أسرار دمشق

02-04-2013

أسرار دمشق

ودمشق حكاية ودمشق رواية، سيف ووردة، وسوق يروض الطوائف ويجمع الأعداء كما لو أنهم أصدقاء.. ودمشق ماء في المآقي وسرٌّ كامنٌ تحت أساسات الجامع الأموي لا يدركه غير الأخيار والأبدال؟
آرامية يونانية رومانية عربية، إسلامية مسيحية يهودية وثنية، جعلها الرب داراً لرجل وزوجه وإبليسها بعد ترحيلهم من جنته وخلوده ونقائه.. للذهب والفضة تخشع وبهما تروض غزاتها وتقلم أظافرهم كما لو أنهم بشر؛ أهلها يحملون سرها ولا يدركونه لأن العصبية تشوش الرؤية والمال يعدمها، وسيأتي في يوم ما دمشقي ليس من دمشق فيكشف سرها ويقتلونه كما قتل ابن عربي، ليبقى السر موجوداً وغير ظاهر كأساسات الجامع الأموي التي بناها أتباع الإله حدد ..
وكان الشوام يوماً وثنيين متعصبين لآلهتهم الآرامية، ثم صاروا يهوداً متعصبين ليهوه، ثم غدو مسيحيين متعصبين لابن الرب، ثم مسلمين متعصبين لفرع أمية، لكنهم من غير أن يدركوا كانت نعومة السوق وتوازناتها هي ما يشكلهم، السوق الذي كانت تمر عبره قوافل كل الأمم وبضائعها وثقافاتها، فتعطي دمشق وتأخذ منها كما يأخذ بردى من أمطارها وأكسجين هوائها ويعطيها روائح نباتاته وزهوره وأشجاره عند منبعه ورائحة مجاريرها في منتهاه، بردى ككائن يولد عذبا قي الجبال ويشب هادرا في الوديان ويشيخ مالحا في بحيرة العتيبة لينتهي جثة عاتبة على الذين شربوا من مائه ثم خانوه..
لا يوجد شوام في الشام، هذا إذا صح قول علماء الآثار من أن دمشق بعد العصر الجليدي كانت بحيرة قبل أن تجف وتغدو واحة، إلا إذا صدقنا داروين بأن أسلاف الشاميين كانوا أسماكاً في هذي البحيرة ثم ارتقو حتى غدو بشراً سويا.. أما إذا عدنا إلى علماء الآثار فإن هجرات الإنسان الأول جاءت إلى ضفاف بحيرة دمشق من يبرود، فسكنو الكهوف على ضفافها كما في معلولا وصيدنايا وبرزة ثم حرستا فجوبر .. ثم جفت البحيرة بعد آلاف السنين وانوجدت واحة دمشق التي تشبه جنة آدم وحواء، تجري الأنهار من تحت غوطتها، فاستقطبت أطماع الأمم من كل حدب وصوب: غزاة وقوافل تجار، علماء وأطباء ولصوص، حواة وأنبياء وآلهة، وفدو إليها مع العموريين والكنعانيين والكلدان والسريان، ومع الفراعنة المصريين والآشوريين والآراميين والبابليين ثم السلوقيين والبطالمة والأنباط فالرومان، أمويون فعباسيون طولونيون فإخشيديون حمدانيون ففاطميون سلاجقة فنوريون وأيوبيون مغول ومماليك فعثمانيون فأرناؤوط .. جاؤوها من كل فج عميق، وكلهم باتو دمشقيون ليسو من دمشق، حكموها وأقامو أسواقها وبنو المدينة من حولها كرقعة الشطرنج، ثم رفعوا سوراً يحمي فسيفساء القوميات والأديان والطوائف والعشائر المختلفة ويوحدها أيام الخوف: منذ الملك رزين وابنه حزيون وحفيده طاب ريمون وابنه حدد الأول فالثاني فالملك حزائيل المقاتل الجبار «الذي كان يركع له الفرسان ويمسحون الغبار عن حذائه» ثم جاء ملوك آشور مع تغلات فلاصر الذي قتل رصين الآرامي وأنهى حكم الآرامين، ولكنه استمر في استخدام خططهم الهندسية وسياستهم الاقتصادية، فتغير الحكم وبقيت الثقافة الآرامية التي وسمت دمشق الأولى وكانت لغتها شفاها وكتابة، الآرامية التي اشتقت منها اللغتين العبرية والعربية، وبدأ تعريب المدينة مع مجيء الملك الغساني النبطي الحارث الثاني فالثالث أيام اليونانيين، حيث دخلت دمشق تحت حكم اليونانيين من السلوقيين والبطالمة الذين جلبو معهم مدارس الألعاب الأولمبية والراقصات وبنو الحمامات والمسارح وأنشأوا شبكات المياه ورصفوا الطرق وشقوا الشارع المستقيم الذي اسمه اليوم مدحت باشا وصارت دمشق تتكلم اليونانية وتناقش مذاهبها الفلسفية في مدارسها وأكاديميتها حوالي أربعة قرون.. وبعدهم جاء بيزنطين الروماني فبنى معبد جوبتير فوق معبد حدد الآرامي ثم قامت كنيسة يوحنا فوقه بعد دخول روما في النصرانية وتحولت أخيراً إلى مسجد زمن معاوية بن أبي سفيان بعد منازعات طويلة مع مسيحييها..
إذن لا يوجد دمشقيين في دمشق: فقد سكن اليونانيون في حي خاص بهم إلى جوار السريان ثم جاء العرب الأنباط فأقاموا حيهم فاليهود والأرمن والرومان كذلك، ثم أقام المسلمون العرب والتركمان والشركس أحياءهم قبل أن تنقسم إلى حي للشيعة وآخر للسنة إلى جوار حيي اليهود و المسيحيين في شكل متصالب مركزه الكنيسة المريمية والمأذنة الوحيدة في العالم التي لاتمتلك جامعا، كوثيقة صلح بين خالد بن الوليد والقمّص الذي فاوضه على حياة المسيحيين واليهود قبل أن يفتح باب دمشق الشرقي لغزاتها المسلمين .. إذن منذ البداية حكم دمشق وشكلها دمشقيون من خارجها فأقاموا داخل السور مع عائلاتهم وحاشيتهم وجواريهم وعبيدهم وأقطعوا قادتهم العسكريين وعشائرهم المقاتلة القرى المحيطة بدمشق: فجاء الأرمن مع القائد تيغران الكبير واليهود مع داود والمسلمون مع أبي عبيدة وخالد فمعاوية وسلالته الأموية ثم موسى بن يحيى البرمكي زمن العباسيين فالسندي بن شهيد فعيسى بن محمد النيسابوري ـ وكلهم ليسو من دمشق ـ ثم جاء عصر المماليك فحكمها أماجور ولؤلؤ وطغج والإخشيد وألب طغين ويلكتين التركي فبكجور ـ منجوكين ـ تزمالت ـ يوسف بن يروخ ـ أنوشطكين ـ سبكتكين ـ أتسز ـ سوتكين فسلالة الزنكيين فالأيوبيين وبعده جاء هولاكو فبيبرس وأيبك وأقوش والظري وآيدمير وسنقر وطرنطاي والكثير من الشركس الممماليك: كشك وأقوش ويلبغا وأرغون وأرقطاي وقتلجا ومنجك وتيمور وآقباي وجقمق وكنباي وقانصوه وجنبلاط وسودون وجانبردي، وأغفلنا أكثر من هذا العدد من الحكام الذين بذروا سلالاتهم أيضا داخل السور قبل أن يأتي القادة العثمانيون ويخلفوا سلالات جديدة من الدمشقيين: سنان وكشك وسلحدار وأرسلان وأوغلو وأرناؤوط وعثمان زاده أيدن وطوبال وأحمد باشا الجزار (حكم دمشق 4 مرات) ثم إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا الأرناؤطي ومحمد باي وميرزا سعيد باشا وعشرات الباشوات العثمانيين الذين أخذت أحياء دمشق وأسواقها أسماءهم وتعتبر سلالاتهم اليوم من أقوى العائلات الدمشقية التي كانت داخل السور ممن كانو ينظرون بعنصرية وفوقية إلى فلاحي الأرياف المحيطة التي سكنها العسكر وباقي بيادق الأمم التي غزت دمشق وحكمتها، فبقى الريف عالماً ساكنا لا يتطور، يفتقر إلى المدارس والمشافي والأسواق والحمامات والخانات والطرق والأسوار وظل الدين هو ما يحرك هذه الجموع الأمية حتى اليوم، الدين الذي كان يشكله الكهنة بما يناسب السلطان وإقطاعييه الذين يقع على عاتقهم سوق فلاحيهم إلى القتال أيام الحرب واستغلال جهدهم وغلالهم في السلم..
