بوش- تشيني- رايس: ما الهدف من زيارتهم الانقضاضية للمنطقة

30-11-2006

بوش- تشيني- رايس: ما الهدف من زيارتهم الانقضاضية للمنطقة

الجمل:   تقول كل المعلومات المتوافرة حالياً: إن الخيارات حول مستقبل العراق  أصبحت محدودة، وجميعها ترتبط بالموقف الأمريكي إزاء عملية احتلال العراق.
وفي هذا الصدد أشارت صحيفة ميامي هيرالد الأمريكية، إلى أن العنف العراقي المتزايد أصبح يهدد كل المنطقة الفرعية دون الإقليمية التي تجمع شرق المتوسط والشرق الأدنى، خاصة وأن العداوات الطائفية بلغ سيلها الزبى داخل العراق، وأصبح من الممكن انتقال عدواها إلى المناطق المجاورة، كذلك تتشاءم الصحيفة من الحوار والتفاهم الذي تحاول الإدارة الأمريكية إجراءه مع دول الجوار الإقليمي العراقي، وذلك بسبب تشدد الإدارة الأمريكية، المرتبط بالأجندة الإسرائيلية.
كذلك نشر الكاتب التركي إيكريم دومانلي تحليلاً في صحيفة زمان أون لاين التركية قال فيه: (لقد كانت خسائر أمريكا خلال احتلال العراق كبيرة وعظيمة، وهناك عديد من بلدان الشرق الأوسط تنظر للوقائع والأحداث بقلق وتوتر –يقول- هل سيأتي دورنا لاحقاً؟ وحتى أولئك الذين كانوا يقولون بأن صدام يجب أن يذهب ويمضي مهما كانت التكلفة والثمن، بدا الآن واضحاً أنهم فقدوا الأمل في أمريكا، والصراع العربي- الإسرائيلي يساهم بالكثير من المسؤولية إزاء هذه الصورة، -وحالياً- تتهم شعوب الشرق الأوسط أمريكا بالتحيز وتطبيق المعايير المزدوجة..).
الموقف إزاء الشرق الأوسط عموماً، وإزاء العراق خصوصاً أصبح يمثل واحداً من أبرز وأكبر الأجندات الضاغطة على كاهل الإدارة الأمريكية.
بعد الحرب السياسية بين الديمقراطيين والجمهوريين، والتي أدت إلى فوز الديمقراطيين بمقاعد الكونغرس وهزيمة الجمهوريين، تحولت الحرب السياسية الساخنة، إلى حرب سياسية باردة داخل الإدارة الأمريكية، بين معسكر الديمقراطيين وقدامى الجمهوريين الذين يحاولون البحث عن المخرج من مأزق الملف العراقي، ومعسكر المحافظين الجدد المتغلغل داخل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية، والذي يحاول الإبقاء على الوضع الحالي، طالما أن التصعيد غير ممكن.
على خلفية هذا الصراع البارد تأتي تحركات البيت الأبيض الأمريكي الحالي في الشرق الأوسط، وبعد أن أكمل ديك تشيني عرّاب المحافظين الجدد وصقور الساسة الأمريكيين داخل البيت الأبيض زيارته المعلنة للسعودية وغير المعلنة للعراق. تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش إلى عمان، والتي كشفت المعلومات الصادرة اليوم، عن وجود زيارتان، الأولى الرئيسية وهي زيارة بوش لعمان، والثانية الفرعية، تقوم بها حالياً كوندوليزا رايس.. وتشير الحيثيات إلى المعطيات الآتية:
أولا: بالنسبة لزيارة بوش: ورد خبر صباح اليوم يقول بأن لقاء بوش مع المالكي، المتوقع إجراءه في العاصمة الأردنية قد تم تأجيله، وذلك بسبب تعليق جماعة مقتدى الصدى لمشاركتهم في حكومة نوري المالكي، وبرغم هذا الخبر، إلا أن المعلومات الأخرى تؤكد أن لقاء بوش- المالكي، قد تم عقده، وفقاً لصيغة غير معلنة، وذلك لأن بعض الصحف الأمريكية قد أشارت إلى أن بوش قد أخبر المالكي في عمان بأن القوات الأمريكية سوف تظل موجودة في العراق، ولأي فترة، طالما كان المالكي يرغب في ذلك.
