الحدث السوري ولقاء المعارضة في تحليلات خبراء اللوبي الإسرائيلي

30-06-2011

الحدث السوري ولقاء المعارضة في تحليلات خبراء اللوبي الإسرائيلي

الجمل:   شهدت العاصمة السورية دمشق نهار الاثنين الماضي انعقاد الفعاليات التمهيدية من أجل الحوار والتفاهم مع المعارضة السياسية السورية، وبشكل متزامن مع ذلك عادت إلى الظهور المتواتر مرة أخرى، تقارير وتحليلات خبراء جماعات ومنظمات اللوبي الإسرائيلي، الساعية إلى تقويض جهود الحوار والتفاهم السوري- السوري: فما هي حقيقة نوايا خبراء اللوبي الإسرائيلي الجديدة، وما هي أبرز وجهات النظر التي سعت تقاريرهم وتحليلاتهم لجهة التسويق لمعطياتها.. ومن هو يا ترى الطرف المستهدف بوجهات النظر هذه؟
القراءة في نافذة اللوبي الإسرائيلي: أبرز النوايا الجديدة
برزت العديد من وجهات النظر الجديدة لجهة الدفع باتجاه المزيد من المواقف والتحركات التي تهدف إلى تصعيد ملف استهداف دمشق، وحلفاءها في المنطقة، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
•  مقاربة السفير زلماي خليل زاده: أجرى مارك تويين خبير شؤون حقوق الإنسان بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي حواراً مطولاً مع السفير الأمريكي السابق في العراق وأفغانستان والأمم المتحدة –الأفغاني الأصل- زلماي خليل زاده، وقد تم بث الحوار ضمن شريط فيديو مطول عبر الموقع الإلكتروني الخاص بمجلس العلاقات الخارجية، حمل عنوان (خليل زاده: ترقيه الديمقراطية في مصر وسوريا أولوية قصوى)، وركز في مقاربته على ضرورة أن تحدد واشنطن أهدافها، ولكن يتوجب على واشنطن عدم السعي لجهة القيام مباشرة بتحقيق هذه الأهداف، لأنه من الأفضل أن تسعى واشنطن إلى استخدام وتوظيف الأطراف الثالثة (الممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وفرنسا وبريطانيا وبقية حلفائها الآخرين مثل تركيا وبعض العواصم العربية) من أجل الاضطلاع بمهمة تنفيذ أهداف واشنطن المتعلقة بسوريا ومصر وغيرها من البلدان الشرق أوسطية العربية والإسلامية.
•  مقاربة المحلل السياسي دانييل لاريسون: كتب الخبير الأمريكي دانييل لاريسون تحليلاً سياسياً مختصراً أشار فيه بشكل واضح إلى النقاط الآتية:
- لن تستطيع واشنطن وحلفاءها الأوروبيين الغربيين والشرق أوسطين القيام حالياً بأي شيء في الساحة السياسية السورية.
- من الأفضل لواشنطن وحلفاءها الأوربيين الغربيين والشرق أوسطين تركيز جهودهم لجهة القيام بانجاز عملية القضاء على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي بشكل سريع وكامل.
- نتائج القضاء على نظام القذافي يمكن أن تستخدم كوسيلة لردع دمشق وبقية خصوم أمريكا والغرب الموجودين في منطقة الشرق الأوسط وبقية المناطق الأخرى وعلى وجه الخصوص: كوريا الشمالية- إيران- فنزويلا- وزمبابوي.
•  مقاربة الخبير ديبورا جيرومي: أعد الخبير ديبورا جيرومي الذي يتولى منصب نائب رئيس التحرير في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، تحليلاً سياسياً، نشره الموقع الالكتروني التابع للمجلس، تحت عنوان (تحدي سوريا للولايات الأمريكية والاتحاد الأوروبي)، وركز التحليل لجهة التأكيد على النقاط الآتية:
- شهدت دمشق مؤخراً انعقاد اجتماع ضم أكثر من 150معارضاً سياسياً لجهة الحوار والتفاهم حول كيفية إنهاء العنف وبدء عملية التحول السلمي الديمقراطي.
- يوجد إجماع بين الخبراء والمحللين السياسيين على أن حدوث أي اضطراب في استقرار سوريا سوف يؤدي بالضرورة إلى حدوث اضطراب في الاستقرار الإقليمي الشرق أوسطي، الأمر الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى تهديد مصالح واشنطن وحلفاءها في المنطقة.
- سمحت دمشق بانعقاد اجتماع المعارضة، وبرغم ذلك فقد استمرت دمشق في القيام بقمع المظاهرات والاحتجاجات.
