حزب البعث الأموي والاشتراكية الفلاحية

27-04-2013

حزب البعث الأموي والاشتراكية الفلاحية

ثورنة سوريا أوصلتنا إلى توصيفات «صوملة» و«أفغنة» و«عرقنة» سورية. وهذي كوارث عالمية تمت بجهود أمريكية سعودية وهابية.. ولولا أن هناك حاضنة محلية لما تمكنت الأفاعي من تفقيس بيضها في الديار السورية..

فمنذ الاستقلال تجاذبت أهواء المجتمع السوري عدة تيارات سياسية، قومية بالدرجة الأولى وإسلامية بدرجة أقل بينما بقي التيار الشيوعي الأممي ضعيف التأثير بسبب موقفه من الدين وارتباطه بموسكو .. وقد اعتمد القوميون والإسلاميون على استنهاض الماضي: المجيد، والتليد، والمقدس.. البعث ركز على الماضي المجيد، أما التليد الذي ارتكز عليه القوميون السوريون الاجتماعيون فكان وليد اكتشافات البعثات الأثرية، بينما اعتمد الإخوان المسلمون النسخة العثمانية من الإسلام مع تغيير طفيف وهو أن يكون خليفتهم  من آل سعود، فالتقوا بذلك مع الوهابيين حيث تم التطبيع بينهما منذ نفي البعثيين لقياداتهم أوائل الثمانينات.. وقد نجح البعثيون، فيما أخفق الآخرون شعبياً، بتبني الاشتراكية الفلاحية التي كانت تمثل طبقة المستفيدين منها أكثرمن  80% من المجتمعات السورية والعربية..

***

انطلق حزبا البعث العربي والعربي الاشتراكي على يد مجموعة من المثقفين الذين تلقوا تعليمهم في أوروبا وتأثروا بالفكر القومي «الأرسوزي وعفلق والبيطار» بينما تشرب أكرم الحوراني أفكار القومية العربية في حماة أولاً ومن ثم جامعة دمشق، فتمكن من النفاذ إلى قلوب الجماهير بينما انحصر تأثير المنظرين الأكاديميين في الأوساط الطلابية المثقفة.. فقد نشط الحوراني بين صفوف الجيش الذي كان يتوق ضباطه للتخلص من بقايا العثمنة والفرنسة، كما نشط بين صفوف الفلاحين الذين كانوا يرغبون بالتخلص من ظلم الإقطاع الذي رسخه العثمانيون، ومن البرجوازية التي نمت في عهد الانتداب الفرنسي ثم ترعرعت وتسيدت بعد الاستقلال، حيث كانت الحكومات السورية أسيرة العائلات السياسية التي تهيمن على المؤسسات الاقتصادية والعسكرية وتنخرط في تحالفات دولية مشبوهة..

وقد أمنت هذه الظروف بيئة خصبة لأكرم الحوراني في استقطاب زعماء الجيش الراغبين بالانقلاب على الإرث الاستعماري الذي انتقل إلى دولة الاستقلال بحكم ملء الفراغ المؤسساتي الذي خلفه الانتداب .. فالحوراني كان عروبياً براغماتياً يتقن الرقص في وحل السياسة العملية بينما كان الآباء الآخرون المؤسسون للبعث معقمين شعبياً ينطلقون في عملهم من النظرية القومية أكثر من استنادهم إلى أدوات الواقع الاجتماعي، ولولا اندماج البعث مع الاشتراكي لما تكاملت أطراف الدائرة البعثية لتطوق سورية والعراق ..

كذلك سيس الحوراني الفلاحين والعسكر، ولم تستطع البورجوازية والإقطاعية الوقوف في وجه هذه القوة الزاحفة نحو الحياة الجديدة وعينها على كعكة السلطة التي أقصي الفلاحون عنها منذ بداية التاريخ الزراعي في بلاد الشام والعراق، فغدت سورية أرضاً قلقة تستيقظ كل يوم على انقلاب جديد (أكثر من عشرين محاولة انقلابية)، إلى أن جاء حافظ الأسد بانقلاب أبيض كان خاتمة الانقلابات، فحطم أصنام الذين سبقوه وأعاد بناء دولة البعث بما يتوافق مع مكونات المجتمع السوري المتنوع مع أفضلية عروبية، وكان أقرب في براغماتيته السياسية إلى (الحزب الأموي) منه إلى نظريات الآباء المؤسسين الأوروبية، وهو بذلك يتفق مع أسلوب الحوراني الواقعي بعيداً عن مثالية صلاح جديد وجماعته الطهرانيين.. وتبعا للظروف تقلب الأسد في شخصيات عدة خلال مراحل حكمه، حيث كان أقرب إلى شخصية صلاح الدين الأيوبي ما قبل و بعد فترة حرب تشرين التي حقق فيها انتصاراً جزئياً على العدو الإسرائيلي، ثم غدا أقرب إلى شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي خلال مواجهته لطموحات الإخوان المسلمين ومحاولاتهم الفاشلة في اغتياله أوائل الثمانينات (تم إحباط 11 محاولة اغتيال). وبعدما استتب له الحكم وقويت شوكة جهاز الاستخبارات صار أقرب إلى شخصية معاوية بن أبي سفيان، فطوّع الداخل واستغل الخارج وجعل سورية رقماً صعباً لا يمكن تجاهله في السياسة الدولية حتى غدا بسمارك العرب، بينما تحول سائر السوريين إلى بعثيين أغلبهم لا يعرف شيئاً عن مبادئ البعث أو عن آبائه المؤسسين.. فقد تمكن الأسد من تقليم أظافر السوريين وتحويلهم من مجتمع سياسي شرس (كما نلاحظ اليوم) إلى أفراد مسالمين يهتمون بتحسين حياتهم الإقتصادية ، مذعنين لمناهج  التعريب وأحلام الوحدة العربية، وحتى أنهم مُنعوا من إطلاق أسماء غير عربية على أولادهم ودكاكينهم لكي يكتمل توصيف «سورية قلب العروبة النابض» متماهياً مع إسلام بني أمية الاجتماعي حيث يُسمح للناس بتحسين شروط حياتهم ومراكمة مكتسباتهم بحسب ولائهم وقدرتهم على التماهي مع الحزب العربي القائد..

لقد ساعد بطش الدولة على عدم انفراط العقد الاجتماعي، غير أن فساد موظفي البعث وتنمرهم على من هم أدنى منهم وظيفياً فاقم العداء ضد دولة البعث، وهذي هي الثغرة التي تسرب منها الإسلاميون إلى الطبقات الريفية نفسها التي جاءت بحزب البعث إلى السلطة.. فبعدما فشل الإخونجيون في تمردهم الأول أدركوا أهمية الريف السوري فبدأوا بالانتشار فيه بتمويل ودعم سعودي، وبعد اشتعال التمرد تمكنوا من استغلال فقرائه وإدارتهم ببراعة أربكت الدولة البعثية في بادئ الأمر، وظنوا خطأً أنها ثورة إصلاحات ديمقراطية ولم يشكو في أنها ردة أصولية، فتأخروا بالرد العسكري إلى ما بعد انتشار الغنغرينا في أطراف الأرياف وباتت تهدد المدن وصار لزاما على الطبيب تقطيع الأوصال المصابة..

***

ومنذ أوائل الثمانينات أضاف الرئيس حافظ الأسد لبنان إلى تحت وصايته، وكما في سورية كان على مسافة واحدة من الجميع يكافئ من يقترب ويعاقب من يبتعد، ولكن دون التدخل في تكوينات المجتمع اللبناني والعائلات السياسية التي تدير طوائفه، فاستقرت سورية ومدت عدواها إلى لبنان المنضوي تحت مظلة الدولة السورية، ولم يعجب الإسرائيليين هذا الأمر فحاولوا تغيير المعادلة ولم يتمكنوا حيث أظهر الأسد براعة إستراتيجية لم يجاره فيها الإسرائيليون واندحروا في كل مخططاتهم لانتزاع لبنان منه بعدما روض زعامات الموارنة كما فعل معاوية ابن أبي سفيان قبل أربعة عشر قرناً حين كانت روما تنشر مظلتها لحماية الموارنة من بطش الأمويين ثم أنجز صفقة معها تخلت له فيها عنهم وفعل فيهم مافعل بغيرهم من المتمردين على دولته، ومنذ ذلك الوقت والموارنة ينظرون بريبة إلى عروبة دمشق..

ومثلما كانت هناك أخطاء في السياسة الداخلية السورية بإطلاق أيدي المساعدين لإدارتها اقتصادياً وأمنياً، حصل في لبنان حيث أخذت المجموعات المناوئة بالتجمع ضد العنجهية البعثية التي لا تناسب طبيعة الفرنسة اللبنانية، وقد ورث الرئيس بشار هذه النقمة التي ولّدت فريق 14 آذار اللبناني مثلما ولّدت 15 آذار السوري فيما بعد.. إلى أن  توحد آذاريو لبنان وسورية ضد الجيش العربي السوري بتمويل وتشجيع من الفرنسيين الذين كانوا يتحينون الفرصة للانتقام من البعث الذي سد المنافذ بوجه الثقافة الفرانكفونية وتقاليدها الاجتماعية المتجذرة في مستعمراتها الشرقية السابقة. ومنذ خروج الجيش السوري من لبنان بدأ تلاشي دور البعث بينما كبار موظفيه منهمكون في مشاركة المستثمرين العرب والأجانب، وعندما اشتعلت البلاد هربو حاملين أموالهم، وبعضهم باع قيادته لقطر وفرنسا مقابل حفنة من الدولارات وإعلان تلفزيوني بالإنشقاق قبل أن يطويه غبار النسيان وتدفنه وحول الخيانة..

