بوتين يقترح تحالفاً ضد الإرهاب يجمع سوريا والسعودية !

30-06-2015

بوتين يقترح تحالفاً ضد الإرهاب يجمع سوريا والسعودية !

تقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، باقتراح مثير: تجاوز الخلافات بين سوريا وتركيا والسعودية والأردن «لمحاربة الشر المطلق للإرهاب»، فيما شكك وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإمكانية حصول هذا الأمر، «الذي يحتاج إلى معجزة كبيرة جدا».
وجاءت تصريحات بوتين خلال زيارة المعلم الى موسكو حيث تلقّى الوزير السوري تأكيدات من الكرملين باستمرار الدعم الروسي لدمشق عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.لافروف والمعلم خلال لقائهما في موسكو أمس (ا ب ا)
وأكد بوتين، خلال لقائه المعلم في موسكو، أن «سياستنا التي تهدف إلى دعم سوريا والقيادة السورية والشعب السوري لم تتغير»، مضيفاً «نحن مقتنعون بأن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف».
وأعرب عن قناعته بأن «محاربة الإرهاب والمظاهر الغاية في التطرف تتطلب توحيد جهود كافة دول المنطقة». ودعا «جميع الأصدقاء، بمن فيهم الأصدقاء في سوريا، إلى بذل الجهود القصوى لإقامة حوار بنّاء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب».
وقال بوتين «من البديهي أن خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعا آنياً، تظهر من وقت إلى آخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع». وأضاف «نستخلص من اتصالاتنا مع جميع الدول المجاورة لسوريا، التي تربط بيننا وبينها علاقات متينة، من دون أي استثناء، أن هذه الاتصالات تدل على أن الجميع مستعدون للمساهمة بقسطهم في محاربة تنظيم داعش، واقصد هنا بطبيعة الحال تركيا والأردن والسعودية».
وتابع بوتين «من هنا ندعو أصدقاءنا في سوريا لبذل كل ما في وسعهم لإطلاق الحوار الوثيق مع جميع دول الجوار، الراغبة في محاربة الإرهاب»، موضحاً «من المفهوم أن تكون هناك خلافات وتناقضات بين دول الجوار، ولكن لا بد من تضافر الجهود من اجل محاربة هذا الشر المطلق، وهو الإرهاب». وقال «إذا رأت القيادة السورية جدوى وفائدة في مثل هذا التحالف عبر توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب فنحن سنبذل كل ما في وسعنا في هذا المجال، وسنستغل علاقاتنا المتينة مع جميع دول المنطقة لمحاولة إنشاء مثل هذا التحالف».
المعلم ولافروف
 وقال المعلم، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، «حصلت بصراحة على وعد من الرئيس بوتين بدعم سوريا، سياسياً واقتصادياً وعسكريا».
وتحاول روسيا جمع أطراف النزاع السوري على طاولة محادثات مشتركة للتوصل إلى حل سياسي. وقال المعلم، الذي يغادر موسكو غداً، إن مباحثاته مع المسؤولين الروس «تمحورت حول سبل إيجاد الحل السياسي للوضع في سوريا».
وشكك المعلم بإمكانية قيام ائتلاف جديد لمحاربة الإرهاب. وقال «استمعت باهتمام بالغ لما قاله بوتين حول الوضع في سوريا، وضرورة قيام تحالف دولي إقليمي من اجل مكافحة الإرهاب. اعرف عن الرئيس بوتين انه رجل يصنع المعجزات، لكن التحالف مع تركيا والسعودية وقطر والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب يحتاج إلى معجزة كبيرة جدا».
