«أورينت» تخلع قناع «العلمانيّة»

31-01-2015

«أورينت» تخلع قناع «العلمانيّة»

أربع سنوات على الحرب في سوريا كانت كفيلة لغسل الماكياج عن وجوه منابر إعلاميّة كثيرة. على سبيل المثال، قرّرت قناة «أورينت»، أن تتحوّل إلى منبر للطائفية والمذهبية والتمييز العرقي.
قبل أيّام، قرّر مدير القناة رجل الأعمال السوري غسان عبود، إعلان الحرب على السوريين الشركس والأرمن، من خلال منشور على «فايسبوك»، يتهمهم فيه بالخيانة، وبأنّهم «بائعو أحذية، لم يتآلفوا مع احتضان الشعب السوري «السنّي» لهم»، بحسب تعبيره. جاء ذلك بعد أيّام من الجدل المثار حول موقف قناته من الأكراد في عين العرب، بعدما تحوّلت إلى ما يشبه المنبر الإعلامي لتنظيم «داعش»، ما دفع المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديموقراطي، إلى إصدار بيان يدين فيه سلوك القناة بشدّة، ويعتبرها «معادية للأكراد».
انطلقت قناة «أورينت» العام 2009، باسم «المشرق»، وتحوّل اسمها مع بداية الأحداث في سوريا العام 2011 إلى الترجمة الحرفية للاسم باللغة الانكليزية «أورينت». وفي بداياتها، عوّل الكثير من يساريي المعارضة وعلمانييها، على تلك القناة، خصوصاً أنّها قدّمت دورة برامجيّة تعنى بالشباب والفنون والحراك الثقافي، لتجتذب بذلك مواهب سوريّة عدّة. إلا أنّ خطاب القناة، ومنذ انقلابها الأول، أيّ تحولها من قناة عامّة إلى قناة إخبارية، راح يحمل مضامين طائفية، بدءاً من التأكيد في كل نشرة وتقرير ووثائقي وبرنامج على طائفة ومذهب وعرق الشخصيات التي تتناولها، وليس انتهاءً بشن حملات متواصلة على الدروز، ومن ثم الأكراد، والشيعة، وليس انتهاء بالشركس والأرمن.
وشكّل هجوم عبود المباشر على الشركس والأرمن «الشعرة التي قصمت ظهر البعير»، إذ تسبب بطرد عدّة موظفين وصحافيين من المحطة، على خلفية اعتراضهم على ما جاء في المنشور الفايسبكويّ. واتسعت الدائرة ليتحوّل الأمر إلى هجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على عبود، وقناته. وردّاً على ذلك الهجوم، نشر موقع القناة الالكتروني مادة بعنوان «ليس دفاعاً عن غسان عبود: الشركس... حكاية الغرباء الشقر!»، موقعة باسم ناصر علي. وجاء في المادّة: «تاريخياً لعب الشركس دوراً غبياً في الجولان حين انقلبوا على البسطاء الذي سكنوا أرضهم وأفشوا أسرار ثوار الجولان، أيضاً ساهم شركس الجولان في عزل أنفسهم عن بقية مكونات الجولان، فبرغم أنهم مسلمون سنة إلا أنهم امتنعوا عن تزويج بناتهم (لتاريخه) إلى السكان الأصليين، وحافظوا على نقاء سلالتهم الشقراء، وكانوا ينعتون العرب باللصوص والأغبياء».
وتقول مصادر معارضة إنّ عبّود فصل ستة موظفين من المحطة، ظهر إلى العلن إسمان من بينهم فقط، هما مراسلة القناة في مدينة غازي عنتاب التركية ميساء الصالح، ومعد البرامج والمخرج في القناة جيرار آغاباشيان.
وكتبت الصالح على صفحتها الشخصية على «فايسبوك»: «قام غسان عبّود بطردي من قناة «أورينت نيوز» مكتب غازي عنتاب اليوم، وذلك بسبب وضعي «لايك» على الانتقادات التي كتبها الأصدقاء على ما نشره على صفحته من إساءة فيه للسوريين الشركس والأرمن، كما قام غسان بطرد صحافيين آخرين، على خلفية انتقادهم لطائفيّته وعنصريّته».
وتناقلت عشرات الصفحات المعارضة منشور الصالح، كما نشرت عدة مواقع معارضة مواد تتهم فيها عبود بتحويل قناته إلى «مزرعة»، في حين قام آخرون بإنشاء فعاليّة حملت عنوان «تضامناً مع الصحافيين السوريين الذين طردهم غسان عبود بسبب لايك على «فايسبوك».
وكانت «أورينت» طردت قبل عامين عدّة عاملين فيها، وأوقفت برنامجاً بعنوان «شير» على خلفيّة عرضه حلقة تضمّنت انتقاد «جبهة النصرة» و»الهيئة الشرعية» المعارضة في حلب. ولكنها المرة الأولى التي تثير فيها القناة موجة كبيرة من الاعتراض، حتّى أنّ بعض المعلّقين اعتبروها «وجهاً آخر من وجوه قناة «وصال» وشقيقاتها».

 

علاء حلبي: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...