خيط جديد في لغز اغتيال الحريري يوصل إلى الموساد ونائب بوش

02-10-2006

خيط جديد في لغز اغتيال الحريري يوصل إلى الموساد ونائب بوش

الجمل:  فيكتور أناتوليفيتش بوت، هو الاسم الكامل لتاجر السلاح العالمي المشهور، والذي تقول سيرته الذاتية، إنه من يهود طاجيكستان، ولد بتاريخ 13 كانون الثاني 1967بمدينة دوشامبي، وخلال أيام الاتحاد السوفييتي السابق، تلقى تعليمه، وتخرج من المعهد العسكري للغات الأجنبية عام 1991، في مدينة موسكو، وأصبح يجيد الحديث بستة لغات أجنبية بطلاقة، من بينها:  الروسية، الأوزبكية، الانجليزية، الفرنسية، والبرتغالية.
بعد تخرجه عمل مترجماً للجيش الروسي في أنجولا، وفي نفس العام، تم حل القاعدة العسكرية التي كان يعمل فيها، بسبب عمليات تصفية الجيش السوفييتي التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، كذلك فقد تضمنت خبرة فيكتور بوت، فترة عمل فيها ملاحاً في قاعدة فييتبسك العسكرية، وكان مجال اختصاصه يتمثل في تدريب قوات الكوماندوز الخاصة التابعة للقوات الجوية الروسية على استخدام اللغات الأجنبية من بين مهام أخرى.. وكان من بين الوظائف الأخرى لفيكتور بوت، العمل لفترة طويلة كضابط في جهاز الاستخبارات السوفييتية (كي.جي.بي: KGB).
بعد فترة من انهيار الاتحاد السوفييتي، وجد فيكتور بوت ورفقائه الآخرين أنفسهم بلا عمل، برغم تدريبهم العالي الكفاءة، وبعدها بدأ العمل عام 1993 مع شركة ترانسافيا المختصة بشحن الصادرات، وكانت آنذاك تقوم بعملية توصيل الإمدادات ومعاونة القوات البلجيكية في الصومال.. ثم قام بمد خدماته بعد ذلك إلى قوات (تحالف الشمال) الأفغانية، وأصبح أكثر قرباً من أحمد شاه مسعود، والجنرال عبد الرشيد دوستم، وخلال الفترة من عام 1992 إلى عام 1995م، بلغ إجمالي ما حصل عليه فيكتور بوت 50 مليون دولار، فقط من تعاملاته مع الفصائل الأفغانية.
في عام 1995م، قام فيكتور بوت بإنشاء شركة طيران ببلجيكا، حملت اسم ترانس أفييشان نيتورك غروب، وذلك بمدينة أوستيندا البلجيكية. وكانت هذه الشركة تركز عملياتها في نقل الأسلحة إلى قوات تحالف الشمال التي كان يتزعمها آنذاك الزعيم أحمد شاه مسعود، وتوقفت إمدادات فيكتور بوت عندما أطاحت حركة طالبان بتحالف الشمال وأخرجته من السلطة.
في أيار عام 1995م، اعترضت حركة طالبان إحدى طائرات شحن السلاح التابعة لفيكتور بوت، وفي آب من نفس العام استطاع المانحون التابعين لشركته الهرب من قبضة حركة طالبان، وفي تحول دراماتيكي أعقب ذلك  أصبح لحركة طالبان (زبوناً) جديداً لخدمات فيكتور بوت.
في عام 1997، بعد صدور تحقيق صحفي، سلط الأضواء على أنشطته في بلجيكا، بدأت السلطات البلجيكية بإجراء تحقيقاتها الشاملة عنه، خاصة وأن الشركة الناقلة للشحنات تعتبر بلجيكية، وعندها قام فيكتور بوت بالانتقال إلى العمل في الإمارات العربية المتحدة، وحصراً إمارة الشارقة، حيث قام بتأسيس وتكوين شركة إماراتية، أصبحت تمثل القاعدة الرئيسة لعملياته.