وسأل «كيف تتحول هذه الدول، التي تآمرت على سوريا وشجعت الإرهاب وموّلته وسلّحته، إلى حليف لمكافحة الإرهاب؟». وأضاف «هل يجب أن يسقط ضحايا في السعودية والكويت وتونس وفرنسا حتى يدرك المجتمع الدولي انتشار الإرهاب. كنا نقول باستمرار، وخاصة لمن يدعمون الإرهاب في سوريا، إن هذا الإرهاب سيرتد عليكم. هل الآن تعلّموا بعد هذه الضحايا أم يجب أن يسقط المزيد؟».
وقال لافروف، من جهته، «جاء في اللقاء مع بوتين أنه لابد من اعتماد التحليل الموضوعي للأوضاع الراهنة، وإجراء الاتصالات مع جميع القوى الإقليمية المعنية، بما فيها الدول المجاورة، كالسعودية وتركيا والأردن، واستنتاج أن جميع هذه الدول تدرك خطورة تزايد النشاط الإرهابي المتمثل بما يسمى الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات الإرهابية، ولا بد لجميع الدول في المنطقة التخلي عن الخلافات في ما بينها، والتركيز على مهمة تضافر الجهود من أجل محاربة التهديد العام، وهو الإرهاب».
وأضاف لافروف أن «نجاحنا في هذا المجال قد يكون الخطوة التالية ضمن إطار العملية السياسية فيما يخص تطبيق إعلان الدول الثماني في تموز العام 2013، والذي يدعو كلا من حكومة الجمهورية العربية السورية وجميع القوى المعارضة في سوريا إلى تضافر الجهود من اجل محاربة الإرهاب».
وأكد أن «هذه المهمة لا تزال ملحّة، لكن مع الأخذ في الاعتبار مدى توسع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وعدم الاكتفاء بالجهود السورية بل نوجه الدعوة إلى جميع الدول في المنطقة لتنسيق الجهود من أجل محاربة الإرهاب، لكن ذلك لا يعني إهمال إيجاد حلول وتطبيق البنود الأخرى لإعلان جنيف المؤرخ في 30 حزيران العام 2012، ومن هذه البنود ضرورة إطلاق الحوار السياسي السوري - السوري من أجل التوصل إلى الحلول التوافقية التي تعكس التوافق بين جميع القوى السورية».
وأكد دعم بلاده المستمر لسوريا. وقال «روسيا، كما أكد بوتين، ستواصل دعمها للشعب والحكومة السورية من أجل حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية في ظل الظروف الحالية الصعبة وتعزيز القدرات السورية الدفاعية لمواجهة الخطر الإرهابي».
ودعا «جميع القوى الخارجية إلى التخلي عن محاولاتها لإسقاط النظام السوري خلافا لإعلان جنيف»، مشيراً إلى أن «مواقف بعض الدول بدأت تتغير بشكل تدريجي ما يعطي إمكانية التوصل إلى رؤية مشتركة، لأن خطر الإرهاب بات يهدد الجميع، ولابد من تضافر الجهود لمحاربته وهو ما أعلنته روسيا منذ البداية».
وحذر «من خطورة التعامل مع القوى المتطرفة المتشددة ودعمها بهدف تحقيق المكاسب الآنية، حيث تظهر كثير من الأمثلة كيف تحول مثل دعم الإرهاب إلى نزاع دام واسع النطاق»، لافتاً إلى أن «هذا الموضوع تناوله الرئيس بوتين في مكالمته الهاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأن المواقف المشتركة لدى روسيا والولايات المتحدة هي عدم السماح بتطبيق داعش لمشروعه الخلافة، وتوحيد جهود جميع الدول لمحاربة الإرهاب».
وأعلن انه يعتزم أن يلتقي نظيره الأميركي جون كيري في فيينا، اليوم، لبحث ملفي الإرهاب ومكافحة «داعش». وقال «الأسبوع الماضي بحث الرئيس الروسي هذا الموضوع هاتفياً مع أوباما»، مؤكداً أن «الرئيسين الروسي والأميركي طلبا من كيري ومني عقد لقاء لتبادل وجهات النظر حول طريقة تضافر قوانا بالشكل الأكثر فاعلية» لمكافحة التنظيم.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...