الجعفري:سورية مستعدة للتعاون مع أصحاب النوايا الصادقة بمجلس الأمن لتحسين الوضع الإنساني في سورية

30-06-2015

الجعفري:سورية مستعدة للتعاون مع أصحاب النوايا الصادقة بمجلس الأمن لتحسين الوضع الإنساني في سورية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع جميع أصحاب النوايا الصادقة في مجلس الأمن لتحسين الوضع الإنساني في سورية وتبذل كل ما بوسعها من أجل إنهاء الأزمة عبر الوسائل السلمية التي أقرها مجلس الأمن ووافقت عليها وستستمر فى هذه المساعي للوصول إلى حل سياسي بقيادة سورية ودون تدخل خارجي.

وقال الجعفري في بيان خلال جلسة مجلس الأمن اليوم لمناقشة تقرير الأمين العام الدوري الأخير حول تنفيذ القرارات 2139 و2165 و2191 الخاصة بالوضع الإنساني في سورية إن “الحكومة السورية مستعدة للتعاون مع جميع أصحاب النوايا الصادقة في مجلس الأمن لتحسين الوضع الإنساني في سورية على الرغم من أدراكنا أن البعض في هذا المجلس قد ذهب بعيدا في دعمه للإرهاب فكان جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل”.

وأشار الجعفري إلى أن البعض في هذه المنظمة الدولية وبعد إصدار الأمين العام لستة عشر تقريرا حول تنفيذ قرارات مجلس الأمن الثلاثة ذات الصلة بالوضع الإنساني في سورية لا يزال يتعامل مع هذا الوضع المؤلم بمعزل عن خلفيات التدخل السياسي والعسكري والاقتصادي الخارجي في المشهد السوري مبينا أن عبثية هذا المشهد تصل الى حدودها القصوى عندما يضع البعض أنفسهم في منزلة الخصم والحكم في آن معا.

وأضاف الجعفري “أضحى جليا للقاصي والداني أن العديد ممن يتباكون على آلام الشعب السوري هم في حقيقة الأمر المسببون الرئيسيون لهذه الآلام فاللعب الآن على المكشوف كما يقال وكل ما يجري من سفك لدماء السوريين في الشمال وفي الجنوب منسق مع هجمات غرف عمليات عسكرية استخباراتية في الأردن وتركيا” موضحا أن هذا الواقع يثبت عدم صوابية ومصداقية النهج الذي اتبعه البعض في التعامل مع الازمة في سورية منذ بدايتها بشكل عام ومع الملف الإنساني بشكل خاص.

وقال الجعفري “إن يكون لديك تصفية حسابات سياسية مع الحكومة السورية شيء وأن تتخذ إجراءات قسرية مرفوضة دوليا ضد الشعب السوري شيء آخر.. وأن تختلف مع الحكومة السورية شيء وأن تنكر دورها في حماية شعبها وصيانة سيادة واستقلال البلاد ووحدة أراضيها وأن ترفض التنسيق معها في مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية شيء آخر”.

وتابع الجعفري “إن ترى الواقع وتتعامل معه كما هو وفقا لأحكام الميثاق وقواعد القانون الدولي شيء وأن تكون مهووسا بكيل الاتهامات الباطلة للحكومة السورية والتدخل الهدام في الشأن الداخلي السوري شيء آخر” لافتا إلى أن التعامل مع النتائج الكارثية للأزمة الإنسانية في سورية شيء وتجاهل الأسباب الجذرية لهذه الأزمة والانشغال بأمور هامشية شيء آخر تماما.

وأكد الجعفري أن تحسين الوضع الإنساني في سورية بشكل ملموس وحقيقي يستتبع التخلي عن ذلك النهج الخاطئ قائل إنه “لا يمكن الحديث عن إنهاء أوجاع وآلام السوريين وعن إنهاء الأزمة الإنسانية في سورية في ظل السكوت عن استمرار تركيا والأردن في استخدام أراضيهما مقرا وممرا للإرهابيين المرتزقة الأجانب وفي ظل تفضيل نظامي الحكم في السعودية وقطر وغيرهما دعم الإرهاب بكل سخاء وتسميته بـ “الثورة” على تمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي لم تزد نسبة تمويلها حتى الآن على 25 بالمئة”.

وتساءل مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة عن كيفية تحسين الوضع الإنساني في البلاد في ظل حقيقة أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تنفق سنويا وفقا لصحيفة الـ “واشنطن بوست” مليار دولار على تدريب الإرهابيين في معسكرات في الأردن وقطر وتركيا والسعودية وبعض الدول الأوروبية لتشكيل جيشا قوامه 10 آلاف إرهابي “معتدل” موضحا أن هذا الكلام لم يرد في تقرير الأمين العام ولن يرد.