في عام 1995، كان فيكتور بوت قد نجح في القيام بتأسيس شركة أخرى، تعمل بشكل متواز ومترادف مع شركته الأخرى، وقد كان اسم هذه الشركة الثانية إيرسيس (Air Cess)، ومقرها في ليبيريا، وكانت تختص حصراً بعمليات نقل وتهريب السلاح لمناطق النزاعات في أفريقيا.
غطت شبكة عمليات فيكتور بوت كل من: أنجولا، الكاميرون، أفريقيا الوسطى، الكونغو زائير، غينيا الاستوائية، كينيا، ليبيريا، الكونغو الشعبية، رواندا، سيراليون، جنوب أفريقيا، سوازيلاند، أوغندا، ليبيا، والسودان.
كانت كل عمليات تهريب السلاح تمر عبر بلغاريا’ والتي كان فيكتور بوت يتردد عليها بانتظام كل شهر تقريباً طوال الفترة الممتدة من عام 1995 وحتى عام 2000م كانت عمليات فيكتور بوت تتميز بالطابع المزدوج، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
• كانت كل شحنة سلاح في رحلة الذهاب، تقابلها في رحلة الإياب شحنة من الماس، وذلك في تعاملاته مع المناطق التي تشمل ليبيريا، سيراليون، الكونغو الديمقراطية، أنجولا.
• كانت كل شحنة في رحلة الذهاب تقابلها في رحلة الإياب شحنة من الذهب في معاملاته مع متمردي جنوب السودان، والذين كانوايسيطرون على منطقة كيويتا الغنية بالذهب في جنوب السودان.
• كان ينقل الأسلحة للكثير من الفصائل المسلحة التي كانت تقوم بشن الحروب بالوكالة نيابة عن الدول والقوى الأخرى.
كان فيكتور بوت شديد المرونة والمراوغة في تحركاته، وكان يفرض قدراً هائلاً من السرية على عملياته وزبائنه، وقد تبين أنه كان يتعامل مع جميع الأطراف:
- في ليبيريا كان ينقل السلاح للحكومة، وايضاً لصالح المتمردين، ونفس الشيء كان يفعله في سيراليون، ويُقال: إنه كان يزود متمردي الكونغو الديمقراطية بالسلاح، وفي الوقت نفسه ينقل السلاح لصالح حكومة الكونغو.
- كان يقوم بعملية أخرى موازية لعمليات بيع السلاح، وهي عملية غسل وتبيض الأموال، ويقال: إنه كان صاحب (أكبر غسالة أموال) في منطقة الخليج العربي، وله العديد من الزبائن بين مديري المصارف في دبي، وعجمان، والشارقة، ورأس الخيمة.
حاولت الحكومة الأمريكية رفع اسمه من قائمة حظر مجلس الأمن الدولي، كذلك مارست أمريكا ضغوطاً على الانتربول والحكومة البلجيكية من أجل التوقف عن مطاردته.
تربط فيكتور بوت شبكة معاملات واسعة مع شركة هيلبيرتون التابعة لديك تشيني نائب الرئيس جورج بوش، وأيضاً له معاملات وعقودات مع الشركات الأمريكية التي تعمل لصالح القوات الأمريكية في العراق.. ويقال: إن طائراته كانت ومازالت تنقل الأسلحة للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، وذلك لأن فيكتور بوت يستعين بخدمات أفضل الطيارين في العالم، وبالذات ذوي القدرة والمهارة العالية في الهبوط على الأماكن النائية بسلام.
تعرضت الإدارة الأمريكية والبنتاغون لكثير من الانتقادات، بسبب أن البعض قد وجه نقداً للإدارة الأمريكية مفاده أن فيكتور بوت كان يقدم الدعم والسلاح لحركة طالبان والقاعدة المتورطتان في اعتداءات الحادي عشر من أيلول ضد أمريكا.
