الـBlue tooth الناب الازرق ينهش أخلاقنا "الحميدة"

30-06-2006

الـBlue tooth الناب الازرق ينهش أخلاقنا "الحميدة"

الجمل: تحقيق ـ رشا عباس :كنّا نجلس في مقصف اللغات في كليّة الآداب وإذ بالجهاز(يزمّر) معلناً عن وصول رسالة(بلوتوث) يتابع (أحمد،م) حديثه بطريقة لا تخلو من تشويق: انقضضنا على الجهاز فرحين ظناً منا أن فتاة في المقصف تراسلنا، وإذ بنا نجد مقطع(فيديو) يصوّر شاباً وفتاة يمارسان الجنس !!
البلوتوث (BLUE TOOTH) أو نظام (السنّ الأزرق) نظام تزوّد به بعض أنواع الهواتف النقّالة (موجود في معظم التصميمات الحديثة على الغالب) يتيح لكْ كخطوة أولى أنْ تكشف عن طريقه كلّ ما حولك منْ أجهزة خلوية مجهزّة بالنظام نفسه، ثمّ بإمكانك إن ترسل رسائل نصيّة أو صوراً أو نغماتْ أو حتّى مقاطع فيديو قصيرة نسبياً دون أنْ تعرف أرقام هواتف الأشخاص الذين تصلهم هذه(الاستفقادة) ودونْ أنْ يعرفوا همْ من هو(المرسلْ المجهول) إلا إذا كانوا يتمتّعون بقوة ملاحظة(هيركول بوارو) وحسّه البوليسي واستطاعوا اكتشاف المرسل من نظراته الزائغة وارتباك يديه. خاصة إذا كان مدركاً لحجم الأذى الذي قد يلحقه تصرفه بنفسه اولاً والآخرين ثانياً في مجتمع محافظ مثل مجتمعنا.
(احمد .م) يتابع قصته المثيرة مع البلوتووث: لدى تدقيقنا في ملامح الشّاب تذكرناه فقد كان جالساً منذ دقائق على الطاولة المقابلة لطاولتنا، أي أنّه هو الّذي قام بإرسال هذا المقطع متباهياً إلى كلّ الجالسينْ في المقصف، وكمْ شعرنا بالأسف على الفتاة الّتي ظهرت في الفيلم، فهي جميلة جداً وبدا واضحاً عدم معرفتها بأنّه يقوم بتصويرها.؟؟
وقفة:لسنا الآنْ هنا بصدد مناقشة حقيقة أصل مشاعر الأسف التي شعر بها الشاب إن كانت حزناً على الفتاة أمْ حسداً للشاب (الفحلْ)، لكنْ نطرح احتمال أن يمرر هذا الفيلم من جهاز إلى جهاز حتّى يصل إلى احد معارف الفتاة أو أهلها، لا بل ان تعمم هذه الصورة في اوساط زملائها، ترى ما حجم الكارثة الاجتماعية المتوقع ان تحط على رأسها ورأس أهلها؟ هذا إذا لم نطرح اسوأ الاحتمالات في مجتمع لا تزال فيه عفة المرأة مقرونة بالشرف الذي ترتكب من اجله افظع الجرائم .!!.. 
أقدم مهنة
(نوّار،ج): كنت جالساً مع مجموعة من أصدقائي في أحد مطاعم أبو رمانة وإذ بمقطع فيديو يصلني وهو عبارة عن مجموعة فتياتْ سمراوات يرقص على أنغامْ أغنية(ليه بيداري كده؟) بثياب النوم قصيرة ومكشوفة بعدة وضعياتْ واحدة على الكنبة والأخرى مضطجعة تتمايل في السرير والثالثة في الصالون، وفجأةً يبدأن بخلع ملابسهنّ قطعة قطعة كما في عروض الـ(ستريبتيز) وأثناء انهماكنا في مشاهدة الفيلم تنبهت على إثر لكزة من صديقي إلى أنهن بأنفسهن كن يجلسن في المطعمْ ويبتسمن لنا ويتضاحكنْ بين بعضهنّ(أي أنهن اللاتي قمن بإرسال المقطع)، لمْ نعرهنّ التفاتاً وخرجنا من المطعمْ كلّه!(على قول نوّار) .

