الدور الإسرائيلي في إقليم كردستان

31-10-2007

الدور الإسرائيلي في إقليم كردستان

الجمل: برغم التأكيدات بأن المحاولات الدبلوماسية الأمريكية، ما تزال مستمرة لتفادي الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق، فإن المعلومات القادمة من شمال العراق تشير إلى الآتي:
* تمركز القوات التركية داخل الشمال العراقي:
تشير المعلومات التي أوردها موقع تيركيشويكلي دوت نيت، بأن الخيار العسكري هو الأكثر احتمالاً بالنسبة لأزمة الملف التركي – الكردي، وأكدت المعلومات بأن عدد القوات التركية التي عبرت الحدود التركية – العراقية، وأصبحت عملياً داخل أراضي شمال العراق، قد بلغ حتى الآن 2000 جندي تركي.
تتمركز القوات التركية، التي تمثل قوات الهندسة في الاقتحام العسكري الوشيك، في ثلاثة مناطق: باتوفا، يبفوفا، وكانيمازي.
تقع هذه المناطق في شمال العراق، وتمثل على الخارطة شكل مثلث، وتقوم حالياً القوات التركية بعمليات عسكرية "منخفضة الشدة" ضمن عمق يتراوح بين 8 إلى 20 كيلومتراًَ داخل أراضي شمال العراق.
كذلك تقوم القوات الجوية التركية حالياً بعمليات القصف الجوي ضد قواعد حزب العمال الكردستاني، وتمكنت قوات الكوماندوز التركية من اقتحام وتدمير بعض المعسكرات الصغيرة التابعة لحزب العمال الكردستاني.
القوات التركية دخلت شمال العراق، ومعها قوات دعم ومساندة تتمثل في حوالي 200 عربة مدرعة، وتؤكد المعلومات التركية بأن مطار باميري الموجود في شمال العراق، قد أصبح عملياً تحت سيطرة القوات التركية.
كذلك، بدأت قوات الأمن التركية، بعد دفع عدد من عناصر المخابرات التركية الموجودين في شمال العراق، بالقيام بتنفيذ واحدة من أكبر عمليات الدورية المكثفة في تاريخ شمال العراق، وبالذات في المناطق التي ترى أجهزة الأمن التركية بأنها مناطق تتميز بالحساسية الفائقة بالنسبة للوضع الأمني، ولمجرى العمليات العسكرية المحتملة في المنطقة.
* الوجود الإسرائيلي في شمال العراق:
المعلومات المتوافرة حتى الآن حول الوجود العسكري الإسرائيلي في شمال العراق تشير إلى الآتي:
• أوردت هيئة الإذاعة البريطانية، نقلاً عن بعض عناصر قوات البشمركة الكردية، بأنهم ظلوا يتلقون تدريبهم العسكري تحت إشراف عناصر الكوماندوز الإسرائيليين، وفي بعض المناطق السرية الموجودة في مناطق إقليم كردستان الجبلية النائية، وأفاد عناصر قوات البشمركة بأن الدورات التدريبية التي تلقتها مجموعتهم على يد الإسرائيليين، كانت:
* عمليات حماية المطارات.
* العمليات الاعتراضية المتعلقة باعتراض ومهاجمة الدوريات العسكرية.
• وقعت حكومة كردستان العراقية الإقليمية، المزيد من العقود مع الشركات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وذلك من أجل أن تقوم بـ:
* الإشراف على تدريب عناصر البشمركة ضمن أحدث المواصفات العسكرية.
* بناء مطار دولي في إقليم كردستان يصلح لأداء دور مزدوج أي للأغراض العسكرية والمدنية.
• رصدت أجهزة الأمن التركية قيام بعض عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية بدخول تركيا، والتسلل عبر الحدود التركية – العراقية إلى شمال العراق، بإشراف عناصر البشمركة الكردية، والتي أوصلتهم إلى مدينة أربيل (مقر حكومة كردستان الإقليمية التي يتزعمها مسعود البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني). وبعد ذلك تم توزيع الإسرائيليين على المناطق المخصصة لهم "لأداء مهماتهم".
