تفخيخ الحكايات السورية وتفجير المستقبل

20-05-2013

تفخيخ الحكايات السورية وتفجير المستقبل

حكاية آكل المرار «أبو صقار» الثورجي الذي نهش قلب الجندي العربي السوري، ليست حكاية شاذة في الإرث التاريخي لأمة طوطمها الذئب الذي مازال أفرادها يسمون أولادهم باسمه (ديب ودياب وسرحان).. وأبو صقار ليس سوى ذئب طائر فوق العهود والشرائع الإنسانية، كائن قادم من أبواب الماضي المغلقة على غيتو «بابا عمرو وباب التركمان..» منذ اندحار العثمانيين من البلاد وترك بقاياهم خلفهم تحت حكم القوميين العرب .. فبابا عمرو مثل «باب الحارة العثمانية» الذي مول إنتاجه الجهة نفسها التي تمد أبو صقار وجماعته بالمال والسلاح لمواجهة أهل «حارة الضبعة» وشبيحة «العشوائيات» كما صورهم كتاب ومخرجو مسلسلات ما قبل الأحداث السورية بسنوات.. إذ لم يتغير شيء في الإنتاج الدرامي السوري ـ الخليجي سوى استبدال الكومبارس والممثلين بالمتظاهرين ثم المسلحين، وما على المعارضة الدرامية المأجورة سوى إعادة إنتاج حكاية أبو صقار لإضفاء طابع درامي على جرائمه ليصبح أشبه «بالمنتقم» الهوليودي الذي يثأر لأسرته التي ذبحها «جنود النظام الأسدي».. إنهم نفس «الجوقة الدرامية» الذين افتتحوا الحرب السورية «ببيان الحليب» وأنهوه ببيان الدم الذي تمول دول الخليج والسعودية تكاليف أضخم إنتاج له بسوريا منذ عامين، حيث دخلت أعداد جديدة إلى عمليات التصوير والمونتاج من مغفلين ومجرمين وطائفيين حاقدين وعاطلين عن العمل وفيسبوكيين ومتسلقين طامحين بالشهرة ومرضى نفسيين ولاعبي سياسة وطالبات نكاح، حتى بات مصير سورية معلقاً بعدسة الكاميرا التي تجتزئ من المشهد كل ما لا يناسب مصلحتها وتوجهها العدواني ضد الأمة التي كانت ترى نفسها على قمة الشعوب العربية ثم غدت في أسفلها..
فقد نجحت شركات الإنتاج النفطي بتأليف الحكايات وتصنيع ما يشبه الثورة، فتشوش الشعب أول الأمر، ثم استيقظ إلى أن البيت يشتعل وأن الثورجيين في مجملهم ليسوا أكثر من فوضويين ومجرمين غاضبين يديرهم «ائتلاف» من المرتزقة والمأجورين ممن تمكنوا من إشراك شركات الإنتاج الدولي في المسلسل السوري، بحكاياته الدرامية التي لن تنتهي بقيام أبو صقار بتحقيق (عدالته الفردية) ضد (الطغمة الحاكمة)!؟ فنحن أمة الحكايات التاريخية المفخخة التي تلاعب بها الرواة منذ اجتماع السقيفة، وراكموا تعقيداتها عبر حقب زمنية عديدة، ثم جاء أعداءنا بمستشرقيهم وعملوا على قراءتها وإعادة العمل عليها ضدنا منذ لورنس العرب 1916 حتى فورد 2011 ، إذ باتوا قادرين على إشعال فتيل الحكايات وتحديد مكان وزمان انفجارها؛ وما حصل في العراق بالأمس وسورية ولبنان اليوم دليل على براعتهم، حيث نجحوا في افتتاح الحرب السنية الشيعية، الكردية ـ العربية ـ التركمانية، الإسلامية ـ المسيحية، ضمن نظريتهم في «الفوضى الخلاقة» أي إعادة إنتاج الحكايات كما يعاد إنتاج السماد الكيماوي الذي بات الإرهابيون يستخدمونه في التفجيرات بدلاً من تخصيب الأراضي.. فقد استيقظت الحكايات فجأة، وتحولت من أشياء يرويها المسافرون في حمامات المدن وخاناتها للتسلية والمتعة وأخذ الحكمة والموعظة منها، إلى مسلسلات نفطية متفجرة تقتل المشاهدين ..

