الحرب تضع أوزارها على كاهل المرأة في سوريا

31-12-2015

الحرب تضع أوزارها على كاهل المرأة في سوريا

منذ خمس سنوات والمرأة السورية تقاوم بكل ما لديها، فلم تترك الحرب خيارا للمرأة سوى العمل على تربية أطفالها بعد أن أخذت منها زوجها الذي استشهد في الحرب أو اختطف أو عاد إليها مصابا غير قادر على العمل، حيث تمتلئ البيوت السورية بالقصص والحكايات عن نساء صمدوا رغم ظروف الحرب ورغم غياب المعيل.

تقول السيدة مرام أن زوجها (صف ضابط) استشهد منذ سنة ونصف في ريف دمشق تاركا لها ابنتين لا يتجاوز عمره الصغرى ثمانية أشهر بينما ابنتها الكبرى كان عمرها 6 سنوات، ولم تكن تعلم كيف ستعيش هي وابنتها بالراتب الذي تركه زوجها وقدره 12 ألف ليرة ووظيفة في مؤسسة حكومية براتب قدرة 14 ألف ليرة .

وأضافت " بدأت بالعمل بعد استشهاد زوجي كنت أقوم بتوصيل ابنتي الكبرى إلى المدرسة واترك الصغرى عند أمي وأذهب للعمل في الوظيفة التي حصلت عليها من الدولة، وشاركت مع زوجات الشهداء في ورشة لتعليم الخياطة نظمها الاتحاد النسائي في اللاذقية استطعت من خلالها حياكة بعض الملابس لطفلتي ".

وتابعت " وعندما أعود إلى البيت أعمل مع أمي في تنظيف الخضار والفواكه وترتيبها في الصناديق ونحصل على 300 ليرة لكل صندوق ومستمرة بهذا العمل منذ وفاة زوجي إلى الآن".

وبدورها قالت علا أن زوجها اختطف في دير الزور حيث كان يعمل مع الجيش (متعاقد مع الجيش يقوم بتوصيل الطعام للجيش العربي السوري)، اختطف منذ ثلاث سنوات ولم تقدم الدولة أي معونة أو راتب ولم يبق أمامها سوى العمل لإعالة أطفالها وإلى الآن تنتظر أن يعود زوجها أو يخبرها أحد ما عن مصيره .

وتابعت علا " أعيش في مدينة اللاذقية في غرفة صغيرة مع مطبخ صغير في سكن المخالفات أنا وأطفالي الثلاثة ولم أكن موظفة عندما اختطف زوجي وبعد فتره من اختطافه بدأت بالعمل أصبحت أعمل ضمن نظام العقود ( كل عقد مدته ثلاثة أشهر)".

وتابعت " أحاول جاهدة جمع مبالغ من المال تساعدني على تأمين مستلزمات أطفالي ودفع أجرة المنزل ريثما استطيع أن أحصل على عقد أخر في مديرية أخرى ". وأضافت "لم تقدم لنا المنظمات الإنسانية أية مساعدة وعندما احتاج تقوم عائلتي بمساعدتي ببعض المال وشراء الحاجيات والطعام".

و قالت بشرى وهي معلمة من مدينة جبلة لم تتجاوز 27 من عمرها أنه بعد إصابة زوجها وهو (ضابط في الجيش العربي السوري ) خلال الحرب تغيرت ظروف حياتها حيث أصيب في المرة الأولى برصاصة في صدره ثم أصيب في المرة الثانية بيده وأدت الإصابة التي تسمى ( قطع عصب كعبري) بعدم قدرة زوجها على الإحساس بيده .

وتابعت بشرى " لم يعد بمقدور زوجي استخدام يده في أي عمل فهو لا يقوى على حمل أي شيء ويلتزم المنزل وأنا أقوم بتربية الأطفال والعمل في المدرسة لتأمين مستلزمات أطفالي حيث أنه رغم أننا نتقاضى راتب من المدرسة وراتب زوجي (25) ألف إلا أنه لا يكفينا لنهاية الشهر .