إذن دمشق الواحة كانت معبر القوافل ومكان التقائهم وتبادل بضائعهم وحكاياتهم، فتطورت التجارة فيها إلى درجة أنه وجد داخل السور أكثر من 45 سوقاً كانت الضامن الأساسي للتعايش تحت ضغط مصالح الأمم المختلطة التي تعيش في أحيائها المتداخلة، فكانت دمشق أشبه برحم يستقبل بذور الجميع لينتج أذكى وأنجح تجار العالم.. التاجر الساحر الذي قد يخسر جزءاً من أرباحه أثناء الأزمات وركود السوق ولكنه لا يفلس أبداً، هل سمعتم بتاجر شامي أعلن إفلاسه؟ إن هذه البراعة هي التي أوجدت سلطة غرفة تجارة دمشق التي لم تحتج يوماً إلى بورصة بعكس كل أسواق العالم، وهذا مقال آخر قد نكتشف أسراره فيما بعد..
غير أن هذه القوميات والطوائف، داخل السور بقيت رهينة عنصريتها الشرقية، فلم يكن هناك تزاوج إلا بين الحكام والأمراء بهدف التحالف التجاري والعسكري، وداخل الطائفة الواحدة بين الرعايا، وبقي النفاق الاجتماعي الذي تضبطه السوق هو السائد، كما بقي الإله هو المحرك لأخلاقيات السوق، حيث كل مجموعة عرقيه أو دينية كانت تضع رأسها وأيديها في السوق وتسند أقدامها على جدار معبدها الذي ينهض في نهاية كل سوق سواء كان كنيساً أم كنيسة أم جامعاً، فكانت السوق هي الكعبة التي يتفيأ بظلها الجميع، وكانت تسمن وتغنى مع كل قافلة تجارية تعبرها، وتفقر مع كل غزو جديد.. وهكذا امتزج الاقتصاد بثقافات الأمم وأزيائها ومطابخها وأنتج الشخصية الشامية الفريدة من نوعها والتي توحد أهلها عنصرية داخل السور وتفرقهم العبادات، كما بقي خارج السور خاضعاً لسيطرة زعماء العشائر والقبائل، يحكمونه بالعسف والجشع ويشترون سلطاتهم من داخل السور بما يجمعونه من عرق الفقراء وتعبهم، حتى جاء حزب البعث، وهذي قصة أخرى.. وبدورهم كان حكام وأمراء دمشق يحرصون على ألا يقوى أي من زعماء وفتوات البلدات المحيطة بما يتجاوز قوة الحاكم، وهكذا كانوا يضربونهم مع بعضهم بالعصبيات تارة وبتداخل الأراضي الزراعية تارة أخرى، وهذي سياسة اخترعها الخليفة معاوية الذي كان يؤلب القيسيين على اليمانيين فتنشب المعارك بينهم حتى قيل أنه قتل في أحد معاركهم أكثر من 18 ألفاً في ضاحية المزة..
والواقع أن ثقافة سكان ريف دمشق لم تتطور كثيراً، منذ أن كانت دمشق بحيرة يحيطون بها ويستثمرون غاباتها، فكانوا وثنيين كما في برزة ويهوداً كما في جوبر ثم مسيحيين في صيدنايا ومعلولا وعربين ثم إسلاماً أميين لم تخرج منهم أي شخصية مهمة تركت بصمتها التاريخية.. وهذا ينعكس على سلوك المتمردين ضد الدولة اليوم، إذ بدأت الإحتجاجات في سوق الحريقة الدمشقي بشكل سلمي ومدروس، وبعدما تلقفها ريف دمشق حولها إلى تمرد غاضب يحرق المؤسسات ويعتدي على موظفي الدولة أولاً ثم مسلح ثانياً، فأحجمت عنه المدينة الدمشقية، وكانت نقطة الافتراق بعد مرحلة الإضراب الإجباري حيث رفع المسلحون الريفيون شعار "إغلاق أو إحراق" فأرعبوا السوق الدمشقي العريق بغبائهم وسوء ارتباطاتهم الخارجية، حيث اكتشف الشوام أن أغلب الريف قد بات يدين بالوهابية السعودية بعدما ابتعد عن الإسلام الشامي المعتدل الذي أنتجته ثقافة دمشق عبر 1400 سنة من الترويض للجانب البدوي العنيف في الإسلام.. وخلال العامين الماضيين ارتد الريف بضعة قرون إلى الوراء بعدما أغلق "جهاديوه" مدارسه وجامعاته ونهبو مشافيه ودمرو مصانعه ومراكز البحوث فيه وأحرقو محاكمه ومقاسمه وقتلو وهجروا الخبرات الوافدة إليه، ولم يتركو من بقايا الحداثة سوى الأسلحة والمفخخات وأجهزة الإتصال بمحطة الجزيرة القطرية !؟ لقد حكم هذا الريف على نفسه بالذبول وقريبا باليباس والإختفاء بعد نصف قرن من العمل على محاولات إدخاله في النسيج المدني الدمشقي ... لقد انتصر رعاعه على كائناته العاقلة التي فرت هي الأخرى بعيدا عنه..
وبامتناع دمشق عن الاستمرار في الحراك، الذي بات يديره مؤدلجو الإسلام السياسي الإخونجيين مدعومين من العثمانيين الجدد والوهابيين السعوديين والقطريين ودخول القادة الصليبيون على الخط، السادة الذين يحمون وجود إسرائيل منذ نصف قرن، تشعب التمرد وتشظى ولم يعد هناك أي شيء يشبه الثورة، فقد افتتح صندوق الشرور ورأى الدمشقيون ما فعله ثورجيو الأرياف بمصانع حلب وأسواقها، فزاد نفورهم وإحجامهم بما فسره المتمردون بوقوفهم إلى جانب السلطة.. السلطة البعثية التي تحالفت مع غرفة تجارة دمشق فأبقت على حيويتها زمن الأسد الأول وزادت في انفتاحها زمن الأسد الثاني، كما توقفت ثورة البعث عند أبواب الأوقاف، التي تمتلك ربع عقارات العاصمة وريفها، ولم تتدخل في شؤونها، بل وشجعت على بناء المزيد من المعاهد والجوامع والأسواق والتوسع خارج السور إلى أن تحولت دمشق القديمة إلى مجرد متحف وبيوت أكابرها إلى مطاعم ومقاهٍ ونوادٍ للسهر بعدما خرج أعيان دمشق وأكابرها للسكن في الأحياء الجديدة خارج السور واكتفوا بالدعوة للحفاظ على المدينة القديمة كإرث من الماضي المجيد..