وأذكر أني منذ ربع قرن وأنا أشتغل على تقنية الحكاية وإعادة إنتاجها بما يخدم وحدة وتنمية المجتمع السوري، حيث بدأت بتقديم كل أنواع الكتابة: الخدمية والنقدية والأدبية والفلسفية والشعرية المعاصرة، عبر جريدة تشرين وبعض الصحف العربية، على شكل حكايات تتضمن بداية وعقدة وخاتمة، وقد أقبل الناس عليها ثمانينيات القرن الماضي، ثم تطور مشروعي في إصدار الكتب والموسوعات، وجندت أعداداً كبيرة من كتاب الحكايات والروايات السوريين لإعادة قراءة سير وقصص الأبطال (أشرار وأخيار) الذين شكلوا ذاكرة السوريين خلال القرن الماضي.. فقد أدركت منذ البداية أن الفرد هو مجموع حكاياته: حكاية العائلة والحارة والعمل والطائفة والحزب والنجاح والفشل والعداوة والصداقة والحب.. وهذا ما يميز بين فرد وآخر ويجعل من شخص «أدونيساً» أو «نزار قباني» أو «أبو صقار والعرعور وأبو محمد الجولاني».. ذلك أن الحكايات تشكل جزءاً من الأمن القومي السوري والعربي والإسلامي؛ و يتكئ السلام الاجتماعي والمصالحة الوطنية على إعادة قراءة ونقد الحكايات وتفكيك ألغامها ومن ثم الإفادة منها درامياً وأخلاقياً وفلسفياً.. هذه المقومات الثلاث هي التي جعلت من اليونانيين أمة من أعرق الأمم التي أعطتنا فكرة الديمقراطية ولم نتمكن من فهمها وهضمها بعد على الرغم من فارق الـ 3000 سنة التي تفصل بيننا، ذلك أن التطور لا يجري خارج الإنسان مهما اختلف عليه الزمان..

هامش: اخترع البث المباشر ليتمكن العرب من شتيمة بعضهم على الشاشات.. وفيصل القاسم بلوعة المثقفين والمشاهدون يخففون من نسبة السموم في دمهم بالتبول فيها ..

نبيل صالح

التعليقات

منذ ان عرض التلفزيون السوري مسلسلاته الذكورية ، جهالية المنشأ ، لاحظت ان نهج الغباء بدأ ينتشر في ثقافة المجتمع ، حتى ان الاحداث التي يفضحها غباء المشهد و هزالته ، كانت تمر على المشاهد و كأنها حقيقة غير قابلة للنقاش إلى درجة ان عقل المشاهد انتحر اخيراً لعدم تمكنه من لفت انتباه صاحبه إلى غباء هذه اللقطة او تلك . باب الحارة ، الخوالي ، و غيرهم .. جرعات متتالية من الغباء و التعمية التاريخية ، لدرجة ان هناك الكثير ممن شاهدهم بدأ يبحث في التاريخ عن شخصية نصار عريبي و بعضهم كان يتفاخر بأنه جده لأمه أو لابيه .. بل عقدت حفلات المصاهرة بين أحفاد المذكور ، عندما اكتشفوا انهم من نسل هذه الثائر .. على الرغم من اعدامه قبل ان يتزوج !! و الله أعلم ... مسلسلات مصممة على قياس الدعايات التي سترد بين ظهراني كل حلقة ، حتى يكاد المشاهد يظن ان معتز لا يحلق ذقنه الا بالكولينوس ... ، فيما تبقى احداث المسلسل مرتبطة ببورصة اجور الفنانين و علاقة عصاباتهم مع بعضها البعض و مع عصابات المخرجين و المنتجين النفطيين ، و ما على المشاهد سوى ان يربط راسه بعصابة .. حتى لا ينفجر اذا فكر كثيراً في درجة أهمية البقال ابو رياح و مدى ضرورة وجوده في مجلس الأعضاوات ، حتى اللغة جرى تكسيرها لاظهار كتراث من الجهل السائد تلك الايام . و بالتالي كان بالإمكان التنبؤ بأحداث الحلقات القادمة من خلال قراءة مجلة الشبكة او ابيض و اسود ، او ألوان .. إذ أن عودة أبو عصام لا ترتبط اطلاقاً بالمحتل الفرنسي و بالثوار ، و السياق التاريخي في تلك الايام و انما باتفاق الممثل و المخرج على الأجر .. و موت او حياة ابو عصام ... ما بيسوى غير " كم ليرة " !!. و اثناء ذلك ينبغي على غورو و الاطرش و الخراط و العظمة .. انتظار نتائج المفاوضات بين اصحاب المسلسل ، لترتيب حركاتهم و مواقفهم وفق ما ترتئيه .. نقابة الفنانين !!. إلى أن يقفز في وجهك الجزء الثاني من بيع الوهم و الغباء بمسلسلات تركية مدبلجة ، و قصص فارغة بحلقات مليونية ، تدعو إلى السياحة في تركيا و ليس إلى أي شيء آخر ، فيجلس المشاهد ليراقب الفرق بين ابو شهاب و مهند و كأنهم في الحقيقة مختلفين .. ليجد نفسه قد سقط في براثن حارة الضبع بكل طيبة خاطر .. و ليؤمن فيما بعد انها حقيقة و ليست خيال ...و سلم لي على ابو جانتي . و لأنني بفضل هذه الثورة الغراء ، أجلس عاطلاً عن العمل في منزلي ، وجدت نفسي ذات مساء اتابع باصرار مسلسل " تجارب عائلية " على الرغم من .." تخلفه " فنياً ، و على الرغم من وجود ذات الوجوه بسن اصغر .. الا انني كنت سعيداً جداً .. لأنني كنت استمع إلى عقلي في كل مشهد ، و لا زلت ابحث عن مسلسل " بصمات على جدار الزمن "!. نبوخذنصرالسوري

