الحكومة «المعجزة المنتظرة»...

27-09-2007

الحكومة «المعجزة المنتظرة»...

الجمل- نضال حيدر:  لا ريب بأن المواطن السوري يستحق «جائزة الصبر الدولية»...فما من معضلة عبرت مسارات حياته إلا وتجاوزها بكل ثقة واقتدار... لكن هذا المواطن «الصابر» يشيح نظره اليوم – لأسبابٍ غير مفهومة - عن حكومته «الرشيدة» بأقوالها ووعودها وتصريحات أعضائها التي ملأت الآفاق، وأفعالها التي تستهدف أولاً وأخيراً راحته وأمانه واستقراره...
فرغم «الدأب» الواضح للعيان الذي تبديه الحكومة عبر أجهزتها المختلفة كافة؛ والمتمثل في متابعة القضايا الحياتية للمواطن؛ الذي وضعته نصب عيونها... بل في حدقاتها...«فإن مسَّهُ ضرٌّ...مستها- أي الحكومة - ضرَّاءُ..»... رغم ذلك؛ هذا المواطن «الصابر على بلاوي الدهر»...«لايعجبهُ العجب.. ولا الصيام في رجب»... من هنا أسأل: ماذا بيد الحكومة أن تفعله.. ولم تفعله؟!...وهي التي «تُشاور» جموع المواطنين في كل شاردةٍ وواردة... وتغرق معهم في التفاصيل الصغيرة والدقيقة..«مع أن الشيطان يكمن في التفاصيل!!..»...ولا تتخذ في النهاية إلا القرار الذي يلبي مصلحة المواطن «شاء من شاء..وأبى من أبى...».. فلماذا هذا العقوق والجحود والنكران؟!...
ومن ثمَّ.. من قال إن الوزراء والمدراء العامون «متمترسون» في مكاتبهم؟!.. هذا القول فيه «افتراء وتضليل»...فالحكومة بقضها وقضيضها تتابع بعين ساهرة وإحساسٍ عالٍ بالمسؤولية كل ما يضمن حياةً كريمةً للمواطن....خذوا مثلاً مسألة «إعادة توزيع الدعم على مستحقيه»..ألم تطرحها حكومتنا العزيزة على المواطنين عبر وسائل الإعلام للتشاور وهي التي تدرك أنه «لا ظهير كالمشاورة»..واستطراداً: من يستطيع أن ينكر الجولات التفقدية «المفاجئة» التي يقوم بها المسؤولون للوقوف عن كثب على واقع العمل في المشاريع والمؤسسات؟!...
إن الجهود التي تبذلها الحكومة كبيرة جداً، وصبر المواطن عظيم جداً...فماذا لو حصلت «المعجزة المنتظرة» وتمت المواءمة بين «الجهود الحكومية» و«الصبر غير المسبوق»؟!...تخيلوا النتيجة..!!..
ولكن قد يقول قائل: إن الحكومة قصَّرت – معاذ الله أن تقصر الحكومة...مجرد افتراءات وتخرصات – في معالجة ضبط أسعار السلع والمواد الأساسية مؤخراً...وهذا القول مردودٌ عليه...فالجهات المسؤولة؛ أرسلت الشاحنات المحملة بالمواد التموينية والخضار والفواكه واللحوم؛ وغيرها من الحاجات الأساسية للمواطن إلى مختلف أنحاء المدن السورية لتباع بأسعار معقولة ومناسبة، لكن المواطنين لم يلتقطوا – ولا أدري لماذا – هذه الإشارات الحكومية الواضحة والبالغة الأثر، لا بل أن بعضهم رماها بالحجارة فيما «ثابر» البعض الآخر على التبضع من الأماكن التقليدية التي يشتري منها عادة...ربما «لغايةٍ في نفس يعقوب»...!!...
الله يسامح المواطن...الذي يزداد طمعاً يوماً بعد يوم بـ«سعة صدر الحكومة»...وعوض الحكومة على الله فيما تلاقيه من عقوق أبنائها...وقديماً قال الشاعر:
«وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً....على المرء من وقعِ الحسامِ المهنَّدِ»....

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...