***

بعد استئصال شأفة الإخوان المسلمين غدت سورية، منذ منتصف الثمانينات، البلد الأكثر استقراراً في العالم، فنعم الناس بالأمان والفقر، وتشاركوا الوقوف في طوابير المؤسسات الاستهلاكية لشراء البندورة والتفاح واللحمة والسيارات حتى بداية التسعينات، حيث كافأ الأسد غرفة تجارة دمشق لموقفها الإيجابي أثناء التمرد الإخونجي وأصدر القانون رقم 9 وكان هذا بداية انفتاح خجول على الاقتصاد الرأسمالي الذي تم دحره على حدود البعث لربع قرن خلت قبل أن يغدو بعثاً أموياً يعترف بمصالح السوق الدمشقي، ولكن دون الابتعاد عن الهوية العربية كمظلة تجري من تحتها معاملات الجميع. فمنذ أوائل التسعينات ، وبعد زوال الخطر الإخونجي، وجه حافظ الأسد الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي بضرورة ذهاب البعثيين إلى الجوامع أيام الجمعة للصلاة فيها كمهمة حزبية، كما دعم تيار الإسلام الشامي التاريخي وأعطى وزارة الأوقاف مداً ببناء آلاف الجوامع والمعاهد والمدارس الشرعية وأعطى لعلماء السنة فسحة لتوجيه وتثقيف الناس روحيا ولكن تحت الرقابة الأمنية..

ومنذ التسعينات لم يعد يلحظ الناس هذا العداء الآيديولوجي بين البعثيين ورجال الدين، حيث تماهى الطرفان ضمن مصالح السوق. وبعد احتلال بغداد توقعت ( على صفحات جريدة السفير) تشكل "حزب البعث العربي الإسلامي" في العراق ثم سورية باعتبار أن البعث الذي يبحث عن مفاخر الماضي المجيد وبعث رسالة العرب الخالدة لن يجد ما يبعثه سوى إسلام بني أمية الذي انتشر عبر فلتر مدينة دمشق التي مدنت الإسلام البدوي القادم من الجنوب الصحراوي فأعادت صياغته اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا  قبل نشره بين الأمم الأخرى غير العربية التي خطفت الإسلام من العرب مع نهاية العصر العباسي بعدما اعتمد الخلفاء العباسيين على العساكر السلجوقية  والفارسية، فهرب الإسلام الشامي منها إلى الأندلس ثم اندثر هناك للأسباب نفسها التي أضعفت دولة البعث فيما بعد..

                                                                               ***

قد يقول البعض اليوم أن حزب البعث قد تلاشى ولم يكن له دور في مواجهة الأزمة.. وهؤلاء لم يلحظوا أن معظم أفراد الجيش العربي السوري الذين يدافعون عن وحدة البلاد وسيادتها هم أعضاء في حزب البعث، وأنهم منذ ربع قرن وأكثر يستمعون إلى محاضرات «التوجيه المعنوي» التي يلقيها ضباط البعث على الجنود أسبوعياً والتي مازالت تؤكد على قضيتين: العروبة والقضية الفلسطينية، وهذا ما دفع إلى وسمه بالجيش العقائدي، و لم تتمكن الوهابية والإخونجية من التغلغل بين صفوفه، وبالتالي بقي أغلب عناصره خارج التقسيمات الطائفية، فكانت أعداد الفارين منه قليلة، بعضها انشق بفعل تهديد عائلته، وآخرون مرتزقة كانوا يسرقون مؤسسات الجيش ثم هربوا بأموالهم مع إعلانات تلفزيونية سعودية ـ قطرية تصف فعل الخيانة بالبطولة..أما فقراء البعث الوطنيون الذين نظمو المسيرات المليونية في السنة الأولى من الصراع على سورية، فقد شكلو اليوم مجموعات لجان الدفاع وحملو السلاح دفاعا عن وحدة وسيادة الجمهورية، ودحرو مجموعات المتمردين على خطوط التماس، الأمر الذي أحرج المعارضة فوسمتهم بالشبيحة : هكذا وبكلمة واحدة تخلت المعارضة عن ديموقراطيتها المزعومة بإلغاء مئات الآف من المواطنين السوريين خلافا لما تقوله مقدمة الدستور ؟! وأعتقد أن هذي الشريحة البعثية المقاومة هي ما سيشكل بنية الحزب الجديدة بعدما تحط الحرب أوزارها..

لهذا يمكننا القول أن مقومات البعث مازالت موجودة، وأن قيامته مرهونة بتنفيذ شعاره الإنقلابي، ولكن هذه المرة في الانقلاب على نفسه تماهياً مع الانقلاب الاجتماعي السوري، وإعادة هيكلة مؤسساته وتجديد منطلقاته النظرية التي وضعها ياسين الحافظ قبل نصف قرن تغير العالم بعدها بشكل جذري.. وبمعنى آخر فإن البعث تحول، بعد استلام السلطة، إلى حزب أصولي محافظ، وهذا مرض أصاب كل الأحزاب الثورية في العالم بعد استلامها السلطة وليس الأمر حكراً على البعث.. وبما أن البعث لم يمت فهذا يعني إمكانية علاجه وتجديد شبابه .. وأنا أزعم، بالمقارنة مع الأحزاب العربية والسورية القديمة والجديدة، أن البعث مازال هو الأفضل والأكثر التقاء مع جذورنا الشرقية، ولا يجوز التخلي عن نصف قرن من محاولات الإحياء العربي بنسخته الإسلامية المعتدلة، والتي كان يؤكد عليها الراحل حافظ الأسد تحت مصطلح (جدلية العروبة والإسلام) كوصفه ثقافية جامعة لشعوب المنطقة بعيداً عن كل أشكال العنصرية القومية والدينية التي تنازعت صقور البعث بشقه السوري والعراقي.. فالبعث الجديد يجب أن يكون توجهه ثقافياً أكثر منه سياسياً،  بالعمل على استقطاب النخب الثقافية لتجديد شبابه المقيد بهيمنة العجائز على مفاصله الحزبية، ويستحسن أن يتخلصو من كلمة البعث ويحافظو على "العربي الإشتراكي" لأن " البعث" كلمة تحيل إلى ماضٍ مختلف عليه، يفرق ولا يوحد، ويمكن إضافتها إلى تسمية القومي السوري كما يمكن إضافتها إلى تسمية الإخوان المسلمين وإلى كل التيارات الحزبية التي تنقب عن أمجاد السلف الصالح بدلا من الإشتغال على المقومات المعاصرة للهوية العربية.. فقيامة البعث ضرورة لحماية سورية من الصوملة والأفغنة والأخونة و..السعودة أيضا..

 

  هامش: ولقد انتقدت دولة البعث ومسؤوليها في مقالات ساخرة استدعيت على إثرها إلى "الإصلاحيات الأمنية"مرات عديدة، وكلما فتحو صفحتي كانو يستغربون دائما أن والدي من قدامى البعثيين المؤيدين لجناح حافظ الأسد، فأقول لهم أن هواي كان مع أمي التي كانت تكره نشرة الأخبار والقضية الفلسطينية وحزب البعث الذين خطفوا والدي من حضنها.. والحقيقة أني لم أكن مناهضا للأحزاب اليسارية في أهدافها الوطنية بقدر ماكنت معاديا لنهج الفاسدين فيها والذين انشق أغلبهم ومازلنا ننتظر انشقاق من تبقى منهم.. وللتأكد مما أقول يمكن العودة إلى زوايا "شغب" ماقبل الأزمة الوطنية..