ألف تحية .. يوجد بعض المسلسلات السورية حذرت و بصراحة من هذا المد الوهابي القاعدي .. مثل مسلسل " ما ملكت أيمانكم " لنجدت أنزور (الجمل): لقد توفرت الشجاعة لنجدت آنزور ليقول الحقائق حول اختطاف الإسلام من يد أهله في الوقت الذي كان يرفل فيه شيوخ الدراما السورية في بلاط أمراء النفط بعد أن يتركو ضميرهم على الباب..

. دائماً .. كان بطل الروايه واي قصة او حكاية هو الانسان .... وفي كل قصة او حدث كان الانسان يعرف نفسه ... الانسان : هو الذي لا يسمع ولا يقنع حتى من كلام الرب . تنويه صغير : اظن ابو صقار بفعلته هذه صارت الكلاب تسخر من البشر ( الانسان ) اذا كيف البشر يفعلون هذا .. ( أكل اخوتهم البشر حتى وهم اموات ) . . شكراً نبيل

فعلا، إن الحكايات تشكل جزءاً من الأمن القومي السوري والعربي والإسلامي؛وأقدر كثيرا محاولاتك في إعادة إنتاج الحكايات بما يخدم وحدة وتنمية المجتمع السوري.. ولكن هل من قراء هذه الأيام؟ أقترح في هذه الحال إعادة دور الحكواتي، وهكذا نضمن وصولها لغير القارئين. تحياتي.

لقد قامت الدول الخليجية بخطة منهجية للقضاء على الذوق العام في الوطن العربي من خلال فرض مقاييسهم علية وللأسف ساعدهم على ذلك ليس بعض بل غالبية فنانيا الذين قام الخليجي بشرائهم (الجمل): لقد تم تكريس الأغنية الخليجية على حساب الأغاني السورية والمصرية عبر سلسلة روتانا الصهيونية.. كما تم ترذيل ومسخ اليسار المعاصر لصالح أفلمة البداوة وتكريس البدو أبطالا للدراما كما فعل مؤخرا صاحبانا حاتم علي وعدنان العودة.. إنهم يشترون مستقبلنا ويكرسون ماضيهم بالنفط العربي الأسود..

