233 مليار دولار: حصيلة مساعدات واشنطن لتل أبيب

21-03-2013

233 مليار دولار: حصيلة مساعدات واشنطن لتل أبيب

تُجمع آراء المعلقين الإسرائيليين على أمرين ينطويان على مفارقة تبدو عبثية إلى حد ما: الأول، أن التوتر والنفور الذي كان قائماً بين باراك أوباما وبنيامين نتنياهو، لم يسبق أن سجل في تاريخ العلاقات الشخصية بين رئيس أميركي ورئيس وزراء إسرائيلي. الثاني، أن مستوى التعاون الأمني والعسكري بين تل أبيب وواشنطن لم يسبق أن بلغ المستوى الذي بلغه في عهد كل من أوباما ونتنياهو. والأهم هو أن حجم المساعدات الماليةيمنع محتجين من رفع لافتة ضد عنصرية اسرائيل في الخليل أمس (حازم بدر ــ أ ف ب) التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل سنوياً لم يتأثر خلال هذه الفترة، بل إن ما قدمته إدارة أوباما في ولايتها الأولى فاق حتى ما قدمته إدارة جورج بوش الابن، الذي يُعَدّ أكثر الرؤساء الأميركيين محاباة لإسرائيل، في ولايته الثانية. ولعل هذه المساعدات تُعَدّ أحد أبرز أوجه العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، علماً بأن قيمتها السنوية تقدَّر خلال الأعوام الأخيرة بنحو سدس الموازنة الأمنية الإسرائيلية. ولإدراك أهمية هذه المساعدات بالنسبة إلى إسرائيل يكفي أن يعلم المرء أن قيمتها الإجمالية التراكمية بين عامي 1950 و 2012 تبلغ ما نسبته 4 في المئة من مجمل الناتج القومي الإسرائيلي خلال هذه الفترة. وبلغة الأرقام، فإن واشنطن قدمت لتل أبيب منذ قيامها تحت عنوان المساعدات 233.6 مليار دولار، بحسب القيمة الواقعية الحالية، أو 112 مليار دولار، بحسب القيمة الاسمية الصافية. هذا ما تظهره معطيات مركز الأبحاث التابع للكونغرس الأميركي، مع الإشارة إلى أن هذه المعطيات لا تتضمن قيمة الضمانات المالية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل في الأعوام الأخيرة، والتي تقدر بـ 19 مليار دولار، كذلك فإنها لا تشمل التجهيزات العسكرية الفائضة التي وهبها الجيش الأميركي لنظيره الإسرائيلي.
وبدأت المساعدات الأميركية لإسرائيل عام 1949، حيث كانت مخصصة لغايات أولوية، مثل شراء المواد الغذائية واستيعاب المهاجرين اليهود، لكنها امتدت عام 1959 لتشمل المجال العسكري. وكانت القيمة الاسمية للمساعدات عام 1949 نحو 100 مليون دولار. ومع الوقت كانت تزداد بوتيرة مطّردة، إلى أن قفزت بنحو حاد في أعقاب حرب يوم الغفران، ومن ثم في أعقاب توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979 حين حصلت إسرائيل على كبرى المساعدات السنوية في تاريخها: 15.7 مليار دولار، بحسب القيمة الحالية، موزعة بين منح وقروض، أو 4.7 مليارات دولار بحسب القيمة الاسمية. وفي عام 1974، تحت عنوان ترميم قدرة الردع بعد حرب الغفران، بلغت المساعدات 12.5 مليار دولار بحسب القيمة الحالية، أو 2.6 مليار دولار بحسب القيمة الاسمية.
ومنذ مطلع الثمانينيات استقرت المساعدات السنوية على نحو 3 مليارات دولار، من ضمنها 1.8 مليار مخصصة للمساعدات العسكرية و1.2 مليار للمساعدات المدنية. وفي عام 1998، بادر رئيس الوزراء في حينه، بنيامين نتنياهو، إلى إجراءات ألغى بموجبها المساعدات المدنية واستبدلها بمساعدات عسكرية راوحت قيمتها الإجمالية السنوية بين 2.5 و 3 مليارات دولار سنوياً يخصص نحو 70 في المئة منها لشراء التجهيزات العسكرية من الشركات الأميركية.
وتشير المعطيات الرسمية للكونغرس إلى أن المساعدات زادت في الولاية الأولى لأوباما قياساً إلى الولاية الثانية لسلفه، جورج بوش الابن، الذي كان يُعَدّ الرئيس الأكثر محاباة لإسرائيل وتعاطفاً معها منذ قيامها. وتبلغ القيمة الإجمالية للمساعدات بين عامي 2009 و 2012 نحو 12 مليار دولار، قياساً إلى 11.43 مليار دولار للفترة الواقعة بين عامي 2005 و 2008. مع ذلك، لا تزال المساعدات التي قدمتها إدارة أوباما أقل قياساً إلى الولاية الأولى لبوش، التي بلغت خلالها بـ 15.47 مليار دولار.
وتأتي زيارة أوباما لإسرائيل في ظل العجز الضخم الذي تعانيه الموازنة الأميركية وبالتزامن مع النقاش الذي تشهده أروقة القرار في العاصمة الأميركية حول المدى الذي يجب أن ينعكس فيه هذا الأمر في مجال المساعدات لإسرائيل، وخصوصاً بعد أن أعلن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أخيراً أن طلب المساعدات لإسرائيل الذي تقدم به البيت الأبيض إلى الكونغرس لهذا العام، يتضمن أعلى رقم في تاريخ العلاقات، وهو 3.1 مليارات دولار.

محمد بدير

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...