                                                                                                                                    نبيل صالح

التعليقات

أسعد الله مساك ياأستاذنا الغالي نبيل الصالح وسلمت يدك على هذا التحليل الرائع والواقعي لحزب البعث و لسياسة الراحل حافظ الأسد وللأزمة الحالية, أتمنى أن لاتغيب عنا كثيرا في تحليلاتك , دمت و دامت سوريا حرة أبيةمن كل أشكال التبعية, وعاش هذا الجيش العظيم والضامن لسيادة البلد ووحدة أراضيه. ملاحظة هامة: في البلدان التي تدعي أنه عندها قوانين وتحترم نفسها وقوانينها , في هذ الدول اي تعليق أو كلام عن جيش البلد بأي شيء سيء قد يجرّم المعلق بالخيانة, فمابال الناس عندنا تتكلم وتتلفظ أحيانا" بكلام عن الجيش الوطني السوري بتستاهل عليها الاعدام ولانرى أحدا" يحرك ساكنا" (طبعا مع وجود بعض الأخطاءلجيشنا العظيم)ولكن كما قلنا في الدول ذات القوانين تؤجل الكلام أو التعليق لما بعد المعركة خوفا" على معنويات الجيش ولنا في ذلك مثال جيش الاحتلال الاسرائيلي حيث لايجوز انتقاده أثناء معاركه (المحقة دائما طبعا") وبعد المعركة يأتي الحساب , أسف للاطالة

بعد التحية: حزب البعث (أو البعثيين) بشكل أو بآخر يتحمل مسؤولية ما حدث و يحدث و الذي برهن على أن نظريات البعث عن الوحدة العربية و التعاون و التعاضد العربيين أحلام و حكي جرايد ليس أكثر فنظريات البعث عن الوحدة العربية قائمة على أسس دينية تخدم بشكل أو بآخر الإخوان أو أي حركة دينية تستغل الدين لغايات أخرى. خطأ الأسد الأب (برأيي) أنه حاول حل المشكلة بالدين ناسيا أو متناسيا أن الدين هوي جوهر المشكلة و هنا تحديدا لا ينفع "و داوها بالتي هي الداء". أما بالنسبة للجيش السوري و عقائديته فهي نابعة من أصالة في عمق هذا الشعب (و ليس من التنسيب الاتوماتيكي للبعث في المدارس )عمل البعث عن قصد أو غير قصد على طمسها و دفنها على مدى عقود بمساعدة من الأخوة العرب و مساندة من المشايخ لكنهم لحسن الحظ لم ينجحوا في ذلك ولو استفاقة هذه الأصالة مؤخرا لكنا في خبر كان. علينا أن نعترف بفشل حزب البعث في بناء المواطن السوري. لا نريد اسلام معتدل ولا اسلام متطرف ,لا مسيحية معتدلة ولا متطرفة فالدين هو دين كيفما كان شكله. نريد الانسان السوري أولا و أخيرا. عذرا على الإطالة و تقبل فائق الاحترام.

السيد نبيل صالح : أشكر توصيفك الذي أقنعني كمواطنة مهتمة بما جرى و يجري في وطني سورية . كل الماضي وأخطائه اسمه ماضي وما يهم الآن كسوريين غيورين على وطن رائع, فرّط بعض الحمقى و(الخونة) به,ما يهم هو الغد وإعادة بناء النفوس التي خربت أكثر من زواريب حمص . السيد نبيل أريد أن أسألك حقا :هل فقد المثقفون( الحقيقيون )دورهم الآن وهم من صدعوا رؤوسنا بالفذلكة الثقافية ,أليس الدور عليهم الآن لطرح مشروع حضاري يبني سوريتنا التي نريد بعيدنا عن أخطاء وأحقاد وحماقات الماضي التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ؟ (الجمل): المشكلة أنه لم يعد هناك قارئ.. هناك مشاهد وصورة موجهة بحسب تمويل المحطة .. مع أن الرب قال اقرأ ولم يقل انظر .. لكن المسلمين فقدو ربهم الأعلى وجعلو من التلفزيون صنمهم الذي يعبدونه ليل نهار.....

استاذ نبيل: هناك نقطة اود إضافتها و هي تغلغل الاخوان المسلمين إلى داخل حزب البعث و ذلك من اجل تولي المناصب (كونه يحتكر السلطة و يقود المجتمع). بالإضافة إلى الطبقة الانتهازية الكبيرة. لدرجة اقترن اسم البعثي ب تمسيح الجوخ.

عالمنا العربي فوت ثلاث فرص لتحقيق العولمة الحقيقية، هي المعتزلة و ابن رشد و انطون سعادة. الفرصة الذهبية التي و فرها عصر النفط للعرب فاتهم استغلالها كما يجب، مال النفط لم يستثمر فيما يصلح حال العرب و يساعدهم على تغيير ما بأنفسهم، معظمه ذهب هباءً، و الذي تبقى منه استثمر سياسياً و في ما هو غير ذلك من المجالات في مشاريع فساد و إفساد لم تستثنى أي قطر من أقطارنا، و ما أخشاه هو أنه عندما ننتهي من عصر النفط ستكون أحوالنا -على الصعيد الإنساني العام - أسوأ بكثير مما كانت عليه عند بداية هذا العصر، عندما كانت لدينا بعد تقاليد إنسانية جميلة نحافظ عليها، و الحق في ذلك ليس على أحد غيرنا لأننا جميعاً بشكل أو بآخر قبضنا و سكتنا أو هُوّل علينا فسكتنا، لكن لا شيء يمنع أن نستفيق على وضعنا السيئ و أن نعمل على تغيير ما بأنفسنا بعد أن يزول عنا أثر مال النفط لكي تصلح أحوالنا، و عسى أن تأتينا بعد ذلك فرص ذهبية مستقبلية من نوع أو آخر نتمكن من استغلالها لخيرنا، و أيضاً لخير البشرية لأننا من الآن فصاعداً لن نتمكن من الاستمرار في العيش منفصلين عن سائر البشرية و إن تقنا أحياناً إلى ذلك لأن الأرض أصبحت صغيرة و سوف تصبح أصغر فأصغر. الأقليات التي تتآمر مع قوى من خارج مجتمعها للنيل من مكانة الأكثرية في هذا المجتمع هي، في رأيي، شرّ مطلق، بقدر كون "تمقطع" الأكثرية أو اضطهادها السافر للأقليات التي تتعايش معها، كذلك شر مطلق و ما الفارق بين الشر و الآخر سوى أن الأكثرية لا تحتاج إلى مساعدة خارجية للنيل من الأقلية على عكس الأقليات التي تحتاج إلى ذلك، تنمّر الأكثرية و استئسادها على الأقليات التي تعيش في كنفها هو شيء مقرف للغاية و هو دليل جبن بخاصة لكون الأكثرية بطبيعة الحال أقوى من الأقلية و قادرة على لوي ذراعها بكل سهولة، لكن لا شيء يثير الاشمئزاز أكثر من تجبّر الأكثرية إلا نقيق الأقليات مهما كان السبب بخاصة إذا جاء هذا النقيق مقروناً بالتآمر و الاستقواء بقوى خارجية لتحقيق أهداف مضرة بالمجموعة، في ذلك ما يجعل من الأقليات، على أنواعها، المدخل المثالي للاستعمار إلى البلاد التي يصبو إلى استعمارها و التمكن من مقاديرها و لا استثناء لهذه القاعدة حسب علمي.

البيروقراطيات الإدارية و الأعلام و الأناشيد الوطنية لا تكفي وحدها لتحويل الأراضي و الشعوب التي تعيش فيها إلى أوطان و أمم بالمعنى الكامل، في العالم العربي الجديد الخارج من خرائب الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى كانت العروبة فكرة تتمتع بشعبية واسعة لكنها لم تكن في ذلك الوقت أكثر من مفهوم شعري لم تعالج مضامينه الكاملة بعد بما يلزم من العناية، و باختصار، كان للعروبة، بلا شك، ايجابيات كثيرة كفكرة قومية صالحة، لكن معظم العرب الذين تبنوها كانوا من جماعات عشائرية أو شبه عشائرية من أنواع مختلفة، و كذلك من أديان مختلفة و طوائف مختلفة لم يتطوروا تطورا اجتماعيا منسجما و مازالوا بالتالي بعيدين عن التوصل إلى مواصفات الأمة بالمعنى الصحيح و في هذا تكمن المشكلة. أضف أن القادة السياسيين الداعين إلى القومية العربية كانوا غير معدين لمواجهة هذه المشكلة وغير متأكدين من الأهداف الدقيقة لحركتهم و كانوا _و في الوقت نفسه_ يعلنون الإصرار على تحقيق هذه الأهداف في ظل ظروف تميّزت بصعوبات دولية جدّية و هذا اقل ما يقال فيها. و كانت النتيجة أن القومية العربية أصيبت بالخيبة تلو الخيبة و انزلقات إلى كنتونات طائفية ديمقراطية ديكتاتورية و لم يبق لقادتها في النهاية إلا دور حَكَم الفصل في لعبة خصوصيات قبلية و طائفية و إقليمية لا نهاية لها، يصدرون أحكاما ايجابية في صالح أي طرف يلعب اللعبة حسب قواعدهم التي كانت تقوم في الدرجة الأولى على النفاق حيال العروبة و أحكاما سلبية ضد أي طرف لا يفعل ذلك. في العام 1948، كتب ساطع الحصري الذي كان من كبار دعاة القومية العربية و شخصية سياسية بارزة في العراق ملاحظاً أن العرب المسلمين و خلافاً للعرب المسيحيين قد فهموا تاريخهم في البداية كتاريخ للخلافة الإسلامية متابعين إياها في فترات مختلفة، مرحلة بعد مرحلة، و أسرة بعد أسرة من الخلفاء الراشدين إلى الأمويين و العباسيين ثم أخيراً إلى العثمانيين، و قال الحصري أيضاً أن القومية العربية كانت تعني بالنسبة إلى أوائل القوميين العرب المسلمين المطالبة بالخلافة الإسلامية، و هي التي كانت يومها للأتراك العثمانيين الخليفة من أصل عربي. و انتهى الحصري إلى القول أن هذا ما جعل القومية العربية تصاغ أول ما صيغت على يد مفكرين من العرب المسيحيين. ـ " و بالإضافة إلى هذا، فقد كان القوميون العرب مصممين على اكتشاف عناصر الوحدة في الماضي العربي مشددين على هذه العناصر و ليس على عناصر الاختلاف و مهما تكن عناصر هذه الوحدة الموجودة فإنه لا يمكن العثور عليها إلا في القرون المبكرة للإسلام أي في الفترة ما بين القرنين السابع و التاسع من التقويم المسيحي عندما كان تاريخ العرب يسير جنباً إلى جنب مع تاريخ الإسلام". و مع صعود المد الإسلامي و تراجع "القومية العربية" خصوصا عبر بعدها العلماني الذي طالما جذب إليها اغلب الأقليات في العالم العربي، و هذا التراجع كان لصالح تعاظم تأثير البعد الإسلامي ضمنها و ضمن ما هو أوسع منها أي دار الإسلام ككل. إن المد الإسلامي الذي يبدو اليوم قادراً على جرف كل ما في طريقه هو مد لا جزر بعده، ربما نستفيق غداً و نجد الأمر على غير ذلك. القومية العربية لم تخفق لكونها فكرة طارئة لا تاريخ لها و لا هي أخفقت بسبب عمقها العلماني الذي تبرهن أنه أقوى منها، القومية العربية أخفقت لأنها كانت في زمانها قومية منافقة و لأن عمقها العلماني كان زيفاً و لأن الأقليات في العالم العربي، مثلها مثل الأكثريات، تبنّت هذه القومية زيفاً و في نيتها النفاق. الصادقون من الفريقين كانوا قلائل، و هؤلاء وحدهم يستحقون التحية. العروبة ليست مجرد فكرة اخترعتها الإرساليات في القرن التاسع عشر، الإرساليّات وجدتها على تربتها و حاولت تنشيطها، ربما بدافع المثالية في الأقل بداية و إذا نحن تمعّنا في تاريخنا في ذلك العصر، لربما وجدنا أننا نحن الذين بدأنا بإفساد هذه الفكرة، أو إننا شاركنا في ذلك منذ البداية إلى أن جعلنا منها سلعة رخيصة تشترى و تباع في البازارات الدولية. (الجمل): أشكرك على هذه المداخلة المهمة فنحن اليوم بحاجة للمراجعات بغية تلافي الأخطاء التاريخية في حياتنا..