يقول المثل "ألا يعرف الحق الا القاضي جميعنا نعرف الحق " كارثة أن تكون حقائق بهذا السطوع حكرا على النخب المثقفة النظيفة و غائبة عن صناع القرار (على الصعيد الدرامي أو الثقافي أو غيره ) ولا أعلم على أي اساس يجري بناء المجتمعات و صناعة الرأي العام فأنا عند سؤالي للكبار عن طبيعة المجتمع الشامي لم يقولوا لي انه بهذا التزمت و قد كان للمرأة حضور ووجود على ذمة الرواة فمن سمح بهذا التشويه الذي ملاء عقولنا و حياتنا و من سمح باستبدال تاريخنا بهذه الترهات عسى أن نستفيد مما مر بنا و ننطلق للبناء من جديد (الجمل): للأسف لايوجد عندنا صناع قرار استراتيجي، منذ أن استلم ضباط الاستخبارات والبعثيون مسألة الأمن القومي واستبعدو عقولنا الإستراتيجية عن مشاركة القرار لنصل إلى مانحن عليه اليوم..فلا تستغرب ياأخي المستغرب من استمرار إسرائيل وفنائنا

من المؤسف حقاً أن يصل كثير منا إالى حالة العمى الإعلامي الناجمة عن تسطح قدرتنا على رؤية الوقائع وتحليلها إلا من منظر ثنائي البعد يعتمد على العصبية والإنتماء الضيق : دين: طائفة ، قبيلة الخ و الأشياء التي تزيدني مرارة أننا اليوم وصلنا لطريق غاية في الوعورة ولخيارات ليست بكثيرة للتعامل مع من شق عصى الطاعة على الدولة واحيانا ارتضى ان يخرج منها الى فضاء عولمة دينية ساذجة، او تبعية لمناطقية غير قابلة للحياة والانتماء لكيان غير موجود والسعي لدعم خلق هكذا كيان انفصالي مسخ والتطبيل والتزمير للمحرضين والأعداء كحالة البعض عندما هللوا للإسرائيلي بعد القصف ووظفوه لمباغتة الجيش، وسبب هذه الفجوات التي نتجت في نسيجنا الاجتماعي، عجز مؤسساتنا الإعلامية الخاصة منها والعامة مع الهياكل المجتمعية الأخرى من أحزاب ومؤسسات حكومية منها وخاصة كوزارة الثقافة وغيرها من تعزيز مفهوم الهوية الجامعة والاحساس بالمواطنة وهروب الكثير من المواطنين باتجاه الاعلام الخارجي منه خليجيا كان ام غربي: هو افتقاد إعلامنا لتراكم مصداقية عبر الزمن، وأما فكرة البطل المنتقم آكل الأكباد فبكل قصصنا المروية ومنها عنترة وغيره تزرع فكرة الانتقام والتنكيل بالخصم ونهبه وسلبه وما حرب البسوس وداحس والغبراء وعنترة وربيعة وعبس ومنافسيها وبني أمية وآل البيت وبنوا العباس ونبش قبر هشام وجلد بقية جثمانه ورجم الكعبة بالمنجنيق وصلب عبد الله ابن الزبير إلا أمثلة قليلة يهرب منها مؤرخينا لتصوير بطولات على غير حقيقتها ورفع شخوصها لمصاف الأنبياء والقديسين وأخيراً قصص رامبو وروكي وأفلام البطل الواحد واخرها الرجل الحديدي والتي يعشقها جمهورناالشاب بالأخص والتي تغسل كل الافعال الإجرامية وتصورها مأئر.أماآن لنا أن نخرج من قصص ومفاهيم كاذبة ورثناها وأن نتحرر من هوليوود وبوليوود و نشرع بخطابة إعلامية تغذي الأفضل فينا وتتيح لعقولنا الحبيسة أن تعمل و تحلل وتعي أن الحياة ربما تكون ملحمة ولكنها لن تكون شيئاً إلا عندما نفهم واقعنا ونتعامل معه ونفك عقده ونبني أساس نفعي مشترك يجمعنا ويولد لدينا هوية نشعر بها وندافع عنها ولا نتخلى عنها بسهولة ونرفعها فوق الغنتماءات الأضيق. تحيا سورية (الجمل): كان د.حسام الطيب يدرسنا مادة النقد والأدب المقارن، وكان يقول أن النقاد لم يتفقو على تعريف للقصة القصيرة.. فوضعت تعريفا أعجبه بأن " القصة هي فن تخيل أكذوبة تشبه الحقيقة"

