«باب الحارة» مشرّعاً على السخرية والدعاوى القضائية

16-06-2016

«باب الحارة» مشرّعاً على السخرية والدعاوى القضائية

من يعرف بسام الملا عرّاب «باب الحارة» عن قرب، يدرك تماماً لماذا لا يتعلّم الرجل من أخطائه، ولا يلتفت لنبض الشارع ورأيه الحقيقي في نتاجاته، فالآغا حصّن نفسه ضد الحملات التي تنطلق على السوشال ميديا، وأغلق أذنيه على الانتقادات اللاذعة التي تكتبها الصحافة، وأغمض عينيه عن السخرية الشعبية العارمة التي تندلع، بالتزامن مع افتتاحه بوابة حارة الضبع سنوياً. فهو لا يستخدم هاتفاً ذكياً، وليس له أدنى علاقة بالانترنت، أو بقراءة الصحف، أو مطالعة المواقع الإلكترونية.
 (بطرس المعري ــ سوريا)
كلّ ما يهمه إبرام الصفقات لاستمرار «ضربة العمر» وتحقيق أكبر قدر من الربح المالي.
هذا العام، أخذ النقد على مواقع التواصل الإجتماعي بعداً مختلفاً، إلى درجة انتشار هاشتاغ «سكروا هالباب وريحونا» الذي تم تداوله بغزارة على الصفحات التواصلية، في حين انتبه بعضهم إلى قرار الرقابة السورية، برفض نص الجزء التاسع من المسلسل الذي كان يفترض أن يصوّر مع الثامن لكنه تأجّل بعد رفضه رقابياً بذريعة تدنيه الفكري وعدم صلاحيته ليكون مادة تلفزيونية أصلاً. في هذا الصدد، أوضح مصدر من أسرة المسلسل  مفضلاً عدم ذكر اسمه: «أحيل النص إلى جهة أمنية (الفرع الداخلي) بحجة أن المسلسل داعشي، لكن لدى معرفة وزير الإعلام بالموضوع، استشاط غضباً من دون أن يتمكّن من تسوية الموضوع، إلا بعد تشكيل لجنة رقابة جديدة مؤلفة من حسن م يوسف ومحمود عبد الكريم وشمس الدين العجلاني. أجاز اثنان منهما النص، وتحفّظ الثالث على إبداء رأيه، فعبر المسلسل من مأزقه الرقابي الأول، بحظوة أحد نجومه كونه يتمتّع بدعم كبير في سوريا هذه الأيام». كل ذلك زاد من حجم السخرية، وتأليف الطرائف عن شخصياته، وتحوّل الشارة إلى مسرح توزيع جوائز مجانية، والحفاوة المبالغ بها بنجل المخرج الممثل أدهم الملا الذي بدأ الشغل في هذا العمل، طفلاً، وقد صار اليوم يافعاً، ومن قبضايات الحارة الموعودين، وربما يحلم والده ألا يسدل ستارة النهاية في سلسلته الخالدة، حتى يورّثه مفاتيح «الزعامة» وراية «العكادة» وكل المناصب الأخرى، بحسب الساخرين. لكن فضلاً عن بلادته والسذاجة المفرطة في سبك الفرضيات والمباشرة المنفّرة في طرحها، إلا أن هذا الجزء قدّم «كركتراً» أبله لدركي حلبي (يلعب الشخصية الممثل الشاب مصطفى المصطفى)، فاستشاط بعض الحلبيين غضباً على مبدأ «يا غيرة الدين» ربما تأثراً بالمفاهيم الرجعية التي كرّسها «باب الحارة». ووصلت القصة إلى رفع دعوى قضائية من المحامي أكرم عزور أمام المحامي العام في حلب، طالب فيها «بوقف الجرائم التي يرتكبها المسلسل بحق الحضارة والتراث السوريين». ونوه إلى «رعاية المسلسل من قبل محطة تابعة للنظام السعودي» قاصداً mbc)، لكنّه نسي أن يدقق في اسم الجهة المدعى عليها، فوضع اسم المنتج محمد قبنض إلى جانب المنتج والمخرج بسّام الملا، وأقحم اسم مروان قاووق مؤلف الجزء الأول رغم أن المتهم الحقيقي بهذه الكارثة هو سليمان عبد العزيز كاتب هذا الجزء.
الطيور على أشكالها تقع يمكن أن يكون هو التعبير الصحيح فيما يخص «باب الحارة» والإدعاء القانوني في مواجهته!

وسام كنعان

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...