نيويورك: ليبيا تُنقل من الوصاية إلى الإدارة الغربية

21-09-2011

نيويورك: ليبيا تُنقل من الوصاية إلى الإدارة الغربية

رسخ الغرب أمس، هيمنته المباشرة على «ليبيا الحرة»، التي وضعها تحت وصايته، واستخدم كبار المسؤولين الاميركيين والاوروبيين، ومعهم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مقر الأمم المتحدة في نيويورك، منبرا لتحديد جدول اعمال الليبيين حتى يتم القضاء نهائيا على العقيد الليبي الفار معمر القذافي الذي خرج امس بتسجيل صوتي جديد شدد فيه على أن نظامه لم يسقط، واصفاً ما يجري في ليبيا بأنه «مهزلة».أوباما وعبد الجليل في نيويورك أمس (أ ب أ)
وتم الاعتراف بالقيادة الليبية الجديدة، خلال اجتماع رسمي عقد في الأمم المتحدة، وحضره ممثلو قرابة 60 حكومة، من بينهم 21 رئيس دولة، حيث رفع علم الثوار الليبيين إلى جانب علم الأمم المتحدة. وكرس هذا الاجتماع تحول «مجموعة الاتصال من اجل ليبيا» إلى «مجموعة «أصدقاء ليبيا». وأنشئت مجموعة الاتصال في 29 آذار الماضي في لندن بمشاركة حوالى 30 بلدا وعدد من المنظمات الدولية، من بينها الأمم المتحدة والحلف الأطلسي والجامعة العربية. وهذه الهيئة هي التي وضعت آلية تجيز للمجلس الوطني الانتقالي تسلم أموال مجمدة تعود إلى نظام القذافي.
وخصص اجتماع «أصدقاء ليبيا»، أمس، لمواصلة  المحادثات بشأن سبل مساعدة ليبيا في جهود إعادة الإعمار، وإقامة مؤسسات  ديموقراطية، وقد شارك فيه
رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، الذي عقد محادثات، هي الأولى من نوعها، مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أكد دعمه للمجلس الوطني، معلناً عودة السفيرة الأميركي إلى ليبيا.
واعتبر أوباما، خلال الاجتماع، ان «الليبيين يكتبون اليوم فصلا جديدا من حياة أمتهم. وبعد أربعة عقود من الظلمات بات بإمكانهم أن يجولوا في الطرقات بعدما تحرروا من الطاغية». وشدد أوباما على أن «الليبيين هم الذين حرروا ليبيا»، معتبراً أن «ليبيا هي مثال لما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي عندما نكون موحدين».
ودعا اوباما إلى إجراء «انتخابات حرة ونزيهة» في ختام المرحلة الانتقالية من دون أن يحدد تاريخا لذلك.  وقال «نعرف جميعا ما تحتاج إليه ليبيا: مرحلة انتقالية منظمة، قوانين جديدة ودستور تحترم دولة القانون، أحزاب سياسية ومجتمع مدني متين. وللمرة الأولى في تاريخ ليبيا انتخابات حرة ونزيهة». 
وفي ظل استمرار المعارك في ليبيا، أكد أوباما أن مهمة الحلف الأطلسي في ليبيا ستتواصل، مشيراً إلى أنه «ما دام الليبيون مهددين فان المهمة التي يقودها الحلف الأطلسي لحمايتهم ستتواصل. وعلى الذين يواصلون المقاومة أن يفهموا أن النظام السابق انتهى، وحان الوقت لإلقاء السلاح والانضمام إلى ليبيا الجديدة».
وأعلن اوباما أن السفارة الأميركية ستفتح أبوابها مجددا هذا الأسبوع في طرابلس، قائلاً إن «السفير الأميركي في طريقه إلى طرابلس، وسيرفرف العلم الأميركي مجددا على سفارتنا هناك هذا الأسبوع».
أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، فدعا الليبيين إلى المصالحة الوطنية ووعد بمحاكمة القذافي. وطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي  بتحرك أكثر صرامة من المجتمع الدولي ضد أنظمة الحكم غير الديموقراطية، معتبراً أن على كل الدكتاتوريين في العالم أن يعرفوا أن المجتمع  الدولي سيتحرك.
وأضاف ان «فرنسا فخورة بمشاركتها في التحالف الدولي الذي يقدم المساعدة للشعب الليبي». وشدد على أن القذافي «سيحاكم» داعيا الليبيين الى التحلي «بشجاعة الصفح»
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن «هناك ثلاث أولويات  حاليا أمامنا:  أولا يجب أن نرسل رسالة واضحة إلى القذافي وأنصاره بإلقاء أسلحتهم.  أما بالنسبة  للقذافي نفسه  فيجب أن يتم تقديمه إلى العدالة بموجب القانونين الليبي والدولي». وبالنسبة للأولوية الثانية قال هيغ إن «على المجلس الوطني الانتقالي  مواصلة تحمل مسؤولياته  حتى تقف ليبيا  على قدميها مرة أخرى، وهو ما يتطلب  تنفيذا  سريعا لخطة لتلبية احتياجات ليبيا ولإحلال الأمن في البلدات المحررة والمدن». وتابع أن الأولوية الثالثة تتمثل في «أننا كممثلين للمجتمع الدولي نؤكد من  جديد التزامنا بدعم ليبيا الجديدة».
