الوفد الوزاري العربي إلى دمشق بين المصداقية ونظرية المؤامرة

26-10-2011

الوفد الوزاري العربي إلى دمشق بين المصداقية ونظرية المؤامرة

الجمل: وصل إلى دمشق في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الأربعاء 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011م، الوفد الوزاري العربي، والذي سوف يعقد لقاء هاما مع القيادة السورية، حول ملف الاحتجاجات السياسية السورية، وفي هذا الخصوص، وبرغم التوترات التي حدثت خلال الأيام والأسابيع والأشهر الماضية بين دمشق وبعض الأطراف العربية، فمن المؤكد أن ينطوي حوار دمشق ـ الوفد الوزاري العربي على المزيد من الانفتاح المتبادل وتبادل الآراء، وما هو أهم من ذلك يتمثل في أن الوفد الوزاري العربي سوف يكون قد تعرف على تطورات الأحداث والوقائع الميدانية، بعيداً عن تأثيرات عمليات التضليل الإعلامي التي تجاوزت الحد المعقول خلال الأشهر الماضية.

* الوفد الوزاري العربي في دمشق: توصيف المعلومات الجارية
تحدثت التقارير عن تشكيل وفد وزاري عربي، ضم خمسة وزراء خارجية عرب، لجهة القيام بالتفاهم والحوار مع دمشق بخصوص ملف الاحتجاجات السياسية السورية، وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية:وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني
•    برزت بعض    التوترات على خلفية النقاش حول ملف الاحتجاجات السياسية السورية داخل الجامعة العربية، إضافة إلى تولي قطر رئاسة الوفد والتي ينظر إليها الجميع بأنها أصبحت طرفاً حقيقياً في الصراع.
•    أكدت التقارير، قيام الوزراء العرب المعنيين بزيارة دمشق، بزيارة دولة قطر يوم أمس الثلاثاء، وعقد لقاء تشاوري مع وزير الخارجية القطري.
•    لم تصدر حتى الآن أي تصريحات أو مواقف رسمية حول طبيعة اللقاء، ولكن، وبحسب التسريبات والتقارير، فإن هناك العديد من النقاط الخلافية، التي من المتوقع أن يتصدى لقاء الوفد الوزاري العرب لها في اجتماع اليوم مع القيادة السورية.
اللافت للنظر، أن طرفي الصراع في مسرح الاحتجاجات السورية، قد سعوا إلى جعل زيارة الوفد الوزاري العربي، مناسبة لجهة القيام بعمليات استعراض القوى، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
•    سعت المعارضة السورية لجهة المطالبة بإضراب عام يهدف إلى إصابة الحياة اليومية بالشكل التام، وذلك بما يؤدي إلى توصيل رسالة قوية تقول بأن المعارضة السورية هي التي تنفرد بالسيطرة على المسرح السياسي، وحتى الآن لا يوجد ما يشير أو يؤكد بأن عملية الإضراب العام قد نجحت.
•    سعت السلطات السورية إلى تسيير موكب وبناء حشد جماهيري ضخم ضم أنصارها، وقد امتلأت ساحة الأمويين إضافة إلى الشوارع الفرعية الرافدة لها، وتقول كل المؤشرات بأن موكب اليوم هو الأكبر والأكثر ضخامة في كل تاريخ الاحتجاجات السورية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن السلطات السورية قد بعثت برسالة قوية للوفد الوزاري العربي مفادها، إن دمشق ما تزال الأكثر حصولاً على الدعم والسند الشعبي.
تبادل الرسائل الميدانية بين أطراف الاحتجاجات السورية، سبقته عملية إعلامية كبيرة سعت من خلالها بعض القنوات الفضائية الكبرى الداعمة للمعارضة لجهة القيام طوال يوم أمس باستضافة رموز المعارضة السورية الخارجية، إضافة إلى التحدث تلفونياً مع من ظلت هذه القنوات تطلق عليهم تسمية مسؤولي التنسيقيات الاحتجاجية في المناطق السورية وبالذات حمص وريفها.

