجيد , كنا نتمنى أن يكون أكثر روعة وأرقى ظهوراً وأقوى لأن هذه الفرصة جاءت لحلب . لا ألوم فقط اللجنة المشرفة بل ألوم الحكومة والشعب لأنهم لم يعرفا أهمية هذه المناسبة التي جاءت إليهم , أرجوا أن يعوضوا ذلك في إحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية القادمة وأن نتعلم مما قصرنا فيه... وشكراً لكل من شارك ولو بكلمة في إظهار حلب الخالدة بإذن الله .‏

س ¯ منصب الافتاء بدأ يظهر بشكل اعلامي وحضور واضح بعد تسلمك له , وحلب عاد إليها ألقها في زيارة الوفود الدينية والمعرفية هل هذا من خلال وجود الاحتفالية أم لك دوراً في ذلك ..؟‏

ج ¯ سورية متألقة بأهلها وحلب متألقة بسكانها وعبرّ كل مذاهبهم وإنتماءاتهم , والسيد الرئيس أعطى حلب ومازال الاهتمام الدائم , حلب تميزت بمفتيها أستاذي د . ابراهيم السلقيني , أقولها وعبر سؤالك الصريح : سورية كلها تتألق خلال السنوات الخمسة الماضية بحراك جديد من حرية الفكر والانسان وكرامته .. صحيح أننا لم نصل الى مانريد , مازالت هناك نقاط ضعف يجب أن ننتبه اليها ..مازالت هناك خطوات بحاجة ان نسيرها , لازالت هناك خطوات بحاجة لتصحيح , لازال هناك جهد مطلوب يجب بذله لسورية التي تستحق الكثير من أبنائها كل من زار سورية خلال السنوات الاخيرة والتقيت به قال : سورية بلد مهم وعظيم ماضياً وحاضراً ومستقبلاً والتغيرات التي طرأت وتطرأ عليها تجعلها محط انظار العالم .‏

وأرجو من الاعلام ان يتطور ويرتقي الى حجم المسؤولية الملقاة على أكتافكم ..وشكراً .‏

وضاح محي الدين

المصدر: الجماهير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...