الترتيبات العسكرية الأميركية الجديدة في الخليج العربي

31-01-2010

الترتيبات العسكرية الأميركية الجديدة في الخليج العربي

الجمل: سعت الولايات المتحدة الأميركية مساء أمس, على لسان متحدثها الرسمي, إلى تسريب المعلومات التي تفيد لجهة قيام الإدارة الأميركية رسميا بالشروع في تنفيذ مخطط تعزيز القدرات العسكرية الأميركية في بلدان الخليج, بما يدعم منظومة الدفاع ضد أي هجوم أو استهداف عسكري إيراني محتمل, فما هي دلالات هذا التطور الجديد, وما هي تداعياته الماثلة والمؤجلة؟
توصيف المعلومات والوقائع الجديدة؟
تطرقت التقارير والتسريبات الأميركية الصادرة مساء أمس إلى أن الولايات المتحدة الأميركية, قد بدأت عمليا في مباشرة تنفيذ مخطط تعزيز القدرات العسكرية الأميركية, بما يتيح إسقاط أكبر للوسائط العسكرية الأميركية في منطقة الخليج, وتضمنت المعلومات النقاط الآتية:
• سوف تتم عملية نشر شبكة دفاعات جديدة في منطقة الخليج.
• الدول التي سوف تستضيف منظومة القدرات العسكرية الأميركية الجديدة, هي: السعودية, الكويت, الإمارات والبحرين.
• سوف تتضمن القدرات العسكرية الأميركية الجديدة التي سوف يتم نشرها: منظومة رادارية + منظومة بطاريات صواريخ باتريوت.
• توجد حاليا في منطقة الخليج 9 بطاريات صواريخ باتريوت, تم نشرها في كل من السعودية والكويت والإمارات والبحرين وبسبب اعتقاد الخبراء الأميركيين بعدم كفاية هذه المنظومة فإن القدرات العسكرية الإضافية, سوف تتضمن نشر المزيد من القدرات الرادارية والقدرات الصاروخية.الخليج العربي
• يوجد حاليا في منطقة الخليج حوالي 10 آلاف جندي أميركي يتولون مهمة حماية الحقول النفطية, ومهمة حماية الموانئ والمطارات, وبعد نشر القدرات العسكرية الأميركية الإضافية الجديدة, فإن هذا العدد سوف يكون في حدود ثلاثة أضعاف, أي 30 ألف جندي أميركي.
• إن بطاريات صواريخ كروز "باتريوت" الإضافية ومنظومة الرادار في طريقها الآن لمنطقة الخليج.
• سوف لن يقتصر الأمر على نشر القدرات العسكرية الإضافية الأميركية, في بلدان الخليج الأربعة, وإنما سوف تشمل عملية النشر القطع البحرية الأميركية, والتي سوف تعتمد نظام الدوريات البحرية في رصد الشواطئ الإيرانية.
هذا, وما هو جدير بالملاحظة يتمثل في أن التقارير والتسريبات الأميركية أشارت حصرا إلى أربعة بلدان خليجية هي: السعودية-الكويت-الإمارات-البحرين, باعتبارها المضيفة لهذه القدرات العسكرية, ولم تتم الإشارة لدولة قطر التي تستضيف قاعدتين عسكريتين أميركيتين, تتضمن إحداهما مقر رئاسات القيادة الوسطى الأميركية, ولا إلى سلطنة عمان, التي تستضيف المزيد من القدرات العسكرية الأميركية والبريطانية.
خارطة حملة بناء الذرائع الأميركية: المبررات والأسباب
سعت الإدارة الأميركية إلى تبرير إجراءاتها الأخيرة عن طريق الإشارة إلى الدوافع والأسباب التي حفزت الإدارة الأميركية إلى اتخاذ قرار زيادة القدرات, ومن أبرز المبررات الواردة, نشير إلى الآتي:
• أكملت قوات الحرس الثوري الإيراني بنجاح تدريب عناصر بحرية لحزب الله, وحاليا يستطيع حزب الله استخدام قدراته البحرية في تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية ضد بلدان الخليج.
• احتمالات قيام إيران باستخدام حزب الله وحركة حماس, في شن حرب وكالة ضد إسرائيل, وضد المصالح الأميركية في المنطقة.
• احتمالات أن تقوم إسرائيل بشكل مفاجئ بتنفيذ عملياتها العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية, وبالتالي, فعلى الولايات المتحدة الأميركية رفع قدراتها في المنطقة بما يحقق حماية المصالح الأميركية, وحماية أمن حلفائها في منطقة الخليج, طالما أن الرد الإيراني على العمل العسكري الإسرائيلي سوف يتضمن بالضرورة استهداف المصالح الأميركية في المنطقة.
هذا, وبرغم تعدد الأسباب والمبررات التي انطوت عليها عملية بناء الذرائع الأميركية, فهناك رأي يقول بأن إيران سوف تحتفل خلال الفترة من يوم 1 إلى يوم 11 شباط (فبراير) 2010م القادم بالذكرى السنوية ال31 لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية, وقيام نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وخلال هذه الاحتفالات سوف يعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الآتي:القواعد الأميركية في الخليج
• اكتساب إيران لقدرة تخصيب اليورانيوم العالي النقاء بما يصل إلى 20%.