فدمشق إذن حكاية ودمشق رواية، سيف ووردة، وسوق يروض الطوائف ويجمع الأعداء كما لو أنهم أصدقاء.. ودمشق ماء في المآقي وسرٌّ كامنٌ تحت أساسات الجامع الأموي لا يدركه غير الأخيار والأبدال؟

ملاحظة: آخر الهجرات إلى داخل السور كانت هجرة الفلسطينيين الذين أسكنهم الرئيس حافظ الأسد في حي اليهود بعد سماحه بهجرة الأخيريين في ثمانينيات القرن الماضي، حيث رأى أن من حق الفلسطينيين الذين شردهم اليهود من فلسطين أن يسكنوا بيوتهم في دمشق، لكن هذي البيوت مازالت في القانون ملكاً لأصحابها من الدمشقيين اليهود ..

تنويه: ليس الدمشقيون فقط، وإنما سائر السوريين أيضا يحملون قدرا من العنصرية القومية والدينية والعائلية والطبقية والعرقية و العنصرية الجغرافية بين مدينة وأخرى وحتى بين أهالي "باب الحارة" ضد حارة الضبع المتفقتان على كراهية الفرنسي في المسلسل الخليجي الذي يمثل فيه السوريون جميعا.. إنه الخوف التاريخي من الآخر المتفوق الذي يحمل جديدا يهدد كيان وقواقع المحافظين بيننا ..

نبيل صالح

التعليقات

سكن الفلسطينيون في حارة اليهود منذ الخمسينات جنباً إلى جنب مع سكان الحارة الأصليين في بيوت استأجرتها الأونروا ومؤسسة اللاجئين ولم يسكنهم أحد (الجمل):التجار "المقدسيون" كما الحلبيون يتعاملون مع دمشق منذ قرون، وهناك عائلات دمشقية مسيحية وإسلامية تحمل كنية قدسي ومقدسي ولم يكن يطلق عليهم آنذاك صفة"فلسطيني".. وكانت تعاملاتهم التجارية وطيدة مع اليهود حتى حصول النكبة..وأول هجرات النازحين "الفلسطينيين" سكنت في مخيمات بأرض الدويلعة شرق السور. وأول النازحين الفلسطينيين الذين قطنو داخل السور نزلو لدى عائلات المجاهدين الشوام ممن حاربو في فلسطن، في حيي الأمين والشاغور المحاذيين للحي اليهودي، وقد تمت مصادرة مدرسة الإليانس اليهودية لتدريس أبناء الفلسطينيين ..ولم يكن باستطاعة أحد السكن في الحي اليهودي قبل موافقة الفرع الأمني المشرف على الحي، ويمكنك اليوم زيارة البيوت اليهودية التي قطنها فلسطينيون و(استهلكوها)بأجور رمزية تحولها الأونروا إلى المالية السورية. ويمكنك أن تتأكد أيضا من القاطنين فيما إذا كانو قطنوها أيام الأسد أم لا..إن حالة الإنكار هذه لا تساعد الفلسطينيين ولاتدعم القضية الفلسطينية يا أخي المعارض..

