الصحافة الأمريكية اليوم

29-06-2006

الصحافة الأمريكية اليوم

اهتمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الخميس بالهجوم الإسرائيلي العنيف على غزة, محذرة من أنه قد يحول الوضع في الأراضي الفلسطينية المتردي أصلا إلى كارثة, وناقشت إحداها الدواعي المتعددة الحقيقية لعودة إسرائيل إلى غزة, كما طالبت بإستراتيجية للنصر وليس الانسحاب من العراق.

قالت صحيفة يو أس أيه توداي إن القوات الإسرائيلية اعتقلت, في إطار هجومها المتواصل على غزة لإطلاق سراح أحد جنودها الذي أسرته إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية, عددا من المسؤولين الفلسطينيين من حكومة حماس بمن فيهم نائب لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية.

ونسبت الصحيفة للإذاعة الإسرائيلية قولها إن زعماء حماس المعتقلين قد يستخدمون في صفقة لإطلاق سراح الجندي الأسير.

وأشارت إلى أنه لم يعلن حتى الآن عن أي قتلى أو جرحى نتيجة لهذه الغارات, غير أنها شددت على أن تدمير القوات الإسرائيلية المولد الرئيسي للكهرباء في غزة ينذر بكارثة إنسانية.

وأشارت إلى اقتصاد غزة الذي كان يعاني من ركود شديد بسبب خمس سنوات من العنف الإسرائيلي الفلسطيني وبسبب قطع المساعدات الدولية الذي جاء على أثر فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة.

وشددت على أن الهجوم الإسرائيلي الجديد ينذر بتحويل الوضع المتردي أصلا في غزة إلى كارثة حقيقية, إذ مزقت إسرائيل به ما تبقى من الأمل الذي انبعث مع انسحابها من غزة العام الماضي.

وختمت بالقول إن خطط الفلسطينيين لتشييد عمارات شاهقة ومجمعات رياضية ومصانع على الأراضي التي أخلتها إسرائيل تحولت إلى قنوط ويأس مع ارتفاع نسبة الفقر والعنف مع الإسرائيليين والتهديدات بالحرب الأهلية.

واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن الأزمة في طورها لمزيد من التصعيد والعنف, خاصة بعد إعطاء وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أوامره للجيش الإسرائيلي بتوسيع نطاق هجومه.

ونقلت الصحيفة عن وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون تلويحه باحتمال توسيع رقعة المواجهة لتشمل سوريا, حيث يقيم زعيم حركة حماس خالد مشعل.

وذكرت أن الإسرائيليين وجهوا رسالة للرئيس السوري بشار الأسد عندما اخترقت طائراتهم العسكرية جدار الصوت فوق أحد قصوره في اللاذقية.

تحت عنوان "عودة إسرائيل إلى غزة: الدوافع الحقيقية" نقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن جنود إسرائيليين مشاركين في الحملة الحالية على غزة قولهم إن الهدف ليس تحرير الجندي الأسير بقدر ما هو تلقين الفلسطينيين درسا يجعلهم يحجمون عن الإقدام مرة أخرى على تكرار مثل هذا الفعل.

وأضافت الصحيفة أن ما يمكن تأكيده هو أن التصعيد الحالي في الموقف ليس عائدا إلى أسر جندي واحد, بقدر ما هو استجابة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على الضغوط المحلية التي تريده أن يكبح جماح المنظمات الفلسطينية التي أطلقت أكثر من 170 صاروخا خلال شهر واحد على الأراضي الإسرائيلية.

ونقلت عن يوسي كلاين هالفي في مركز شالم للبحوث في القدس قوله إن هذا اختبار رئيسي لحكومة أولمرت التي أخفقت في اختبارها الأول في سيدروت.

كتب ماكس بوت تعليقا في صحيفة لوس أنجلوس تايمز قال فيه إن تقليص القوات الأميركية في العرق لن يؤدي إلا إلى مزيد من غياب الأمن, فضلا عن كونه سيعزز الاعتقاد السائد بأن الولايات المتحدة بدأت تخسر الحرب في العراق.

وذكر المعلق أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش كانت تأمل أن تؤدي الانتخابات أو اعتقال قادة المتمردين إلى إنقاذ الوضع المتردي في العراق.

وأضاف أن العراق الآن شهد ثلاثة انتخابات ناجحة, كما أن صدام حسين قد اعتقل وقتل أبو مصعب الزرقاوي لكن العنف لم يزد إلا ضراوة خاصة في بغداد والمناطق السنية غربي وشمالي العراق.

وأشار إلى أن هذا كان من المفترض أن يدفع الأميركيين إلى إرسال مزيد من الجنود لبسط الأمن في العراق, لكن هو ما يبدو أنهم يخططون له.

وأشار إلى أن المعلومات تتحدث الآن عن بداية انسحاب أميركي في الخريف القادم, مضيفا أن هذا الإعلان قد لا يكون مؤكدا كما حدث في الماضي لكنه يبعث بإشارات خاطئة في وقت حرج للغاية.

وختم بالقول إنه إذا كانت إدارة بوش تواصل مهمتها بالعراق من خلال إستراتيجية للهزيمة فعليها أن تغير مخططي إستراتيجيتها, مشيرا إلى أن بوش يحتاج الآن إلى وزير دفاع جديد, وربما حتى عدد من الجنرالات الجدد يمكنهم التركيز على إيجاد خطة تمكن أميركا من الانتصار وليس الانسحاب.

 

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...