لا ينكر متابع أن من أحد هم إرهاصات الأزمة اليوم هو بروز حالة من النفور و الردة على كل ما هو عربي، بل يلاحظ المتابع بوادر حالة شوفينية سورية تذكر بالشوفينية الفرعونية في مصر و التي غذاها السادات و مبارك أيام عزل مصر من جامعة الدول العربية بعد اتفاق كامب ديفيد و يذكر أيضاً بشعارات "مصر أولاً" و "لبنان أولاً" الآذارية..البعض ترجمها تحولاً إلى القومي السوري .. و برزت دكاكين حزبية جديدة تستثمر في هذه الحالة الطارئة و تغازلها و تزاود على البعث و ترجمه بأنه عبأ رأس السوريين بأوهام العروبة. شرح السيد الرئيس كثيراً الفرق بين أعراب الردة و العروبيين الحقيقيين و اختار الصعب على الهين فلم ينزلق إلى ما انزلق إليه قسم كبير من السوريين . أهمية المقالة أنها تنصف البعث و بموضوعية و بالنسبة لي فإنني أرى ردود الأفعال هذه إن هي إلا ارتكاسات طارئة ستزول بانتصار الجيش العربي السوري الذي يدافع اليوم عن عروبة سورية و وجه سورية و دور سورية في الإقليم. الانعزالية قاتلة و من يقود سورية إليها لا يعرف بأنه يقودها إلى ألف تشظ و تشظ فالأزمة كشفت عن كل الأصداع في المجتمع السوري .. فهناك إمكانية للتشظي الطائفي و هناك إمكانية للتشظي المناطقي و هناك إمكانية للتشظي العرقي و هناك إمكانية للتشظي على خطوط تماس: الإيديولوجيا-الدين.. و دائماً ثمة من يجد المبرر و المظلومية الكافيين لذلك. لا مناص من العمل على توأمة العروبة و الإسلام الشامي كجامع يجمع أغلبية السوريين الساحقة..مقال مهم جداً بل ربما هو الأهم حتى الآن..محبتي (الجمل): الشوفينية السورية تجلت بعد خروج الجيش السوري من لبنان وكانت ردة فعل تجاه عدائية جماعة 14 آذار وحملتهم ضد الدولة السورية، ومنذ ذلك الوقت ظهرت مئات المواقع الإلكترونية التي يبدأ اسمها ب syria...والمشكلة أن هذه المواقع ابتعدت عن العروبة كرد فعل على عمالة الدول النفطية العربية.. لهذا رأيت أنه يجب أن نعيد تقويم الأمور المختلف عليها بعيدا عن ردود الأفعال العاطفية، فالدول القوية لاتبنى بالعواطف ولكن يمكن تخريبها بها.. تحية يامضر

لا فض فوك يا نبيل. لو كان هناك طريقة لأصفق فيها بهالكلمات على الصفحة لما انتظرت. أردت فقط التأكيد على أن انقلاب البعث على البعث (قيامته وتنفيذ شعاره الانقلابي حسب تعريف الحزب في دستوره نفسه) هو ضرورة حتمية واجتماعية يفرضها الواقع قبل أن يفرضها دستور الحزب أو منطلقاته النظرية. إن مشكلة حزب البعث في كلمة البعث هي محاولة بعث 1400 سنة فقط متجاهلين ما قبلها من أكثر من ستة قرون من عمر سورية، تطغى حضارتها على الحضارة (التي يراد بعثها) بأضعاف مضاعفة. وقد أخطأ الكثيرون في تفسير توجيهات الراحل حافظ الأسد للبعثيين بتوطيد العلاقات بالإسلاميين (المعتدلين) فبالغوا فيها، وقوبلت هذه الحركة بحركة مماثلة من الطرف الآخر، انتهت بتشكيل غريب لا ينتمي إلى أي من الطرفين، حيث حاول هذا التشكيل الغريب فرض نفسه كرأسمالي متدين (لحجز مكانه في سوق دمشق)، ونتج عن ظهور هذه الأشكال أن ضاعت البوصلة الاجتماعية للطبقات الأدنى رتبة لدى الطرفين (فقراء البعث وفقراء الإسلاميين)، مما أدى إلى ترهل كامل لدى حزب البعث، بينما أدى إلى إزاحة هائلة للإسلاميين المعتدلين بعد تدخل مشيخات النفط في (نشر الدعوة والتعاليم الإسلامية على طريقتهم المأفونة). وأشعر بالراحة لأن هذا الإعداد لم يستمر بما فيه الكفاية لإلغاء بوصلة فقراء البعث (ليس كل فقراء البعث منتسبين بشكل نظامي إلى البعث، لكن أغلبهم يحملون فكره) بشكل نهائي، فهؤلاء هم من كان الدرع الحقيقي للوطن (بمن فيهم فقراء البعث في الجيش العربي السوري)، والرهان سيبقى على هؤلاء لتأخذ القيادة بيدهم لإعادة هيكلة حزب البعث العربي الاشتراكي وقواعده (سواءً احتفظ باسمه أم لا)، والحل المطلوب ليس حرباً مع الإسلاميين من جديد، لكنه حرب مع الجزء المتطرف لإعادة بوصلة فقراء الإسلاميين التي ضاعت عن الاعتدال، وذهبت إلى التطرف بفعل أموال الخليج، وفتاوى مشايخ النفط من أمثال القرضاوي وبن عثيمين وغيرهم. ينبع ذلك من أن الدين بحد ذاته ليس هو المشكلة، فكل التيارات الديمقراطية منها أو الدكتاتورية، وكل الأفكار السياسية الجديدة لا تستطيع أن تتخلص من (الفكرة الدينية) التي اخترعها العرب السوريون قبل أن يعرفوا ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ع). أما بخصوص مخطط طرح مشروع بناء سورية من جديد، فعدم القراءة لا يمكن أن يكون سبباً للفشل، فإذا كان جمهورك مشدوداً إلى التلفاز، لاحقهم إلى التلفاز، وإذا كانوا من القراء، فلاحقهم بين صفحات كتبهم، وإذا كانوا من عشاق النشاطات الاجتماعية وما إلى ذلك، فلاحقهم في أماكن تواجدهم، إذ لا بد من فرض هذه الحالة كواقع على لسوريين حتى توقظ فيهم حالة البناء، ولا يجوز التساهل في هذا الموضوع أبداً لأي سبب كان. لك مني مرة أخرى جزيل الشكر على إعادة تسمية الأمور بأسمائها وتوصيف الحقائق التاريخية بمدلولها.

سلمت يداك يا أستاذ نبيل...ما تحتاجه سورية الجديدة هو بعث البعث بروحه الحقيقية. في نهاية الثمانينيلت من القرن الماضي و في جامعة حلب دخلت مرة لمقر الفرق الحزبية في كلية الآداب لأمر ما و صدمت وانا أمد يدي للسلام على أمين الفرقة بأنه لم يمد يده... طبعا سمع مني ما يستحق ذلك المنافق الذي ينتمي لحزب علماني...