قرأت مات مادون اعلاه وخلاصته: اي اخرطي.... يلزم لكم بالفعل شوية نجارة للطابق الفوقاني هذا اذا ابقاه لكم الجيش العربي السوري ومانسفوه او رماه بشي قذيفة من مأجور اعور مشان تصيب مية بالمية. (الجمل): من السيء أن يبدأ الفرد بالكتابة قبل أن يتعلم القراءة ..

سيد نبيل... في كل مقال جديد تتحفنا بمعلومات جديدة باسلوب سلس رشيق ومهما طالت المقالة تشدنا الى متابعتها حتى النهاية حرف حرف وكلمة كلمة ولانشعر بالضجر او السأم ونحن نقرأ مقالاتك بشغف وهذه الميزة قلة قليلة تمتلكها في عالم الكتابة في الصحافة شكرا لك (الجمل): أخ سليم، نعمل على تفكيك البنى العنصرية والألغام التاريخية كيما نتفق جميعا على مفهوم أن البشر نوعان : جيد وسيء بغض النظر عن الدائرة التي خرج منهاالفرد..

على هامش موضوعك الهام: في هذه المرحلة، وهذه الظروف والمعطيات، ولا سمح الله إذا تحقق ما يريدونه لسوريا، ووفقاً لتصرفات المعارضة وآخرها طريقة اختيارها للحكومة المؤقتة، فأحد أقوى الاحتمالات هو أننا سنخرج من حكم الحزب الواحد، إلى حكم الحزب الواحد..الأحد.. (الجمل): اطمئن ياعزيزي فلا أحد يستطيع أن يحكم دمشق..

سكنت دمشق لعقدين و نيّف فسكنتني، بياسمينها و وردها الجوري من أيام البساتين المتداخلة بين البيوت إلى ما بعد ما أموت. دمشق ستبقى وجهة المصلّين و الغزاة. من شرب من عين بردى و الفيجة يعرف غِنى دمشق. يعيش في دمشق من يعرف قانونها "التجارة" و "التجارة شطارة" بكل شيء، فإن استطعت أن تبيع و تشتري أي شيء و كل شيء استطعت أن تكون دمشقياً، كل شيء يعني من الإبرة حتى الطائرة و الدبابة، و مروراً بالياسمين و العلم و الدين و العرض و الأخلاق و القيم و القلم أوال"Keyboard". من يفهم هذي المعادلة يعيش بسلام. جاء البعث في النصف الأول من القرن الماضي بأفكار عروبية فهضمته دمشق و تبنّته على أمل توسيع أفقها، إلا أن البعثيين، أكثرهم، قاموا بأنفسهم بالتعايش مع البيع و الشراء فظهر الفساد و انتشر كالنار في الهشيم في كافة الأمصار الشامية. دمشق تستطيع أن تعيش آلاف السنين و سيندحر الغزاة كما اتدحر أسلافهم، و كذا ستهضم أقوام كما هضمت أقوام. كما دافع الدمشقيون عن تجارتهم و تعدديتهم، يدافع الفقراء من أبناء سوريا في صفوف الجيش العربي السوري عن سوريا و عن هذا النسيج الدمشقي الرائع، فطوبى للشهداء و الجرحى و بليون تحية لجيشنا الباسل. أستاذ نبيل: أرجوا ترجمة هذي المقالة إلى عدة لغات و نشرها في الصحف الغربية، عسى أن يقرأها بعض العرب ووو بعد إعادة ترجمتها إلى اللغة العربية، إن استطاعوا القراءة.. أخوكم القاضي (الجمل): عزيزي القاضي، ما الفائدة من الترجمة للغرباء إذا كان إخوتنا غير قادرين على ترجمتنا خارج دوائرهم العصبية!؟ هل قرأت ماتقدم من تعليقات ؟ لولا الشتائم الفاحشة لكنا نشرنا ما هو أفظع..تحية لحماسك والله مع الصابرين..

هناك كتاب لا أذكر كاتبه بعنوان " هؤلاء حكموا دمشق " ويظهر فيه أن كل الذين حكموا دمشق منذ نشأتها وحتى عصرنا هذا ليسوا دمشقيين وهذا ربما يؤكد كما أشار الأستاذ نبيل أنها كانت واحة وفسيفساء وستبقى

(وسيأتي في يوم ما دمشقي ليس من دمشق فيكشف سرها ويقتلونه كما قتل ابن عربي) (الجمل): سيعقرون جملي مرة أخرى ياشوباصي ..

عقول لاتقرأ وان قرأت لاتفهم وان فهمت لا تعمل وان عملت تغلط وان غلطت لاتصلح وان صلحت خربت واذا خربت العقول فلافرق بيننا وبين البهائم حتى ان البهائم تمتلك الرحمة ونحن لانمتلكها حسبنا الله ونعم الوكيل يعني هذا يلي فوق مكتوب كله تاريخ حتى التاريخ فيه معارض ومؤيد شلون بدنا نعيش بكره مع بعض شلون . ملاحظة :انا اراك يا استاذ نبيل معارض ومعارض من الطراز الاول بس في بعض الحمير مفكرينك موالاة انا هيك بشوفك ما بعرف يمكن كل واحد بحب سوريا وبحب دمشق صار موالاة.

