آراء وانطباعات الزعماء العرب بعد اختتام قمتهم

31-03-2008

آراء وانطباعات الزعماء العرب بعد اختتام قمتهم

اختتم الرئيس بشار الأسد، أمس، أعمال القمة العربية في دمشق، بكلمة تحدث خلالها عن الأجواء «الإيجابية والبناءة» التي سادت جلساتها، معتبراً أنّ أهم ما فيها كان الصراحة والابتعاد عن المجاملات رغم وجود بعض الاختلافات، فيما شدد وزير الخارجية وليد المعلم على ضرورة التوافق بين دمشق والرياض لحل الأزمة في لبنان، مشيراً إلى أنه تمّ تحريف مبادرة الجامعة العربية. المعلم والأسد وموسى (من اليمين إلى اليسار) يستمعون إلى كلمة نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في الجلسة الختامية للقمة العربية في دمشق أمس
وقال الأسد، في كلمة ألقاها في أعقاب الجلسة الختامية للقمة، إنّ سوريا ستبقى في «قلب العالم العربي» و»ركيزة أساسية في الحفاظ على ثوابت الأمة العربية»، معرباً عن سعادته الكبيرة لـ»الجو الايجابي والبناء الذي ساد القمة».
وأضاف «أريد أن أختم هذه القمة بالقول إن أهم إيجابية هي الجلسة المغلقة ليلة أمس (الأول)، والتي كانت من أهم أحداث القمة حيث ابتعدت عن المجاملات وسادها جو صريح من قبل الجميع، من دون استثناء، والأهم أنه كان هناك تقبل لهذه الصراحة بالرغم من تعارض الأفكار في كثير من الأحيان».
وأوضح الأسد أنّ الجلسة المغلقة ناقشت الموضوع العراقي، مشيرا إلى أنه ينتظر المزيد من الأفكار من قبل العراقيين خلال رئاسته القمة في المرحلة المقبلة «كي نقوم بالتعاون كدول عربية مجتمعة مع الحكومة العراقية بهدف التوصل إلى استقرار العراق وسيادته الكاملة».
ووصف الأسد المبادرة اليمنية للمصالحة بين حركتي فتح وحماس بـ»المهمة»، لكنه أوضح أنّ «هناك بعض التفاصيل المطلوبة لإكمال هذه المبادرة وجعلها قابلة للتنفيذ»، لافتاً إلى أنه سيتم التعاون مع المسؤولين اليمنيين لإنجاح هذا الجهد.
وأعرب الرئيس السوري عن تقديره الكبير لأمير قطر الشيخ حمد بن خليقة آل ثاني لاستضافته القمة العربية المقبلة، مؤكداً ثقته بأن قطر ستكمل مسيرة سوريا في هذه القمة، وذلك على خلفية الدور الإيجابي الذي تقوم به الدوحة مع الدول العربية. تجدر الإشارة إلى أنّ الأسد لم يتطرق في كلمته الختامية إلى الملف اللبناني.
- من جهته، اعتبر وزير الخارجية وليد المعلم أنّ قمة دمشق كانت إيجابية بنتائجها، مشيراً إلى أنّه كان لها نكهة مميزة عن القمم السابقة من خلال التفاعل الواضح والشفاف الذي ساد بين القادة وروح الأخوة التي جمعتهم.
وقال المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في ختام القمة إنه «ليس هناك دولة عربية واحدة، من موريتانيا وجزر القمر إلى عمان، في قلبها محاولة لعزل سوريا، لأن سوريا هي قلب العروبة النابض».
وأكد المعلم أنّ «أحداً لا يمكن أن يحل مكان اللبنانيين ليمارسوا حقهم في السيادة والاستقلال ويتوصلوا إلى توافق». وأضاف «سوريا وحدها لا تستطيع، والسعودية وحدها لا تستطيع، وبجهد سوري سعودي مدعوم من قبل الدول العربية نستطيع تشجيع اللبنانيين على التوافق».
وأضاف أنّه «عندما تكون سوريا ومصر معاً، فإنهما تدرآن جميع المخاطر»، آملا أن يكون التوتر بين دمشق والقاهرة «غيمة وتزول».
وتابع «قلنا منذ البداية إننا نريد أن يحضر رئيس لبناني القمة، لكننا لسنا نحن من يذهب لانتخاب رئيس، فالمبادرة العربية واضحة والعرب اتفقوا على ثلاث نقاط متكاملة، ولكن يجري الآن تحريف لهذه المبادرة، وهذا خروج عن المبادرة»، لافتاً إلى أنه «في الجلسة المغلقة (للقمة) ارتأى القادة أنه لا يجوز بحث موضوع لبنان في غيابه».