ثانياً: بالنسبة لزيارة كوندوليزا رايس: وسوف تبدأ جولتها من إسرائيل حيث تلتقي بأولمرت –الحليف الاستراتيجي لأمريكا- ثم تقابل محمود عباس. وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية: إن كوندوليزا رايس سوف تقول لمحمود عباس (ان لا يفوّت الفرصة المتاحة).. والمقصود بذلك العرق الذي قدمه أولمرت للفلسطينيين.
الخبر الأكثر غرابة وإثارة للدهشة هو التقرير الذي أوردته صحيفة حول مطالبة السعوديين لأمريكا بعدم الانسحاب من العراق، وهو خبر يؤكد أن زيارة ديك تشيني للسعودية لم تكن من أجل ابتزاز السعوديين مالياً وحسب، بل وابتزازهم سياسياً، وذلك لأن قيام السعوديين بمثل هذا الطلب سوف يؤثر بقدر كبير على مواقف بعض الديمقراطيين في الكونغرس وأعضاء لجنة بيكر، والذين يرون في السعودية حليفاً مخلصاً لأمريكا، ويبذلون قصارى جهدهم من  أجل دعم ومساندة طلباته.
كذلك هناك الموقف الفرنسي الداعم لموقف ديك تشيني والمحافظين الجدد والذي يطالب بعدم التفاهم والحوار مع سوريا.
وقد نشرت صحيفة الديلي ستار خبراً يقول: إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك قال بأن شروط وبنود الحوار مع سوريا غير موجودة حالياً.. كذلك أضافت الصحيفة بأن شيراك قد تحدّث بعد اجتماع قمة الناتو الأخيرة بلاتفيا قائلاً بأنه ظل دائماً يناصر الحوار من حيث المبدأ متى كان –الحوار- يقود إلى نتائج ومبنياً على النزاهة والالتزام بتحمل مسؤولية تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
ومن ثم فقد أكد الرئيس الفرنسي على عدم تأييد فرنسا في الوقت الحالي على الأقل على الدخول في حوار وتفاهم مع سوريا.
وبالنتيجة، يمكن القول: إن الاستنتاجات الأكثر وضوحاً وصراحة قد وردت صباح اليوم على صحيفة انتي وار الأمريكية، والتي نشر على صفحتها الأولى تحليلاً حمل عنوان (بوش على ما يبدو قد قرر الإبقاء على الوضع –الحالي-).
إذاً تحركات الإدارة الأمريكية الحالية، هي تحركات تكتيكية، الغرض منها استمرار عملية احتلال العراق وزيادة عدد القوات الأمريكية في المنطقة.
وحالياً، الأداء السلوكي للإدارة الأمريكية لا يمكن فهمه بمعزل عن الأداء السلوكي الإسرائيلي والفرنسي والسعودي.
• أولمرت يقدم عرضاً للفلسطينيين.
• السعودية تطالب بعدم انسحاب أمريكا من العراق.
• فرنسا تطالب بعدم التفاوض والتفاهم مع سوريا.
• إعداد مسودة العقوبات الدولية ضد إيران.
• لقاء بوش- المالكي، ولقاء كوندوليزا رايس- أولمرت- محمود عباس.
وهذه النقاط تمثل أبرز المكونات الفرعية لسيناريو قطع الطريق أمام لجنة بيكر، على النحو الذي يؤدي لاستمرار الوجود الأمريكي في العراق لفترة أطول، واستهداف إيران.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...