الهموم كبيره و الاوجاع اكبر و الخوف من قادم الايام على اجيال شاهدة من جرائم لم ترى لا في افلام و لا واقع الجريح يحتاج لمن يداويه و يخفف عنها في مصائبه وغدا نحتاج الى باحثين من امثال شخصك الكريم في اعادة اعمار الفكر قبل اعمار الحجر (الجمل): لقد دمرت مدن بلاد الشام مرات كثيرة، ثم أعيد بناؤها كما أعيدت صياغة أبجديتها ياجمال. هل تتخيل أننا لو التقينا أجدادنا قبل ثلاثة آلاف عالم فلن تكون هناك لغة نتفاهم فيها بيننا..وهذا دليل على أن العقل يتجدد فينا مع كل خراب.. إنه تحدي الحياة ، وما أسطورة الفينيق بغريبة عنا..فلا تقنط من رحمة عباده وذكائهم..

(الجمل): في آخر تصريح لأبي صقار قاله لمراسل أجنبي أنه لم يأخذ سوى عضة واحدة من كبد الجندي وعندما سأله المراسل عن مذاقه قال له إنه طيب نوعا ما.. ويبدو أن رؤيتنا لسعار الثورجيين كانت صحيحة منذ البداية .. فهم مرضى يعانون من مشاكل نفسية، الجهلاء منهم والمتعلمون ، على طرقة أفلام الرعب الأمريكي عنما يصاب سكان مدينة ما بجرثومة غريبة ويشكلون خطرا وجوديا على حياة الأصحاء..

منذ البداية كانت الحكاية هي التي تدير عقولنا كمجتمع وهي التي يسمونها الأعراف والتقاليد ,التقليد هو أن تسير على نهج من سبق ,وبالتكرار غدت عرفاً يهابه الجميع ولا يجرأون على مناقشته.من هنا كان الناس في الأغلب يسيرون وفق مارسمته الحكايات سواء عن بطولات نصفهاإدعاء وتزوير والنصف الثاني أمنيات لم تتحقق لصاحب الحكاية . من حكاية البطل الهمام الذي يطيّر رقاب العشرات ويمرق بينهم كالسهم لايصيبه مكروه,إلى قصص الحب العذرية الكاذبة التي ادعت موت أكثر من عاشق من عشقه وماكان ذاك صحيحاً -لاادري إن كنت تذكر يانبيل حين ناقشت الدكتور وهب رومية في حقيقة هؤلاء العذريين وفي كونهم تخيّل شعراءَ لما يريدون تصويره عن معاناة كاذبة تفضحها بعض الأبيات (طبعا لسنا في مجال نقاش هذه الجزئية)-المهم أننا نعيش كذبات صغيرة وكبيرة وقد راقت للحكام هذه القصص والحكايا فاتخذوها أحكاماً يربضون فيها على قلوبنا وعقولنا . وأولهم وزراء الثقافة اللذين لاضرورة لوجودهم أصلاً فالثقافة لاتحتاج وزارات بل تحتاج لافتتاح المعاهد الكثيرة والمسارح ودور السينماودور عرض الفنون المتنوعة والعناية بافتتاح المتاحف في كل حي لمنزل كل مبدع من مبدعينا كنزار قباني وعمر ابو ريشة ..و...ولؤي كيالي وعبد السلام العجيلي .... ودعم المبدعين من كل الاشكال ,بدلا منها يتنطع أحدهم ليظهر على الشاشات ويخبرنا بفخر أن عشرات المساجد بنيت في عهد البعث لإثبات أن هذا الحزب -مدعي العلمانية- هو متدين ويبني المساجد بينما يمنع عرض اي فيلم أو لوحة فيها بصيص أمل ينير للأجيال درب التطور والفهم .بعد كل ماجرى لم يفهم القائمون على القيادة أن مصيبتنا سببها الغباء وقلة الثقافة وتعميم الجهل بافتتاح المساجد بدل المدارس والجامعات والمعاهد المتخصصة . مسلسلاتنا كانت دائماً تنشر الجهل والتخلف منذ طلع علينا اللون البدوي والجوارح ومابعده من فنطازيا لامعنى لها سوى اللعب على العقول حتى جاء سيء الذكر باب الحارة ,هل لاحظتم ارتباط احداثه سيما الجزء الأخير بما يجري على ارض سورية اليوم, وركزوامعي على موضوع الأنفاق التي بشر بها كطريق للتنقل حين جعل الشباب يتنقلون من قناية الماء حتى البئر ضمن المنازل وتهريب السلاح بسهولة ويسر . إن بدأنا في الحديث والتفنيد فلن ننتهي .ولكني أثق بان الجميع سيعود إلى كل ايقونات تاريخنا ليدرسها من جديد ويفهمها من جديد ولابأس لو فعلتم بتاريخ أمتنا كله بما فيه سيرة النبي محمد دققوا وادرسوا كل جزئية ولن أحمل الموقع فوق مايحتمل ولن أدخل بهذا الباب هنا .ولكني أقول الحكاية كانت البداية لمجتمعاتنا وهي لليوم مستمرة وستظل كذلك إن لم ندرس برؤية جديدة تاريخنا وممارساتنا .لنجعل حكاية سورية القادمة أجمل لنجعلها مشرقة بأطيافنا وألواننا . آسفة للإطالة فالموضوع شيق ويفتح القريحة للكتابة .عشتم وعاشت سورية (الجمل): مرحبا ياشام، وأعتقد أننا يجب أن نعو إلى قراءة الأساطير السورية الأولى لكي نفهم شخصية الأمة وبنية خطاب الأفراد السوريين دونما انزلاق في تقسيماتهم الإثنية لعلنا نحصل على قليل من معرفة أنفسنا.. شكرا لتذكيري بما نسيته من حياتي الجميلة..