كان يجب على حزب البعث تغيير اسمه بعد سقوط بغداد بسبب التركيز الاعلامي أنذاك عليه وتصويره كحزب غير قابل للتجديد. كان الاولى ان يسمي نفسه حزب التجدد العربي الاشتراكي ليبقى مظلة فوق رؤوس الطائفيين والمذهبيين المقززين. واعتقد بأن الخروج من لبنان كان خطأَ كبيراً اذ ان لبنان هو الجبهة الاضعف والتواجد العسكري هناك كان بمثابة الخطوط الامامية للدفاع عن كلا البلدين. اشكرك جزيل الشكر فأنت تكتب ما في خاطري.

بعث البعث !! منذ ان توقف التنظير في حزب البعث توقف التجديد ، فأصبح الحزب كشاب ريفي يافع مثقف طموح ، وصل إلى المدينة و اجتهد و عمل فوصل ، ثم زاد دخله .. فسجل في نادي كمال الاجسام و صار ينفخ بعضلاته و ينظر إلى تقاسيمها يوميا وهي تكبر في المرآة ، فلم يوفر الحليب و الموز ولا الهرمون حتى بقي رأسه صغيرا بين كتفيه ، ثم انكفأ إلى عبادة الله و شكره على النعم التي انهمرت عليه ، و اعتنق الاسلام الشامي و غادر صنف الفلاحين و العمال الى صنف الموظفين و التجار حتى انه لم يزر والديه إلا عندما ذهب ليتأكد من جودة رخام قبريهما . إلا أن حزب البعث لم يتلاشى و انما اصبح دارا للعجزة و بعض الايتام ، فيما معظم افراد الجيش كانوا ينامون في محاضرات التوجيه المعنوي لأنهم ملو من الكلام ، و لكنهم في المعركة كانوا اشد وعياً من كل منظري الحزب و موجهيه العقائديين ، لان اغلبهم كان يملك توجيهاً معنويا وطنياً فطرياً موروثا في جيناته يمكن تسميته كما يقول احد اصدقائي " بالإثم الكنعاني " . هذا الجيش سيؤسس لمفهوم جديد معاكس للصوملة و اللبننة و العرقنة ، سيؤسس لمفهوم " السورنة " لا زلنا نؤمن بالعروبة و لكن كمرحلة ختامية تتسم بالترف ، تماما كما تأتي الشيوعية بعد الرأسمالية برأي كارل ماركس و ليس قبلها كما وعد لينين ، قبل ذلك لا بد من توحيد كفرنبل مع صافيتا و برزة مع الست زينب ومن ثم دول الطوق ، و من ثم بعث البعث . قبلاتي على يدي أم نبيل و حزبها .. لأن أمهات بلادي لا زالت تبعث فينا .. الرجال . نبوخذنصرالسوري (الجمل): العزيز نصار، أنت تحيلني إلى نبيل صالح قبل التمرد.. وعلى أي حال فقد استمتعت بالسخرية..

إذا كان شخص مثقف مثلك يقول هذا الكلام فلا عتب على الأناس الأقل ثقافة أن يحملوا السلاح و يقاتلوا بعضهم بعضا. أنت بنفسك إعترفت أن هناك حاضنا سوريا لهذا التوجه الوهابي, إذا هناك مواطنون سوريون لديهم نظرة معين الى مستقبل البلاد, فعلينا أن نستمع إليهم لا أن نقتلهم, كما يفعل طرفي الصراع الآن. حزب البعث منذ زمن تحول الى مجموع من العبيد الذين يأخذون أوامرهم من القائد الخالد أو من وريثه, و الآن جزء من هؤلاء العبيد يقاتل نصرة لجماعته الطائفية, و الجزء الآخر دفاعا عن مصالحه, و هناك جزء يقاتل لأن الأقدار شاءت ذلك. و الكل على الأرض يفهم ذلك. و رد كنك زلمي. (الجمل): لقد بايعنا الجيش العربي السوري وفوضناه بالرد، بس ضبط أنت وعراعيرك وحاجي ولولة على ماخور الجزيرة ..

انتسبت إلى صفوف حزب البعث في سن الرابعة عشر بعد أن كان حياتنا اليومية في المنزل، ثم غادرت صفوفه في سن الثامنة عشر بعد أن وجدت أن الانتهازيين هم الأكثرية في أعداد المنتسبين و المتحزبين، و بعد ما نالنا من الحزبيين القدر الكافي من المرارة. لكن البعث الذي نشأت عليه ما زال جزءًا مني و في فكري و قلبي حتى الموت. طبعاً لو أردت أن أعود إلى صفوف الحزبيين كان يكفي أن اسدد الاشتراكات الشهرية عن السنوات السابقة و هذا سبب آخر لنفرتي من كذا تنظيم. لم يعد حزب البعث ذاك التنظيم النضالي، بل اصبح حضور الاجتماعات و تسديد الاشتراكات المالية هو النضال!! مما جعل الانتهازيين مناضلين ما داموا يستطيعون النوم في الاجتماعات الحزبية و الوصول إلى المناصب و غيرها من المصالح الشخصية. لقد هرم حزب البعث ليس بمن بقي من القيادات الحزبية في سن التقاعد و ما بعد بل لان هذه القيادات شاخت في ريعان الشباب. قبل ان يضع الراحل العظيم زكي الارسوزي أفكاره في القومية العربية جال على الريف مستشيراً العلماء و المثقفين في ذاك الحين و ناقش أفكاره، فجاءه الرد امض و انشر هذه الأفكار؛ بما ان الفكر القومي يذيب العقليات الطائفية كما الاختلافات الطبقية و النعرات العائلية. أي ان أفكار البعث تناسب الأقليات كما الفقراء. نحتاج لحزب بعث جديد يحمل ذات أفكار الحزب الحالي و لكن بروح جديدة و أعضاء مناضلين فعليين خلفيتهم و انتماءاتهم قومية و وطنية و فكرهم نضالي لا يتبع مال و لا نفط و لا يستزلم لفلان. لقد تم تكريس طبقية جديدة من خلال الحكومات المتعاقبة و القيادات الحزبية و غيرها، حيث يلاحظ المواطن الفرق الشاسع بين طبقة الصفوف الأولى في الدوائر الحكومية و غيرها و الأمثلة كثيرة: مكتب المدير العام لمؤسسة أو شركة يكون من افخر و أجود المفروشات و الديكورات بينما بالانتقال إلى مكاتب موظفي الدرجة الأولى من تقنيين، تجدها من نوعيات و جودة متدنية؛ بالنسبة للسيارة فحدث و لا حرج. طبعاً سيقول القارىء أني لم أضف جديداً، نعم و لكن كيف سينظر المرء إلى خريج جامعي في السبعينات أو بعد أو قبل بعثي الانتماء وصل صدفة أو بمثابرة إلى راس مؤسسة عامة، هذا الذي يسكن في بيت مستأجر متواضع ليجد او اوجد نفسه في مكتب و سيارات فارهة، راتبه الشهري بضعة آلاف بينما يتصرف كارستقراطي يجالس التجار و رجال الأعمال فيصبحوا أصدقاؤه، هنا تبدأ بذور الفساد الأولى لهذا الجامعي المناضل، لا داعٍ للمزيد سوى ان هذا المسؤول أصيب بازدواج شخصية، فانتقل إلى طبقة مستحدثة من الدجالين و الانتهازيين علمياً و وطنياً و حزبياً و أخيراً دينياً. لقد كرست الحكومات المتعاقبة هذه الفوارق الاجتماعية، بدعمها للفساد باسم الاشتراكية، فلا بد من عدالة اجتماعية في الدوائر الحكومية و الحزبية بدايةً لان على الجهاز التنفيذي ان يعي و يفهم العدالة و يطبقها على نفسه قبل تسويقها. نحتاج لبعث جديد يميز بين العرب كأمة فتحت لهم سوريا أبوابها و بيوتها كلاجئين أو سواح فناصروها و وقفوا معها في محنتها و بين عربان خلعوا الأبواب و استباحوا البيوت و حرماتها و قتلوا أهله. أخوكم القاضي

على سيرة أكرم الحوراني فإنني أجد بمناسبة استذكاره أن أُذكّر بشعبيته بين صفوف الفلاحين في ريف حماه حيث كان جدي لأمي (( توفي عام 1962 )) من أنصاره وقد احتفظت جدتي ببطاقته الحزبية التي تحمل توقيع (( عميد الحزب أكرم الحوراني )) حتى استطاع الزمن التمكن من تلك البطاقة قبل سنوات قليلة. كما أنه كان يزور قريتنا كثيرا ويحدثني والدي عن شعبيته في القرية، كما تروي لي حماتي قصة إحدى زياراته التي استقبله فيها أهل القرية في مطلع الخمسينات وألقت فيها إحدى نساء القرية قصيدة تسمى بالعامية (( العدّاوية )) أذكر الآن منها: أكرم يا أبو رشيد ... عن شعبيتك ما منحيد أكرم وسمعنا بصيتك ... ملوك الدنيي طاعيتك شباب اللي بيحزبيتك ... كلها فوارس وصناديد ... أكرم يا أبو رشيد.... (الجمل): شكرا للمعلومة ياجعفر..

