المعوقات الداخلية والخارجية التي تؤخر تنصيب جمال مبارك رئيساً

31-10-2009

المعوقات الداخلية والخارجية التي تؤخر تنصيب جمال مبارك رئيساً

الجمل: تشهد الساحة السياسية المصرية اليوم انعقاد المؤتمر السادس للحزب الوطني المصري الحاكم، وتشير المعلومات والتسريبات إلى أن انعقاد المؤتمر السادس سيشهد المزيد من الصراعات والخلافات المتعلقة بملفات الحزب الداخلية وملفات السياسة المصرية الداخلية والخارجية.
* جدول أعمال المؤتمر السادس:جمال مبارك
سيستمر المؤتمر من يوم 31 تشرين الأول 2009 إلى 2 تشرين الثاني تحت شعار «فقط من أجلكم»، وتقول المعلومات بأن جلسات المؤتمر التي ستستمر ثلاثة أيام ستسعى إلى تحقيق غايتين هما:
• تعميم نشر برنامج الحزب الوطني في أوساط الرأي العام المصري.
• تعزيز موقف جمال مبارك من خلال إجراء انتخابات حزبية داخلية تؤكد تقوية سيطرته على الحزب.
تتمثل أهمية جدول أعمال مؤتمر الحزب الوطني السادس في انه سيتيح للحزب تحقيق الآتي:
• بدء التحضيرات اللازمة لخوض انتخابات نوفمبر 2010 العامة.
• استباق موعد الانتخابات بحوالي عام ستتيح للحزب الهامش الزمني لإجراء المناورات والتحولات السياسية المتوقع القيام بها داخل الحزب الوطني.
وتشير المعلومات إلى أن جدول أعمال هذا المؤتمر سيركز بشكل أساسي على تعزيز قدرة الحزب الوطني في الآتي:
• الحفاظ على مكانته ودوره كحزب سياسي حاكم في مواجهة الأحزاب السياسية المصرية المنافسة التي بلغ عددها 23 حزباً وعلى وجه الخصوص جماعة الإخوان المسلمون التي تزايد نفوذها بشكل غير مسبوق في أوساط الرأي العام المصري.
• توحيد موقف الحزب الوطني إزاء عملية الانتقال التي ستشهدها قمة السلطة على ضوء نتائج الانتخابات القادمة.
برغم الطابع العام البارد الذي تميز به جدول أعمال المؤتمر فإن جلساته يتوقع لها أن تشعل ظاهرة صراع الأجنحة داخل الحزب وعلى وجه الخصوص بين أنصار جمال مبارك والمعارضين له.
* خارطة طريق ما بعد المؤتمر السادس:
ستتضح ملامح خارطة طريق الحزب الوطني على ضوء المناقشات والنتائج والتوصيات التي سيسفر عنها المؤتمر وتأسيساً على ذلك تشير التوقعات إلى البنود الآتية باعتبارها الأكثر أهمية من غيرها في تشكيل ملامح الأداء السلوكي السياسي للحزب خلال الفترة المحددة للمؤتمر وحتى موعد الانتخابات:
• محتوى الصراع داخل المؤتمر: سيدور محتوى الصراع حول موضوعين هما:
- البرنامج: تركيز البرنامج القادم سيكون حصراً على تحقيق شعار العدالة الاجتماعية وبالتالي سينصب النقاش على جملة من المواضيع المرتبطة بذلك منها الاستثمار والبطالة والتعليم والرعاية الصحية وحقوق المواطنة واللامركزية وتقوية وضع المرأة ومحاربة الفساد.
- تعزيز موقف جمال مبارك: تقول المعلومات أن مبارك الابن لن يتم صعوده من خلال مؤتمر قيادة الحزب ولكن سيتم عملية تغيير واسعة لقيادات الحزب القاعدية بحيث ستتم انتخابات حزبية داخلية بما يؤدي إلى استبدال قيادات الحزب في 300 دائرة انتخابية بحيث يتم تصعيد أنصار جمال مبارك بما يعزز من قبضته على قاعدة الحزب وهو ما سيتيح له السيطرة على قيادة الحزب في أقرب فرصة.
• استهداف المعارضة المصرية: على أساس اعتبارات التوجهات المذهبية سيواجه الحزب الوطني معارضة سياسية شديدة خلال العام القادم وتقول المعلومات أن المؤتمر السادس سيضع الأسس والأساليب التي تتيح له التغلب على المعارضة السياسية.
