أمراض الجهاز الهضمي الأكثر انتشاراً في سورية

31-08-2008

أمراض الجهاز الهضمي الأكثر انتشاراً في سورية

بقيت معظم الأمراض الأكثر انتشاراً في سورية ضمن ترتيبها من حيث الانتشار خلال العامين 2006و2007، ومازالت أمراض الجهاز الهضمي الأكثر انتشاراً عام 2007 وتشغل نسبة 16.5% من إجمالي الأمراض، في حين توجد خصوصية مجهولة لمحافظة دمشق التي تشغل فيها أمراض العين وملحقاتها المرتبة الأولى ضمن قائمة الأمراض الأكثر انتشاراً، على الرغم من أن أمراض العين تشغل المرتبة الثامنة ضمن الأمراض الأكثر انتشاراً على صعيد المحافظات كافة؟!

وحسب إحصاءات وزارة الصحة التي تم اعتمادها مؤخراً، فإن ترتيب الأمراض العشرة الأكثر انتشاراً في سورية هي: ‏

1 ـ أمراض الهضم.. 2 ـ أمراض الأذيات والتسممات بنسبة 14.5%.. 3 ـ أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 13.1%.. 4 ـ أمراض الجهاز الدوراني 12.4%.. 5 ـ الأمراض الطفيلية والخمجية بنسبة 5.4%.. 6 ـ أذيات الحوادث بمسببات خارجية ونسبتها 5%.. 7 ـ أمراض الكلية نسبتها 4.2%.. 8 ـ أمراض العين وملحقاتها بنسبة 3.6%.. 9 ـ الأورام الخبيثة بنسبة 3.5%.. 10 ـ الحالات الخاصة التي تبدأ في الفترة حوالي الولادة ونسبتها 3.4%. ‏

ولدى المقارنة بين إحصاءات العام 2007 من جهةوإحصاءات العام 2006 من جهة أخرى تبين أن الأذيات بسبب الحوادث ومسببات خارجية كانت عام 2006 بالمرتبة العاشرة ضمن الأمراض الأكثر انتشاراً وبنسبة أقل من 3%، فتفاقمت لتصبح في المرتبة السادسة عام 2007 ضمن الأمراض الأكثر انتشاراً وبنسبة 5%؟!. ‏

تجدر الإشارة إلى أن الانتشار الكبير لأمراض العين وملحقاتها في دمشق يحتاج إلى بحث علمي يفسر الخصوصية المتوفرة في دمشق والتي جعلت من أمراض العين أكثر الأمراض المنتشرة فيها، ويمكن التنويه إلى أبحاث عالمية حول ظاهرة الضباب الدخاني في المدن الملوثة والتي تفيد بأن الضباب الدخاني يميز المدن المصابة بهواء ملوث بأكثر من المعايير العالمية، وهو ينتج عن تفاعل الملوثات بوجود أشعة الشمس وتنتج منه أيضاً ملوثات لها تأثيرات وأضرار على العيون، إضافة إلى أن الهواء الملوث بالعوالق (الغبار والجزيئات الناجمة عن احتراق وقود النقل والصناعة وشتى الأنشطة السكانية..) لها تأثيرات سلبية على العيون أيضاً، وتشترك ملوثات أخرى في التأثيرات الخطيرة على العيون (كأكسيد الكبريت والكربون) التي تنجم عن مصادر عديدة منها احتراق الوقود، وللعلم فإن مجمل هذه الملوثات مرتفعة في دمشق بأكثر من المعايير العالمية وفق قياسات عديدة محفوظة لدى وزارة الإدارة المحلية والبيئة وجهات عدة. ‏

وأوضحت دراسة لوزارة البيئة 1999 أن التراكيز المرتفعة للملوثات الهوائية وخاصة العوالق، أدت في بعض مناطق دمشق القديمة، إن شكايات مرضية متعددة، وبين المسح الصحي والفحوص السريرية والصور الإشعاعية أن نسبة الإصابة بالأمراض الصدرية والعينية والجلدية كانت مرتفعة..، حيث من أصل 125 شخصاً في سوق مدحت باشا وجدت 40 حالة التهاب ملتحمة..؟! ‏

من جهة أخرى تشغل أمراض الكلية المرتبة الرابعة ضمن الأمراض العشرة الأكثر انتشاراً في محافظة دمشق وهي في موقع متقدم، وتعادل نسبة الإصابة بأمراض الكلية في دمشق ضعف نسبة الإصابة بأمراض الكلية على صعيد المحافظات كافة خلال العامين الماضيين، أما على مستوى القطر فقد شغلت أمراض الكلية المرتبة السادسة عام 2006 والسابعة عام 2007 ضمن الأمراض العشر الأكثر انتشاراً، وتؤكد إحصاءات وزارة الصحة انتشار مرضى الكلية في دمشق والمناطق المحيطة بها أكثر من انتشارهم في بقية المحافظات، وبالتالي عبء أمراض الكلية على العاصمة أكبر من عبء هذه الأمراض في بقية المحافظات.. ‏