عندما قرأت المقال انتابتني مشاعر مختلطة ففيه الكثير من الإيجابيات، ولكني أعتقد أنه يمكن فرد أفكاره بعشرة مقالات من القطع الكبير البعث أخطأ من وجهة نظري كحزب بالكثير،ولا يجب أن نخلط بين نهج حافظ الأسد ذو الصبغة القومية العريضة والتي انهم على أساسعا طوراَ بكونه سوري قومي مستتر وتارة بأنه بعثي ليبرالي غير ملتزم من قبل أجنحة البعث الأخرى، ومما لاشك فيه أنه مارس نوع فريد من المهادنة بين التشدد العروبي المفرط والذي حاول استاذنا بالمدرسة تبليعنا ياه بالإكراه بأننا يجب ان نظارد الامبريالية ونسعى للوحدة مع ساقية الذهب كأولوية بينما الراحل حافظ الأسد انهمك بحل مشاكل محيطه مما أعطى سياسته نكهة أقليمية رافقتها تهمة الانتماء السري للحزب السوري القومي الاجتماعي و الإقليمية من وجهة نظري كانت تصرفاته والسياسة التي مارسها ابنة الحقبة الزمنية التي عاشها واشكالاتها الكثيرةو لكن فشل البعثيين والبعث كحزب كان ليس مجرد استعلاء إداري وفقط وإنما كان بعدم التوافق مع الجماهير الشعبيةلبناءارضية نفعية مشتركةو هوية جامعةرغم امتلاكة للأدوات الاعلامية والسلطوية وقصوره بالتالي عن بناء هوية وطنية جامعة مما حدا بعموم الناس الإلتجاء إالى ولائاتها الأصغر من دينية وعشائرية وإثنية وخلافه للبحث والحفاظ على تلك المصالح وبالتالي كانوا عرضة للاختراق والتجنيد والضياع الفكري بغض النظر عما كتبته اليوم يتوجب على كل التيارات العلمانية والقومية ان تهب للدفاع عن وجودها ضد ما نتعرض له من هجمة شرسة من الإمبريالية وأدواتها وعذراَ لاستعارة هذا التعبير من زمن الراحل حافظ الأسد تحيا سورية

الوطنية هي الانتماء إلى الوطن بغض النظر عن كبره كالوطن العربي أو صغره، أي الانتماء إلى حدود وطن رسمتها لنا فرنسا و بريطانيا. أو لانتماء إلى الوطن السوري بلاد الشام. كي لا يكون لدينا ازدواجية المعايير في تخصيص أو تعميم الانتماء علينا تحديد أسسه و مكوناته كاللغة و الثقافة و الدين و الموروثات الاجتماعية من تقاليد و أعراف و قوانين، و كذا الأهداف و الرسالة الحضارية. الانتماء ليس فقط انتماء المواطن الفقير المغلوب على أمره بل الأهم هو شعور المسؤول و القيادي و الإداري بهذا الانتماء و بالتالي تطبيق هذا الشعور على ارض الواقع. يحز في نفسي ان أرى الحرص على أموال دافعي الضرائب من قبل المسؤولين على كافة المستويات في بلاد الاغتراب، بينما يحاول مسؤولينا الهبش من أموال الشعب كما الهدر، رغم عدم قناعتي بالديموقراطية و عمليتها التي توصل المرشحين على المستويات البلدية المحلية أو على المستوى النيابي و لكن هناك دوماً محاسبة من الناخب على الأقل نظرياً و إعلامياً حيث محاولة كسب رضى الناخبين أولوية و الشفافية ركن أساسي. أما مجالسنا المنتخبة و مسؤولينا التنفيذيين فلا هم لهم سوى التكسب و بناء الثروات و إرضاء رؤساؤهم، فاستزلامهم يدل على ان انتماءاتهم ليست سوى للكرسي أو للأعلى رتبة منهم و ليس للوطن و الموطنين. المطلوب منا كسوريين ان نثبت و نبرهن انتماءنا و ولاءنا للوطن. ان نعمل من اجل الوطن و المواطنين، ان يعود العسكري بعد انتهاء الحرب الأزمة كمواطن يبني البلاد و يساهم في الدفاع عنها بالحرص على موارد و ثروات الوطن و حسن ادارة البلاد لخدمة المواطنين و تأصيل مبدأ الحس الوطني في ممارساتنا اليومية، فالوطن الذي نفديه بالروح و الدم يستحق ان نحميه من الاستغلالين و الطامعين الضالين و المضللين. كمقارنة ثانية بين وطننا الغالي و بلاد الاغتراب التي تدعي الديموقراطية اود الإشارة إلى الشفافية و الصدق اللذين نفتقر إليهما على مختلف المستويات، أركز هنا على الحكومية و الإعلامية، الحكومية و تشمل الحكومات المحلية أي البلدية و على مستوى الحكومة الوطنية، فالصدق و الشفافية في التعامل مع المواطنين من خلال وضع القوانين و الخطط و تنفيذها و تشميل المواطنين في عمليات اتخاذ القرار يقرب المسافة بين المواطنين و الدولة. هنا الشفافية الإعلامية التي نحتاجها ليس فقط لتنقل لنا اجتماعات المسؤولين مع بعضهم بل لنقل الصورة الصادقة ليتفاعل معها المواطن سلباً أو إيجاباً و لمصلحة الوطن. عندما ينظر المسؤول انه مواطن ان كان الوطن و المواطنين بخير فهو بخير و يقوم بواجبه، عندما يشعر المواطن الفقير ان المسؤول هو لخدمته و خدمة الوطن و ليس مجرد واسطة و لخدمة الكرسي يكون الجميع بخير. ليس مهماً عدد أعضاء حزب البعث بل المهم نوعيتهم التي يمكن ان تشكل أكثرية شعبية مؤيدة للحزب و بالتالي تمثل المواطنين. كل ما ذكرته سابقاً نابع من قناعتي و إيماني بالنصر المظفر لجيشنا السوري البطل في معركة بقاء سوريا و كلي أمل ان نستطيع إعادة بناء الوطن من إنسان و حجر. أخوكم القاضي

لاهذا المساء مسائي .... ولا تلك السماء سمائي ... وقد أتيت اليك يا وطني ... لكنني لم أجد أحدا ..... تسأل نفسي نفسي ... وعن نفسي .... لماذا أنا موجود هنا ... وهل يكون الهروب الى الامام او الى الخلف .... وهل نصعد الجبل من خلال النزول الى الوادي ... مت ومات الجميع وأنا أبحث عنك يا بلادي ....

انا لااعتقد ان النظام في سوريةسيء في المطلق ولااريد الدفاع عن النظام ولكن هناك امور ايجابية وهناك امور سلبية وهناك امور يفتقد فيهاالنظام الى التخطيط الاستراتيجي على المستوى الداخلي وادت الى كوارث وكأنه داخليا كان يفتقد الى التخطيط البعيد المدى ويعتمد على التكتيك وعلى المحسوبيات وعلى المفسدين سوريا للعلم من اكثر بلدان العالم نمو سكاني ماذا فعل النظام طارت الغوطة والنظام يتفرج مع انه الانسان العادي يقول يجب ان يكون العمران باتجاه الشمال ونشأت العشوائيات اصبح هناك توزيع غير عادل للثروة وتكدس للاموال في يد فئة معينة تخرج الشباب من الجامعات بلا عمل واذا عمل لايستطيع شراء شقة ولو عمل العمر كله ولم يصرف قرشا واحدا اهمال الريف مع ان الريف مكان مناسب للاستثمار والعمل اكثر من نصف سكان سورية في حلب ودمشق هذه امثلة بسيطةومع ذلك سورية اجمل البلدان وسورية احلى الاوطان وسورية لاينام جائع فيها وسورية يمرض الانسان فيها ولايأكل هم العلاج والدواءمهما كانت تكاليفه وسورية تدرس اولادها مجانا حتى يصير طبيبا وسورية بلد غير عنصري تحضن الجميع وسورية هي سورية ام الجميع لاتقتلوا سوريا لاتدمروا سوريا والله ان قلبي يحترق وانا ارى سوريا تدمر وانا ارى بني صهيون يضحكون وانا ارى الاعراب الكلاب قطر والسعودية ينفذون اوامر امريكا في تدمير سوريا ويدعون الى الديمقراطية وهم اصلا بلا برلمان وحكومة معينة من الملك والامير المرأة عندهم عورة وهم اشر خلق الله وانجسهم فلنحب سورية حتى تحبنا. ملاحظة ؛ قطر ليست دولة وليست دويلة انها جهاز استخبارتي امريكي اسرائيلي مثل قناة العهر والكذب الجزيرة. (الجمل): ياعزيزي علاء، ولقد كانت المزة وكفرسوسة ريفا وقدسيا وجمرايا والجديدة وصحنايا وجرمانا والنبك ولن أنتهي اليوم من تعداد القرى التي تحولت إلى مدن حديثة في أرياف سورية التي أهملت قبل السبعينات، وكان الناس يعيشون بأمان بقدر ابتعادهم عن السياسة، واستلم فلاحو حوران أعلى مناصب الدولة في دمشق وهذه معجزة لم يكن يتخيلها آل الشرع والزعبي وغيرهم، فكل ثلاثة ديبلوماسيين في الخارجية السورية يوجد بينهم شرع واحد غير شرعي..وقد حصل الريفيون الذين أمو المدن على المساواة مع أهلها بعد بضعة آلاف من سنين التمييز ضدهم.. لقد تمت محاباة الريفيين إلى درجةأن الناس في السبعينات كانو يرتدون ثياب الكادحين ويرشون عليها غبارا لكي يحصلو عل حظوة دولة البعث، وهذه أيام لن تتكرر، وسوف تنتقم المدن من أريافها كما ينتقم ثورجيو الأرياف منها اليوم، وسوف تنتاك الكثير من أمهاتهم ويشرد أولادهم وتنشأ وزارة خاصة بمتسولي الأرياف في العهود القادمة.. والخلود لأمتنا..