- أولاً: المعارضة الإسلامية: يتم استهدافها عن طريق الحملات الأمنية – العسكرية الداخلية خاصة وأن جماعة الإخوان المسلمين تعمل ضمن غطاء سياسي مكشوف يتيح لأجهزة الأمن المصرية استهدافها على أساس اعتبارات أن جماعة الإخوان ما تزال محظورة قانونياً وبالتالي فإن لأجهزة الدولة الحق في توجيه الضربات ضد أي حركة سياسية يتبين أنها تعمل كواجهة لحركة الإخوان المسلمين.
- ثانياً: المعارضة العلمانية: تتمثل في حركة "كفاية" وغيرها من الحركات التي رفعت لواء المعارضة السياسية لزعامة الرئيس مبارك وابنه جمال وتقول المعلومات أن الأجهزة المصرية بدأت بالفعل تشديد حملاتها ومخططاتها الساعية لإضعاف هذه الحركات خلال العام القادم.
تشير المعلومات إلى أن الحزب الوطني الحاكم يتخوف من احتمالات قيام الأحزاب الأخرى البالغ عددها 23 حزباً بتكوين تحالف واسع يضمها والتالي فمن المتوقع أن تقوم الأجهزة المصرية بتكثيف عملياتها ضد الحركات المعارضة إذا تبين أنها تسعى للتحالف مع بعضها البعض.
* السيناريو المصري القادم:
يقوم جمال مبارك بتحركات ميدانية واسعة شملت الآتي:
• الجولات في المحافظات المصرية ذات الأوضاع المتدهورة شملت: أسوان – قنا – الأقصر، وتحدث مبارك للمواطنين عن ضرورة توفير الخدمات وتحسين الأوضاع السكنية والخدمات الطبية والتعليمية.
• تكثيف التغطية الإعلامية لشخصية جمال مبارك وفي هذا الخصوص تقوم الصحف الحكومية إضافة إلى أجهزة الإعلام المرتبطة بالحزب الوطني بتعزيز القوة الرمزية لجمال مبارك بما يتيح ترسيخ عملية تنميطه كرمز للقيادة الشابة القادمة.
• قيام مبارك ببعض الجولات الدبلوماسية الخارجية بما يتيح لفت أنظار واشنطن وبلدان الاتحاد الأوروبي إضافة لبلدان المعتدلين العرب لدوره القادم في مصر.
عموماً، إن صعود مبارك للسلطة يمكن أن يكون مقبولاً طالما أنه ينطوي على طموحاته كمواطن مصري ولكن المشكلة التي ينطوي عليها هذا الصعود تتمثل في النقاط الآتية:
• الرفض المصري المتزايد لتوجهات الرئيس حسني مبارك وهو رفض أدى لتآكل شعبيته وتحول الرأي العام لدعم المعارضة.
• ارتباط جمال مبارك بتوجهات والده وعلى وجه الخصوص ينظر إليه الرأي العام المصري باعتباره المسؤول عن صنع القرارات السياسية المصرية التي تمت خلال السنوات الخمس الماضية.
• يرى الرأي العام المصري أن جمال مبارك سيقود مصر باتجاه المزيد من الارتباط مع أمريكا والتفاهم مع إسرائيل.
• تشير المعلومات والتقارير إلى أن النخبة التي تساند جمال داخل الحزب الوطني تتكون من المرتبطين بدوائر اللوبي الإسرائيلي مثل أستاذة العلوم السياسية الدكتورة هالة مصطفى وكبار رموز الفساد في الاقتصاد المصري.
بكلمات أخرى، من المتوقع أن تتزايد معارضة المصريين لصعود جمال مبارك لأن المصريين وباختصار لا يريدون المزيد من سياسيات الرئيس الحالي وبالتالي فإن السبيل الوحيد لنجاح مبارك هو كسب المزيد من التأييد ومساندة الرأي العام المصري وهو ما لن يتم إلا إذا التزم بتطبيق برنامج سياسي يعيد لمصر مكانتها ووزنها العربي وفي هذه الحالة سوف لن يكون أمام مبارك من خيار سوى ضرب رموز الفساد وحلفاء إسرائيل داخل مصر والذين تكاثروا هذه الأيام داخل الساحة المصرية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...