وأضافت " عندما أصيب زوجي احتاج لإجراء عمليتين جراحيتين تحملنا كل تكاليفها من راتبي في المدرسة ومن الأهل والأصدقاء، أما المنظمات الإنسانية فلم تدق بابنا يوما ولم تقدم لنا أية مساعدة ومازلت اعمل في المدرسة و أعطي دروسا في البيت وأقوم بتربية أطفالي بينما بدأ زوجي يبحث عن عمل يناسب وضع يده الجديد".

رئيسة مكتب الإعلام والتأهيل والتنمية في الاتحاد النسائي في اللاذقية ميساء حسن قالت  " قام الاتحاد النسائي بتوقيع مذكرة تفاهم لتنظيم ورشات تدريبية لزوجات الشهداء مع شركة اتصالات خليوية بحيث تقدم الشركة الدعم المادي وقدمنا نحن المشرفين والمدربين وكانت ورشات متنوعة لزوجات الشهداء منها (ورشات خياطة وتصفيف شعر ومكياج وغيرها وجميعها مجانا)".

وتابعت حسن " ومن الدورات المهمة دورة التعويضات السنية بإشراف أطباء أسنان ومعظم زوجات الشهداء اللواتي دخلن هذه الدورة حصلن على وظيفة لدى عيادات أطباء أسنان في جبلة واللاذقية، إضافة لورشات تعليم حياكة الصوف (تريكو) ".

وأضافت "نحاول أن نقدم كل ما نستطيع تقديمه من ألبسة للأطفال الرضع حيث توجد حالات كثيرة من زوجات الشهداء فقدن أزواجهن وهنّ في شهرهن الأخير من الحمل إضافة لمساعدات مالية بسيطة ".

وبدورها قالت رئيسة مكتب التنظيم في الاتحاد النسائي رضية محمد " قام الاتحاد النسائي بإجراء إحصائيات لأعداد زوجات الشهداء في الجيش العربي السوري من غير المدنيين والشرطة ووصلت النسبة إلى 38 ألف امرأة سورية فقدت زوجها وهذه آخر إحصائية منذ شهر آذار الماضي وبالتأكيد زاد العدد بشكل كبير ".

وأوضحت محمد "في ظل هذا العدد الهائل لزوجات الشهداء لا يمكن للاتحاد النسائي تغطية جميع الحالات رغم أن الاتحاد يقدم مساعدات كبيرة ضمن إمكانيات الاتحاد المادية ولكن لا توجد قدرة لدى الاتحاد لتغطية ربع هذا العدد".

وتابعت " يقوم الاتحاد بتنظيم علاقات مع منظمات عالمية ونحصل منها على المساعدات ونقدمها لزوجات الشهداء وأطفالهن منها مواد صحية وغذائية وألبسة أطفال وأغطية شتوية وكراسي مقعدين للمتضررين وخزانات ماء بالتعاون مع البطركية.

وأضافت " يحاول الاتحاد النسائي توسيع امتداده عن طريق بناء وحدات نسائية في كل قرية وفي كل مدينة تعنى بمشاكل زوجات الشهداء وتقدم المعونة لهن ولأطفالهن في كل قرية من أجل أن نستطيع تغطية كافة الحالات وتقديم المساعدة " .

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حذرت في تقرير نشرته في حزيران عام 2014 أن عشرات آلاف النساء وقعن في دائرة المشقة والعزلة والقلق في سوريا ليكافحن من أجل البقاء، بسبب اختفاء أو مقتل أزواجهن.

وبحسب تقرير المفوضية فإن ربع نساء سوريا وجدن أنفسهن مجبرات على إعالة أسرهن، بعدما كان الرجل هو المعيل التقليدي للأسرة السورية، حيث أن نقص المال يمثل الصعوبة الكبرى و تكافح المرأة وحيدة لسداد أجرة البيت وإطعام أطفالها فيما لا تملك الهيئة السورية لشؤون الأسرة أي إحصائيات رسمية بهذا الخصوص.

 

سها كامل

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...