العزيز النبيل اشكرك على المقال الجميل تختصر فيه مايجول في اذهان الكثير من السوريين وينير بعض الزوايا لمن أضاع شيئاً من البوصلة .في الحقيقة بقيت زمناً أراقب بهدوء تفاعل المجتمع مع مايجري وأركض يمنة ويسرة خلف آراء الشباب لأني أراهم المدماك الأول لسورية الغد ونتيجة لصمتي ومراقبتي استنتجت :أن الشباب في غالبيتهم ينفرون اليوم من الأحزاب ومن الأنضواء تحت راياتها فحزب البعث ومنذ عشرات السنين أثبت فشله في استقطاب طاقاتهم وأفكارهم نتيجة هيمنة المنتفعين المستغلين -أنا لاأنتمي لأي حزب وإن كنت أميل إلى البعث الحقيقي بفكر الأرسوزي والحوراني وإلى القومي الاجتماعي مع انطون سعادة -لذا يأتي رأيي من خارج نطاق التحزب ,أعود لأقول الشباب وكنت منهم نفر من البعث لأنه كان يجبر الشباب على الانضواء تحت لوائه من غير قناعة لأن من كان ينظر للحزب لايفهم ماهو الحزب وسأعطي مثالاً حياً : حين كنا في بداية السبعينات في المرحلة الثانوية كان هناك دروس وطنية يلقيها حزبي منتدب للتدريس وأشك بمستواه التعليمي كان يقلب الدرس إلى مسخرة وبدل ان نفهم ونؤمن بأفكار البعث نفرنا وأصررت أنا وكنت شبه طفلة على عدم الانضمام لصفوف البعث لأني أرقض ان أكون رفيقة له ولأمثاله من الجاهلين لمعنى فكر البعث, فقد كان يفشل في مناقشة أي فكرة حول منطلقات البعث ,وأناالتي مثلك يانبيل تربيت عليها بحكم أن أبي واحداً من المؤمنين والمناضلين الفقراء في بدايات البعث وربينا على الأفكار الخلاقة للبعث وحين وصلنا إلى مرحلة التنظيم والانتساب فوجئنا بهذه الشخصيات الوصولية الانتهازية فهربنا بكل معنى الكلمة .حين كنا في الجامعة كنا نرى -الرفاق -في الاتحاد الوطني وممارساتهم السيئة وناقشت -الكبير بكل معنى الكلمة -حامد حسن في ممارسات الاتحاديين وإساءتهم للحزب وأفكاره ولكنه بصراحة لم يكن يملك الحل المناسب وعندها تساءلت إن كان رئيس المنظمة لايملك الحل لوقف ممارسات مسيئة فمن يملك هذه السلطة وكذا كان الأمر في الفرق الحزبية فهي مكان للاجتماع بالصبايا والتسلية واما من ينتسب وماهي خلفيته فلم تكن تشكل هاجساً .أحد الاساتذة وكان أميناً لفرقة حزبية كان يريد تنسيب أكبر قدر ممكن من الطلاب والأساتذة لاقتراب انعقاد المؤتمر في حينه وسألت عن الشروط التي يجب أن تتوفر في المرشح ولم يكن هناك أي شرط ورأيت من وقتها في نهاية الثمانينات كيف انتسب الجميع والسبب الوحد وبكل وضوح وصراحة رئاسة القسم وعمادة الكلية وسواها من المناصب التي يحتكرها الحزبيون فكان منهم من هو أخواني الهوى بشكل واضح ومن هو متطرف حد السلفية بشكل أوضح .ماأريد الوصول إليه البدايات الخاطئة توصل للنتائج الخطأ حين يدخل المتخلف والجاهل والسلفي في حزب في اساسه علماني ستكون النتائج كارثية ,هل لاحظنا أن أغلب من أعلنوا انشقاقهم المضحك على شاشة الجزيرة والعربية هم من الحزبيين -ولاأقول البعثيين حتى لاأظلم بعثاًانطلق شريفاً فاغتصبوه وشوهوه_أليس رياض حجاب امين فرع حزب ومحافظ ووزير ورئيس وزارة أليس محمد سلمان وأسعد مصطفى ..و...و ..انتهاء بجمال سليمان وسامر المصري بما يمثلون من فن أليس هؤلاء من انتفع من الحزب . إذاً حين يرى الشباب هذه النماذج لابد أن ينفروا ولإعادة الحياة لأفكار الأرسوزي والحوراني وصلاح جديد وابراهيم ماخوس وحافظ الاسد لابد من نفض الغبار أولاً عن أفكار البعث ببعثه من جديد وخلقه من حيث ابتدأ من صفوف الناس وليس من وراء المكاتب ولابد من التخلص وسريعاً ممن يمتطونه للوصول إلى السرقة والنهب ليكن المؤتمر الموعود بداية جديدة تبدأ من اسم الحزب ومن التجديد الحقيقي لكل بناه وأعمدته .ولننتبه لما يطلبه الشباب فبناء سورية يقوم على أيديهم وبهم .النصر لجيشنا محسوم معقود ليس على الألوية هذه المرة بل على أحذية شريفة تنظف الوطن من سارقيه ومغتصبيه .أملي كبير بعودة سورية إلى الدرب الصحيح الذي أضاعته بسبب المفسدين والفاسدين . نلقاكم في ساحات النصر .عشتم وعاشت سورية (الجمل): عزيزتي أمل، الأحزاب كالطوائف تفسد مع الزمن، وهي بحاجة إلى رسل التجديد كل حين من الزمان، والأرسوزي كان الأنقى ، أما بالنسبة لحامد حسن فعلى ما أذكر كان شخصا طيبا وضعيفا، وعلى أية حال أنا لا أدعو للبعث بقدر ما أعيد قراءة التاريخ الحديث لسورية منذ سنوات وأحاول أن أنير الدرب للغيورين على الهوية العربية واسلمي..

الأخت المحكومة بالأمل: تحية سورية و بعد لقد ذكرتني ببعض ما نسيت و تناسيت، كما ذكرت في مشاركتي أعلاه، لقد تركت التنظيم من كثرة ما رأيت و عانيت كفرد و أسرة. اذكر أننا كنا نستمع لامين الحلقة الحزبية في المدرسة و هو يذكر "الأمين العام" ويكرر المصطلح مرات و مرات لدرجة ان المستمع يظن ان هذا العضو يشارك الأمين العام في وجبات الطعام و لا يفارقه. بينما بالعودة إلى تصرفاته تجعلك تقرفين البعث و الحزبيين. لا يختلف هذا العضو من الانتهازيين عن غيره و اصبح الحزبيون ينظرون كما رجال الدين بوعظاتهم تراهم كالأنبياء و بعد انتهاء المجلس يعودوا لموبقاتهم. عندما برز الحزب و استلم الحزبيون إدارة البلاد تحول المنتمين إلى بعض الأحزاب المغمورة أو المحظورة إلى بعثيين و لكن انتماؤهم كان و ما زال لأفكارهم السابقة و خاصة الإخوان و القوميين السوريين، و قد اعتلى الكثير منهم مناصب. كفر أبناء الدولة بدولتهم التي رعتهم و كبرتهم فاستغلوا ثرواتها و نهبوها و كذبوا على الشعب ثم حملوا لواء الذل و الحرب على سوريا، انهم عاقين لا إيمان لهم بدين أو مبدأ أو وطن. الأخ علاء بدر: بعد التحية لقد ذكرت في مشاركة قديمة لي ان الدولة بدأت بتنمية الريف السوري من الصحارى إلى أعالي الجرود فدخلت المياه و الكهرباء و الهاتف في المناطق النائية و انشات المدارس وربطت البلاد بشبكات طرقية كل ذلك منذ الستينات و السبعينات من القرن الماضي، كما فتحت الجامعات في المدن الكبيرة، أي ان التنمية كانت متوازنة إلى حد كبير و لكن سوء التخطيط كان أكبر فتمركز الجيش قرب العاصمة و ندرة فرص العمل خارج مراكز العاصمتين السياسية و الاقتصادية أدى إلى هجرة أهل الريف لقراهم و أرضهم اما لتلقي العلم في الجامعات المجانية و من ثم الاستقرار في المدن الكبرى او للبحث عن الغنى السريع. ما رأيك بمشروع جر مياه الساحل و مياه الفرات إلى دمشق بعد استنزاف نبعي بردى و الفيجة!!! ما رأيك ببناء أبراج سكنية في مناطق المخالفات و تعهيدها لمستثمرين لتحتوي أضعاف ساكنيها!!! لقد كان للحكومات المتعاقبة مع نقابات المهندسن دور كبير في تدمير الغوطة و احداث كذا كوارث بيئية. أخوكم القاضي

بحثت طويلا عن علم لحزب البعث في مسيرات التأييد لسيد الوطن في ساحة الأمويين بدمشق فلم أجد فما كان مني إلا أن حملت علم الحزب القومي السوري أسوة ببقية الجماهير.