يحكى أن دهشق .. سيتأمر عليها كل رؤساء وملوك الارض لدمارها .... ومن ثم يندمون و تبكيها كل شعوب الارض وتجارها التي عهدت اسواقها ... ولربما كان سر صراعها هو ذلك السر المدفون؟؟ ... ذلك السر الذي مضى عليه قرون من الزمن فهم لم يصدقو انهم دفنوه بأيديهم ولربما ينكشوه ليثبتو لأنفسم انهم عماة لايرون ( فيقولو ليس من سر هناوكلامك يا نبيل محض عبث وافتراء )

إنه الصراع المستمر منذ بدء وعي الإنسان لوجوده، الصراع بين من يملك شيئاً ومن لا يملك، ثم الصراع بين البداوة ومراكز التحضر، بين الآلهة الرعوية والآلهة الزراعية، تتمثل في الميثولوجيا بقتل قابيل المزارع لأخيه هابيل الراعي، وبتحليل التاريخ تكون الحادثة انتصار الزراعة والاستقرار والتدجين والتمدن على الترحال والبداوة والغزو، مع ذكر أن البداوة فيها مما سموه بعد ذلك الأخلاق العربية، ومنها قرى الضيف و إغاثة الملهوف....، وهي أيضاً برأيي كانت نتيجة الضرورة وإمكانية تعرض أي شخص للضياع في الصحراء أو لهجمات الوحوش أو للجوع والأهم العطش، فكان الصحراوي يكرم الآخرين كي يكرموه إذا تعرض لنفس الظرف، ولا يعلم أحد إن كانت هذه الأخلاق قد أصبحت طبعاً وانتقلت باللاوعي الجمعي للعرب أم لا، لأن ما لا يزال يظهر منهم لا يدل على تأصل هذه الأخلاق فيهم، وما هذه الهجمات على الحواضر السورية وعلى سوريا الحضارة إلا صراع بين البداوة والتخلف والتعصب والثأر من جهة ، وبين الحضارة والتمدن والتسامح والتقدم من جهة أخرى، واستمرار لطبيعة الصراع المذكور أعلاه. دمشق، كما سوريا، لن يحكمها أحد، لن يعتلي صهوة هذه الفرس الأصيلة إلا من يفهم تنوعها واختلافها ومدنيتها ويفهم تاريخها وحيوتها، ويكون فيه بعض صفاتها أو كلها، ربما تمكن من حكمها من لا يمتلك بعض صفاتها لكنها دائماً تلفظه وتعاقبه، الصراع لن ينتهي إلا بانتهاء وجود الأنسان، بدأ مع وعيه لوجوده ولن ينتهي طالما هو موجود، وطالما الاختلاف موجود، وطالما بقي من البشر من يحلون أزماتهم بتصديرها ويستعملون كل نقاط الضعف في الشعوب الأخرى للسيطرة عليها واستغلال ثرواتها والتمتع بها، ونقاط الضعف لدينا معروفة جداً لكن يبدو أن وجودها من ضرورات الحياة في منطقتنا، سيذهب الجميع وتبقى سوريا، تمرض وتتالم وتجوع وتعرى، لكنها تعود كل مرة كما كانت، فاعتبروا يا أولي الألباب. (الجمل): شكرا للتوضيح ياسيزيف

من يمثّلني؟ الفقراء يمثّلهم الفقراء، و الأغنياء كذلك. المهربون يمثلهم المهربين. قضية التمثيل في المجالس المنتخبة محلية كانت أم نيابية قضية شائكة، حيث لا يستطيع أن يصل إليها إلا كل شاطر أو مدعوم، و لكن نحن من ألهَتنا العلوم و الإنسانيات من يمثّلنا! أما القضية الشائكة الأعظم فهي الإنتماء، إلى من\ما أنتمي؟ أنتمي لعائلتي، لحارتي لقريتي لمذهبي لديني لطبقتي الإجتماعية لحزب لنقابتي لمحافظتي "لوطني" للإنسانية. كلّها انتماءات مشروعة، و لكن أن تطغى إحدى هذه البواتق على الباقي فهو تعصّب. و أنا متعصّب لوطني سورية في هذه المرحلة بعدما كان انتمائي لسورية ظاهراً و ليس طاغياً. في هذه الحالة من كان يمثّلني في السياسة و الأمور اليومية، لم أكن أجد من يمثّلني ليتكلّم بصوتي و يحلّ مشاكلي أو يحقق طموحي؛ إلا في السياسة الخارجية المعادية للخط الصهيوني. من يمثّلني عليه أن يعمل من أجلي و لمصلحتي و لمستقبل أولادي.. ما زالت الدولة السورية تمثّلني و أنتمي إليها و الجيش العربي السوري هو ضمانها، أما أشباه المعارضة فلا تمثّل إلا مصلحتها في كرسي لتأخذ الكرسي ممن يجلس عليه و تنهب ما ينعم به الكرسي (المنصب). الأخوة في لبنان ما زالوا يبحثون عن من يمثّلهم بعدما اختُزل الوطن بالطائفة الإنتخابية. أخوكم القاضي

أوافق معظم كلامك فدمشق لم يحكمها الدمشقيون يوما وانما حكمتها المصالح والأموال والقوى العابرة وهي كليا تختلف عن ريفها الملاصق ربما للاسباب التي ذكرتها لكن يا صديقي ربما اخالف تصويرك على أن التاجر الشامي هو ذلك التاجر الشاطر الذكي الذي جعلته يناطح تجار أمريكا ورورسيا وحتى دول البعير . ذلك ان التاجر السوري كان حربوء فقط على ابناء بلده فهو لم يستقطب أموال من الخارج بل على مدى العقود التي عاصرتها فان مصدر ارباحه وربما ثروته كلها هي من السوريين أنفسهم .

