حرب شتائم بين قيادات «الجهاد» المصري

29-11-2007

حرب شتائم بين قيادات «الجهاد» المصري

أشعل جدل حول وثيقة مفتي ومنظر الجهاد د. سيد إمام عبدالعزيز، التي أطلقها مؤخرا من سجنه في مصر، حرب بيانات وشتائم واتهامات متبادلة بين أمير الجماعة وقيادي إسلامي مصري بارز مقيم في لندن.

بدأت الحرب ببيان اتهم فيه أمير الجماعة نبيل نعيم بمصر، الاسلامي اللاجئ في بريطانيا د.هاني السباعي، بالعمالة لجهاز المخابرات البريطانية على اثر نقده لوثيقة الشيخ فضل ورفضه لها لكتابتها من السجن، فرد عليه السباعي ببيان حاد يتضمن صحيفة سوابقه الجنائية قبل انضمامه للجماعة.

وعلى اثر وساطة قام بها محامي الجماعات الاسلامية البارز منتصر الزيات، قرر مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية في لندن د.هاني السباعي إلغاء هذه الفقرة من بيانه. وقال السباعي إن ذلك يأتي استجابة سريعة لوساطة الزيات، مضيفا "كنت اتمنى أن أموت قبل أن اضطر لذلك، تحت ضغط الاستفزاز الذي ورد في بيان نعيم" مطالبا بأن يفعل المثل ويسحب بدوره العبارات الشخصية من بيانه.

من جهته أكد الزيات لـ"العربية.نت" إنه سيوقف أي بيانات جديدة من الطرفين، أو أي بيانات وبيانات مضادة من قيادات الجماعة في داخل السجون المصرية، وقياداتها في الخارج.

وقال إنه سيلتقي نبيل نعيم والشيخ فضل في السجن في وقت لاحق، وسيعمل على قيام الأول باعادة اصدار بيانه بعد شطب العبارات الجارحة التي وردت فيه، وسيقوم بها باسمه.
 - وأوضح السباعي، وهو من القيادات الكبيرة السابقة لتنظيم الجهاد المقيمة في الخارج، أنه سيحذف من بيانه ضد نبيل نعيم في الموقع الالكتروني لمركز المقريزي، والذي جاء تحت عنوان "الرد على افتراءات البلطجي الأثيم نبيل نعيم" أيضا الجزء الذي يتحدث عن "سجله قبل تدينه" وسيعيد أيضا ارسال البيان منقحا من ذلك، إلى وسائل الاعلام المختلفة لتعيد نشره بصورته الجديدة.

وقال: لقد كتبت بكل احترام وتبجيل عام 2002 عن دور نبيل نعيم في تنظيم الجهاد، ودعوت الله أن يفرج عنه وعن كل اخوانه. وكان مشهورا عنه أنه من الذين يصمدون للتعذيب بقوة ولا يعترفون بسهولة، لكنه مر بعدة مراحل في حياته، فإذا كان الشخص فعل أفعالا معينة فإن الاسلام يجب ما قبله".

وأضاف "حصل له تغيير منذ سنوات في السجن، لطول مكوثه فيه من وجهة نظري، وقد أثر عليه نفسيا، فصار يضغط على شباب التنظيم في السجن ليكتبوا تراجعات على غرار الجماعة الاسلامية، رغم أنه كان من أشد الناس اعتراضا عليها، وكان ذلك قبل ترحيل د.فضل من اليمن إلى مصر بفترة طويلة".

واستطرد "كانوا يتهمونه بأنه متواطئ مع النظام، ويضغط عليهم، وشخصيا كانت تصلني رسائل وأقرأها في المنتديات، والبعض يطلبون مني التعليق، ولكني كنت أرد بأن ذلك ربما يكون تحت وطأة ضغوط نفسية، وربما هناك خلافات بينه وبين الشباب في السجن، فأنا لا اتخيل أن نبيل نعيم يصل لهذه الدرجة".

وقال السباعي "صارت لنبيل نعيم صداقات وامتيازات معينة داخل السجن، فمن يرضى عنهم يسمحون لهم بالزيارةـ أو يحصل على امتيازات معينة كالخروج من الزنازين والفسحة وغير ذلك، ومن يرفض أن يتمادى معهم يعزل في مكان اسمه التأديب وهذا سيئ جدا، ثم يشتتونه بين السجون".
 - وأضاف "ليس عندي مانع ان يتناقش الانسان في أي فكر أو أي تراجع، لكن يجب أن يكون في مناخ مناسب، ومشكلتي أنني أرى السجن مناخا غير مناسب للمراجعات، وأنها ولدت كمسخ غير طبيعي في بيئة غير صحية وهي بيئة السجون".

وتابع "طيلة كل تلك السنوات لم أثر هذه المعلومات التي تصلني عن نبيل نعيم، ثم كتبت تعليقي الأولي على وثيقة ترشيد العمل الجهادي التي وضعها الشيخ فضل، وكان أول تعليق على مستوى العالم، ويتناول الحلقة الأولى فقط لأنني لم أكن قد قرأت باقي الحلقات، وهذه وجهة نظر، فأنا لا أمثل تنظيما، إنما مجرد متابع".

واستطرد السباعي "ما أقوله وأخالف به د.سيد إمام وهو عالم كبير، جاء على طريقة منهج المقارنة بين رأيين وترجيح أحدهما على الآخر، وليس بالضرورة أنني اتبنى ما أرجحه، لكن الناس عندنا للأسف الشديد لا يتحملون الرأي والرأي الآخر".

