الأسمر يهدد بنظراته الحادة أسوار (أهل الراية وباب الحارة)

26-03-2009

الأسمر يهدد بنظراته الحادة أسوار (أهل الراية وباب الحارة)

لم يلحظ قانون الجمارك وجود سلعة رائجة وتحقق دخلا يضاف إلى كتلة الدخل القومي هي (سلعة الدراما) كما لم تنتبه غرفة صناعة التلفزيون والسينما إلى ضرورة حماية أهم منتج صناعي في البلد اسمه المسلسل، ما أدى إلى إغراق السوق السورية بسلع درامية مختلفة مغلفة (بأمبلاج) سوري للتمويه وسهولة التسويق كاستغلال لجودة منتجنا التلفزيوني ومتانته الدرامية ومنافسة أسعاره.
وأهم منافس في سوقنا الفنية هو المسلسل التركي المهرب عبر أصوات الممثلين السوريين إلى بيوت المشاهدين التواقين لرومانسية تعيدهم إلى زمن شادية وليلى مراد وسندريلا الشاشة سعاد حسني..مع توابل أكشن تضفي على أبطال المسلسلات نكهة أسطورية تمسك بعواطف المشاهدين حيث توشي أمسياتهم الشتائية العناقات الحارة على شواطئ اسطنبول.
المحطات الفضائية التقطت مزاج المشاهد العربي فزجت بكامل طاقاتها التجارية ووضعت في صدر (مولاتها) المسلسلات التركية  التي استطاعت إثارة شهية التسوق من جديد لدى ربات البيوت، في حين أمنت المطولات التركية لمراهقي الشرق ملجأ عاطفيا يهربون إليه كلما ضاقت  ملاءة قانون (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
لقد اقتحم (الأسمر) بطل (وتمضي الأيام) بوسامته الشرقية أحلام الشباب و(خردق) برصاصه دراما الحرملك، فتكسر خنجر (معتز) زكرت باب الحارة وانصاعت لنظراته الحالمة – الغامضة الأنوثة المتلفعة بالأسود خلف الأبواب المغلقة..
الدوبلاج السوري المتقن غزا الأسواق كالبضاعة الصينية الرخيصة، فارضا كسادا على البضائع الدرامية  الأخرى  التي لم تراع متطلبات السوق والعولمة العاطفية التي حولت الكرة الأرضية من خلال (الستالايت) إلى استديو كبير يعج بالتأوهات والقبل وعواء الغرائز.
الدوبلاج المرتكز على خبرة إذاعية سورية تمتد لأكثر من نصف قرن أعاد الاعتبار للصوت وأذن المشاهد التي (تعشق قبل العين أحيانا) مما هدد أسوار الأعمال البيئية العالية التي بدأ بعض سكانها بنزع أغطية الرأس والتسلل خفية إلى حدائق  الدوبلاج النضرة، رغم كل الفتاوى  التي تهدد بالطرد من جنة أبو شهاب كل من تسول له نفسه العمل في دراما الخلاعة  التي صنعتها عولمة الغرب المهددة لوحدتنا الدرامية وتماسكنا الفني المبني على الثوابت الأخلاقية للأمة التي بناها مدماكا مدماكا   قادة دراميون من أمثال محمد مروان قاووق وأحمد حامد وبسام الملا...
إن براءة قطر الندى وطهارتها كرمز (لشعب) أهل الراية مهددة بالانتهاك من قبل تهتك نساء الفن التركي المدبلج اللواتي يغوين الرجال بعد أن اختفى الحياء الشرقي الذي يميز (أنوثتنا)، إن ممثلي الدوبلاج هم بمثابة حصان طروادة خبأ الأعداء بداخله ليتسللوا إلى مملكتنا المحصنة منذ قرون بحزام العفة...
لقد نجحت قوات كوماندس الرومانسية التركية باقتحام تحصيناتنا غير المنيعة من خلال عدة انزالات فضائية سريعة وخاطفة، وما كانت لتحقق هذه الانتصارات لولا المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها مجموعة الاستطلاع الخبيرة بقيادة مهند ونور اللذان لاحظا بذكاء التشققات الكثيرة في جدران العاطفة التي بناها متعهدو الدراما السورية من رتبة (منتج منفذ) متقيدين بمخططات التمويل الخليجي  والإشراف الهندسي لأمراء القنيص والصيد في صحراء الربع الخالي..
إن رياح البوسفور السريعة التي عبرت بحر مرمرة تحاول نقل غبار الطلع من الشاطئ الأوروبي إلى القسم الآسيوي لتلقيح أزهاره قبل أن تذوي ويجف ماء الرغبة فيها.!  

أحمد الخليل

المصدر: صحيفة الخبر الأسبوعية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...