واعتبر المعلم أنّ «ما تضمنه خطاب الرئيس بشار الأسد من تسام على الخلافات العربية عكس حجم مسؤولية رئاسة القمة، ويضع لنا بوصلة للعمل المقبل، والذي تنشط من خلاله الدبلوماسية السورية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت سوريا تعرضت لضغوط من الوفود العربية بعد بدء جلسات القمة، أوضح المعلم أن «كل ما يتعلق بأعمال النقاشات وسيرها، سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية أو حتى على مستوى القمة، كانت ناجحة وفاعلة، وأن جميع الوفود التي حضرت قدمت مداخلات بناءة وساهمت بشكل فاعل في التوصل إلى قمة ناجحة ومميزة».
ولفت المعلم إلى أنه «لم تعانِ قمة عربية كما عانت قمة دمشق قبل انعقادها من رهانات وضغوط على فشلها ورهانات على انقسامات عربية»، مشيراً إلى أن مجرد انعقادها في موعدها وفي دمشق يعتبر نجاحا إذا قورن بحجم الضغوط وبالوضع العربي وأزماته.
ورأى المعلم أنّ سبب نجاح القمة هو أنّ «شعارها لم يكن سورياً بل كان عربياً»، معتبراً أنّ «أي عمل موجه ضد القمة كان موجها ضد العرب جميعا سواء من حضر أو من لم يحضر».
واعتبر المعلم أنّ «هذا الحضور من القادة وممثلي الدول العربية نجاح آخر»، موضحاً أنّ «هذه القمة وضعت لبنة يمكن البناء عليها في القمم المقبلة».
ورأى أن «الانقسامات العربية ليست وليدة اليوم فهي موجودة والاختلافات موجودة»، مشدداً على أن هذه القمة كانت مميزة لأنها طرحت بكل وضوح وجرأة كل المواضيع على الطاولة.
وحول الدور الذي يمكن لدمشق أن تقوم به خلال رئاستها القمة لدعم المبادرة اليمنية لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس، أوضح المعلم أنّ «الرئيس الأسد سيكون على اتصال بقادة السلطة الفلسطينية وحماس لكي يتلقى منهما مقترحات محددة يتم تزويدها للقيادة اليمنية لمتابعة المبادرة».
وقال الوزير السوري إنه «لأول مرة يتم التركيز بشكل واضح على البعد السياسي والاقتصادي في التعاون العربي المشترك، ولذلك كان هناك تركيز على القمة الاقتصادية التي ستعقد في الكويت في مطلع العام المقبل»، معتبراً أنّ «هذه نقطة إيجابية دخلت في قاموس العمل العربي لكي نضمن مزيدا من الشرايين في العلاقات العربية ولكي ينعكس ذلك على حياة المواطنين».
ورداً على سؤال حول زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس إلى المنطقة تزامناً مع انعقاد القمة، قال المعلم «فلننسَ رايس. القمة العربية في سوريا انتهت بنجاح».
وحول ما إذا كانت سوريا تخشى ضربة عسكرية أميركية، قال المعلم إن «الإنسان الفطن يجب أن يحسب حساباته كلها، خاصة في ظل وجود إدارة تستطيع أن تضرب ولا تعرف كيف تخرج»، معرباً عن أمله في «ألا يحدث ذلك». وأضاف «نسعى إلى الحوار والتفاهم لكي نجنب هذه المنطقة المزيد من الدمار، ونجنب الأميركيين المزيد من القتلى».
- من جهته، انتقد موسى التعبيرات المستخدمة «في غير موضعها»، موضحاً أنّ «كل قمة يقال إنها قمة فاصلة وهذا تعبير خاطئ، حيث إن التاريخ مستمر والتطورات مستمرة، وكل قمة أو اجتماع على أي مستوى يتعامل مع القضايا المطروحة». وطالب بعدم استخدام التعبيرات المبالغ فيها.
وأضاف موسى أن الانقسام العربي بشأن انعقاد القمم العربية غير موجود «لكن المسألة أعمق من هذا بكثير، وهذا ما تم التعامل معه في هذه القمة». وأشار إلى أنّ أهم البنود التي تم بحثها هو موضوع العلاقات العربية ـ العربية، مؤكدا أن «الروح كانت جيدة وتود أن تنهي هذه الصفحة من العلاقات العربية المتوترة» وأنّ تصريحات وزير الخارجية السعودي، أمس الأول، تجاوبت مع هذه الروح.
وأكد موسى أن «إعادة الدفء إلى العلاقات العربية ـ العربية يمكن تحقيقه، وذلك لعدم وجود خلافات جذرية عميقة، بل هي مجرد خلافات سطحية ويمكن علاجها»، معربا عن تفاؤله في هذا الصدد.
