الأسد يرهن الحل بالنيات الصادقة للأطراف الأخرى والإبراهيمي أمام مجلس الأمن الإثنين

20-09-2012

الأسد يرهن الحل بالنيات الصادقة للأطراف الأخرى والإبراهيمي أمام مجلس الأمن الإثنين

سجلت الأزمة السورية تطورين بارزين امس. ففيما كان الرئيس بشار الأسد، يستقبل وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، الآتي من القاهرة حيث انعقد اجتماع «اللجنة الرباعية» للبحث عن مخرج سياسي، ويعلن «أن مفتاح نجاح أي مبادرة هو النيات الصادقة»، مذكراً بأن المعركة ضد سوريا تستهدف «منظومة المقاومة» في المنطقة كلها، كانت قوى الجيش العربي السوري تحسم معركتها في الأحياء الثلاثة التي تسللت إليها المجموعات المسلحة المعارضة في جنوب العاصمة دمشق، وذلك مع تواصل الاستعدادات لانعقاد المؤتمر الموسع للمعارضة في دمشق الذي يلتئم بضمانات روسية، قبل ايام من تحرك ديبلوماسي في نيويورك مع بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. الأسد خلال استقباله صالحي في دمشق أمس (أ ف ب)
وتأتي زيارة صالحي، الذي أكد دعم طهران لجهود الحكومة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار، إلى دمشق بعد ساعات من زيارة إلى القاهرة، حيث شارك في اجتماع مع نظيريه التركي والمصري، كما التقى الرئيس المصري محمد مرسي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي شككت قطر و«المجلس الوطني السوري» المعارض بنجاح مهمته السورية.
إلى ذلك، أعلن السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر ويتينغ، الذي تتراس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، ان الإبراهيمي سيلتقي الإثنين المقبل سفراء دول مجلس الأمن لتقديم تقرير عن محادثاته في دمشق. وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن الأمين العام بان كي مون سيلتقي الإبراهيمي قبل لقائه أعضاء مجلس الأمن «خلال عطلة نهاية الأسبوع لدى وصوله إلى نيويورك».

وحذر مصدر روسي رفيع المستوى من أن دولا غربية تخطط لمد المسلحين في سوريا بكمية ضخمة من الأسلحة، بالإضافة إلى إرسال مقاتلين مأجورين إلى سوريا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الأسد بحث مع صالحي «تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات، بما يساهم في تمكين شعبي البلدين من التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تتسبب بها العقوبات الجائرة الأحادية الجانب التي تفرض عليهما، من اجل كسر إرادة البلدين، وتطويعها خدمة لمصالح الدول الغربية عامة وإسرائيل خاصة».
وأضافت «تم التباحث في آخر المستجدات التي تشهدها الأزمة في سوريا، حيث كانت الأجواء إيجابية للغاية ومهمة، وجرى خلالها التأكيد على مواصلة العمل بين البلدين واستمرار تنسيق الجهود الثنائية من أجل إنهاء هذه الأزمة». وأشار الأسد إلى «تقدير الشعب السوري للمساعي الإيرانية بهذا الخصوص».
واطلع الرئيس السوري من صالحي على «نتائج زيارته إلى القاهرة». وأكد الأسد أن «سوريا أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة، مع التأكيد أن مفتاح نجاح أي مبادرة هو النيات الصادقة لمساعدة سوريا، وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة، وفي مقدمتها احترام السيادة السورية وحرية قرار الشعب السوري ورفض التدخل الخارجي»، مضيفاً أن «المعركة التي تدور حالياً تستهدف منظومة المقاومة بأكملها، لا سوريا فقط».

