«البوتوكس» بطل الموسم .. الدراما السوريّة مثالاً

22-07-2013

«البوتوكس» بطل الموسم .. الدراما السوريّة مثالاً

قبل المسارعة إلى تقييم مسلسلات هذا الموسم الرمضاني، لناحية النصّ والإخراج، يقف المشاهد أمام خلل واضح في أداء العديد من الممثلات السوريات. فعوضاً عن أن نجد أنفسنا أمام نصّ درامي يستفزّ ما في داخلنا من تناقضات ــ وتلك مهمّة أعلن معظم صنّاع الدراما السورية عزمهم على تنفيذها ـ يجد المشاهد نفسه أمام جميلات (سابقاً) حقنّ وجوههنّ إلى درجة شلّ العضلات، ليتحولنّ إلى قوالب شمع.لينا دياب في مشهد من "يا مال الشام ـ حدث في دمشق"
وإن نجح بعض الكتاب بالخروج من النمطية في نصوصهم، ومحاولة اللحاق بالحدث السوري، وعلى الرغم من تضمّن الأعمال قضايا على قدر عالٍ من الأهميّة، إلّا أن جباه ووجوه معظم الممثلات السوريات، خانتهنّ بالكامل.
على سبيل المثال، في مسلسل «حائرات» (أسامة كوكش/ سمير حسين) تؤدي الممثلة سوزان سكاف دور إنعام زوجة زهير (جهاد سعد)، المصابة بورم خبيث. تبدأ إنعام رحلة طويلة من المعاناة مع المرض، لم تتوجّ بالنجاة. ذهبت سكاف في أداءها للدور بعيداً، إذ قامت بحلق شعرها. لكنّها لم تتمكّن، ولو لمرّة واحدة، من رسم تعبير عابس حقيقي على وجهها، أو تعبير متألّم أو حزين... فالجبين الشمعي المشدود يرافق كل مشاهدها ولقطاتها. ولا يراعي حقن البوتوكس، أنّ الشخصيّة التي تؤدّيها سكاف تمر بمراحل مَرَضيَّة مُتدرجة، وصولاً إلى العلاج الكيميائي الصعب، ولا يمكن لمريضة تعيش تلك التجربة، أن تظهر كأنّها تتفرّغ لحقن تجاعيد جبينها.
سكاف ليست الوحيدة. إذ أنّ العديد من الممثلات، وقعن في مطبّ شلل عضلات الوجه، وبالتالي اختفاء قدرته على التعبير. ولا يغيب عن أحد أنّ تعابير الوجه بالنسبة للممثل، أهمّ من الملامح. فالممثلة صاحبة التعابير الشمعيّة، لن تتمكَّن من إقناع الجمهور. ولن تنجح إلا في قتل دورها وموهبتها شيئاً فشيئاً، بما تسببه من تشتُّت للمشاهد، مع غياب الأداء المنطقي والمقنع.
فالخلل في تقاسيم الوجه وطريقة أداء الممثلة وردود فعلها، يترك انطباعاً أنّها تائهة، أو غير ملمّة بأبعاد الشخصية نفسياً وفكرياً، وخصوصاً في عمل درامي.
عشرات الممثلات السوريات وقعن هذا الموسم في مطب مجاراة الموضة والخوف من التقدم في السن، ليتركن المشاهد أمام تماثيل لا حياة فيها، ولا إحساس.
في مسلسل «يا مال الشام ــ حدث في دمشق» (عدنان عودة/ باسل الخطيب) مثال على ذلك. فرغم تباعد الفترات الزمنيّة التي تشملها الأحداث، لم يظهر أي مبرِّر منطقي لأن تكبر ديمة قندلفت، ميسون أبو أسعد، وسلاف فواخرجي مثالاً، عشرات السنين، بتعابير وجه منقوصة، تُختَصر برفع حاجب وخفض آخر، مع شعر مستعار غير متقن الصنع.
جاء بكاء معظم الممثلات السوريات في دراما هذا الموسم، مقتصراً على شدّ عصب الرقبة. وتناست «ملكات الشاشة»، أنّ تعابير الوجه الطبيعيّة، تزيد من جمال المرأة، بعكس الوجه الشبيه بتماثيل من جبس.
وإن تواصلت موضة الحقن في المواسم المقبلة، ربما يضطر المخرج ومدير التصوير إلى تغيير زوايا التصوير، ليتناسب مع تقاسيم وجه الممثلة، هذا إن لم يتمّ تعديل النصّ لكي لا تشعر بأنّ العمر باغتها فجأةً.

فرح يوسف

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...