تدفق غير مسبوق لـلإرهابيين على سوريا ودي ميستورا يقترح «مناطق مجمّدة»

31-10-2014

تدفق غير مسبوق لـلإرهابيين على سوريا ودي ميستورا يقترح «مناطق مجمّدة»

قدم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن الدولي، أمس، اقتراحاً بإقامة «مناطق مجمّدة» يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وهو أمر يشبه إلى حد كبير المصالحات التي تقوم بها السلطات السورية، فيما كشف المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن نية المبعوث تشكيل «مجموعة أصدقاء» الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية، لتضمّ إيران والسعودية.
وفي حين كشف مسؤولون أميركيون عن أن النزاع السوري اجتذب أكبر عدد من «الجهاديين الأجانب» من كل الصراعات السابقة، أقرّ وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل أن السلطات السورية قد تستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد.مسلحون في حي كرم الطراب في حلب أمس (رويترز)
واقترح دي ميستورا، بعد تقديم تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، إقامة ما سمّاه «مناطق مجمّدة» في سوريا، يتم فيها تعليق النزاع والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال «ليس لديّ خطة سلام، إنما لديّ خطة تحرك» لتخفيف معاناة السكان، معتبراً أن مدينة حلب قد تكون «مرشحة جيدة» لتجميد النزاع فيها. وأضاف «ينبغي أن يحصل شيء يؤدي إلى تجميد النزاع في تلك المنطقة، ويتيح الفرصة لتحسين الوضع الإنساني وللسكان لكي يشعروا بأنه، على الأقل هناك، لن يحدث مثل هذا النزاع».
وأشار إلى أن أعضاء مجلس الأمن عبروا عن قلقهم من أن «المناطق المجمّدة» قد تساعد طرفاً على الآخر في النزاع. وقال «يجب توقيف داعش، كيف؟ عبر معرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق مناطق مجمّدة من أجل التأكد من أن بإمكاننا بناء عملية سياسية في تلك المناطق على المستوى المحلي أولاً وفي النهاية على مستوى الدولة. أعطوا أملاً على المستوى المحلي وتجنبوا مواصلة القتال، والذي يعطي دافعاً لداعش».
وشدد على أن بيان «جنيف 1»، الذي دعا إلى تأليف «هيئة حكم انتقالي» لا يزال صالحاً. وأشار إلى أنه يحضّر لجولة جديدة في المنطقة، تشمل دمشق.
من جهته، أكد المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الحكومة السورية مستعدّة لـ«النظر» في اقتراح دي ميستورا، لكنها تنتظر تفاصيل إضافية من اجتماع سيعقد اليوم. لكنه أقر بأن هذه المبادرة تشكل «نقطة في بحر» مساعي السلام في سوريا.
إلى ذلك، أعلن تشوركين أن «موسكو مستعدة للعب دور نشط في تسوية الأزمة السورية بالتعاون مع دي ميستورا». وقال تشوركين إن «دي ميستورا أعلن نيته تشكيل مجموعة أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة حول الشأن السوري، لتكون إيران والسعودية من بين أعضائها».
ونقلت قناة «ان بي سي» الأميركية عن مسؤولين أميركيين وبريطانيين في مكافحة الإرهاب قولهم إن عدد المقاتلين الأجانب، والدول التي يأتون منها، والذين يتدفقون على سوريا غير مسبوق في تاريخ الصراعات.
وقال المستشار في مكتب مدير الاستخبارات الأميركية راندي بليك، خلال اجتماع لقادة الشرطة في العالم في فلوريدا، إن «نسبة السفر إلى سوريا أكبر مما رأيناه في أفغانستان قبل 11 أيلول. إنه أكبر من كل ما رأيناه في أفغانستان واليمن والصومال والعراق. إنه أكبر من كل ما رأيناه خلال الأعوام العشرة الأخيرة».
وأشار بليك إلى «ارتفاع عدد الغربيين الذين ذهبوا إلى سوريا بشكل كبير في الأسابيع الماضية». وتابع، في إشارة إلى شريط فيديو بث خلال الاجتماع، أن «الشريط يتحدث عن وجود حوالي 12 ألف مقاتل أجنبي في سوريا. نريد تحديث هذا العدد إلى حوالى 16 ألف مقاتل سافروا إلى سوريا من حوالى 80 دولة»، مشيراً إلى «وجود ألفي مقاتل غربي سافروا أو حاولوا السفر إلى سوريا، بينهم حوالى 500 من بريطانيا و700 من فرنسا و400 من ألمانيا وأكثر من 100 من أميركا».
وفي واشنطن، أقر هايغل بأن الأسد قد يستفيد من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي «داعش» لكن السياسة الأميركية ما زالت تؤيد تنحيته.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن هايغل وجّه مذكرة إلى البيت الأبيض انتقد فيها الاستراتيجية الأميركية في سوريا، وطالب واشنطن بالكشف عن نياتها إزاء النظام السوري.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع تقرير الصحيفة، موضحاً أن المذكرة أرسلت الأسبوع الماضي إلى مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس.
عين العرب
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، «دخل عشرة عناصر من قوات البشمركة الكردية إلى عين العرب، عبر المعبر الحدودي الواصل بينها وبين الأراضي التركية»، فيما هاجم «داعش» بالقذائف المعبر الحدودي لمنع قافلة «البشمركة، التي تتألف من حوالي 40 آلية وتنتظر في مدينة سوروتش التركية، من الدخول إلى المدينة.
وقال «رئيس» إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، في بيان، إن «إرسال المساعدات إلى الأخوات والإخوة في كوباني، في الوقت الذي تعرّضت فيه إلى الهجوم، واجب قومي لمنع سقوط المدينة بيد الإرهابيين». وأكد أنه «سيتم إرسال المزيد من القوات في أي لحظة إن اقتضت الظروف الميدانية ذلك، وطلب منا هذا، وفسح الطريق أمامه، من أجل حماية كوباني ودحر الإرهابيين في غرب كردستان».
وفي القاهرة، أعلن رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض هادي البحرة، بعد اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري سامح شكري، أنه «لا يوجد حالياً» أي مبادرة مصرية رسمية لحل الأزمة السورية.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن سلطات مطار القاهرة منعت عضو «الائتلاف» خالد الناصر من دخول مصر، وقامت بترحيله إلى تركيا تنفيذاً «لطلب إحدى الجهات الأمنية».
وفي ريف حمص، ذكر مصدر طبي أن نحو 40 جثة لعناصر من الجيش السوري والفصائل المؤازرة وصلت إلى مدينة حمص من حقل الشاعر للغاز الذي سيطر عليه «داعش».
وقال مصدر عسكري  إن عناصر حماية الحقل انسحبوا عقب الهجوم إلى مطار «تي فور»، حيث تحصّنوا فيه، في حين يتم في الوقت الحالي الاستعداد لحملة عسكرية لاستعادة الحقل الاستراتيجي، للمرة الثانية، حيث كان الجيش السوري قد استعاد السيطرة عليه في تموز الماضي.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...