الصحافة الأمريكية اليوم

29-12-2006

الصحافة الأمريكية اليوم

اهتمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الجمعة بالشأن العراقي, فحذرت من أن تطبيق العدالة القاسية في صدام قد يكلف العراق ثمنا باهظا, وتحدثت عن دعوات لزيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق, كما ناقشت إحداها كيف أن حرب الصومال قد تزعزع العالم.

تحت عنوان "الاندفاع إلى شنق صدام حسين" قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن السؤال المهم لم يكن قط ما إذا كان الرئيس العراقي السابق قد اقترف جرائم ضد الإنسانية لأن الأدلة على ذلك كثيرة.

لكن ما يهم الآن هو ما إذا كان العراق الذي حرر من قبضة صدام يمكنه أن يحاسبه بطريقة تبعث الأمل في مستقبل أفضل.

واستطردت الصحيفة تقول لو أن محاكمة صدام اتسمت بالعدل والتأني والدقة, لأسهم ذلك في جبر بعض ما دمره نظام حكم صدام, لمثل سابقة يعتمد عليها في بسط حكم القانون في بلد مزقته عقود من الحقد الاستبدادي, ولعزز الوحدة الوطنية في عراق ظل لفترة طويلة ضحية التلاعب عبر الانقسامات الدينية والإثنية.

لكن الصحيفة أكدت أن ذلك لم يحدث, بل جرت محاكمة مسيسة ومليئة بالعيوب ومفرقة للقلوب انتهت بالحكم بشنق صدام.

وأضافت أن هم العراقيين الأكبر في الوقت الحاضر هو محاولة التمترس لحماية عائلاتهم من الحرب الأهلية المتفاقمة.

وقالت إن هذه القضية التي كان بالإمكان جعلها مفصلية, أضحت مجرد فرصة ضائعة أخرى, إذ إن إسقاط صدام لم يخلق عراقا جديدا أفضل, ولن تكون نتيجة إعدامه أفضل.

وتحت عنوان "العدالة القاسية" قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في افتتاحيتها إن صورة صدام وهو يتدلى من حبل المشنقة ستجعل العراقيين يركزون بصورة أفضل على نوعية البلد الذي يريدون بناءه.

وقللت الصحيفة من أهمية حادثة الإعدام نفسها, مشيرة إلى أن أناسا كثرا حكم عليهم بالإعدام ونفذ فيهم الحكم.

لكنها أضافت أن هذا الحكم والمحاكمة التي نتج عنها يمكن اعتبارهما دربا من العدالة القاسية.

وقالت إنه حسب المعايير البريطانية والأميركية فإن محاكمة صدام على خلفية قتل 148 شيعيا في قرية دجيل شابتها نواقص, كما أنه من المستغرب أن تصادق محكمة التمييز العراقية على الحكم دون أن تعطي مراجعة تفاصيل مبررات هيئة الدفاع سوى ثلاثة أسابيع لمراجعتها.

وقالت إن المشكلة الكبرى تكمن في أن إدانة صدام كان من المفترض أن تصدر في ظل حكومة عراقية ينظر إليها كل العراقيين على أنها شرعية الأمر الذي تفتقد له حكومة نوري المالكي الحالية.

تحت عنوان "لماذا نحتاج لمزيد من القوات في العراق" كتب السيناتور الديمقراطي المستقل جوزيف ليبرمان تعليقا في صحيفة واشنطن بوست قال فيه إن الأيام العشرة التي قضاها في الشرق الأوسط يتحدث مع قادته جعلت امرا واحدا أكثر وضوحا له من أي شيء آخر.

وأضاف ليبرمان أن الحرب الدائرة في العراق حاليا هي صراع بين متشددين وإرهابيين تدعمهم إيران ومعتدلين وديمقراطيين تدعمهم الولايات المتحدة.

وأكد أن نتيجة هذا الصراع ستؤثر ليس على المنطقة فحسب, بل على الحرب العالمية التي تشنها أميركا على المتشددين الذين نفذوا هجمات 11/9 في نيويورك.

نتيجة لذلك دعا ليبرمان إلى إرسال عدد معتبر من القوات الأميركية إلى العراق, كشرط مسبق ضروري لتغيير مجرى الأحداث في هذا البلد ونشر الحرية في الشرق الأوسط وضمان الأمن الداخلي الأميركي.
تحت عنوان "لماذا يمكن لحرب الصومال أن تزعزع العالم" قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في افتتاحيتها إن كيفية نهاية أي حرب غالبا ما تتوقف على الكيفية التي بدأت بها.

وناقشت الصحيفة الآراء المختلفة حول أسباب التدخل الإثيوبي في الصومال وما دار بينها وبين المحاكم الإسلامية من قتال نتج عنه سقوط مقديشو في أيد الإثيوبيين.

وقالت إن هذا الأمر دفع الدبلوماسيين الدوليين إلى الانشغال بتقييم الوضع ومحاولة معرفة كيفية تطبيق الدروس التي تم استخلاصها من صراعات رواندا والبوسنة وتيمور الشرقية وكوسوفو ومن التدخل الأميركي في الصومال عام 1992 على الوضع الصومالي الحالي.

وختمت أنه حتى وإن كانت ضرورة التدخل العسكري الأممي في الصومال وجيهة, كما في دارفور, فإن إيجاد قوة تقبل القيام بهذه المهمة لن يكون أمرا سهلا.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...