تداعيات مقالة «الوطن» حول القبيسيات

22-03-2007

تداعيات مقالة «الوطن» حول القبيسيات

ما زال مقال نشر مؤخرا في صحيفة "الوطن" غير الرسمية نسب فتوى غير صحيحة لداعية سورية معروفة  يثير موجة من الغضب والاستنكار داخل عدة أوساط في المجتمع السوري، وتجلى ذلك على وجه الخصوص في نقاشات دارت رحاها في مواقع ومنتديات إلكترونية سورية وعربية، وحدث هذا بعد أن زعم مقال نشر في الصحيفة أن "الشيخة" منيرة القبيسي أصدرت فتوى تمنع بموجبها النساء من النوم قرب الحائط لأنه مذكر.

وكان منير الريس هاجم في مقاله المنشور بتاريخ 11-3- 2007 منيرة القبيسي (75 عاما) وقال بأنها تدير "جمعية دينية نسائية متشددة"، ووصف بعض أفرادها بـ"التطرف الرهيب"، وسرد ما سماه "طقوساً" نقلتها له أمه عن درس حضرته وسمعت فيه أن الشيخة قالت في الدرس: "إن المرأة يجب ألا تنام إلى جوار الحائط لأن الحائط مذكر، وقد يستغل غفلتها ويمارس أعمالاً جنسية محرمة معها مستغلاً نومها".

بالمقابل، أرسل مجمع أحمد كفتارو - وهو بمثابة جامعة غير رسمية مختصة في  العلوم الشرعية وأسسها مفتي سوريا الراحل الشيخ أحمد كفتارو- ردا إلى الصحيفة نشر بتاريخ 18-3-2007 وجاء فيه أن المقال المنشور يعتبر "إساءة إلى الوحدة الوطنية" في إشارة إلى أن سوريا بلد متعدد الطوائف والمذاهب.

واعتبر البيان المنشور أن ما صدر عن مقال الريس بشأن "السيدة الفاضلة منيرة القبيسي" والفتوى المنسوبة إليها بشأن عدم نوم النساء قرب الجداركلام بحاجة إلى دليل، "إن مثل هذه الدعوى تحتاج إلى دليل أو صحيح نقل، وكل دعوى كذلك، فإذا ثبت- ولا أحسب- أن مثل هذه الترهات منسوبة إلى أية مؤسسة دينية أو فكرية، فإننا نطالب بمتابعة مثل هذه الأفكار من قبل الجهات الدينية الرسمية المتمثلة في وزارة الأوقاف، والتحقق من مصادرها، لأنها فكرة عجيبة لم نسمعها في تاريخ التشريعي الإسلامي أصلاً، أو أنها من وثنيات الفكر وضلالات العقل".

واستغرب "مجمع كفتارو" من نشر مقال يسيء إلى "الوحدة الوطنية"، وأن يتم نشر كلام "ينقله فرد عن أمه أو غير أمه"، وطالب الكاتب "أن يعيد النظر في مصادر تلقيه التي لا تصح عقلاً ولا أمانة ناهيك عن أنها- نقول- لا تتمتع بالمصداقية، ومن ثم عليه أن يتردد ألف مرة قبل أن يلقي بالتهم جزافاً دون بيّنة غافلاً عما قد تحدثه من إساءات للآخرين".

يشار إلى أن الشيخة منيرة  القبيسي هي-  بحسب كلام مدير مجمع "احمد كفتارو" د. صلاح الدين كفتاور- من تلميذات الشيخ أحمد كفتار وتربت في كنفه، "في بداية حياتها الدعوية ما ترك الأثر المحمود الذي طالما دعا اليه الشيخ من الحوار والاعتدال والوسطية إلا أنها استقلت عن الشيخ بحركة نسائية واعية مهمتها التثقيف الديني والوعي الاجتماعي".

وبحسب تقرير سابق نشر في صحيفة "الحياة" اللندنية فإن انتشار اتباع "الآنسة" منيرة القبيسي لم يعد مقتصراً على سورية والدول العربية فحسب، بل باتت "الآنسة" تستقبل تلميذات من الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية، وتدير القبيسي نحو 40 مدرسة دينية سوريا ولديها عدد جيد من التلميذات اللواتي يطلقن عليهن لقب "القبيسيات" وينشطن في مجال الدعوة بين صفوف النساء.

 ورغم وجود مؤيدين كثر لنشاطها إلا أن هناك اصواتا معارضة تتهم قيام حركتها على "تقديس" الشيخة و"التسابق على تقبيل يدها وقدمها أحياناً"، وأن مريداتها يعتقدن أن "كل ما تهواه موجود في ذات الله"، وأن أمرها "مطاع"، وأنه "مقدم على طاعة الأب أو الزوج وولي الأمر".

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...