الخصوصية الإعلامية السورية حسب قانون لافوازييه!!

24-03-2009

الخصوصية الإعلامية السورية حسب قانون لافوازييه!!

الجمل - أحمد الخليل: لو تمعنا قليلا في قوانين الخصوصية السورية وآليات عملها لرأينا أن أكثر قانون تمت الاستفادة منه هو القانون الفيزيائي الشهير (قانون حفظ الكتلة) أو قانون (مصونية الطاقة) والذي اكتشفه العالم الفرنسي لافوازييه* (1743- 1794م): (في التفاعل الكيماوي لا يحدث فقد أو كسب للكتلة (أي أن الكتلة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكن يمكن تحويلها من شكل لآخر) ينص هذا القانون على أن مجموع كتل الذرات الداخلة في التفاعل يساوي مجموع كتل الذرات الناتجة عن التفاعل، هذا القانون العلمي الذي يطبق على الظواهر الطبيعية سحبناه نحن على البشر وطبقناه على المسؤولين في قرارات النقل والتعيين والندب...وهنا يتجلى إبداعنا!!
فمن يدخل في دائرة المسؤولين المغلقة (حسب باتريك سيل) لن يخرج منها أبدا إلا في حال تدخل العناية الإلهية، ولكي لا نبقى في العموميات سنشرح آلية تطبيق قانون لافوازييه في مؤسسات الإعلام مثلا:
صدر منذ مدة قرار بتسمية الكاتب والزميل مروان ناصح مديرا لقناة الدراما السورية خلفا للزميل أنس أزرق، والقناة هذه لم تبدأ بثها الرسمي بعد....
الزميل مروان كان قبل القرار (خالي المسؤولية) لحوالي السنتين، وقبلها كان مديرا للفضائية السورية التي أتى إليها من رئاسة اللجنة الفكرية في مديرية الإنتاج التلفزيوني...
في حين أن الزميل أنس أزرق شغل منصب مدير البرامج في الفضائية السورية سابقا كما كلف بإدارة الفضائية السورية لمدة ثمانية أشهر عام 2003 لكن استقرار أنس كمراسل لقناة المنار الفضائية واكتفائه ماديا ومعنويا أدى  لزهده بزخرف المناصب الإعلامية..
زميلنا الدكتور ممتاز الشيخ مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون حاليا كان(خالي المسؤلية) فترة من الزمن وهو الذي شغل منصب أول مدير عام لمؤسسة الوحدة بعد اندماج تشرين والثورة ومؤسسة التوزيع لفترة من الزمن  وقبل مؤسسة الوحدة كان د. الشيخ ولعدة سنوات مديرا للرقابة في وزارة الإعلام..
ولا يشذ الدكتور فايز الصايغ عن هذا المسار حيث بقي لعشر سنوات مديرا لوكالة سانا للأنباء ثم مديرا عاما للإذاعة والتلفزيون ورئيسا لتحرير صحيفة الثورة ثم جمد فترة ليعود بعدها إلى الإذاعة والتلفزيون وهو الآن (خالي المسؤولية ) على الرغم من ترشيحه لإدارة سفارتنا بلبنان....
سفيرنا الحالي في الصين الدكتور خلف الجراد شغل منصب مدير عام مؤسسة الوحدة وقبلها كان رئيسا لتحرير تشرين...
وبناء على ما جاء آنفا لن يفقد زميلنا عبد الفتاح العوض الأمل حتى الآن بعودته إلى دائرة الضوء مجددا خاصة بعد أن اكتسب خبرة إدارية مهمة في المؤسسات الإعلامية أعتقد أنها لن تضيع هباء حسب قانون لافوازييه ..
سنكتفي بهذا القدر من الأمثلة الذي دللت على عمل قانون مصونية الطاقة لنخلص إلى اقتراح يعفي مصدري قرارات التعيين والنقل من الإحراج :
الاقتراح هو أن يتضمن كتاب الإقالة أو الإعفاء كلمة (مؤقتا) فيصبح مثلا قرار الإقالة كما يلي: يعفى فلان الفلاني من منصبه مؤقتا لحين تأمين منصب جديد له نظرا لكفاءته التي لا نريد أن تهدر في مقهى الروضة..!!
 
 * لافوازييه:  محامي نال جائزة لابتكاره نظاما جديدا لإنارة الشوارع في باريس, يعرف بأبي الكيمياء الحديثة, تم إعدامه بعد قيام الثورة الفرنسية، بعد اتهامه بـ(الرجعية) وكانت زوجته قد تقدمت بطلب العفو عنه ورفض القاضي طلبها قائلاً (إن الثورة لا تحتاج إلى عباقرة) ولكن قاضيا آخر أجاب الأول:   إن قطع رقبة لافوازييه لا يستغرق دقيقة واحدة ، ولكن مائة سنة لا تكفي لتعوضنا عن واحد مثله.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...