كذلك، أكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني دعم روما، منذ البداية، لطموحات  الشعب الليبي بكل الوسائل.
من جهته، قال عبد الجليل إن «شعب ليبيا قطع شوطا كبيرا على مسار  تحرير كافة أراضيه، لكنه ما زال يواجه تحديات كبيرة على المدى القريب والبعيد  بسبب وجود جيوب موالية لمعمر القذافي وصعوبات إطلاق المرحلة التنموية».
وأضاف:«إننا نؤمن بأن انتصارنا الحقيقي ونجاح ثورتنا لن يكونا بالقبض على بعض  المسؤولين من النظام السابق ومعاقبتهم، ولن يتحققا من خلال عملية القصاص والانتقام، بل من خلال تحقيق المبادئ والقيم التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف، والتي  قامت عليها هذه الثورة، وهي قيم العدالة والحق والمساواة والحرية والتسامح».
وأكد حرص المجلس على بناء دولة المؤسسات المدنية الديموقراطية التي يتم فيها تداول السلطة واحترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الرعايا الأجانب الموجودين في  ليبيا سيعاملون وفق القوانين والمواثيق الدولية. كما أكد حاجة بلاده إلى المساعدة والمساندة في حماية حدودها من تدفق العمالة غير القانونية.  
وأشار عبد الجليل إلى أن 25 ألف شخص على الأقل قتلوا في الانتفاضة الشعبية ضد القذافي، فيما جرح 50 ألفا آخرين. وشكر المجتمع الدولي على مساعدته ليبيا، ووعد بان أفراد نظام القذافي سيحاكمون، وأن محاكمتهم ستكون عادلة.   
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون متوجها إلى مصطفى عبد الجليل  ونائبه محمود جبريل «أرى العلم الليبي الجديد يرفرف خارج المبنى بالإضافة  إلى وجوده أيضا في القاعة... لقد قاتلتم بشجاعة على مدى الأشهر السبعة الماضية من أجل حقوقكم  وحرياتكم الأساسية، وكانت النساء والشباب في الطليعة، مطالبين بأن يكون لهم صوت  في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلادهم، وأريدكم أن تعرفوا،  وانتم تتطلعون إلى المستقبل، أن الأمم المتحدة ستدعمكم بكل طريقة ممكنة».
من جهته، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إن لبنان وليبيا اتفقا على ان يعقد في بيروت بتاريخ 24 تشرين الثاني المقبل، مؤتمر خاص لتشجيع الاستثمار في ليبيا، تأكيداً منهما على أهمية العمل المشترك من اجل بناء غد أفضل.
بدوره، قال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ان  القتال في ليبيا لم ينته بعد، مؤكدا أن مهمة الثوار في الوقت الحالي تقضي ببسط  نفوذ الحكم الجديد على الأراضي الليبية كافة.
الاتحاد الأفريقي
في هذا الوقت اعترف الاتحاد الافريقي، أخيراً، بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقال رئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيوما، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الافريقي، «الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا للشعب الليبي إلى حين تشكيل حكومة انتقالية شاملة لجميع الأطراف والتي ستشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الافريقي».
القذافي
قال القذافي في التسجيل الذي بثته قناة «الرأي» التي تتخذ من سوريا مقرا إن «ما يحصل في ليبيا مهزلة شرعيتها معلقة مع قنابل الجو التي لن تدوم». وأضاف «لا تفرحوا ولا تصدقوا ان هناك نظاما أطيح به، أو أن هناك نظاما فرض على الشعب الليبي بالقصف الجوي والبحري».
وقال القذافي إن «النظام السياسي في ليبيا هو نظام سلطة  الشعب الذي يمارسه كل الليبيين رجالا ونساء في المؤتمرات الشعبية  واللجان الشعبية وهذا النظام من المستحيل الإطاحة به». وتساءل «كيف  يطاح بنظام يتجسد في كل المواطنين الذين هم بالملايين... أما التشدق  بإطاحة نظام القذافي فهذا مدعاة للضحك ومدعاة للسخرية  بأصحابه، فليس للقذافي نظام سياسي حتى تمكن الإطاحة به، فالقذافي خارج السلطة منذ عام 1977 عندما سلم السلطة للشعب أمام  العالم وقامت الجماهيرية أي دولة الجماهير».

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...