وأشار موسى إلى أنّه «تمت الإشارة إلى القضية اللبنانية في القمة، وتم الاستماع إلى مقترحات بشأن لبنان»، وأوضح أنّ «موضوع لبنان تم طرحه في الجلسة المغلقة، ولكن القادة العرب ارتأوا عدم بحث موضوع لبنان في ظل الغياب اللبناني عن القمة»، لافتاً إلى أنهم ناقشوا الوضع في العراق وفلسطين وميزانية الجامعة العربية وغيرها من المواضيع.
وحول وجود تحركات عربية لحل القضية الفلسطينية، إضافة إلى المبادرة اليمنية، قال موسى إنّ «الجهود العربية في هذا الإطار ستستمر، ويجب تشجيع أية مبادرة في هذا الصدد»، محذراً من أن «الانقسام الفلسطيني يسبب تراجعا كبيرا في موقف القضية الفلسطينية التي لا تحتمل مثل هذا الانقسام».
- إلى ذلك، اعتبر العقيد الليبي معمر القذافي أنّ القمة العربية لم تؤد إلى نتائج تذكر «شأنها شأن القمم العربية السابقة»، مشيرا إلى أن الأسد حاول أن يذلل «الخلافات والتناقضات السائدة لتبدو للعالم كأنها خلافات عادية وطبيعية».
ورأى القذافي أنّ «أهم ما في هذه القمة أن هناك اعترافا بوجود خلافات ومشكلات وكراهية وتخاذل بين الدول العربية، الأمر الذي تطلب إيجاد آلية لتنقية هذه الأجواء ولملمة الصف العربي ونبذ الخلافات»، لافتا إلى أنّ «نتائج هذه القمة هي محاولة لرأب الصدع العربي ولملمة الصف».
وردا على سؤال حول الدول العربية التي لم يحضر قادتها القمة، قال «يجب أن نسأل هذه الدول التي لم تحضر ممن تلقيتم الأوامر لكي لا تحضروا؟ نحن سئلنا لماذا حضرنا فقلنا إننا حضرنا لأنه لم يصلنا أي بلاغ».
وكان القذافي استقبل، ظهر أمس، الرئيس السوري في الخيمة التي نصبها أمام مقر إقامته قرب دمشق.
- من جهته، أعلن أمير قطر، في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للقمة أن «دولة قطر يشرّفها بعد أن تم التنسيق مع دولة الصومال الشقيقة والأمانة العامة للجامعة العربية استضافة الدورة الواحدة والعشرين لجامعة الدول العربية على مستوى القمة على أرضها، وسنكون سعداء بالترحيب بكم في قطر».
وكان مقررا، بحسب الترتيب الأبجدي المعمول به، أن تستضيف الصومال، التي تعاني أوضاعا غير مستقرة، القمة العربية المقبلة، يليها العراق.
- إلى ذلك، شدّد رئيس الوفد السعودي إلى القمة أحمد قطان على أنّ أحداً لا يستطيع أن يزايد على موقف السعودية تجاه لبنان. وقال قطان إنّ السعودية كانت عضواً فاعلا في اللجنة الثلاثية التي عملت على إنهاء الحرب الأهلية في لبنان، كما دعمت لبنان بعد عدوان إسرائيل عام .2006
وأشار قطان إلى أن المرشح للرئاسة هو صديق وحليف للأقلية في لبنان، ورئيس مجلس النواب صديق وحليف لها أيضاً، وبعد ذلك تطالب الأقلية بأن تعطى لها الوزارات السيادية». وأضاف «المحصلة في النهاية هو أن تكون هناك سيطرة كاملة للأقلية على كل أجهزة الدولة، فهل هذا هو المطلوب الآن من المملكة أن تتقدم به لدى الأكثرية؟ هل مطلوب أن تذهب المملكة إلى الأكثرية وتقول لهم تناصفوا الوزارت مع الأقلية؟».
وأكد حرص السعودية على «سوريا العزيزة»، لافتاً إلى أنه طلب مناقشة الخلاف السعودي ـ السوري باعتبار أن السعودية ممثلة في شخصه، كما طلب مناقشة الملف اللبناني، باعتبار أن كل الأطراف موجودة باستثناء لبنان، لكن ذلك لم يحدث.
وكان رئيس الوفد المصري إلى القمة مفيد شهاب التقى الرئيس السوري على هامش الجلسة الختامية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الأسد أعرب خلال اللقاء عن تحياته وتقديره للرئيس المصري حسني مبارك ودوره في دعم قضايا العمل العربي المشترك، مؤكداً تطلع سوريا لمواصلة التنسيق مع مصر تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...