الأبعاد غير المعلنة من زيارة بوش لمنظومة "الدول الصديقة" في المنطقة

30-04-2008

الأبعاد غير المعلنة من زيارة بوش لمنظومة "الدول الصديقة" في المنطقة

الجمل: أعلن البيت الأبيض الأمريكي رسمياً على لسان متحدثه الرسمي دانا بيرفيو، بأن الرئيس جورج بوش سيقوم بزيارة رسمية إلى الشرق الأوسط خلال شهر حزيران 2008م.
* توصيف الزيارة:
ستبدأ الزيارة يوم 13 وتنتهي يوم 18 حزيران 2008م وستشمل إسرائيل – مصر – السعودية. أما بالنسبة لجدول أعمالها، فحسب ما هو معلن بواسطة البيت الأبيض يتضمن:
• في إسرائيل سيشارك بوش في الاحتفال بالذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل.
• في السعودية سيشارك بوش في إحياء الذكرى 75 لإقامة العلاقات السعودية – الأمريكية.
• في مصر سيعقد بوش اجتماعاً مع الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
* أجندة الزيارة:
أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس بوش سيركز في زيارته على الموضوعات التالية:
• إبداء الملاحظات حول الشرق الأوسط.
• التأكيد على السلام والازدهار.
• العمل مع حلفاء أمريكا في المنطقة من أجل محاربة الإرهاب وترقية الحرية.
* الخصائص الجديدة في المسرح الشرق أوسطي:
ورطت إسرائيل واللوبي الإسرائيلي أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، ولم تتورط أمريكا لوحدها بل ورطت معها حلفاءها في المنطقة، أو بالأحرى الأطراف العربية التي ظلت واقعة تحت دائرة النفوذ والهيمنة الأمريكية، على النحو الذي أدى إلى المزيد من التعقيدات الأمنية والدبلوماسية والسياسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير إلى العوامل السياسية الجديدة التي برزت حالياً:
• إعادة الاصطفاف السياسي: رسم الإسرائيليون منظوراً جديداً اقترحه دينيس روس مبعوث السلام الأمريكي السابق في المنطقة والخبير الحالي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي ركز فيه على ضرورة الاستفادة من تفكك الموقف العربي خلال مواجهة حزب الله مع القوات الإسرائيلية، وإقامة "مظلة" أمنية – سياسية تضم أمريكا وحلفاءها في المنطقة، وتحركت بعد ذلك كوندوليزا رايس لتجميع ولملمة الأطراف العربية مما أدى إلى نشوء ظاهرة "المعتدلين العرب".
• بناء مذهبية أمنية – سياسية: وهي المذهبية التي تروج لها حالياً وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، والتي تحاول التأكيد وإقناع العالم بوجود معسكرين في منطقة الشرق الأوسط هما معسكر المعتدلين الذي يضم إسرائيل، مصر، الأردن، السعودية، السلطة الفلسطينية، حكومة السنيورة.. ومعسكر المتطرفين ويضم سوريا، إيران، حزب الله، حركة حماس.
• استخدام العمليات السرية: وتتمثل في الأوساط الاستخبارية التي لم تعد تكتفي بعمليات جمع المعلومات وإنما انتقلت إلى تنفيذ العمليات على غرار نموذج عمليات الكوماندوز التي تتم وراء الخطوط في الحروب التقليدية، وتحاول العمليات السرية العمل من وراء الخطوط السياسية والاقتصادية والإثنية والأمنية، من أجل دفع العمليات السياسية في الاتجاه المطلوب والمحدد سلفاً بواسطة محور تل أبيب – واشنطن وقد شهدت الساحة العراقية واللبنانية المزيد من أنواع هذه العمليات.
• الدبلوماسية الوقائية المزدوجة: وتتمثل في التحركات الدبلوماسية الوقائية ذات الطابع المزدوج لجهة أنها تتحدث في جانبها المعلن عن مثلث السلام – التعاون – الاستقرار، وفي جانبها غير المعلن تهدف إلى تعزيز مثل الحرب – العزل – زعزعة الاستقرار، وتبدو هذه الازدواجية بوضوح في المقارنة الواضحة بين الخطاب السياسي الخاص بمثلث تل أبيب – واشنطن – المعتدلون العرب، والأداء السلوكي الخاص بهذا المثلث.
* ماذا تحمل حقيبة بوش للمعتدلين العرب؟ الأبعاد غير المعلنة للزيارة:
يأتي الرئيس بوش هذه المرة إلى المنطقة ويقول المحللون الاستخباريون بأنه لن يكون في وسعه القيام بزيارة أخرى للمنطقة بسبب اقتراب نهاية فترة رئاسته إضافة إلى اشتداد حرارة الحملات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وتقول التسريبات الأمريكية بأن الرئيس بوش يعمل جاهداً في هذه الفترة للقيام بما يمكن القيام به لإنقاذ سفينة الحزب الجمهوري الغارقة في أوحال الشرق الأوسط، والرهان الوحيد المتاح أمامه، كما يقول صقور الإدارة الأمريكية وخبراء جماعة المحافظين الجدد، هو إعادة إنتاج ولع الحرب في أوساط الرأي العام الأمريكي الذي أكدت أبحاث ودراسات سوسيولوجية – سياسية (علم الاجتماع السياسي) وسوسيولوجية – نفسية (علم النفس الاجتماعي) بأن نزعة تمجيد الحرب تسيطر عليه وتخلب لبه.
وعلى هذه الخلفية يرى صقور الجمهوريين بأن إشعال الحرب أي حرب، سيترتب عليه صعود شعبية الحزب الجمهوري، ومهمة الإدارة الأمريكية الجمهورية الحالية العاجلة هي القيام بشن حرب إسعافية –إن جاز التعبير- تؤدي إلى إبراز الحزب الجمهوري بطلاً قومياً سياسياً أمريكياً، بحيث يتوجه الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع وهم تحت تأثير تخدير النزعة الجمهورية.
أبرز أوراق بوش ستتضمن الآتي:
• بالنسبة لإسرائيل: التفاهم مع الزعماء الإسرائيليين حول التخلص من ورطة الوساطة التركية للسلام مع سوريا، وعلى الأقل في الوقت الحالي، وربما يتضمن التفاهم قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية في لبنان بمساعدة البوارج الأمريكية.
• بالنسبة للسعوديين: التفاهم حول ترتيبات ضرب إيران، ومخطط عزل سوريا وإضعاف حركة حماس، إضافة إلى التفاهم حول الترتيبات لإقامة الحلف السني العراقي – الأمريكي – السعودي المرتقب إضافة إلى بذل جهود أكبر في توجيه ملف الأزمة اللبنانية.
• بالنسبة للثلاثي: مصر – الأردن – السلطة الفلسطينية: التفاهم حول عزل غزة عن طريق محاصرة مصر للقطاع،والعمل لمساعدة مشروع العقوبات الأمريكية المتوقعة ضد سوريا إضافة إلى مساندة الإجراءات العسكرية الأمريكية المتوقعة ضد إيران وبذل الجهود جنباً إلى جنب لتعزيز الدور السعودي في لبنان.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...