وأشار الجعفري إلى أن رعاة الإرهاب نسبوا للدولة السورية كل عمل شائن على الأرض وفبركوا شهود الزور وعقدوا المؤتمرات والاجتماعات الرسمية وغير الرسمية داخل الأمم المتحدة وخارجها وكان آخرها الاجتماع غير الرسمي الذي عقد قبل يومين والذي نظمه الوفدان الفرنسي والإسباني لتشويه صورة الحكومة السورية ولكنهم تعمدوا إهمال دور التنظيمات الإرهابية التي نشروها في ربوع سورية لتمارس القتل والذبح والنهب والتطهير العرقي والديني وتجاهلوا قيام هذه التنظيمات بالمذابح والمجازر بحق المدنيين قبل كل جلسة من جلسات مجلس الأمن حول سورية واجروا المقابلات الإعلامية مع أمراء الحرب التكفيريين الإرهابيين ومع مسلحين من حملة السواطير والسيوف وآكلة الأكباد والقلوب واسبغوا عليهم الشرعية وقدموهم في إعلامهم كثوريين وتجاهلوا قذائف الحقد العشوائي التي تنهال يوميا على رؤوس المدنيين في دمشق وحلب وغيرهما من المدن السورية فقتلت الآلاف من الأبرياء.
ولفت الجعفري إلى أن الوثائق السعودية التي سربها موقع “ويكيليكس” حديثا أثبتت أن تركيا وقطر والسعودية عملوا منذ الشهور الأولى للأزمة في سورية على عسكرة الوضع عبر تقديم المال والسلاح والدعم للمجموعات الإرهابية وسموه “الربيع العربي” ثم “الحراك السلمي” ثم “المعتدلين” كما كشف الموقع أن أنظمة هذه الدول شكلت لجنة عسكرية مشتركة لهذا الغرض.

ودعا الجعفري مندوبي الدول في مجلس الأمن للاطلاع على مضمون البرقية الموجهة من السفير السعودي في لبنان إلى عاصمته في 1 آذار 2012 أي في السنة الأولى للأزمة في سورية والتي دعا فيها إلى مواصلة دعم التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية عبر تقديم رواتب عالية لكل مجند ينشق عن الجيش النظامي وتقديم أسلحة تكافئ ما لدى الحكومة السورية ودعم الدول المجاورة لسورية ولاسيما الأردن وأيضا تقديم دعم مالي للفئات السكانية القاطنة قريبا من الحدود السورية في كل من لبنان والعراق لكي يسهموا في تشكيل بيئة متعاطفة مع ما سماه “الثورة السورية”.

وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الصحافة التركية وقبل تسريب الوثائق السعودية اماطت اللثام عن فيديوهات تثبت تورط نظام رجب أردوغان في تهريب الاسلحة الى سورية ضمن قوافل كان من المفترض أنها تحوي مساعدات طبية وهي قوافل عبرت المعابر التي طلبتها “أوتشا” عند اعتماد القرار 2165 مبينا أن سورية طلبت في حينها ضمانات ولكن الأوتشا لم تلتزم بالنسبة لآلية المراقبة وجنسيات المراقبين.

وأوضح الجعفري أنه قبل هذه الفضائح سالفة الذكر كانت تقارير الأمم المتحدة كشفت أن هناك تهريبا للسلاح من ليبيا إلى سورية عبر تركيا ولبنان مؤكدا أن الحكومة السورية قدمت للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن كل الوثائق والمعلومات التي تثبت تورط تركيا وقطر والسعودية في تهريب السلاح وتسهيل دخول الإرهابيين الى سورية قائل “إلا أننا واجهنا إنكارا فاضحا من قبل البعض في هذا المجلس ولكن مع مرور كل يوم تتبدى وجاهة وصدقية ما دأبنا على قوله منذ بداية الأزمة سواء داخل هذا المجلس أو خارجه إلى أن وصلت جرائم الإرهاب إلى عقر دار منكري وجوده في سورية”.

ولفت الجعفري إلى أن بعض الدول في مجلس الأمن تتعامل مع مبادئ حقوق الإنسان وحماية ومساعدة المدنيين كأداة ضاغطة لتصفية حساباتها السياسية لا غير مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه الدول لم تكتف بالتغطية على دعم النظام السعودي للإرهاب في سورية بل وصل الأمر بها إلى التغطية على جرائم الحرب السعودية في اليمن ومنعها لوصول المساعدات الإنسانية ما يتسبب بمجاعة واسعة النطاق هناك وخاصة في شهر رمضان.

وقال الجعفري إن “النظام السعودي منع حتى طائرات الصليب الأحمر من نقل مساعدات طبية إلى اليمن وعلى الرغم من كل ذلك لم نر بعض الدول التي تنصب نفسها راعيا لحقوق الإنسان وحماية المدنيين في سورية تنبت ببنت شفة لإدانة هذه الممارسات السعودية بينما لا تفوت فرصة لعقد اجتماعات طارئة وإحداث جاذبية مفتعلة لكيل الاتهامات الباطلة للحكومة السورية التي وقعت ست خطط استجابة انسانية مع الأمم المتحدة بما مكنها من تقديم مساعدات إنسانية إلى ما يقارب 5ر10 ملايين سوري خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة” موضحا أن تقرير الأمين العام لم يأت على كلمة واحدة لما تقدمه الحكومة السورية من مساعدات وتسهيلات للأمم المتحدة وكأنه لا توجد حكومة سورية تيسر عملها وتحمي عامليها.

وختم الجعفري بالقول “إننا في سورية نحارب الإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء فكلما قضى الجيش العربي السوري على إرهابي أجنبي في سورية فانه يحمي بذلك عشرات الأبرياء ممن يمكن أن يكونوا ضحايا محتملين لهذا الإرهابي عندما يرجع إلى بلده ليمارس إرهابه هناك” مشيرا إلى أن كل من يسعى لتشويه هذه الحقيقة الساطعة هو شريك في انتشار آفة الإرهاب التي أدى صمود سورية في وجهها إلى اعتماد مجلس الأمن لثلاثة قرارات مهمة تحت الفصل السابع خاصة بمكافحة تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

وأكد الجعفري أنه على الرغم من عدم تنفيذ هذه القرارات وتآمر الكثيرين ضد سورية فانها ستستمر في حربها على الإرهاب لحماية شعبها ولتخليص العالم من هذه الآفة التي انفلتت من عقالها.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...