• قيام إيران بإطلاق صاروخ أرض-أرض جديد, يضيف المزيد من المزايا والقدرات العسكرية الجديدة للترسانة الصاروخية الإيرانية.
• قيام علماء الفضاء الإيرانيين بإطلاق قمر تجسس إيراني جديد من سلسلة أقمار "تولوو"
وتأسيسا على ذلك, يقول الأميركيون, بأنه يجب عدم السماح لإيران بالإعلان عن هذه الإنجازات, وضمن التوازنات القائمة حاليا, فإن هذه الإنجازات سوف تتيح لإيران الحصول على وزن ومكانة أكبر, وبالتالي, فإن قيام الإدارة الأميركية بنشر هذه القدرات العسكرية الإضافية الجديدة, في منطقة الخليج, سوف يكون بمثابة الرد العملي الإجرائي الأميركي, والذي سوف يحرم إيران من الحصول على وزن ومكانة أكبر, طالما أن عملية نشر القدرات العسكرية الأميركية الجديدة, سوف تتزامن مع احتفالات ذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية, التي  سيعلن فيها الإيرانيون عن إنجازاتهم.
ماذا وراء التطورات الأميركية الجديدة في الخليج:
جاءت التطورات العسكرية الأميركية الجديدة في منطقة الخليج ضمن سيناريو يحمل العديد من الشكوك واللايقين, وذلك لأن هذا السيناريو يتحمل المزيد من الافتراضات التي تبدو من جهة منسجمة و في نفس الوقت تبدو من الجهة الأخرى وهي متعاكسة وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية:
• تم نشر القدرات العسكرية الأميركية الإضافية لجهة توفير الغطاء اللازم للسعودية وحلفائها في المنطقة من أجل السعي قدما في تصعيد الصراع اليمني.
• تم نشر القدرات العسكرية الإضافية الأميركية, لأن هناك ضغوطا على الإدارة الأميركية, بأنها قد أهملت ملف حماية مصالح الأمن القومي الأميركي بما أدى إلى تعريض أمن أميركا لخطر الانكشاف, وكادت محاولة تفجير طائرة الكريسماس أن تلحق المزيد من الأضرار بالأميركيين.
• تم نشر القدرات العسكرية الإضافية الأميركية, لأن إسرائيل قد حزمت أمرها بشكل نهائي على القيام بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية, وبالتالي لابد من تعزيز الإجراءات الحمائية الأميركية.
• تم نشر القدرات العسكرية الإضافية الأميركية, لأن إسرائيل قد حزمت أمرها بشكل نهائي لجهة القيام بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط, بما يتيح لتل أبيب القضاء على خطر حزب الله الإيراني, وبالتالي, فإن نشر القدرات العسكرية الإضافية الأميركية في الخليج الهدف منه ردع إيران من محاولة تقديم أي مساعدة أو مساندة لحلفائها الشرق أوسطيين.
كثيرة هي التعليلات والإيضاحات التي يمكن أن تنطوي عليها عملية نشر القدرات الأميركية العسكرية الإضافية, في منطقة الخليج العربي, ولكن ما هو أكثر احتمالا يتمثل في أن إسرائيل لن تستطيع القيام بمهاجمة إيران طالما أن واشنطن لا ترغب في ذلك, ولكن من المحتمل أن تقوم إسرائيل بشن عملية ضد حركة حماس, خاصة وأنهامتهمة باغتيال أحد قادة حماس في دبي مؤخرا, وهي عملية أتت كما هو واضح من أجل استفزاز حركة حماس ودفعها إلى الانتقام, وحتى إن لم تنتقم, فمن الممكن أن تقوم الأجهزة الإسرائيلية بتنفيذ عملية سرية انتقامية تبدو وكأنها من صنع حماس, وذلك بما يتيح لإسرائيل بناء حملة ذرائع جديدة, لجهة استهداف قطاع غزة, خاصة وأن الجدار العازل المصري قد شارف على الانتهاء.
وإضافة لذلك, فمن الضروري الإشارة إلى أن منطقة الخليج العربي, قد ظلت هدفا لعمليات تسويق متجددة تقوم بها شركات المجمع الصناعي-العسكري الأميركي, وبالتالي, فمن خلال إعادة إنتاج مفهوم الخط الإيراني, وإشعال الساحة اليمنية, فإن المنطقة سوف تشهد موجة جديدة لعمليات سباق التسلح, بما يتيح للشركات الأميركية, تحقيق المزيد من الأرباح والعائدات الإضافية التي تتيح لها التغلب على ضغوط الأزمة المالية الأميركية, وإضافة لذلك, هناك تفسير آخر يقول بأن الإدارة الأميركية تسعى من خلال هذا التصعيد إلى إشعال أسعار النفط وذلك طالما أن ارتفاع أسعار النفط سوف يؤدي إلى زيادة مستوى الإيداعات في البنك الأميركي, والتي ظلت تمثل الأوعية الادخارية الحصرية لدول الخليج لجهة إيداع أموالها النفطية فيها, وهو أمر سوف يؤدي إلى زيادة الاحتياجات النقدية الأميركية بما يعيد للدولار الأميركي بعضا من مكانته ويخفف من ضغوط الأزمة المالية على البنوك والمصارف الأميركية التي شهدت مؤخرا واحدا من أكبر مسلسلات الانهيار المالي.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...