-أعجب بكتاباتك وادهش من غزارة التاريخ في كل سطر من سطورك. -رأيت أن أن بعض الأخوة الذين كتبوا قبلي لم يعجبهم التاريخ وهم أيضا يريدون التعدي حتى على الحقيقة وهم لايريدون تصديق الواقع والتاريخ . (الجمل): إرضاء الجميع غاية لاتدرك، المهم أن تعلق فكرة لدى القارئ، وهذا بحد ذاته إنجاز في مجتمع كل فرد فيه مكتفٍ بعقله..

انها مشكلة المشاكل و اصل العلل استاذ نبيل هي عدم احترام العلم و اصحابه من شريحة لا بأس بها هذه الايام و غابرها! في حين يقدر شيخ (حقه 3 فرنكات) ان يجند الاف في اقل من لمح البصر انه ذلك الجينوم العربي الذي افلست الرسل عن التأثير فيه حتى عبر احداث طفرة فيه فهو من اشدّ الجينات مقاومة لامر الله اولا و للعلم ثانيا فنحن العرب او اسلافنا منذ فجر التاريخ حتى اليوم (قتلنا و حرقنا و صلبنا وووو.... ومازلنا) معظم رسل و أنبيائه و فتكنا بعضنا ببعض و ما زلنا لعدة اسباب لعل اهمها برأيي المتواضع انها جلّ ما نجيد هو اكل لحوم بعضنا موتى و احياء و الشواهد من التاريخ و الحاضر أكثر من ان تعد او تحصى (انه ليس جلدا للذات بل قراءة للواقع و التاريخ) و فقط سوف اسرد بعض الامثلة بداية حرب داحس و الغبراء سببها و نتائجها و مدتها الى حادثة السوري الذي عرّيّ في طرابلس يوم امس مرورا بكل ما حدث و يحدث في اصقاع البلاد العربية و الاسلامية و التي سببها وحيد و أوحد هو جينوم الجهل الذي نفاخر فيه على كل امم الارض و نرفض ان يمسه سوء من بين يديه و من خلفه! دمتم استاذي الكريم

In reply to by المراقب السوري... (لم يتم التحقق)

هي دمشق معجزة الله على الارض و احد اسراره... عرفها اثنان : معاوية فحكم العالم القديم .. و الاسد الاب فأعجز العالم و من بعده الاسد الابن و سيحكم العالم. قد يعترض الكثيرون و لهم الحق في الاعتراض. و لكن التاريخ و الجغرافيا لا تهتم كثيرا للاعتراضات. التاريخ و الجغرافياهما الاكثر ديكتاتورية في العالم فلا تهتم بكلينتون و بان و كيري و لافاش كيري و حسين اوباما "ابو عمة". هي دمشق التي تراقب و تتسلى بمعجبيها و تقتلهم متى ارادت و لا تدين الا لعشاقهاالخلص....... هي دمشق يا اولاد الزناة ... فانتظروها عندما تفقد صبرها.

بناء على ما ذكرته أستاذ نبيل : حتى آدم وحواء وإبليسها لم يكونوا شوام !!! إلا في حاله واحده فقط : إذا كانوا أسماك وفق نظرية دارون طيب مجلس الإئتلاف يعتقد ويحاول أن يقنعنا بأن حمد بن خليفه شامي أباً عن جد والدليل قيام معاظ الخطيب بتقديم استقالته لسمو الأمير شخصياً !!!!!! ممكن ولكني أختلف معهم على أمرين اثنين : الأول أنا أعتقد بأنه كان بغل وليس سمكه !!! والثاني هو أنني أعتقد بأنه لم يتطور بعد بل ما زال بغلاً شموساً (الجمل): الشيخ معاز يمشي على نهج الشيخ تاج مع فارق أن الأخير كان يفهم بالسياسة كما أن سياسيي الإستعمار الفرنسي كانو أقل غباء من سياسيي واشنطن اليوم.. والإئتلاف يمشي بالمقلوب بقيادة الإخونجيين ..

خطف قتل تشريد تقسيم كيماوي تفجيراغتصاب جهاد نكاح غلاء اسعار تشردبيع نساء بيع اطفال هاون مدفع قنص قتل على الهوية اصبح الوطن حقل رمايةانها الحرية والربيع السعودي القطري الذي يحمل الخير للجميع اذا حدا عنده اضافات على الربيع السعودي القطري يتصل على قناة الجزيرة والعربية مستعدين نقبل جميع الاقتراحات الارهابية وخاصة المتعلقة في فن الارهاب والقتل وتقسيم المجتمعات الامنة طبعا كله بثمنه وبالدولار وشعارنا طبعا معروف للجميع حرية.