• أشرفت مجموعة من الخبراء الإسرائيليين على تدريب 100 عنصر من عناصر قوات البشمركة على القيام بأعمال "القناصة"، وأداء "المهام الخاصة" الأخرى، وبالذات تنظيم وتخطيط الاغتيالات، وعمليات "فرق الموت".
• تعاقدت حكومة كردستان الإقليمية، مع شركة إنتاروب الإسرائيلية، وشركتان مسجلتان في سويسرا كفروع لشركات إسرائيلية هما: شركة كيودو، وشركة كلوزيوم، من أجل تزويد مطار أربيل الدولي ببعض الأجهزة الأمنية الحساسة، والإشراف على تجهيز وتركيب وتشغيل نظام الاتصالات الأمنية في المطار.
• كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، بأن بعض الشركات الإسرائيلية الكبيرة المتخصصة في مجالات الأمن، وتكنولوجيا مكافحة الإرهاب، قد قامت بالإعداد والإشراف على معسكرات تدريب بإقليم كردستان العراقي، تحت اسم كودي هو (Z)، وقد تم بناء المعسكر في إحدى المناطق السرية النائية بشمال العراق.
• كشفت صحيفة لاشامبا الإيطالية عن وجود الإسرائيليين في شمال العراق، وأوردت الصحيفة الإيطالية عن قيام الخبراء الإسرائيليين بالإشراف على تدريب وإعداد جيش "نظامي" كردي، وأوردت الصحيفة الإيطالية بأن الإسرائيلي دان باتون رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، هو المسئول عن الارتباط والاتصال بين الإسرائيليين والأكراد.
• نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت قيام الإسرائيليين بتقديم المعلومات الاستخبارية للأكراد، وذلك ضمن برنامج تبادل المعلومات الاستخبارية بين الحركات الكردية والإسرائيليين.
• نشرت مجلة نيو يوركر الأمريكية تقريراً استخبارياً حمل عنوان "الخطة B"، أشار إلى قيام الإسرائيليين بإعداد وحدات من البشمركة لتعمل كـ"قوات كوماندوز"، بحيث يتم استخدامها في شمال العراق، ودول الجوار الإقليمي المتاخمة لشمال العراق.
عموماً، تقاطع وتداخل المصالح والاهتمامات المشتركة بين الحركات الانفصالية الكردية والإسرائيليين هو أمر لم يعد سراً، فالعلاقات الإسرائيلية – الكردية تتجاوز الأطر العامة، وتدخل في صميم مذهبية الحركات الكردية الانفصالية الرئيسية:
• الحزب الديمقراطي الكردستاني (العراقي): بزعامة مسعود البرزاني.
• الاتحاد الوطني الكردستاني (العراقي): بزعامة جلال طالباني.
• حزب العمال الكردستاني (التركي): بزعامة عبد الله أوجلان وينوب عنه عبد الله الجادرجي.
• حزب الحياة الحرة الكردستاني (الإيراني): بزعامة عبد الرحمن حاج أحمدي.
وحالياً، لم تعد العلاقات على المستوى الفصائلي، بل أصبحت على المستوى الرسمي، وإن كان غير معلن، ويعود الفضل في ذلك إلى الإسرائيليين ولصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية التي أخرجت إلى دائرة الضوء حلقات الدور الإسرائيلي في إقليم كردستان.
وبرغم ذلك، ما يثير الاهتمام حالياً هو عدم قيام الصحافة الإسرائيلية بالتطرق لأي معلومات أو أخبار تتعلق بالصراع التركي – الكردي، ومن المعروف أن الصحافة الإسرائيلية مسموح لها بتناول كل شيء ما عدا الأخبار والمعلومات التي تتعلق بالجيش الإسرائيلي والأمن العسكري الإسرائيلي، وفي هذا دلالة واضحة تجيب على السؤال القائل: لماذا لم تتطرق وسائل الإعلام الإسرائيلية لملف الصراع التركي – الكردي، الدائر حالياً في إقليم كردستان العراق، والذي تقول هيئة الإذاعة البريطانية في أحد تقاريرها بأنه إقليم ظلت إسرائيل حاضرة فيه على الدوام.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...