BREAK
 الملاحظة التي يجبْ أن يشار إليها هي أنّ نوار شابٌ تلوح عليه بوضوح علائم الانفتاح والغنى ـ أو برجوازي كما يحلو لزملائنا المثقفين أن ينعتوا من ليس أندبورياً ـ أي أن أولئك الفتيات ربّما وجدن فيه صيداً ثميناً فلجأن إلى هذه الوسيلة التي هي بمثابة (إعلان) يتوجه للزبون مباشرة دون واسطة و لا حواجز ولا حتى لغة ملغزة، ورحم الله الزمن الذي كانت تلجأ فيه (العاملات في المهنة) قديماً في أوروبا إلى وضع إعلانات مبهمة في الصحف على غرار:(سلة الورد تنتظر من يملأها) و(اتصل على الرقم الفلاني واحصل على أوقات لن تنساها في حياتك). لكن مع ما يوفره البلووتوث  ليس ثمة حاجة لتحريك الغرائز بالخيال، فالتقنية فاقت الخيال، لنسأل  باستغراب واستنكار هل هذا يحدث هنا في مجتمعنا ؟؟
تحرش
 (رولا، س) شابة حسناء بكل معنى الكلمة،  اعتادت تشغيل ميّزة البلوتوث عندما تجلسْ في أي مكان عام، لتستقبل رسائل طريفة وصور جميلة، لكن ذات مرّة وصلتها صورة لرجل عار. وتصف رولا رد فعلها : ارتبكتْ وخجلتُ كثيراً ، ولم أجرؤ على اظهار انفعال غاضب، خشية الفضيحة ، وفضلت  الصمت حفظاً لكرامتي التي اهينت، لكن مشاعر الانزعاج من الحادثة رافقتني لفترة طويلة.
إلا ان ريّتا وبكل بساطة توقفت عن تشغيل البلوتوث ، لدى تواجدها في مكان عامّ، كرد فعل على تعرضها لحادثة مماثلة لما جرى مع رولا ، فهي تعتبر ان مرسل الصور الاباحية شخص مكبوت، و ليس من الضروري تشغيل هذه الميزة في اي مكان، معرضين أنفسنا لهذه التحرشات.
إلا ان ما روته رولا يضعنا امام خدش مشاعر الحياء، الذي تضطر عادةً الفتاة للتكتم عليها، ظناً منها ان البوح ومحاولة رد الاعتبار لكرامتها الشخصية قد يكلفها ثمناً باهظاً تسدده من سمعتها، والمؤسف ان مجتمعنا غالباً يلقي اللوم على الطرف الأضعف حتى لو كان الضحية، و خوف رولا من الفضيحة يفضح التعاطي الخاطئ مع هكذا حالات، حين لا يمثل ارسال شخص مهووس جنسياً صوراً له غير لائقة عبر البلووتوث فضيحة !
 لذا لا نفاجأ برأي قصّي شورى الذي يحمل جل المسؤولية عن خدش مشاعر الحياء للمستقبل وليس للمرسل قائلاً : لست مضطراً لتشغيل ميّزة البلووتوث بلا مبرر أينما جلستْ.
(هيك وهيك)
 تتفق مادونا.ع الى حدما مع قصي مؤكدة :(أيّ فتاة معرّضة لهذا التحرّش بكلّ وقت وفي كلّ لحظة، لكن بإمكانك ببساطة أن تغلق الميّزة أو أن ترفض استقبال المسجات)، ولما سألناها عن حادثة تذكرها بخصوص موضوع البلوتوث بغضّ النظر عنْ مسألة التحرّشات والصور الإباحية أجابتْ ضاحكةً(أذكر مرّة أن صديقة لي تعرّفت على شابْ عن هذه الطريق ونتج عن ذلك قصة حب بعدها) أي أن للبلوتوث استخدامات ايجابية لو اردنا ذلك.
و شادي.د ورفاقه يستخدمون البلوتوث للتسلية والترفيه يقول: أحياناً نمازح بعضنا في الشلّة ونتبادل صوراً قد تتضمن صوراً(هيك هيك) لكنّها تأتي ضمن مجموعة كبيرة من صور سيارات وأشخاص وممثلين، ويؤكد شادي : اهتمامنا ليس منصباً على الجنس، لكن قد نتبادل الصور الفاضحة عندما نكون في جو مضجر وعبثي، ويضيف شادي انه لا يرسل مثل تلك الصور لاشخاص لا يعرفهم .
ليست ظاهرة
من جانبة لا يرى علاء حمامة في ارسال صور وافلام اباحية بالبلوتوث "ظاهرة" بقدر ماهو سلوك لأشخاص مصابين بالهوس او تركيبتهم النفسية تدفعهم للتعبير عن انفسهم بهذا الطريقة، وهم يستفيدون من ميزة البلوتوث لارضاء نزعتهم المرضية.
مجموعة أشخاص ممن التقياهم لم يسمعوا بالبلوتوث العجيب، والطريف أنْ أحدهمْ حاول إجابتنا متظاهراً بالفهم والفهمنة:(نعم هذه الظاهرة فعلاً مستشرية، ومن الصعب الحد منها..) (أيّ ظاهرة؟)سألناه متخابثين (هذه التي قلتم عنها...) من الجيد أنّه لم يقل:(نعم إنّه لذيذ الطعمْ)
من هنا  نتفق مع علاء حمامة في عدم اعتبار ارسال افلام اباحية بالبلوتوث "ظاهرة"  بما تعنيه الكلمة من اتساع في اوساط مستخدمي هذه الميزة، وما تركيزنا عليها في هذا التحقيق سوى محاولة للفت الانتباه إلى سلوكيات خارجة على التقاليد والاعراف والقيم الأخلاقية والدينية، وكل ما نتمنى ان يكون تمسكنا به كاذباً، لإخفاء امراض اجتماعية لا عد ولا حصر لها .

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...