استاذي النبيل.... تحية وبعد لا اعرف لماذا اشعر بالاسى والحزن عندما يتم ربط حزب البعث بتجار دمشق؟؟.. هل بسبب عقدتي من كوني ابن فلاح وبعثي وهجرت البعث هربا من رفاقي التجار ؟؟؟ لم تكن دمشق يونا إلا ساحة صراعات.. ولكني رغم انني لست دمشقي الاصل.. إلا انني دمشقى الهوى والمولد وعشت معظم حياتي فيها قبل ان أخرج من اسوارها وطبعا ليس هربا من تجارها ومصلحتهم التي هي فوق كل اعتبار...ويبيحون ويحرمون على هواهم... تجار دمشق هم من اشعل فتيل الفوضى وكان الامر مدروس ومن ثم انسحبوا بهدوء ولكنهم فوجئوا بحجم النار... فلم يعودوا يعرفوا ماذا يفعلون وان بدأ قسم كبير منهم في البحث عن تجارة خارج الاسوار ولكن بالتأكيد ليس في الارياف... لا ثقة لي بتجار دمشق... وانت كما قلت "السوق هي الكعبة التي يتفيأ بظلها الجميع" وانا ومثلي كثيرون لسنا ابناء اسواق او تجارة..ولكن ما لفت انتباهي هو ان الصراع بالنهاية بين تجار المدينة وابناء الارياف ...على الاقل حاليا رغم التناقض.. بين هدف ابناء ريف دمشق حاليا وهو اسقاطها تنفيذا لفتاوي اسيادهم من آل نعاج وآل تعوس.. وابناء الريف الاخرين المدافعين عنها....وربما هذا من اسرار دمشق.... دمشق هي دمشقنا التي تقف بوجه العالم وبوجه الكثير من أبنائها .. من داخل وخارج السور.. وما زلت أسأل.. هل يرغب من في الخارج الدخول إلى دمشق من أجل اسواقها أم من اجل تجارها؟؟؟؟ خاصة وانهم كل فترة يتحفوننا بمعركة الدخول والسيطرة على دمشق... ونسي هؤلاء ان دمشق عبر التاريخ لم ترضخ... ولن ترضخ وسيسقطون على اسوارها او تبتلعهم بطريقتها الخاصة ..ولهزلية القدر ان.دمشق مدينة التجارة والتجار غالبية من يدافع عنها هم ابناء الفقراء .. الذين يشكلون نواة قواتنا المسلحة... دمشق كما قلت حكاية ورواية وربما اسطورة من يكشف سرها يموت.. ولكن المؤكد هو انها لا تموت... وتبقى هي كما عرفناها دمشق ... قرات مقالك عدة مرات وفي كل مرة أرى جديدا.. وعبرة وواقعا وحقيقة مرة حينا وحلوة احيانا...كناسابقا نطمح إلى دمشق حديثة وعصرية ومتطورة ووووو وحاليا نريد دمشق كما كانت مدينة الامن والآمان...وعلى الدوام الصامدة في وجه اعدائها .. وكما قلت استاذنا الرائع..ودمشق حكاية ودمشق رواية، سيف ووردة، وسوق يروض الطوائف ويجمع الأعداء كما لو أنهم أصدقاء.. ملاحظة: اخشى ان يهدر سكان بعض الريف الدمشقي دمك لانك قلت عنهم انهم كانوا يهودا ووثنيين ... وغير ذلك .. وهم يعتبرون انفسهم مسلمين ووهابيين قبل الاسلام بألاف السنين... ويا دمشق عاد الصيف... فهو يعود الصيف كما كان؟؟؟ (الجمل): وأنا ولدت في بيت بعثي ياعزيزي ، أما الأعمار فبيد القدر وأعرف العديدين ممن يرغبون بموتي.. وأما بالنسبة للشهامة والشرف فقد استودعهما الله في أفئدة الفقراء.

و دمشق ليست اكثر من حجر و تراب و ازدحام بشر ، لا تقدم و لا تؤخر شيئاً عند محتل ، فالمطلوب من دمشق ليس دمشق و انما شيئا آخر يقيم اليوم في دمشق . و لو اقام المطلوب في قرية ببادية الشام ، لكانت تلك القرية أهم من ساحات الأمويين و العباسيين و فوقهما ساحة كفرسوسة أيضا . فدمشق لم يحمها أهلها بقدر ما حماها سكانها !! فالتاجر لا يرى في البندقية سوى بضعة كيلو غرامات من حديد ممكن بيعها في أي سوق .. من حمي دمشق على مر التاريخ سكانها العابرون مع حكامها ، و إلا لانتهت دمشق في أول معركة ينتصر فيها غازٍ. و هذا سر دمشق ، و هذا ما اتفق عليه " تستطيع دائماأن تحكم دمشق ... حتى آخر قطرة دم لديك ".

دمشق جبهة المجد، هكذا أرادتها سوريا، شعباً جيشاً و شعباً و رئيساً؛ أما حكومةً، فبدون تعليق.. المجد لسوريا و الشعب و الجيش و معهم رئيس البلاد يمكنهم أن يعطوا دروساً للعالم عن المجد و الكرامة. هاماتنا عالية و همّتنا أعلى أينما كنّا و سنكون حتى في الموت نموت شامخين. أما الحكومات المتعاقبة التي كرّست الفساد فكانت و ما تزال ممرمغة رأس السوريين بالتراب لأجل حفنة من الأموال الحرام و البقاء في المناصب لأبد الآبدين. صمد الشعب و الجيش، و في المحافل الدولية نتكلّم رغم الموت و الجراح و الخراب بقوّة و عزة و كرامة. بينما يعتمد عبدة الكراسي المعارضين ما كانوا يحاولون فعله قبل معارضتهم، أي الحصول على المال و الكراسي بأي ثمن، حتى لو خرب البلد و تيتّم الولد. إلى متى ستبقى حياتنا مرهونة لأشخاص لا يهمهم سوى جني الأرباح سواء داخل منظومة الحكومة و البلد أم مموّلين من الخارج و بأسماء متعددة!!!. كرهنا الديموقراطية و الحرية، و لم يبق لنا سوى الكرامة و العزة و العنفوان الذي يدافع عنهم جيشنا البطل. و لكن من يفكّر بمستقبل البلاد و العباد بعد هذه الأزمة الجلل؟ لا أجد من لديه رؤية كيف ستدار الأمور، بعد انتهاء الحرب. لن يبق من سوريا إلا الدمار إلا إذا خططنا من الأن لفترة ما بعد الحرب، و هنا لا أقصد النظام السياسي، بل الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي. أم أن هذا الشعب الصامد هو الهم الأخير للحكومة و المعارضين على حد سواء!! و كما تحمّل هو و الجيش عبئ الحرب عليه أن يقوم من جديد من فقره و دماره بتحمّل كل هذه الأوزار!! نريد تخطيط لا تسجيل للأحداث، نريد أفعال لا ردود أفعال. أخوكم القاضي

