العلة والمعلول

31-05-2009

العلة والمعلول

إذا كانت الأرض كائناً حياً فنحن البشر جراثيمها: جراثيم خبيثة وأخرى حميدة تتصارع على جسد الأرض.. وإذا كانت جراثيم سورية الخبيثة قد أوصلت جسد الوطن إلى حالة مرضية مزمنة فإن أطباءه مازالوا يتداعون لمعالجته بالمضادات الحيوية حيث وصلت حملة مكافحة الفساد إلى جراثيم من الدرجة الأولى والثانية، فطالت وزراء ومدراء ومحافظين ومهندسين وتجار وحزبيين دون أن يستعيد البلد عافيته!؟ ذلك أن الأطباء مازالوا يتجاهلون مواجهة آلية تكاثر الجراثيم وبيئتها الحاضنة رغم أننا نكرر منذ سنوات طويلة أن المشكلة تكمن في الآلية وليس الأشخاص فقط.. وأذكر أنني قبل سنوات سبع نشرت تسع حلقات في جريدة "تشرين" عن آلية الفساد في المؤسسات تحت عنوان «تحولات مدهوس ابن مدعوس» ثم توقفت بقرار من الحكومة ومجلس الشعب بعد احتجاج أحد أعضائه عليها واستدعاء وزير الإعلام آنذاك د. مهدي دخل الله للاستجواب أمام المجلس.. وبما أن القصة طويلة: قصة «مدعوس» وقصة تهديدي بالقتل أمام السلطات فسوف أختصر نهايتي بمقدمتها حيث تقول: كان المواطن س ينتظر السرفيس على قارعة الطريق فتسابق عليه سرفيس الحكومة وسرفيس المعارضة فدهساه..


هامش: أعتقد أن تحليل «الآلية» يبدأ من المادة رقم 8 في الدستور والتي تقول أن «حزب البعث هو الحزب القائد في المجتمع والدولة» والتي هي مثار الخلاف بين الفرقاء.. وبما أنه من الصعوبة بمكان تغيير المادة أو تعديلها أقترح إعادة تفسيرها كما هي واردة ببساطة ووضوح يؤكدان على أن الحزب هو القائد وليس الحزبيين.. وهذا أول الكلام وليس نهايته فيما لو أراد حكماءنا مناقشة العلة قبل المعلول..

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...