لافروف:السوريون فقط القادرون على تقرير مصيرهم بدون إملاءات خارجية

15-06-2012

لافروف:السوريون فقط القادرون على تقرير مصيرهم بدون إملاءات خارجية

جدد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف رفض بلاده قيام بعض الأطراف بتأجيج الوضع في سورية وقال "من المهم ألا نصب الزيت على النار من خلال الأعمال والخطوات أحادية الجانب وأي تصريحات انفعالية بالإضافة إلى التحريض المباشر على استخدام القوة من قبل المعارضة ورفض الحوار مع الحكومة".

وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في موسكو اليوم: "لدى روسيا والعراق اهتمام متبادل لبحث قضايا إقليمية ودولية ملحة وللعراق دور مهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيزداد وفق نجاح نهج الحكومة العراقية وإننا نتشارك الموقف الواحد لأجل التوصل إلى استقرار الوضع في المنطقة وعلى جميع الأطراف إبداء ضبط النفس وإجراء حوار شامل دون أي تدخل من الخارج.. وإنني على يقين بأنه يمكن الاستفادة من كل هذه المبادئ لأجل تسوية الوضع في سورية وخطة عنان هي الأساس المناسب لتحقيق تطلعات الشعب السوري نحو الأحسن والتطور الديمقراطي المستدام".

وقال لافروف: "لأجل ذلك بحثنا المبادرة الروسية الخاصة بعقد مؤتمر دولي بشأن سورية وبمشاركة العراق وهدفه جمع كل الأطراف في المنطقة لتنسيق خطوات عملية موحدة وتشجيع جميع الأطراف السورية على الجلوس إلى طاولة الحوار" لافتا إلى الدور المهم الذي يمكن أن يساهم به العراق في استقرار الوضع بسورية.

وردا على أسئلة الصحفيين أكد لافروف ضرورة مشاركة العراق والدول المجاورة في أي جهود دولية خاصة بسورية وقال: "بما يخص الضربات الأمريكية ضد الدول التي لا تحب أمريكا أنظمتها فإنني لم أسمع شيئاً حول إرادة أمريكية جدية لاستخدام القوة ضد سورية والأمريكيون يقولون إن كل الخيارات مفتوحة وموجودة على الطاولة.. وأعرف أنه لا توجد إرادة لمثل ذلك عند السلطات الأمريكية لاستخدام القوة خارج نطاق مجلس الأمن الدولي إضافة إلى أن مجلس الأمن لن يوافق على تغيير الأنظمة في أي دولة من العالم ونحن لن نسمح بذلك".

وقال لافروف: "نحن مستمرون في مشاوراتنا مع جميع الدول التي نعتبر أنه من المهم المشاركة معها في المؤتمر الدولي الخاص بسورية إضافة إلى مبادرة عنان حول إنشاء ما يسمى بمجموعة اتصالات حول سورية وهي تنسجم مع المبادرة الروسية وبعثنا لجميع الدول المعنية المقترحات حول المؤتمر وتم بحثها مع نظيري العراقي الذي أوافقه الرأي حول المشاركة الدولية بهذا المؤتمر".

وأكد لافروف أن الأوضاع في المنطقة صعبة وسيكون من الصعب ترتيب وتنسيق كل النواحي لإجراء هذا المؤتمر وقال "ما يهمنا مبدان الأول هو قضية المشاركة في هذا المؤتمر التي يجب أن تكون متمثلة بمشاركة جميع الأطراف الخارجية المعنية بما في ذلك الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن الدولي وجميع الدول المجاورة لسورية بما في ذلك العراق وتركيا والأردن ولبنان إضافة إلى السعودية وقطر وإيران والاتحاد الأوروبي ونود أن نحول الأوضاع في سورية إلى المسار السياسي ونحل المشكلة بطريقة سياسية بأسرع وقت ممكن بدلاً من التحريض على الصدام فمن المهم دعم جميع الدول المجاورة والمعنية بالأوضاع السورية بما فيها إيران".

وأضاف لافروف: "إن المبدأ الثاني هو أن المهم بالنسبة لنا مضمون هذا المؤتمر وأنا على يقين بوجوب مشاركة جميع الأطراف الخارجية المعنية في إطار هذا المؤتمر لبحث الطرق المشتركة من أجل تشجيع الأطراف السورية على الجلوس إلى طاولة الحوار وبحث جميع القضايا الملحة في سورية بين المعارضة والحكومة وفقاً لخطة عنان".

وأوضح لافروف أن البعض يقرؤون دور الأطراف الخارجية بطريقة أخرى وروسيا تعتبر أن السوريين فقط هم القادرون على تقرير مصيرهم بأنفسهم دون أي املاءات أو تدخلات من الخارج.

وقال لافروف: "وفي هذا الصدد قرأت اليوم في الصحافة أن الممثلة الرسمية للخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند صرحت أن الولايات المتحدة وروسيا تجريان مباحثات حول التحولات السياسية في سورية بعد تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة وإذا كانت هذه التصريحات حقيقية فهي عارية عن الصحة ونحن نرفض إجراء مثل هذه المشاورات إضافة إلى أننا ضد أي تدخلات وإملاءات في الشؤون السورية الداخلية ونحن لا نفرض على السوريين الحلول لمشاكلهم الداخلية".

ورداً على سؤال حول تصريحات الخارجية الفرنسية بوجود مشاورات مع روسيا حول التحولات السياسية المقبلة في سورية قال لافروف: "حول موضوع القضاء على الأنظمة في دولة ما فنحن لا نقوم بمثل هذه المشاورات ولا نشارك في عملية تغيير الأنظمة مهما كان الأمر من خلال خطوات أحادية الجانب أو مشاركة في أي مغامرات من هذا النوع".

