أحداث مدينة عدرا تكشف زيف المعارضة السورية المعتدلة

30-09-2014

أحداث مدينة عدرا تكشف زيف المعارضة السورية المعتدلة

الجمل ـ يلينا غراموف ـ ترجمها عن الروسية مظهر عاقلة: مازال "الإئتلاف المناهض للإرهاب" يوجه ضرباته الجوية على الأراضي السورية وتوسعت جغرافيتها في الأيام السابقة لتتساقط القنابل على مدينتي الحسكة وديرالزور.
وفيما توجه هذه الضربات على الأراضي المسيطر عليها من قبل "داعش" ورغم عدم قلق منظمي التحالف بشأن أي إضفاء للشرعية على أفعالهم ,يتصف رد فعل الحكومة السورية بضبط النفس ويمكن تفسير رد الفعل بعدة عوامل أهمها:
أولاً:الحكومة السورية نفسها مهتمة بالقضاء على الجماعات الإرهابية بمن فيهم"داعش".
ثانياً:وضعت البلاد في موقف حرج ,فإن أبدت دمشق معارضتها لعملية الحلفاء العسكرية سيتم إتهامها بدعم الجماعات الإرهابية وعرقلة مكافحة الإرهاب الأمر الذي سيستخدم كذريعة لقصف دمشق والمناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
في المجتمع السوري يوجد بالطبع العديد من المشككين حول النوايا التي تعبر عنها واشنطن,وخاصة بالنظر إلى حقيقة أن الولايات المتحدة إستدعت للإئتلاف شركاء كانوا قد ساهموا في تمويل الجماعات الإرهابية وتدريبها وتسليحها كقطر والسعودية والبحرين والأردن والإمارات.
وإيران من بين دول الشرق أوسط التي عارضت بشدة الإجراءات غير القانونية "للتحالف",حيث صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني ل بي بي سي :أن الضربات الجوية ضد الإرهابيين ينبغي أن تكون بالتنسيق مع القيادة السورية وبدون هذا التنسيق مع دمشق يجب أن تدان الولايات المتحدة وحلفائها لخروجهم عن القانون الدولي وأشار روحاني إلى ضرورة مكافحة جميع الجماعات الإرهابية وليس تسليح أطراف أخرى والوقوع في نفس الخطأ مجدداً.
وفي محادثة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري أكد الأخير على أن الضربات الجوية لن تتطبق على مواقع الجيش العربي السوري والمناطق الخاضعة تحت سيطرة الحكومة السورية.
للأسف نود أن نصدق ذلك ,ولكن كلنا يتذكر أنه في شهر فبراير 2011 صرحت الولايات المتحدة وحلف الناتو عن عدم رغبتهم في قصف ليبيا ولكن في مارس العام نفسه بدأ القصف المريع والهائل والذي راح ضحيته مئات الأرواح في ليبيا.
علي أي حال سوريا بالطبع سوف تتحمل الضربات الجوية الموجهة ضد "داعش" وما تخلفه من دمار في المباني وحقول النفط والغاز والبنية التحتية,ولكن بعد الإنتصار الذي لا مفر منه فإن الشعب السوري سيقوم بإعمار وبناء كل شيء تهدم علي أيدي الجماعات الإرهابية وصواريخ "توهاموك".
الولايات المتحدة حتى لاتنتهك في بعض الأحيان القانون الدولي بشكل وقح طورت تقنية جديدة لمكافحة البلدان الغير مرغوب بها,فأولاً تقوم بزعزعة الإستقرار في البلاد ومن ثم تقوم بتسليح الجماعات الإرهابية لتقويض السلم الأهلي ولتدمير البنية التحتية وبعد ذلك يتم إعلان الحرب "النبيلة" ضد الإرهابيين.أمريكا لتنفيذ مخططاتها تدفع المال والسلاح أما الشعب السوري فقد تدمرت أحلامهم وحياتهم الأمنة ويقاسون أنواع العذاب بكل أشكاله.
ولكن على الرغم من الحمل الثقيل على أكتاف السوريين فإن إنتصارات الجيش العربي السوري مستمرة ففي 25 سبتمبر تمكن الجيش السوري من دحر الجماعات الإرهابية من مدينة عدرا العمالية والتي تبعد 18كم عن العاصمة دمشق,ولهذه المدينة قصة مأساوية ففي ديسمبر 2013 هوجمت المدينة من قبل الجماعات الإرهابية التي تتغنى بها واشنطن بأنها معتدلة وتدعوا لتدريبها وتسليحها بحجة محاربة "داعش",هُجّر المدنيين والعمال من المدينة وقامت الجماعات الإرهابية بمذابح وحشية وأفاد شهود عيان أن الرؤوس قطعت وعلقت على الأشجار ورميت جثث الأبناء تحت أقدام الأمهات وربطت الجثث بالسيارات ومن ثم تم جرها في الشوارع .إثر هذه الأحداث ناشدت سوريا الأمم المتحدة وقدمت الوقائع لإدانة الجماعات الإرهابية ومعاقبتها ولكن كالعادة كان الصمت هو الجواب.
لاينسى السوريون المهندس نزار حسن الذي فجر نفسه وزوجته وطفلييه عندما حاول الإرهابيين إقتحام منزلهم  في خطوة يائسة لأنه كان يعرف أنه خلاف ذلك سيكون أشد إيلاماً وقسوة.
منذ شهور حاصر الجيش السوري المدينة ولكن كان إستخدام المدنيين كدروع بشرية عائق كبير لتحقيق تقدم سريع و لكنه تمكن في نهاية المطاف من تحريرها.
المعركة التي يخوضها الجيش العربي السوري هي المعركة الحقيقية ضد الإرهاب ,أما ضربات الولايات المتحدة وحلفائها لاشي أكثر من محاولة فاشلة لتغطية جرائمهم الخاصة ضد الشعب السوري.
 27\09\2017
المصدر:
.http://topwar.ru/59055-ssha-bombyat-siriyskaya-armiya-osvobozhdaet.html

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...