حسرة الموسيقيين السوريين

22-03-2010

حسرة الموسيقيين السوريين

اقام عازف البيانو الفرنسي الشهير ريتشارد كلايدرمان حفلاً في قصر المؤتمرات في دمشق، جمع حوالى ألفين وخمسمئة من محبيه، وقدم مجموعة من المعزوفات الشهيرة التي قدمت من قبل في مختلف أنحاء العالم مثل «نوستالجيا» و»قصة حب» و»أرابيسك» وبعض المقطوعات من أفلام سينمائية شهيرة، وغيرها من المقطوعات.
وعلى الرغم من مشاركة اثني عشر عازفاً سورياً إلى جانب عازف البيانو الشهير، إلا أن الحفل، والفنان الضيف، لم ينجيا من الانتقادات، خصوصاً أن البعض وجد أسعار البطاقات (تراوحت من خمسين إلى مئة دولار) مفارقة، بسبب هذا الدعم الاستثنائي للفنان الضيف، الذي لا يلقاه فنانون محليون من المستوى نفسه. وقد ذهب البعض إلى حد القول إنه جدير بالمقاطعة من أجل دعم الموسيقيين المحليين.
الفنان حسام بريمو قال  «إن كلايدرمان بيانست عادي رغم أنه مشهور ومحبوب، لكن موسيقاه في النهاية لا يدفع لها هذا المبلغ». وأضاف بريمو «يلزمنا خبراء من مستوى عال، فمؤسساتنا لديها النيات الحسنة لكن ليس لديها الخبرة الكافية، حول من ينبغي أن يكون ضيفاً على سوريا، ومن ينبغي أن يُغض عنه النظر». وأكد بريمو أن «المرجعيات العلمية الموسيقية لا ترى بكلايدرمان أفضل من عازفين محليين».
أما ميساك باغبودريان قائد الفرقة السمفونية الوطنية فقال «هذه موسيقى خفيفة وتجارية، وليست ضمن الموسيقى الجادة، هي للتسلية أكثر منها للإنصات، وكنت أفضل في النهاية أن تدفع هذه الأموال لنشاط وطني يقوم به سوريون»، وأضاف باغبودريان «في النهاية الناس تنبهر بالاسم، والحقيقة ليس لدينا التذوق الموسيقي الكافي لنفرّق!».
كذلك فإن عازف العود عصام رافع قال «إننا دائماً نشهد هذه المفارقات، كما نشهد أن الناس تتهافت لمجرد الاسم، وقد حدث الأمر نفسه لدى استضافة فيروز في دمشق. لكنني أتمنى أن تنسحب هذه الحال على الموسيقيين المحليين ويجري تقديرهم، فهناك من يستحق الدعم، ويفترض أن يوسعوا حدقاتهم في بلدنا قليلاً ليروا أن هناك من يستحق دعماً إعلامياً مماثلاً لما يلقاه الضيوف».
كلايدرمان في حفله الدمشقي كشف عن مقدرة هائلة في التواصل مع الجمهور، فهو لم يكن عازفاً وحسب، ولعله قارب فنون الاستعراض في لفت الجمهور، وإبقائه تحت السمع والنظر. لم يفوت فرصة في توجيه الخطاب إلى مستمعيه، بل إلى إلقاء الدعابات، ولم يظهر كأي عازف بيانو عادي ملتصق بآلته. فمن النادر أن ترى عازف بيانو يتقافز هنا وهناك طوال الحفل، ولعل هذه هي الصورة التي تعلق في مخيلة المرء بعد الحفل.
ومن الواضح أن الفنان استطاع أن يجذب الجمهور، فلا ندري إن كان الجمهور، أو هذا الحفل الدمشقي بدوره، قادراً أن يلهم الفنان العالمي الذي سبق له أن أبدى، في مؤتمر صحفي سابق للحفل، إعجابه الشديد بالموسيقى الشرقية «من المهم والمثير أن نكتشف عوالم موسيقية متنوعة، باختلاف الآلات الموسيقية والأصوات، وأنا آمل أن أكتشف بعض الموضوعات المحبوبة والخاصة جداً هنا، فلربما استطعت تحويلها إلى عزف على البيانو».
وحين سئل عن إمكانيته تأليف مقطوعات موسيقية لنفسه قال كلايدرمان «أنا أقوم عادة بأداء المقطوعات التي تقترح لي، وإذا كان لدي الوقت فبالتأكيد سأقوم بتأليف أعمال خاصة، لكنني الآن مكتف ومسرور بعزف الأعمال التي تقدم لي».

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...