وحسب وزارة الصحة ـ إحصاءات 2007 ـ فإن نسبة أمراض الكلية ضمن الأمراض العشرة الأكثر انتشاراً في دمشق بلغت 7.6% عام 2007، وهي تزيد لدى الذكور بشكل طفيف مقارنة بالإصابة لدى الإناث، وكانت نسبة أمراض الكلية 9.7% عام 2006، وتعادل 5406 مرضى في دمشق. ‏

ويشكل مرضى القصور الكلوي عبئاً كبيراً ضمن عبء أمراض الكلية وبقية الأمراض، ووفق دراسة طبية رسمية خاصة بالعام 2005 فإنه يوجد في سورية مئة مريض قصور كلوي مزمن نهائي جديد لكل مليون نسمة، أي حوالي ألفي حالة قصور كلوي نهائي جديدة سنوياً، وتنفق الدولة على مرضى الكلية نفقات باهظة بسبب أعدادهم الكبيرة والعلاج المجاني، إذ بعض المرضى يمكن أن يكلفوا الدولة 350 ـ 400 ألف ل.س خلال أسبوع من الإقامة والعلاج في المشفى، وقد تصل التكلفة إلى مليون ل.س في حال تعرض المريض لرفض كلية مزروعة.. ‏

ويعتبر المعنيون في مشفى الكلية الجراحي بدمشق أن السبب الرئيس عالمياً للقصور الكلوي هو السكري غير المنضبط بشكل جيد وغير المعالج بشكل جيد، وفرط التوتر الشرياني المهمل وغير المعالج جيداً، وأن كل مريض قصور كلوي يكلف الدولة مبالغ باهظة، لأن العلاج لايقتصر على جلسة غسيل الكلية، بل توجد أدوية مرافقة لرفع خضاب المريض، وأنه عالمياً تم منع نقل الدم لمرضى القصور الكلوي المزمن، بسبب وجود احتمالات أن يصبح لدى المريض مناعة عالية تجعل استعداده كبيراً لرفض زراعة الكلية مستقبلاً، كذلك يمكن أن تحدث للمريض أضداد في جسمه بنسبة عالية، ويتحسس من نقل الدم المتكرر، إضافة إلى إمكانية حدوث إنتانات والتهابات الكبد (B-C)..، لذلك يعطى المريض نوعاً معيناً من الهرمونات بمعدل 2 ـ 3 مرات أسبوعياً، وأحياناً بسبب الضغط الكبير من المرضى والتكلفة الباهظة للعلاج يمكن إعطاء المريض إبرة واحدة أسبوعياً لرفع خضابه. ‏

ويمكن إجمال بعض العلاجات ـ حسب اختصاصيين في مشفى الكلية الجراحي ـ بجلستين أو ثلاث جلسات غسيل كلية أسبوعياً للمريض الواحد، مع تقديم الأدوية التي ترفع خضاب المريض والأدوية التي تثبت الكلس في جسمه، وهي مكلفة وتقع على عاتق الدولة ومجانية للمريض..، ويضيف المعنيون في مشفى الكلية الجراحي بأنه من الضروري زرع كلية للمريض قبل أن يصل إلى مرحلة الغسيل، وأن الزيادة العالية لمرضى القصور الكلوي تسبب صعوبات كبيرة في مجاراة ومواكبة العلاج عبر شراء الأجهزة وتأمين الأدوية وجلسات الغسيل الصناعي، لذلك فالاتجاه الأسلم هو زرع الكلية.. 
 نشير إلى عدم توفر دراسات علمية وطبية وبيئية تفسر الخصوصية الموجودة في محافظة دمشق والتي جعلت انتشار أمراض الكلية والقصور الكلوي كبيراً مقارنة بانتشارها في بقية المحافظات..؟ ‏

يجدر التنويه أخيراً إلى أن المرتبة المتقدمة لانتشار بعض الأمراض ضمن قائمة الأمراض الأكثر انتشاراً لاترتبط بمساهمة متقدمة للأمراض ذاتها في الوفيات، وعلى سبيل المثال فإن الوفيات الناجمة عن أمراض الهضم قليلة مع أن أمراض الهضم هي الأكثر انتشاراً، في حين الوفيات الناجمة عن أمراض الأورام الخبيثة كبيرة مع أن السرطانات من الأمراض قليلة الانتشار ضمن قائمة الأمراض الأكثر انتشاراً.. ‏

ظافر أحمد

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...