وقال إن الذي أصدره نبيل نعيم وتناول فيه شخصه "ليس بيانا وإنما عبارة عن سباب وطعن في أعز ما يملك الانسان. لو كان شتمي وسبي سيكون سببا في خروجه من السجن، سأقول له اشتم براحتك. لكن لا أقبل أن يطعني في أعز ما أملك وهو ديني، ويتهمني زورا وبهتانا في هذا البيان المشين المعيب، وهو يعلم أنني هنا (في لندن) أعيش في ظروف صعبة جدا".
  - وتساءل: كيف يتهمني بأني عميل لسكوتلانديارد مع ذلك الضيق الذي أعيشه أنا وأولادي.. فقد جمدت أموالي وحياتي كلها؟.. وأشار إلى أنه "أخبر منتصر الزيات عندما عرض التوسط بينهما لانهاء هذا الخلاف، بحبه وتقديره لنبيل نعيم وجهوده السابقة في تنظيم الجهاد، لكن أن يصدر مثل هذا البيان، وتنشره بعض وسائل الاعلام وتتطاير فرحا به، فقد استفزني ذلك بشدة، وجعلني أصدر بيانا استثنائيا، لم أكن أود أن أقول بعض ما ورد فيه".

وقال السباعي: ليتني مت قبل هذه الفتنة العمياء، وليت نبيل نعيم لم يسطر ويكتب هذا البهتان والرمي زورا وظلما، حتى أنه وصل لاستفزازي في في أعز ما أملك وهو ديني، باتهامه لي بالعمالة".

وأضاف: أنا أمشي على صفيح ساخن وأسير على شوك شائك مثل الكلاليب التي تخطف الانسان ولا يعرف ماذا سيحدث له. هنا أكثر من خمس أو ست أجهزة تراقبني. لقد كتبت عن ماضيه عندما شعرت كأنه يعود به لسيرته الأولى، وأردت أن أذكره بأن تلك عادته القديمة.

واستطرد: يعلم الله أنه دفعني دفعا، فما كنت أود في حياتي أن أذكره بذلك لأنني أعلم أن الاسلام يجب ما قبله، لكن كان لابد من حسم هذه الأمور، لأني خشيت أن يخرج واحد كل يوم ببيان، وأصير أنا (ملطشة) بين هؤلاء. خشيت أن يقال عني إنني عاجز أو راض بهذه التهمة، ولذلك كان يجب أن أرد.

وقال السباعي: والله لم أنم في هذه الليلة بعد قراءة بيانه، حتى سطرت ذلك الرد الذي دفعت إليه دفعا، ولم أكن اتمنى بالذات أن أتعامل بهذه الطريقة مع نبيل نعيم. وطلب من نبيل نعيم "أن يسحب ما قاله ضده، ويعتذر عنه".
  - وقال منتصر الزيات: سأزور نبيل نعيم في السجن، وهو رجل لا ينكر فضله، فهو من الرعيل الأول. مضيفا: ربما أزور د. سيد إمام أيضا، وسأطلب منهما التوقف عن تجريح أي مخالف لهما، خصوصا من في الخارج.

وأضاف: كما أقر بفضل من في السجن، وحتى لو أخطأوا في اجتهاداتهم فهم مثابون، فأنا لا أوافق على القول إن الموجودين في أوروبا أو الحاصلين على لجوء سياسي يعيشون في نعيم، فهم في الحقيقة ملاحقون من أجهزة الأمن عندهم.

وتابع الزيات: أنا أؤيد من في السجن تماما في هذه المراجعات أو الوثيقة التي كتبها الشيخ سيد إمام، وأرى أنه لابد من إدارة حوار حقيقي بشأنها، فليس مطلوبا أن يكون الرأي من طرف واحد. لابد من مناقشة وجدل، وأنا شخصيا لم اقتنع حتى الآن باعتراضات المعترضين، فهي شكلية من حيث أنهم في السجن، وقد ثبت من تجربة الجماعة الاسلامية أن هذا موقف حقيقي، بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق بشأنه.

وقال: قيادة الجماعة الاسلامية وعناصرها وكوادرها خرجوا من السجن وما يزالون يصرحون بذات الأفكار التي وردت في مراجعاتهم، مشيرا إلى أن سيد إمام عبدالعزيز نفسه قبل أن يأتي من أفغانستان إلى اليمن ويقبض عليه له آراء معروفة هجر على اثرها الجماعات وهجر أيمن الظواهري شخصيا، وكانت له أيضا أراء متطرفة، وكون أنه يتطور الآن فهذا أمر ايجابي.

وأضاف: المهم هو أدب الاختلاف، وأن يكون الحوار موضوعيا ونظيفا وغير جارح وحول الموضوع نفسه، فالوسائل والآليات بالجملة التي كانت تعتنقها الجماعات الجهادية في حاجة إلى مراجعة، وهذا الكلام قلته من عشرين سنة.

وكان نبيل نعيم أمير جماعة الجهاد في مصر هاجم هاني السباعي ووجه له "اتهامات بالعمالة لجهاز المخابرات البريطانية" في بيان نشرته بعض الصحف ووسائل الاعلام ردا على انتقاده لوثيقة الشيخ فضل "ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم".

ورد عليه هاني السباعي ببيان شديد اللهجة، تحدث فيه عن سجله قبل انضمامه إلى "جماعة الجهاد" ومتسائلا: "هل الثلاثون المسجونون الرافضون لوثيقة الشيخ فضل عملاء لاسكوتلانديارد، رغم أن منهم من هو محكوم عليه بالإعدام والمؤبد وأحكام مختلفة؟".

فراج اسماعيل

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...