بعد ان جفت الواحات و تحولت الى سراب لم يبق لنا الا واحتك أيها الحادي النبيل أنا متابعة لكل ما تكتب انت تذكرني بمحمود درويش هو يختصر التاريخ وإسقاطاته الواقعية بقصيدة موسوعية وانت تختصر التاريخ والواقع وتستشف المستقبل بقصيدة نثرية . يسعدني أيها النبيل ان تقبلني بقافلتك وانا المغتربة بكل شئ الا عن سوريا.انا لن أضيف شيئا جديدا على ما يكتبه الأخوة القراء بجدلهم المميز على قصيدتك فانا اكتفي بما تكتبه وبما يجادلونك به ولكن اريد فقط ان أسألك سؤال واتمنى ان تجيب عليه وهو الى متى ستظل دمشق وبغداد تدفع دما ودموعا ودمارا عن هذه الامه المنحطة اما ان الأوان لان يتحرك المحور المقاوم للثأر و الانتقام من كل هذه الدول المارقة وفتح أبواب جهنم على كل تورط في الحرب على سوريا والبدء بحرق هذا الكيان العابر لان امريكا الاستعمارية تعتمد على الكذب والمراوغة فهي كلما فشلت مؤامرة تزج باخرى فهي لا تدفع لا دولار ولا نقطة دم طالما ان عواهر الكاز يدفعون ومرتزقة الكون يتدفقون من كل الحدود لخدمة الصهاينه فلماذا التسوية وأظن ان امريكا لن تسلم بهزيمتها وستدفع بألف سيناريو لاستنزاف الدولة السورية فهي غير مستعجلة للتسوية وكل هذه الهمروجات الإعلامية لكيري والاتحاد الاوروبي المازوم ليست الا لإطالة أمد الحرب فإلى متى ينتظر الحلف المقاوم ؟!!! حتى لا يبقى من سوريا غير اسمها ؟!!! ان الحرب على الكيان السرطاني هي حتمية لان منطقتنا لن تنعم بالاستقرار والتنمية والرفاه الا باقتلاع هذا الكيان العنصري المؤسس للإرهاب وسيكون الانتصار السوري على هؤلاء المرتزقة منقوصا اذا لم يمتشق هذا الحلف صواريخه المقدسة لتضئ سماء فلسطين بكتل اللهيب المباركة بعد ٦٥ سنه من ظلام الاحتلال .ودمتم ودامت سوريا. (الجمل): يارجاء، ستبقى نظرة الخارج نحو دمشق وبغداد نظرة استعمارية وكلما ترهلت العروبة والإسلام ضعفت المدينتان وأصبحتا فريسة سهلة للغزاة، وكما نلاحظ فإن المسلمين العرب قد وصلو اليوم إلى أسفل درك لهما وأعني مرتبة الجهل بالدور التاريخي لهذه الأمة.. فقد تشرذمت انتماءات المواطنين وزاد الإعلام العالمي من سعار الكراهية العنصرية بينهم وآن للرب أن يرسل مبعوثا يدعو لدين جديد قبل أن تفترس هذه الأمة نفسها..

خروج اهلنا من مخيم اليرموك وباقي مخيمات سورية من يخدم ولمصلحة من ومن هو المستفيد اسئلة اصبح من الضروري الاجابة عليها حتى نستطيع حل المشكلة من دخل الى المخيم لماذا فرغ المخيم من اهله تحرير مخيم اليرموك من ماذا كل الذي جرى وهو اكيد هوعملية ترانسفير للشعب الفلسطيني الى اماكن اكثر بعدا عن فلسطين وهي مؤامرة تديرها اسرائيل وتتحكم بها عن بعد والمشاركون من حيث يدرون او لايدرون قاموا بذلك واخر هذه المراحل هي القوة الناعمة السويد وكندا واستراليا والدانمارك حيث سوف تعمل هذه الدول على استقبال اللا جئين بدوافع انسانية كثر الله خيركم . ملاحظة: هذه المسرحية انا قرأتها في كتاب لكاتب اسرائيلي منذ خمس وعشرون سنة صدق او لاتصدق وكان موقع اللاجئين الفلسطينيين هو شمال العراق ومن ثم الى دول المهجر السويد وكندا و و . (الجمل): علاء، هل تذكر عنوان الكتاب ؟

في الإعادة إفادة من خلال مشاركاتي في شغب كنت قد طرحت عدة نقاط أود أن أعيد التأكيد عليها اولها هي أن راس الأفعى هو العدو الصهيوني الذي جند أدواته و مرتزقته لإضعاف جيشنا العربي السوري و كان لا بد لقيادتناالحكيمة من توجيه البندقية باتجاه فلسطين و الجولان المحتلين، حيث الدمار الذي حدث في البلاد و أعداد الشهداء و الضحايا تماثل ما قد يحدث في حربنا مع العدو؛ من يقول أن قرار الحرب و الأوضاع الدولية و الإقليمية لا تساند، الرد هو هل من حصار لم يفرض علينا! مجموعة من الصواريخ الاستراتيجية مع سيطرة تشويش إلكتروني لكانت و ما زالت تكفي لردع راس الأفعى مع الحاوي، أقول ما زالت، لان الوقت و ان داهمنا إلا انه لم يفت بعد خاصة بعد الأحداث المتسارعة إقليمياً و محلياً و دولياً. العدو الصهيوني و الناتو و أذنابهم العثمانيون الجدد و براميل النفط و الغاز يحاولون إيجاد أي فرصة للانقضاض علينا و لن يوفروا أية فرصة، لذا على قيادتنا السياسية و العسكرية المبادرة قبل فوات الأوان فالوقت الآن ليس لصالحنا. لست هنا أكثر من قارىء للتاريخ و من ثم المستقبل، حجم الحرب أكبر مما كنا نتصور و تحالف الأعداء كبير و المصاب جلل، لكن تضحيات و صمود الشعب السوري و جيشنا البطل أقوى من كل هذه التحديات و المؤامرات. و غداً لناظره قريب أخوكم القاضي (الجمل): عزيزي القاضي، أعتقد أن هذي مسألة عسكرية يقررها أهل الإختصاص، ولا أستطيع الإفتاء فيها، وأقدر جموحك، لكن كما يقال، الرأي قبل شجاعة الشجعان..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...