المتحف اليهودي الوحيد في العالم العربي مقره الدار البيضاء

27-02-2011

المتحف اليهودي الوحيد في العالم العربي مقره الدار البيضاء

يبدي الطالب المغربي سيدي احمد دهشته لدى زيارة المتحف اليهودي في الدار البيضاء الفريد من نوعه في العالم العربي. ويقول: "في الحقيقة، لم أكن اعرف ان هناك يهودا من اصل مغربي". احمد أتى مع زملاء صفّه في مدرستهم الواقعة في الدخلة في الصحراء الغربية جنوب البلاد، لزيارة المتحف القائم في حي سكني في الدار البيضاء. "بفضل هذه الزيارة، اكتشفت ان هناك يهودا عاشوا في مدن فاس ومكناس ومدن اخرى. انا سعيد لانني علمت بذلك"، يتدارك.
"انه المتحف اليهودي الوحيد في العالم العربي"، تؤكد المسؤولة عن المتحف زهور رحيحيل. انشىء العام 1997، ويضم مقتنيات عائدة لليهود المغاربة، من ثياب وادوات ومشغل للمجوهرات وشهادات من التاريخ والحياة اليومية لهؤلاء اليهود، الذين تعود اصولهم في البلاد الى الفي عام. وحاليا، يعيش في المغرب 5 آلاف يهودي، منهم الفان في الدار البيضاء، على ما تفيد، مشيرة الى ان "المتحف يهدف الى حفظ التراث المغربي كله، وزيارات طلاب المدارس تهدف الى اعلام المغاربة بوجود مغاربة آخرين لا يشاركونهم الدين نفسه".
ما زالت كنس يهودية قائمة في المدن المغربية الكبرى، مثل الدار البيضاء، اضافة الى مدرستين يهوديتين يرتادهما طلاب يهود ومسلمون. وقد ازداد عدد اليهود في المغرب على مرّ القرون، لا سيما مع رحيل اليهود من اسبانيا ابتداء من العام 1492، بعدما طردهم الملوك الكاثوليك. وفي نهاية الاربعينات، كان عدد اليهود المغاربة 250 الفا، أي ما يشكل 10% من السكان، لكن هذا العدد انحسر الى بضعة آلاف، بعدما اختار قسم كبير منهم الالتحاق بدولة اسرائيل العام 1948، ولحق بهم عدد آخر بعد حرب حزيران 1967. اما عدد اليهود من اصل مغربي المنتشرين في العالم فيقدر بمليون شخص، معظمهم في اسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة وكندا.
منذ تأسيس المتحف، يديره سيمون ليفي (76 عاما)، وهو شيوعي سابق امضى جزءا كبيرا من حياته في العمل السياسي والنضال في سبيل استقلال المغرب. وقد انهى رسالة دكتوراه عن "اللهجات العربية ليهود المغرب"، ويعمل كذلك على الا يظل اليهود غائبين عن كتب التاريخ المغربي. يقول:  "فلسفة هذا المكان هي الا يختفي يهود المغرب. بالنسبة الى مسلم صغير، اليهودي هو حصرا هذا الذي يقتل العرب في فلسطين، بينما توجد في هذا البلد روابط قوية مع اليهود. أريد ان يعرف المسلم الصغير بلاده بتنوعها التاريخي".
واذ يأمل في ان "يؤدي احراز تقدم في عملية السلام الى عودة اليهود المغاربة الى بلدهم الأم"، يرى انه "كل مرة تتحسن الظروف في الشرق الاوسط، يعود عدد من اليهود المغاربة للاقامة في المغرب".
أما رحيحيل، فتعتبر ان "وجود هذا المتحف شاهد على التسامح الذي يسود المغرب، رغم ان وجوده قد لا يروق لكثيرين"، مما يفسر وجود رجال شرطة على بابه.

المصدر: و ص ف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...