* الوفد الوزاري العربي: المصداقية أم نظرية المؤامرة
على أساس اعتبارات فعاليات تحركات الجامعة العربية إزاء سوريا، تنظر الأوساط الشعبية والرسمية، وأيضاً الدولية والإقليمية، لهذه التحركات ضمن منظورين:
•    المنظور الأول: يقول بأن تحركات الجامعة العربية تهدف حقيقة إلى حل أزمة ملف الاحتجاجات السياسية السورية بالوسائل العربية، وذلك بما يدرأ شبح التدخل الأجنبي، ومنع أي مخاطر جديدة على غرار ما يحدث ويجري حالياً في ليبياً.
•    المنظور الثاني: يقول بأن تحركات الجامعة العربية، تهدف حقيقة إلى إكمال إحدى ملفات المؤامرة الكبرى الجارية ضد سوريا، وذلك لأن الجامعة العربية بعد قيامها باستدعاء التدخل الدولي في ليبيا، فإنه سوف لن تجد في المضي قدماً باتجاه إنفاذ المزيد من التدخلات الأجنبية في المنطقة.
هذا، وبكل وضوح يلاحظ أن الداعمين للمنظور الأول هم قلة من الناس، أما الداعمين للمنظور الثاني ـ منظور نظرية المؤامرة ـ فهم يشكلون الأغلبية العظمى، وتأسيساً على ذلك، نلاحظ أن تحركات الجامعة العربية إزاء سوريا، بدأت بعض الأطراف تنظر لها بالمزيد من الريبة واللايقين، وذلك بسبب المعطيات الآتية:
•    سعت واشنطن أكثر من مرة لجهة القيام باستهداف سوريا عن طريق القرارات الدولية، بما يتيح إنفاذ نفس نسخة سيناريو التدخل الدولي الجارية ضد ليبيا في سوريا.
•    استطاعت واشنطن الحصول على دعم قرار الجامعة العربية الذي طالب بالتدخل ضد ليبيا.
•    تفادت واشنطن إصدار أي قرار دولي لجهة التدخل في اليمن. ولكن بعد قيام دول مجلس التعاون الخليجي الحليفة لواشنطن بتقديم مبادرة لحل الصراع اليمني، لجأت واشنطن لاحقاً لجهة دعم صدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب صنعاء بإنفاذ بنود المبادرة الخليجية.
وتأسيساً على ذلك:
•    سوف ينعقد اليوم لقاء الوفد الوزاري العربي مع القيادة السورية، فهل يا ترى سوف يسعى الوفد الوزاري العربي لاستخدام نتائج لقاء دمشق من أجل بلورة مبادرة عربية تكون على غرار المبادرة الخليجية التي هدفت لحل الأزمة اليمنية.
•    تحدث زعيم المعارضة السورية الخارجية خلال اليومين الماضيين مراراً وتكراراً حول مطالبة المعارضة بالتدخل الدولي في سوريا، وأكد رفضه لأي مبادرة عربية أيا كانت، فهل سيسعى الوفد الوزاري العربي للتفاهم والتعامل مع المعارضة الخارجية الرافضة أصلاً للمبادرات والحوار، أم مع المعارضة الداخلية التي أبدت رغبة في الحوار والاستماع للمبادرات.
المثير للشكوك يتمثل في حقيقة التطورات الجارية بشكل موازي لزيارة الوفد الوزاري العربي للعاصمة السورية دمشق:
•    تحدث السيناتور الأمريكي جون ماكين قائلاً بأنه لا يستبعد حدوث تدخل خارجي ضد سوريا، ولكن حدوث هذا التدخل يتوقف حصراً على نتيجة جهود الجامعة العربية الجارية حالياً.
•    سوف يقوم السيناتور جو بايدن (نائب الرئيس الأمريكي) على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة العاصمة السعودية الرياض، بهدف تقديم العزاء للسعوديين في وفاة ولي العهد السعودي، وما هو جدير بالملاحظة يتمثل في أن زيارة بايدن قد جاءت بعد إنهاء مراسم العزاء، إضافة إلى أن توقيتها قد جاء بعد مرور يوم على زيارة الوفد الوزاري العربي إلى دمشق.
وبكلمات أخرى، أكثر اختصاراً، هل المطلوب أن تتم فعاليات زيارة الوفد الوزاري العربي إلى دمشق، ثم بعد ذلك تقوم الجامعة العربية بإصدار مبادرة تتوافق بنودها شكلاً ومضموناً مع توجهات محور (الرياض ـ الدوحة ـ واشنطن ـ أنقرا) المرتبط بالمعارضة الخارجية السورية، بما يجعلها مبادرة تطرح سقفا تعجيزيا غير قابل للتنفيذ، وبعدها يتم الزعم بأن دمشق قد رفضت المبادرة، بحيث يتم لاحقاً إفساح المجال أمام أطراف مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن، والسعي للضغط من أجل دفع مجلس الأمن الدولي على إصدار قرار يدعم المبادرة المتوقعة افتراضياً؟
حتى الآن، لا نستطيع سوى أن نتوقع، ولكن على الأطراف الأخرى أيضاً أن تتوقع، لأن بيئة دمشق الجيوسياسية تختلف كثيراً عن بيئة صنعاء وطرابلس الغرب.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

بما يخص لقاء الوفد فاللقاء بحد ذاته إيجابي حتى لو لم يصدر عنه نتائج إيجابية أما الاضراب الذي دعت إليه المعارضة ... فأنا أتكلم عن حمص فقط لأني حمصية ... منذ الساعة الثامنة صباحا واصوات اطلاق النار في كافة شوارع حمص وفي السوق تتعالى .. أما قذائف الآربي جي فحدث ولا حرج ... كيف بدن الناس يفتحوا محلاتهم إذا كانت العصابات المسلحة منتشرة في حمص وتهاجم المدارس والمصارف والمقرات الحزبية وتطلق النار على حافلات الموظفين ؟؟؟ علما بخلو حمص اليوم من أي انتشار أمني مع أننا قرأنا على الفيسبوك ومنذ أيام أن المسلحين سيشعلون حمص ؟؟؟؟ إين الجيش وأين الجهات المختصة ... يعني خطف وقتل وقذائف ومطلوب من الناس يفتحوا محلاتهم وبغياب أمني واضح .. كبيرة ما هيك ؟؟؟

مايحدث في حمص هو تخاذل أمني وضعف كبير في التواصل بين الأجهزة الأمنية نرجوا من أصحاب القرار تغيير المسؤولين الأمنيين في حمص لأنهم أثبتوا عن ضعفهم وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية يارب تاخدوا الكلام على محمل الجد ....... وتتابعوه

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...