اصبح في علم البعض، أن سيارة الميتسوبيشي، التي استخدمت في تنفيذ عملية اغتيال رفيق الحريري، قد تم (تهريبها) من اليابان، ووصلت الى (الشارقة).. وحول وصولها إلى لبنان، قام الكاتب عمر نشابه على صفحات جريدة الأخباراللبنانية، بوضع فرضية تقوم على أساس اعتبارات أن هذه السيارة قد تم نقلها عبروسائط النقل التابعة لفيكتور بوت، وبالتالي فإن لجنة التحقيق الدولي مطالبة بالتدقيق في هذه الفرضية، ووضعها موضع الاعتبار.
إن هذه الفرضية، تجد دعماً وسنداً رئيساً لها، على أساس الاعتبارات الآتية:
- إن فيكتور بوت يهودي.. وبالتأكيد فإن نشاطاته ليست بعيدة عن دائرة عمل الموساد، خاصة وأن وثائق الأمم المتحدة، قد أكدت وجود ضباط ومسؤولين إسرائيليين بمناطق النزاعات في ليبيريا، سيراليون، الكونغو، زائير، وأنجولا.. وفي نفس الوقت الذي كان فيكتور بوت يزاول أنشطته في هذه المناطق.
- إسرائيل كما هو معروف لا تقوم بإنتاج الماس، وليس فيها مناجم لاستخراج الماس، وعلى غير العادة فوجئ العالم كله، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة بأن 95% من الماس الذي يصل إلى الأسواق الأوروبية، يأتي من إسرائيل، ووفقاً لشهادات منشأ إسرائيلية، (بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وسجلات بورصة انتويرب في بلجيكا، والتي تعتبر أكبر بورصة لتسويق الماس في العالم).
- أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً حمل عنوان( الماس الممول للصراعات)، وهو يحظر التعامل بالماس دون أن يكون مرفقاً معه شهادة منشأ توضح أصله، وبرغم ذلك فإن شهادات المنشأ الإسرائيلية تزور وتصدر.
هذه المعلومات تفسر لنا فرضية الارتباط الوثيق بين: النزاعات- تجارة تهريب السلاح- تجارة تهريب الماس- بورصة أنتويرب في بلجيكا- شركات فيكتور بوت في بلجيكا- شركة هليبرتون التابعة لديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي-انفتاح البنتاغون في التعامل مع فيكتور بوت.
ظل فيكتور بوت يتمتع بالحماية الكاملة من السلطات الخليجية، وبالذات من جانب سلطان حمد سعيد ناصر السويدي المستشار الخاص لحاكم الشارقة.
القراءة الواضحة، لشبكة فيكتور بوت تقول بالفرضية الآتية:
إن فيكتور بوت وثيق الصلة بالمخابرات الأمريكية، والمخابرات الإسرائيلية، وبأنه كان يقوم بنقل السلاح من شرق أوروبا (بدعم المخابرات الإسرائيلية ورجال الأعمال الإسرائيليين) إلى مناطق النزاعات، وكان مقابل ذلك يقوم بنقل الماس والذهب بحيث تقوم إسرائيل بإصدار شهادات المنشأ للماس المهرب (بحيث يتم الالتفاف على قرار مجلس الأمن).. كذلك يقوم فيكتور بوت بإدارة عمليات غسل الأموال في بنوك منطقة الخليج العربي، وذلك لتصفية محاسبة عمليات بيع الماس التي تتم ببورصة بلجيكا، بحيث يتسنى له دفع ثمن شحنات السلاح تحت غطاء الحماية التي توفرها له الأطراف الخليجية بدعم أمريكي، كذلك كان يقوم بعمليات دعم طالبان والقاعدة بتغطية من أطراف خليجية.. أما عملية نقل السيارة الميتسوبيشي من الشارقة إلى لبنان، فعلى الأغلب أن تكون عملية النقل قد تمت من الشارقة إلى إسرائيل، ثم بعد ذلك تم تهريبها بوساطة البحرية الإسرائيلية عن طريق بعض الوكلاء اللبنانيين، إلى داخل الأراضي اللبنانية، وتم استخدامها بعد ذلك في الجريمة.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...