«يا منفوت يا منموت»... تحيي أزمة مخيم اليرموك

28-02-2015

«يا منفوت يا منموت»... تحيي أزمة مخيم اليرموك

قرابة السنوات الثلاث قد مرّت على النكبة التي مني بها مخيّم اليرموك، في العاصمة السورية، دمشق، جرّاء الحرب السوريّة المشرفة على إتمام عامها الرابع. أكثر من 500 ألف فلسطيني وسوري هُجّروا من المخيم، فيما بقي داخله نحو 18 ألف مواطن يرزحون تحت وطأة السلاح والجوع. الاحتشاد على بوّابة المخيّم، للمطالبة بإيجاد حلول جذريّة، بات مشهداً يتكرر من حين إلى آخر. يجتمع العشرات أو المئات في كلّ مرّة، يهتفون مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لحلّ أزمتهم، ومن ثمّ ينفضّون دون أي تغيير.

صباح أمس احتشد العشرات من الفلسطينيين على مدخل المخيم، محاولين الدخول إليه و«كسر سطوة السلاح» حسب تعبيرهم. فالمخيم يعيش حالة حصار خانقة، وقد مضى شهران دون أن تدخل المساعدات إلى المحاصرين داخله، وفيما كان أهل المخيّم يعوّلون على دور الفصائل الفلسطينية، لإيجاد حل لمعاناتهم، فإنهم اليوم باتوا يعلنون فقدانهم الثقة بهذه الفصائل، ودورها، خاصّة بعد فشل كلّ المساعي الرامية لإنجاح مشروع مصالحة يقضي بإخراج المسلحين من المخيم، وعودة الأهالي إليه. بالقرب من بوّابة اليرموك شيّد الفلسطينيون ما سمّوه «خيمة حق العودة» يجتمع فيها أبناء المخيم، القاطنون في الأحياء الآمنة المجاورة، لترسيخ حقّهم بالعودة إلى منازلهم.
ويوم أمس ازداد عدد روّاد الخيمة، ملبين دعوة «النشطاء» عبر مواقع التواصل الاجتماعي للاعتصام ضمن حملة سمّوها «يا منفوت يا منموت» في محاولة لكسر سطوة السلاح.
محمد الشهابي، أحد المشاركين بالاعتصام، قال: «الحملة دعا إليها نشطاء فلسطينيون وسوريون، سيقدمون من خلالها مذكرة لقسم شرطة اليرموك، الذي يمثل سلطة الدولة السورية في المخيم، يطلبون فيها تسهيل عملية دخول الأهالي إلى المخيم يوم الجمعة، 6 آذار، القادم». وحول تحويل غاية الحملة من الدخول إلى المخيّم إلى الاعتصام على مدخله، يقول الشاب رائد الأسمر: «تواصلنا مع الداعين للحملة عبر الفيسبوك، لكنهم رفضوا التصريح عن أسمائهم، ما دفع نشطاء آخرين إلى تحويل الحملة من دعوة إلى دخول المخيم، إلى دعوة للاعتصام ومطالبة الجيش السوري بالتدخل لإنهاء الأزمة». وحول هذه الفكرة رأى عدد من المحتشدين أنّ دعوة الجيش السوري إلى التدخل ليست في مكانها، لما للمخيّم من خصوصية، ولأنّ الدولة السورية عملت على وضع أزمته تحت إدارة الفصائل الفلسطينية، مع مدّ يدها عبر المصالحة الوطنية، وتسهيلها دخول المساعدات، مراراً، للأهالي المحتجزين، وكون الجيش السوري عمل على وضع النيران الملتهبة، داخل المخيم، ضمن حدود يحمي بها المناطق الآمنة المحاذية، كالزاهرة والتضامن، تاركاً الشأن الداخلي للفصائل الفلسطينية. بدوره رئيس لجنة المصالحة الفلسطينية، الشيخ محمد العمري، قال: «إننا كلجان مصالحة ما زلنا نمدّ أيدينا لدفع عجلة المصالحة من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار، وإنهاء وجود المسلحين داخل المخيم. ونشارك في هذه الحملة من أجل تصويب مسارها بما يتناسب والقضية الفلسطينية، ولعدم تكرار سيناريوات سابقة أدت إلى استشهاد عدد من الأبرياء»، مستذكراً حادثة «مسيرة العودة» في 15 أيار 2013، التي جوبهت بالرصاص، وأدت إلى مقتل عدد من المشاركين. وأكّد العمري أنّ من دعوا إلى هذه الحملة هم «نشطاء مستقلون يئسوا من الدور السلبي للفصائل في التعاطي مع أزمة المخيم». في الوقت الذي أكّد فيه عدد من المعتصمين أنّ دخول مخيّم اليرموك قبل خروج المسلحين منه لن يكون إيجابياً، وسيعني استمرارية القتال.

حيدر مصطفى

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...