وأكد صالحي، من جهته، «دعم بلاده غير المحدود للجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار، بعد الإصلاحات المهمة التي أقرتها سابقاً، وتجاوبت من خلالها مع المطالب الشعبية التي ظهرت في بداية الأزمة».
ونقلت وكالة «ارنا» عن صالحي إشارته، خلال اللقاء، إلى انه «ينبغي أن يتم توفير السبل للخروج من هذه الأزمة وعودة الأمن والهدوء إلى سوريا، من خلال حل سياسي سوري - سوري مبني علي الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة، وبعيداً عن التدخل الخارجي وإرسال السلاح إلى الجماعات المتطرفة، مع وقف العنف».
وكان صالحي بحث مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم «العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة، حيث وضع الوزير الإيراني الجانب السوري في أجواء الاتصالات التي تقوم بها طهران للمساعدة في إيجاد حل للأزمة في سوريا».
وكان صالحي قال، في تصريح لدى وصوله إلى مطار دمشق، إن سوريا «تواجه مشكلة، ونحن نتمنى أن تتم إدارة هذه المشكلة في اقرب فرصة». وأضاف «هدفنا من زيارة سوريا التشاور على المستويات السياسية كافة بخصوص هذه المشكلة، ونتمنى أن نصل إلى استنتاج ونتيجة واحدة لحل المشكلة». واعتبر أن هذا الحل «يكون فقط في سوريا وداخل الأسرة السورية، وكذلك بالمشاركة والتنسيق مع المؤسسات الدولية والإقليمية كافة».
وقال «نحن بحاجة لمشاركة دول المنطقة التي يمكن أن تؤدي دوراً وأن تكون قادرة على العمل كأسرة إقليمية واحدة كبيرة للتصدي للمشكلات المتعلقة بالمنطقة». وأضاف «ينبغي لنا التنسيق مع الدول التي يمكن أن تؤدي دوراً في المنطقة والمنظمات الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً لمحاولة إيجاد حل صادق» للأزمة السورية.

وكشف رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن طهران تجري محادثات مع مجموعات من المعارضة السورية، متهماً في الوقت ذاته بعض الدول بعرقلة جهود طهران لإيجاد حل سلمي للصراع في سوريا.
وقال لاريجاني، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية نشرت أمس، إن ديبلوماسيين إيرانيين اجروا محادثات مع جماعة الإخوان المسلمين السورية فضلا عن السلفيين المحافظين والليبراليين، وشجعوهم على قبول الإصلاحات الديموقراطية «بطريقة سلمية لا بواسطة العنف». ولم يكشف لاريجاني أسماء قادة المعارضة الذين شاركوا في الاجتماعات أو موعدها، واكتفى بالقول إنها عقدت في طهران، ولا تزال مستمرة، وأنها أحرزت تقدماً طفيفاً.
وبالنسبة إلى المبادرة المصرية لحل الأزمة السورية، أكد لاريجاني أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم على هذه المبادرة، معتبراً أنه «من الخطأ أن تتحد بعض البلدان وتتفق على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد»، مشيراً إلى انه ينبغي «على المعارضة السورية أن تعزز مشاركتها السياسية في عملية الإصلاح باعتبارها جزءاً من الشعب السوري بدلا من العمل على إزالة النظام».

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إن الجامعة ومجلس الأمن الدولي غير قادرين على حل الأزمة في سوريا ووقف إراقة الدماء، معتبراً أن الجامعة والمجتمع الدولي خذلا سوريا.
وحول مهمة الإبراهيمي، قال العربي «إنه لم يضع حتى الآن خطوطاً عامة لمهمته، ولم يطرح أي مقترحات حتى ينتهي من معرفة حقيقة ما يحدث على الأرض». وحمل «الحكومة السورية مسؤولية استمرار القتل والعنف لعدم استجابتها لمبادرات وطروحات الجامعة العربية التي تعبر عن مطالب الشعب السوري».
وشكك رئيس الحكومة ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في إمكانية نجاح مهمة الإبراهيمي. وقال «نحن على ثقة تامة في الأخضر الإبراهيمي، لكننا في الوقت ذاته لا نثق في الطرف الآخر، ولذلك أخشى أن يكون هناك استخدام سيئ لهذه العملية يخلف مزيداً من القتل، ومع ذلك فإننا نأمل أن يكون هناك حل، على الرغم من صعوبة الأوضاع هناك».
وقال رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض عبد الباسط سيدا، بعد اجتماع بحمد في الدوحة، «لقد ابلغنا القيادة القطرية ملاحظاتنا على موضوع ضم إيران إلى الرباعية». وأضاف «نحن إذ نقدر عودة مصر إلى المعادلات الإقليمية فإننا نعتقد أن إيران شريك في ما يجري في سوريا».
وحول مهمة الإبراهيمي، قال سيدا «إذا كانت مهمة الإبراهيمي محكومة بآليات مجلس الأمن، وبالتالي شبيهة بمهمة كوفي انان، فإننا لن نلتزم بها ».

من جهة أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التدخل العسكري ليس هو الحل لإنهاء الصراع في سوريا، بالرغم من أن الحكومة والمعارضة عازمتان على ما يبدو على حسمه بالقوة. ورأى بان كي مون أن عدم وجود نهاية في الأفق لهذا الصراع أمر "مثير للانزعاج"، ودعا إلى إطلاق حوار سياسي.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...