وبشأن المبادرة لعقد مؤتمر حول سورية نهاية الشهر الجاري في جنيف قال لافروف: "إن هذا المقترح كان من قبل عنان والبحث جار فيه وفي حال بدأت المشاورات بشأنه في سياق السياسة فنحن جاهزون لها شريطة الالتزام بمبدأين الأول ترتيب المشاركة المناسبة فيه والثاني استخدام جميع قدرات الاطراف الخارجية المعنية في سورية من أجل تشجيع الأطراف السورية على عقد الحوار وإطلاق العملية السياسية داخل سورية وليس لطرح الحلول فهذا ليس المبدأ الروسي الأناني فالمبدأ الروسي يرمي إلى النجاح وتطبيق تطلعات الشعب السوري".

بدوره أكد وزير الخارجية العراقي أن أي اجتماع دولي حول سورية يجب أن تشارك فيه الدول المعنية بالشأن السوري ولاسيما دول الجوار ولن تقبل العراق بتهميش هذه الدول.

ولفت زيباري إلى أن "العراق يقف مع حرية الشعوب في تقرير مصيرها وخياراتها السياسية ودعم التحول السياسي ولكن بشكل منضبط يؤدي إلى الازدهار والاستقرار للشعب والدولة السورية".

وقال: "لقد بحثنا الوضع في سورية فالعراق معني بالدرجة الأولى بما يحصل في سورية باعتباره جارا لها وهناك علاقات وثيقة على المستوى الاجتماعي القبلي الاقتصادي التاريخي الحضاري معها ولنا حدود مشتركة بأكثر من600 كيلومتر مع الجارة سورية ولدينا آلاف العراقيين فيها لذلك ما يحصل من تداعيات يؤثر على الوضع في العراق وبقية دول الجوار أيضا".

وأشار زيباري إلى أن لافروف أطلعه خلال المباحثات أيضا على المبادرة الروسية بشأن الدعوة لعقد مؤتمر دولي أو مجموعة اتصال دولية لبحث الأوضاع في سورية في سبيل دعم خطة كوفي عنان مؤكدا أن أي تجمع دولي يحصل حول سورية يجب أن تكون الدول المعنية بالشأن السوري ولا سيما دول الجوار طرفا في هكذا اجتماع ولن نقبل بتهميش هذه الدول المعنية بسورية تحت أي ذريعة كانت.

وشدد زيباري ردا على أسئلة الصحفيين على أهمية التواصل والتشاور مع روسيا بخصوص أي مبادرة لأن الدور الروسي مهم جدا في الشأن الدولي والإقليمي والسوري مؤكدا أنه ليست هناك مبادرة مستقلة حاليا والجهد الدولي موحد لدعم خطة عنان وعمل المراقبين الدوليين.

ودعا زيباري إلى ممارسة الضغوط على جميع الأطراف للالتزام بخطة عنان لتحقق نتائجها مشيرا إلى أن المؤتمر الدولي الذي طرحته روسيا ربما يساعد في هذا الموضوع.

من جهة أخرى اعتبر الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سورية أن وتيرة العنف في الوقت الحالي أعاقت قدرة البعثة على المراقبة والتحقق والإبلاغ عنها وحدت من القدرة على المساعدة في "تواصل الحوار بين الأطراف المختلفة لضمان الاستقرار".

وأشار مود في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في فندق داما روز بدمشق تسلمت سانا نسخة منه إلى أن خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية هي ملك للأطراف السورية التي قبلت بها والمجتمع الدولي الذي ايدها "وليس لها بديل حتى الآن".
ورأى مود أن المراقبين الدوليين تعرضوا لمخاطر في الأيام العشرة المنصرمة نتيجة تصاعد وتيرة أعمال العنف وقال "إن الشعب السوري بمن فيهم المدنيون يعانون كثيرا وبعضهم حوصر أثناء العمليات المتسمة بالعنف".

وبين مود أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة ليست جامدة بل قابلة للتطوير وسيتم التشاور في مجلس الأمن خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة حول مهمة هذه البعثة وقال: "من المهم أن تمنح جميع الأطراف فرصة لها وأن يلعب المجتمع الدولي دورا في هذه المهمة ليتسنى للبعثة تحقيق تطلعات وطموح الشعب السوري".

يشار إلى أن بعثة المراقبين الدوليين تأسست بموجب قرار مجلس الأمن 2043 وتضم ثلاثمئة مراقب عسكري غير مسلح بالإضافة إلى عناصر مدنية أخرى وبدأت مهامها في 29 نيسان الماضي لمدة تستمر 90 يوما.

 وفي باريس أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم أن فرنسا ستزود المجموعات المسلحة في سورية بوسائل اتصال لمساعدتهم في تحقيق نوع من التفوق على القوات النظامية السورية.

وكشف فابيوس في تصريح لإذاعة /فرانس انتر/ أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أن الفرنسيين يفكرون على غرار ما قام به الأميركيون بتزويد المسلحين في سورية بوسائل اتصالات إضافية.

واعتبر الوزير الفرنسي الذي لم تترك حكومته مناسبة وعلى كل المستويات للتحريض على سورية وعلى التدخل العسكري ضدها وتبذل المساعي الحثيثة لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة فيها أن انتصار هذه المجموعات الإرهابية هو الحل للأزمة السورية.

وكانت فرنسا دعت قبل يومين إلى إدراج خطة عنان تحت الفصل السابع.

يشار إلى أن العديد من الصحف الغربية أكدت مساهمة فرنسا مع أميركا وبريطانيا في إرسال السلاح إلى المجموعات المسلحة في سورية ودعمها بوسائل الاتصال والخبرات.

المصدر:سانا

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...