عندما نقرا و نسمع الأخبار و التحليلات من مختلف المصادر نجد واضحاً ان رأس الأفعى أي الكيان الصهيوني ما زال يتبجح بما اقترف مع حاويه الكبير أي الولايات المتحدة و معها الناتو. لقد أصبحت البلاد السورية في حال مزر امنياً و اقتصادياً، مازال العقد السوري متراصاً و لكن هل علينا ان نقبل بكل هذا و عدونا الصهيوني ولو ظاهرياً ينعم بالرفاه و الأمان؛ أما آن الأوان كي يشعر الكيان الصهيوني انه ليس بعيداًعن النار و ان الحريق سيصله. ان العنجهية و النصر تلو الآخر الذي يحققه هذا الكيان على صعيد التخاذل العرباني المشين خاصة بعد تعهيد الملفات العربية و الفلسطينية خاصةً لبرميل الغاز و النفط شبه الدويلة قطر. ليس مهماً المقعد في مجلس الحقارة و النذالة العربانية، بل يشرفنا الانسحاب من كذا مسخ منظمة. مازالت مؤمناً ان على القيادة توجيه ضربة تقلق الصهاينة و تقلب الموازين، ان نموت بشرف خير من عيش الذل،، خير من الضعف و الصبر. هذا العدو لن يسكت، و المخطط الجلي هو تدمير سوريا، الانتقام من سوريا لانها وقفت بوجه أمريكا في غزو العراق فبشرت كونداليسا رايس بشرق أوسط جديد، حسبنا ان نصر ٢٠٠٦ قد أوقفه ولكن كان علينا ان نعلم خبث الأفعى و الحاوي، أرادوا إزالة العقبة خاصة بعد ازدياد قوة حزب الله وشعبيته عربياً. لقد حاولوا إزالة الرئيس و النظام السوري بحلم الديموقراطية فخذلهم الشعب السوري الصامد، فسلطوا عليه القاعدة و التكفيريين. و بداوا بتدمير سوريا و استباحة و تهجير الآمنين. بعد هذا كله مازالت قيادتنا تتحلى بالصبر، هل من الحكمة ان نصبر!! اعتقد ان الخطط العسكرية و البداءل و الخيارات كلها قيد الدرس و لست أشكك بقدرات القيادة و جيشنا البطل، بل كلي ثقة بهم؛ ولكني اشدد على ان راس الأفعى أولى بتلقي الضربات و قطعه يجعل الذيل من قاعدة و توابعها يتخبط ثم يموت. قليل من التهور قد يكون راس الحكمة!! يقول قائل كذا تهور قد يجر إلى حرب إقليمية و عالمية و تدمير سوريا، قد يكون احد العواقب احتمال حدوث حرب عالمية، الجواب من يستشهد لا يهمه ضخامة الحرب، و التدمير يكبر يوماً بعد يوم. أما روسيا فلا نطلب منها أكثر مما تقدمه، ايران و حزب الله خصوصاً لا أظن أنهم يمانعون بل يرحبون، أما الباقي فلا يهمنا لا رأيهم و لا مواقفهم. أرجو ان تصل كلماتي بحرفيتها إلى من يهمهم الأمر بلا حواجز! أخوكم القاضي (الجمل): الجيش العربي السوري يقاتل اليوم أذيال الصهاينة في الداخل وبعد إخضاعهم يأتي دور العدو الأكبر، إذ من الأفضل تقسيط مواجهة الأعداء بدلا من مواجهتهم دفعة واحدة، فالرأي قبل شجاعة الشجعان، وإلا سنقع في الفخ الليبي المتهور ياعزيزي..

الأستاذ نبيل بعد التحية: أرى الصهاينة ينهكون جيشنا و يدمرون البلاد دون ان يطلقو رصاصة و احدة، و ينعمون بسلام لا يستحقوه أبداً. كم سننتظر؟ حتى يموت كل الأحبة؟ لا بد من المواجهة و خير لنا ان نسبقهم، لأنهم ان سبقونا في الضربة يعني أنهم يجرونا لحروبهم حسب توقيتهم و يديرون الحرب حسب أسلوبهم و طريقتهم، أما ان سبقناهم فقد نستطيع ضبط إيقاع الحرب مع الصهاينة و أذيالهم بذات الوقت. لان الصهيوني جبان و ان صوبنا ضربة محدودة قوية تفهمهم فتلجمهم و اذنابهم بنفس الوقت. الحق للقوة، فان أظهرنا قوة وبأس شديدين انكفأو و سحبو أذيالهم خائبين، و أظن انه لا ضير من التجربة، لأني اقرأ التاريخ اقرأ المستقبل، فاسمحو لي تشديدي و تكراري كذا مناشدتي، حرصي على سوريا و كل قطرة دم سورية تدفعني لقول أفكاري و تحليلي دون مواربة، فالخطر الأكبر داهمنا و سبق السيف العذل. أخوكم القاضي (الجمل): سننتظر الساعات القادمة ونرى ..

تحية للجيش العربي السوري و للفرقة الرابعة و يا بشار لا تهتم نحنا جنودك منشرب دم و تحية لعلي عباس محرر بانياس ...

أنا مثلكم انتفض غضباً .وقهراً لوجود الضباع بيننا ونحن نتكلم عن الصهاينة فبعد ان أسفروا عن وجههم القبيح على الشاشات وبلا مواربة لم يعد يحق لعبد الكرسي والنص كيلو وتوابعهم أن يحدثونا عن ثورة مزعومة اليوم إما هم من هذه الأرض أو هم صهاينة وأنا اقصدهم لأنني اعلم أن هناك من لايزال يعلق عليهم بعض الأمل للعودة إلى حضن الوطن . أنا مع جميع من يطالب بردٍ قاس ولكن لنتحلى ببعض الصبر لانريد ان نجر سورية إلى الفخ المرسوم بدقة ,القائد عرف اللعبة وكشف المستور والرد الأول المزلزل هو فتح جبهة الجولان للمقاومة الفلسطينية هكذا ضربت القيادة عصفورين بحجر واحد فتحت الجبهة لحربٍ طويلة الأمد يشارك فيها كل من يتبجح وهذا انهاء كامل للهدنة التي تفرح بها اسرائيل وتتكىء عليها .وثانياً حجة على الفصائل الفلسطينية التي تريد منفذاً نحو فلسطين للنضال ليتفضلو ويثبتو انهم حقاً يريدون تحرير بلادهم .الرد سيكون أكثر من ذلك كلي ثقة ولكن هذا الإجراء بداية الحرب انتظروا ثقوا بجيشكم وبحكمة قائدكم .النصر يلوح وإن غداًلناظره قريب. عشتم وعاشت سورية

أيها النبيل الصالح أم أيها الصالح نبيل ؟ ليتك تفتح أوراق القيادات الحزبية الراهنة في فروع الحزب والشعب حتى تأخذ الأمور مجراها في الإشارة إلى النقاط السلبية والإيجابية لهذه القيادات ...... حبذا لو يتم تسليط الضوء على المنظمات الشعبية ولا سيما اتحاد شبيبة الثورة والنقابات .... واتحاد شبيبة الثورة حبذا حبذا حبذا ؟؟؟؟ حبذا لو تم تسليط الضوء على البعثيين الشرفاء الذين ظلموا ويظلموا حتى في هذه المرحلة .... الدولة ما تزال دولة البعث ...... فحري بنا الدفاع عن نهج البعث .... (الجمل): بما أني لست حزبيا لا أعتقد أن البعثيين سيفتحون لي أبوابهم وأوراقهم لإنجاز مثل هذه المراجعة.. وكما يقال: لارأي لمن لايطاع.. ولك حتى أن أحدا من البعثيين لم يتصل لمناقشة هذا الأمر...ترى هل مات البعث ؟

يعاني معظم الشرفاء من البعثيين من التهميش ........... وأعاني الآن مما قرأته في مقالتك أيها النبيل وما انتظرت من البعثيين ولم يكتبوه في تعليقاتهم على مقالتك . أين هم ؟ هل تسرب الإحباط إليهم ؟ ماذا ينتظرون ؟ البعث بحاجة إليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى .. أيها النبيل : أدعوك لكتابة ما قد يحفز هؤلاء أدعوك لأخراج الشرفاء من الظل إلى العلن إلى الساحات إلى المنتديات إلى كل مكان أيها البعثيون الشرفاء الجيش قادر على الحسم والانتصار ومحبتكم للرئيس الأسد وحدها لا تكفي ولا ثقتكم به هو يحتاجكم الجيش يحتاجكم الشعب يحتاجكم نظفوا البعث من الفاسدين احموا الانتصار القادم كونوا مع الاسد بالعمل وليس بالنأي أعلم جراحكم وآلامكم لكنه الوطن وتلك التضحيات كونوا مع الوطن والجيش والقائد بالعمل ليس إلا ...

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...