- تحدثت توقعات مصادر الصليب الأحمر بأن عدد اللاجئين السوريين في سوريا ولبنان قد تجاوز 12 ألف، وهناك حوالي 17 ألف آخرين من المتوقع عبورهم الحدود طلباً للجوء.
- توجد مخاوف حقيقية لجهة انحدار باتجاه الصراع الطائفي، بما يمكن أن يؤدي بالضرورة إلى مخاطر شديدة الحدة في دول الجوار الإقليمي السوري الخمس.
- الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيون لا يرغبون لجهة القيام بأي تدخل في سوريا، وبرغم ذلك يقول البعض بأن ذرائع التدخل الإنساني التي تقدمها واشنطن وحلفاءها الغربيين في الساحة الليبية هي ذرائع تنطبق على الحالة السورية.
هذا، وبالإضافة لذلك، فقد بدأت بعض كبريات الصحف الأمريكية في نشر مقالات بعض المعارضين السوريين، وفي هذا الخصوص فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً أعده المعارض السوري أسامة منجد طالب الحكومات الغربية العمل من أجل إحداث الانقسامات في صفوف دمشق.
بناء دائرة الخطر: ماذا تقول رهانات اللوبي الإسرائيلي الثلاثة.
برغم أن الخبراء والمحللين الإسرائيليين ظلوا أكثر اهتماماً برصد التطورات والوقائع الجارية في الحدث السوري بشكل يبدو في ظاهره أكثر تركيزا على الوصف الشكلي، فإن خبراء ومحللي جماعات اللوبي الإسرائيلي الأمريكيين، ظلوا أكثر اهتماماً بتجاوز الوصف باتجاه إبراز النوايا والطموحات المتعلقة بما هو مطلوب من واشنطن وباريس ولندن وبعض العواصم الشرق أوسطية لجهة انجاز مخطط استهداف دمشق، وفي هذا الخصوص نشير إلى محاور الجبهة الثلاثة التي من المتوقع أن تسعى هذه الأطراف لجهة التركيز عليها من خلال الفترة المقبلة:
-    تصعيد الصراع والمواجهات في مناطق الشمال السوري: والهدف هو إسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى إضافة إلى الخراب والدمار وترويع السكان المدنيين بما يؤدي إلى زيادة موجات اللجوء إلى داخل الأراضي التركية، بحيث يتم استغلال ذلك كمؤشر لتدهور الأوضاع الإنسانية ضد دمشق.. ويحفز على احتمالات انجاز مخطط التدخل التركي.
-    استهداف تماسك قوام الجيش العربي السوري، وفي هذا الخصوص تحدث اليهودي الأمريكي جوشوا لانديز، وأيضاً اليهودي الأمريكي إيشير ادورتو عن ما أطلقوا عليه تسمية الانقسام والتفكك على أساس الخطوط الأثنية- الطائفية، تحت تأثير تزايد عمليات القتل والعنف الدموي.
-    السعي من أجل إضعاف الاقتصاد السوري، بما يؤدي إلى تزايد السخط في أوساط أنصار دمشق، ويقلل من مصداقية دمشق، إضافة إلى دفع المجتمع الدمشقي التجاري- المالي، والمجتمع الحلبي التجاري- المالي إلى خيار دعم المقاومة أو خيار مواجهة الخسائر التجارية والمالية.
هذا، ونلاحظ أن هذه المحاور الاستهدافية الثلاثة قد برزت من خلال طائفة من التحليلات السياسية ومقالات الرأي التي جادت بها مؤخراً قريحة خبراء اللوبي الإسرائيلي والجماعات اليهودية الأمريكية، وبدرجة أقل البريطانية، وبرغم طاقة العداء والكراهية الشديدة التي تنطوي عليها هذه التحليلات والمقالات، فإن إنفاذها على أرض الواقع سوف يكون أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وذلك لحملة من الاعتبارات والتي في مقدمتها أن القوام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي السوري قد تطور خلال الحقب الماضية بشكل مستقل عن أيه تبعية مباشرة أو غير مباشرة للقوام الاقتصادي السياسي الاجتماعي الأمريكي والأوروبي الغربي.. وبالتالي، وكما قال العديد من الخبراء: إن أمريكا وحلفاءها الأوروبيين الغربيين لا يملكون قدراً كافياً من الوسائل الفاعلة لجهة التأثير سلباً على سوريا..


الجمل قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...