استعمار أفريقيا نشر الإيدز عالمياً

07-03-2012

استعمار أفريقيا نشر الإيدز عالمياً

في البحث عن تاريخ نشأة مرض الايدز، تقول التحليلات أن الاستعمار كان له يد ضليعة في انتقال المرض من الشمبانزي الى الانسان في الكاميرون منذ 100 عام.
وبما أننا لا نعلم كل التفاصيل أو المعلومات المرتبطة بنشأة وباء الايدز، إلا أن سلسلة من الاكتشافات الوراثية الحديثة جاءت لتلقي أضواء جديدة عليه، بدايةً من اللحظة التي تسبب فيها اتصال بين الشمبانزي والإنسان في تغيير مجرى التاريخ.
واتضح، من خلال تلك النتائج، أن بداية الوباء كانت في رقعة أرض صغيرة في غابات كثيفة في جنوب شرق الكاميرون. وكان ذلك في غضون عقدين إما قبل أو بعد عام 1900. كما خلص الباحثون إلى الطريقة التي انتشر من خلالها الوباء، بعدما أمسك أحد الصيادين بشمبانزي مصاب من أجل تناوله، وهو ما سمح للفيروس بالانتقال من دم الشمبانزي إلى جسد هذا الصياد، ربما من خلال جَرح أثناء عملية الذبح.
غير ان كتاباً جديداً بعنوان « كيف نشر الغرب فيروس الايدز وكيف يمكن للعالم ان يتغلب عليه نهائياً»، أشار باصبع الاتهام الى الاستعمار الغربي لافريقيا في نشر هذا الفيروس.
وبناء على معطيات ودلائل عديدة، اشار معدا الكتاب الاميركيان كريغ تيمبرغ ودانيال هالبيرين الى ان الاستعمار الاوروبي في افريقيا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ساهم في تحويل الاصابات المتمركزة من المرض، الى فيروس عالمي.
وقال الكاتبان لصحيفة الـ«واشنطن بوست» الاميركية إن التجارة في عهد الاستعمار اوجدت شبكات هائلة من العلاقات الجنسية وبالتالي انتشاراً هائلاً للعدوى.
وفي هذا السياق، أشارت «واشنطن بوست» إلى ان نشأة الوباء قد حدثت خلال الحقبة الاستعمارية التي عاشتها القارة الإفريقية، في ظل تسرّب كبير لمجموعات من الإناس الجدد وسبل التكنولوجيا إلى أرض كانت لا تزال تُمَارَس بها الأساليب القديمة. حيث دخلت القوى الأوروبية في سباق محموم داخل القارة السمراء من أجل الاستيلاء على الثروات والأمجاد في أماكن كان يتردد عليها الإنسان بصورة متفرقة.
وتابعت الصحيفة إن القوى الاستعمارية استعانت بالعمالة اليدوية لنيل ما تريده، من خلال العبودية التي كانت تتيح لهم القوى العاملة الرخيصة تحت تهديد السلاح. وكان يحتاج هؤلاء العمال من «العتالين» الافارقة إلى تطوير خطوط سكك حديدية ومحطات تداول ومهاجع. وفي كانون الأول العام 1895، سمعت السلطات الاستعمارية الألمانية عن تقارير تتحدث عن أن منطقة جنوب شرق الكاميرون تحتوي على مخزون كبير من العاج والمطاط. وقد سمح الألمان بعدها لشركة استعمارية بأن تفرض سيطرتها على تلك المنطقة بالقوة. وعلى مدار الأعوام الأربعة التالية، بسط الألمان نفوذهم في كل أنحاء المنطقة وأنشأوا محطة تداول على نهر يدعى نغوكو. وكان فيروس «HIV-1 group M» قد نشأ حينها أو نشأ بعدها بفترة وجيزة.
وطوال القرن الماضي، كانت تلك السلالة سبباً في 99% من حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالايدز ليس فقط في أفريقيا، وإنما في موسكو وبانكوك وريو دي جانيرو وسان فرانسيسكو ونيويورك وواشنطن.
وفي وقت يمكن أن تحمل فيه نوعيات مثل الغوريلا والقرود فيروس يشبه فيروس نقص المناعة البشرية، فقد خلص الباحثون إلى أن سلالة قد نشأت من فيروس كان شائعاً بين مجموعة من قرود الشمبانزي متمركزة في الكاميرون.
وقد تلا نشاط التجارة في المطاط بجميع أنحاء الكاميرون ظهور عدة أمراض كان أوضحها مرض النوم والجدري والالتهابات الجلدية. وهو ما حاولت أن تتصدى له السلطات الاستعمارية، لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح، وقد انتشر مرض الجدري بالأخص.
ورغم اعتراف الصحيفة بأن الواقعة التي قام فيها أحد الصيادين بذبح شمبانزي لتناوله، ونوّهت إليها في بداية حديثها، ربما تكررت عدة مرات قبل ذلك، خلال القرون التي كانت تتصل فيها المنطقة بشكل محدود مع العالم الخارجي، إلا أنها قالت إنه نتيجة لتزايد عمال «العتالة» إبان الفترة التي حدثت بها تلك الواقعة ـ من الرجال والسيدات ـ وعبورهم المنطقة بانتظام، فقد تزايدت فرص انتقال الفيروس بعيداً باتجاه محطة تداول تم إنشاءها على ضفة النهر مثل المحطة التي أطلق عليها مولوندو.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...