الشعور بالثقه شيء جميل استاذ نبيل ولكن ان تقول ان ما ضرب من عقول من خلال الحرب كانت 90% منها اعلامية شيء يمكن ازالته بكلمة (كن)! اصبح لدى الناس ذاكره اشبعت بالذبح و التقطيع و اكل لحوم البشر ولانها كانت اكثر عمليات الذبح تحمل الصبغه الطائفيه من الصعب ان تعيد تهيئة الذاكره لتحمل عليها الزهور و الحب ومن الصعب ان يتجول السوري وفي ذاكرته مشاهد مرعبه في كل شوارع المحافظات و خاصتا في اماكن ذبح له صديق فيها في عصر الاعلام من الصعب ان تعيد ما هدم اذا لم تكن بيدك ادوات تستطيع من خلالها اعادة ما دمر لذلك قلت بجهودك و جهود من في صف الوطن نعيد سورية

تعقيبا على رد "الجمل " عن غياب صناع القرار الاستراتيجي في سوريا أدعوكم جميعا لقراءة المبادرة الاخيرة لمعاذ الخطيب الواضح فيها أن كل المشكلة السورية هي أن تنتقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى الشرع أو الحلقي ما يعدنا الى مقالة كتبها أحدهم في بداية ""الثورة "" عن سقوط النظام الدرعاوي في دمشق, ايها الاستراتيجيون بالله عليكم اقرأوا المبادرة بتبصر

لاأدري ولاأعرف ان كنت تدري فعلا لماذاتنزل مقالتك بصفة الشغب فالشغب استاذنبيل هوالسعي للتميزعبرخربطة الأشياءولفت الانتباه للذات وبدون مسح جوخ أقول أن ماتكتب ماهو الاوضع الاصبع على الجرح ووضع النقاط على الحروف فالأولى تؤلم ولكنها توقف النزيف والثانية تفضح ولكنهاالحقيقة فشكرا لله ولأبيك وأمك على وجودك بيننا. (الجمل):أخي القارئ، الزاوية كانت مخصصة للشغب عل السلطة وأولادها، ومن هنا أخذت اسمها طوال سنوات ست ، ثم بعد الهجمة العالمية التي تتعرض لها سورية منذ عامين أشفقنا على السلطة وثعالب الحكومة من الديناصورات الغربية، وبتنا نستقرئ مستقبل سوريا وأولادها مع حفلات الجنون هذه.. تحية لمرورك

ابو صقار اختصر التاريخ فكان وحشي وكان هند معاً ولكن نحن عرفنا ما كانت جائزة العبد وحشي وكيف وهبته نفسها وقضى وطره من سيدته هندبعد أن قتل حمزةوعلى الأغلب فإن مكافأة أبو صقار ليلة حميمة مع سيده حمد وسوءته حتما كل هذا الحقد بسبب طاحونة الجيش الشريف العربي السوري وما فعله بأحباب أبو صقار وناكحيه كما فعل حمزة من قبل بأحفاد هذا الوغد

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...