الإنترنت فخ إسرائيلي يزج شبان فلسطين في السجون

31-07-2008

الإنترنت فخ إسرائيلي يزج شبان فلسطين في السجون

باتت مواقع الإنترنت الإسلامية، مصيدة توقع الشبان الفلسطينيين في قبضة قوات الأمن الإسرائيلية التي ترسلهم إلى غياهب السجون، وخصوصاً شبان مدينة القدس والعرب الإسرائيليين الذين لديهم اتجاهات إسلامية. وقالت المحامية الإسرائيلية ليئا تسيمل: «في الآونة الأخيرة حصلت حوادث كثيرة دخل خلالها شبان فلسطينيون إلى مواقع إسلامية على الإنترنت، وبعد فترة قصيرة اعتقلوا وأتت المخابرات الإسرائيلية إلى بيوتهم وضبطت كل ما كتب عبر الكومبيوتر».
وتابعت تسيمل «أنا أفترض أن تنظيمات سرية مثل الجهاد الإسلامي أو غيرها تحافظ على سرية عالية ولا تقيم علاقات أو دردشة مع شبان عبر الإنترنت، وأن محاوري الشبان الفلسطينيين على الطرف الآخر يطلبون منهم وبسرعة نشاطات متقدمة مثل تهريب انتحاري أو توصيل حزام ناسف».
وأضافت: «إن التعارف بينهم يتم خلال فترة قصيرة، ومن دون مقدمات تعارف اجتماعي، وليس هذا فقط، فإن المحاور يطلب منهم توسيع الدائرة فيسألهم:هل لديك أصدقاء لمشاركتهم معك؟
ابحث عن سائق ثم عن صاحب سيارة (...) ثم إلى أن تتسع الدائرة فيصبحون مجموعة كبيرة ودائما قبل العملية الكبيرة يقومون باعتقالهم».
وتابعت المحامية «أنا أؤمن بأن المخابرات تحاول عبر هذه الطريقة جذب شبان تعتبرهم «إرهابيين محتملين» وتقوم باعتقالهم لسنوات طويلة». ووجهت النيابة الإسرائيلية في الشهر الماضي لوائح اتهام ضد خمسة من المقدسيين من قريتي صور باهر وام طوبا وعلى رأسهم مأمون أبو طير الذي دخل إلى أحد المواقع الإسلامية، وهناك تعرف إلى «مجاهد» جزائري عرفه على «مجاهد» آخر من مدينة طولكرم وقام الأخير بتعريفه على شخص من مدينة الخليل طلب منه نقل انتحاري وحزام ناسف وتنظيم آخرين للمساعدة تمهيدا للاعتداء على اليهود».
وقال أبو محمد من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي «إن معظم ضباط المخابرات الإسرائيلية يتكلمون اللغة العربية بطلاقة ويدخلون إلى الإنترنت بمواقع وهمية وينتحلون أسماء مواقع تنظيمات فلسطينية وإسلامية ومعروف أن الشبكة تخترقها المخابرات الإسرائيلية».
وأضاف أبو محمد: «إن ما يجري على الإنترنت فخ تنصبه المخابرات الإسرائيلية للشبان الفلسطينيين من القدس فيعرضون عليهم نشاطات وإذا استجابوا، يلقى القبض عليهم». وأوضح أن الفخ نفسه ينصب «لعرب الداخل (العرب الإسرائيليين) حتى يكون ذلك مبررا لطردهم من بلادهم بحجة أنهم لا يريدون التعايش ويشكلون خطرا عليهم».
وشدد أبو محمد بقوله: «نحن نعمل ميدانيا ولا نقوم بتجنيد عناصرنا عبر الإنترنت».
وأعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشين بيت توقيف شخصين من العرب الإسرائيليين وأربعة من سكان القدس الشرقية متهمين بمحاولة تكوين شبكة محلية لتنظيم القاعدة، تم اعتقالهم خلال حزيران وتموز.
وبين الموقوفين إبراهيم الناشف (22 عاما) من بلدة الطيبة ومحمد نجم من الناصرة وهما من طلاب الجامعة العبرية في القدس.
ويشتبه في قيام أحدهم بتصوير ومراقبة مهبط المروحيات في الحرم الجامعي في القدس خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش في كانون الثاني الماضي، وذلك بهدف شن هجوم محتمل مستقبلا.
وقال المحامي وليد زيد مصاروة محامي إبراهيم الناشف: «إن موكلي مثل غيره يدخل مواقع انترنت وأفلام تجسد العمليات الانتحارية، ولائحة اتهامه هي حيازة مواد دعائية تخص القاعدة، وهناك تهويل في الأخبار». واعتبرت المحامية تسيمل: «أن النقاش تمحور في المحكمة حول المجموعة، هل هم أعضاء قاعدة أم لا؟ فبمجرد أن أشخاصاً يتحدثون مع بعضهم بعضاً عن أن ما يؤمنون به يجسد روح القاعدة» يعتبرون عناصر في التنظيم الإرهابي.
وأضافت: «إن قضية الاعتداء على بوش كلام فارغ، مجرد أن يقول أحدهم مهبط الطائرة قريب يمكن إطلاق النار عليه بسهولة، لا يعني أنه خطط لاستهداف بوش».
ويذكر أن اتهامات وجهت في التاسع من الشهر الحالي إلى اثنين من الإسرائيليين العرب واثنين من البدو دخلوا إلى مواقع على الإنترنت للجهاد الإسلامي العالمي وإلى مواقع تدعو إلى تدمير إسرائيل وإلى مواقع القاعدة وسلموا معلومات تمس أمن الدولة.
وقال النائب العربي في الكنيست طلب الصانع للصحافيين «إذا كانت التهم صحيحة فهي عمل صبياني لشاب بعث بريداً إلكترونياً وتلقى بريداً إلكترونياً» محذرا «من استغلال هذه الحادثة الفردية للتحريض على العرب البدو في النقب وضد العرب في إسرائيل بشكل عام».

وسام محمود

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...